الثلاثاء 24 جمادى الأول 1427 هـ 20 يونيو 2006 م العدد 12318
دفق قلم
الشيخ صالح الزهراني
عبدالرحمن صالح العشماوي
ما أجمل الذكر الحسن! وما أروع أن يكرِّر الناس كلمة - رحمه الله - كلَّما سمعوا اسم الإنسان، إنها نعمة عظيمة يغفل عنها المشغولون بدنياهم عن أخراهم، ولا يقدِّرها إلا مَنْ يعرف معنى الموت وما بعده وقيمة الدعاء للإنسان بعد أن يغادر هذه الحياة الدنيا.
والله إن قلب الإنسان ليكاد يطير من الفرح وهو يسمع دعاء الناس الصادق لعزيزٍ فارق الحياة، أباً كان أم أمَّاً، أم صديقاً، أم شيخاً أم غير ذلك.
الشيخ صالح الزهراني - رحمه الله - رجلٌ عاش حياته في طلب العلم والدعوة، وطلب العلم في مراحل مبكرة على أيدي بعض العلماء في الحرم المكي الشريف، فقد تلقَّى الحديث على يد الشيخ (عبدالحق الهاشمي) - رحمه الله - وتلقى الفقه والتفسير والعقيدة واللغة العربية على يد والدي - رحمه الله - وقد مرَّ زمنٌ دون علمي بعلاقته بوالدي، حتى إذا اتصل بي قبل سنوات، وأسمعني من جميل الكلمات عن ذكرياته مع الوالد في الحرم المكي الشريف، عرفت عمق علاقته به، وسعدت بذلك كل السعادة، وكان سبب اتصاله بي - رحمه الله - حرصه على إبلاغي بتلك العلاقة، وتشجيعه لي في مسيرتي الأدبية، ورغبته في أن أقرأ منظومته الوعظية قبل طباعتها، تلك المنظومة التي أطلق عليها اسم: (منظومة الجواهر الحسان، وعصمة الإخوان من فتن آخر الزمان).
ما أجمل أن يجد الإنسان مجالاً للتواصل مع أصدقاء أبيه، وما أجمل أن يكون ذلك في أجواء علمية نافعة، لقد رحَّبت به كلَّ الترحيب وأسمعته من كلمات الحب والتقدير ما شعرت أنني أدخلت به على نفسه الرِّضا، ثم اطَّلعت على منظومته التي بلغت مائة وستين بيتاً، أفرغ فيها خلاصة علمه وتجاربه في الحياة، وهي منظومة نونية يقول في مطلعها:
يا معشر الإخوان يا أهل النُّهَى
هذي نصيحة صادقٍ معْوانِ
ألَّفتُها نَظْماً ليسهل حفظها
للراغبين لها من الإخوانِ
ويستمر على هذا النهج الذي يراعي فيه القافية والوزن داعياً الناس إلى مجموعة من الآداب والأخلاق التي فرَّط فيها كثير من الناس في هذا الزمن.
الشيخ صالح الزهراني ظلَّ سنواتٍ إلى أن فارق الحياة قبل أيام، إماماً وخطيباً في جامع الملك سعود في جدة، وهو جامع معروف بما يجري فيه من الندوات والدروس العلمية التي تحظى باهتمام طلاَّب العلم.
وهو من الدُّعاة الذين ثبتوا على أسلوبهم الوعظي القديم، فأصبحوا نماذج حيَّةً لمرحلةٍ سابقةٍ من مراحل الوعظ والإرشاد، ولا شك أنهم قد شعروا بالفرق الكبير بين واقع الحياة اليوم، وواقعها قبل ثلاثين أو أربعين أو خمسين عاماً، وقد عبَّر لي هو - رحمه الله - كما عبَّر لي غيره من دعاةٍ جيله، عن هذه النَّقلة الهائلة في ثقافة الناس، وأساليب حياتهم، وبعض جوانب السلوك عندهم.
كان معنياً بالوعظ والإرشاد، وقد قام بدورٍ مبارك قديماً سواءٌ أكان في منطقته التي ينتمي إليها في (تهامة زهران) أم في جدة حيث أقام فيها سنواتٍ طويلة إلى أن لقي ربَّه.
له كتيِّب صغير بعنوان: (بدعة الاعتداء في الدعاء) وثَّقها بالأدلة من الكتاب والسنة منتقداً ما شاع في السنوات الأخيرة من إطالة الدعاء في رمضان والسجع فيه. رحم الله الشيخ صالح الزهراني وجميع موتى المسلمين.
إشارة
آمنتُ بالله، ما تبقى الحياة بنا
وإن صفا عيشنا فيها على حالِ
دفق قلم
الشيخ صالح الزهراني
عبدالرحمن صالح العشماوي
ما أجمل الذكر الحسن! وما أروع أن يكرِّر الناس كلمة - رحمه الله - كلَّما سمعوا اسم الإنسان، إنها نعمة عظيمة يغفل عنها المشغولون بدنياهم عن أخراهم، ولا يقدِّرها إلا مَنْ يعرف معنى الموت وما بعده وقيمة الدعاء للإنسان بعد أن يغادر هذه الحياة الدنيا.
والله إن قلب الإنسان ليكاد يطير من الفرح وهو يسمع دعاء الناس الصادق لعزيزٍ فارق الحياة، أباً كان أم أمَّاً، أم صديقاً، أم شيخاً أم غير ذلك.
الشيخ صالح الزهراني - رحمه الله - رجلٌ عاش حياته في طلب العلم والدعوة، وطلب العلم في مراحل مبكرة على أيدي بعض العلماء في الحرم المكي الشريف، فقد تلقَّى الحديث على يد الشيخ (عبدالحق الهاشمي) - رحمه الله - وتلقى الفقه والتفسير والعقيدة واللغة العربية على يد والدي - رحمه الله - وقد مرَّ زمنٌ دون علمي بعلاقته بوالدي، حتى إذا اتصل بي قبل سنوات، وأسمعني من جميل الكلمات عن ذكرياته مع الوالد في الحرم المكي الشريف، عرفت عمق علاقته به، وسعدت بذلك كل السعادة، وكان سبب اتصاله بي - رحمه الله - حرصه على إبلاغي بتلك العلاقة، وتشجيعه لي في مسيرتي الأدبية، ورغبته في أن أقرأ منظومته الوعظية قبل طباعتها، تلك المنظومة التي أطلق عليها اسم: (منظومة الجواهر الحسان، وعصمة الإخوان من فتن آخر الزمان).
ما أجمل أن يجد الإنسان مجالاً للتواصل مع أصدقاء أبيه، وما أجمل أن يكون ذلك في أجواء علمية نافعة، لقد رحَّبت به كلَّ الترحيب وأسمعته من كلمات الحب والتقدير ما شعرت أنني أدخلت به على نفسه الرِّضا، ثم اطَّلعت على منظومته التي بلغت مائة وستين بيتاً، أفرغ فيها خلاصة علمه وتجاربه في الحياة، وهي منظومة نونية يقول في مطلعها:
يا معشر الإخوان يا أهل النُّهَى
هذي نصيحة صادقٍ معْوانِ
ألَّفتُها نَظْماً ليسهل حفظها
للراغبين لها من الإخوانِ
ويستمر على هذا النهج الذي يراعي فيه القافية والوزن داعياً الناس إلى مجموعة من الآداب والأخلاق التي فرَّط فيها كثير من الناس في هذا الزمن.
الشيخ صالح الزهراني ظلَّ سنواتٍ إلى أن فارق الحياة قبل أيام، إماماً وخطيباً في جامع الملك سعود في جدة، وهو جامع معروف بما يجري فيه من الندوات والدروس العلمية التي تحظى باهتمام طلاَّب العلم.
وهو من الدُّعاة الذين ثبتوا على أسلوبهم الوعظي القديم، فأصبحوا نماذج حيَّةً لمرحلةٍ سابقةٍ من مراحل الوعظ والإرشاد، ولا شك أنهم قد شعروا بالفرق الكبير بين واقع الحياة اليوم، وواقعها قبل ثلاثين أو أربعين أو خمسين عاماً، وقد عبَّر لي هو - رحمه الله - كما عبَّر لي غيره من دعاةٍ جيله، عن هذه النَّقلة الهائلة في ثقافة الناس، وأساليب حياتهم، وبعض جوانب السلوك عندهم.
كان معنياً بالوعظ والإرشاد، وقد قام بدورٍ مبارك قديماً سواءٌ أكان في منطقته التي ينتمي إليها في (تهامة زهران) أم في جدة حيث أقام فيها سنواتٍ طويلة إلى أن لقي ربَّه.
له كتيِّب صغير بعنوان: (بدعة الاعتداء في الدعاء) وثَّقها بالأدلة من الكتاب والسنة منتقداً ما شاع في السنوات الأخيرة من إطالة الدعاء في رمضان والسجع فيه. رحم الله الشيخ صالح الزهراني وجميع موتى المسلمين.
إشارة
آمنتُ بالله، ما تبقى الحياة بنا
وإن صفا عيشنا فيها على حالِ
تعليق