لامية أبي طالب
لما خشي أبو طالب دهماء العرب أن يركبوه مع قومه قال قصيدته التي تعوذ فيها بحرم مكة وبمكانه منها ، وتودد فيها أشراف قومه وهو على ذلك يخبرهم وغيرهم في ذلك من شعره أنه غير مسلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تاركه لشيء أبدا حتى يهلك دونه:
ولما رأيت القوم لا ود فيهمو =وقد قطعوا كل العرى والوسائلِ
وقد صارحونا بالعداوة والأذى =وقد طاوعوا أمر العدو المزايل
صرت لهم نفسي بسمراء سمحة =وأبيض عضب من تراث المقاول
وأحضرت عند البيت رهطي وأسرتي = وأمسكت من أثوابه بالوصائل
أعوذ برب الناس من كل طاعن =علينا بسوء أو ملح بباطل
ومن كاشح يسعى لنا بمغيظة =ومن ملحق في الدين ما لم يحاول
وثور ومن أرسى ثبيرا مكانه =وراق ليرقى في حراء ونازل
وبالبيت-حق البيت-من بطن مكة =وبالله إن الله ليس بغافل
وبالحجر المسود إذ يمسحونه =إذا اكتنفوه بالضحى والأصائل
وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة=على قدميه حافيا غير ناعل
وأشواط بين المروتين إلى الصفا =وما فيهما من صورة وتماثل
وبالمشعر الأقصى ، إذا عمدوا له =الإل إلى مفضى الشراج القوابل
ومن حج بيت الله من كل راكب =ومن كل ذي نذر ومن كل راجل
وليلة جمع والمنازل من منى =وهل فوقها من حرمة ومنازل ؟
فهل بعد هذا من معاذ لعائذ ؟ =وهل من معيذ يتقي الله عادل ؟
كذبتم وبيت الله نترك مكة =ونظعن إلا أمركم في بلابل
كذبتم وبيت الله نبزى محمدا =ولما نطاعن دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله =ونذهل عن آبائنا والحلائل
وينهض قوم في الحديد إليكمو =نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل
وإنا لعمر الله إن جد ما أرى =لتلتبسن أسيافنا بالأماثل
بكفي فتى مثل الشهاب سميدع =أخي ثقو حامي الحقيقة باسل
وما ترك قوم - لا أبا لك - سيدا =يحوط الذمار غير ذرب مواكل
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه =ربيع اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم =فهم عنده في حرمة وفواضل
فعتبة لا تسمع بنا قول كاشح =حسود كذوب مبغض ذي دغائل
ومر أبو سفيان عني معرضا =كما مر قيل من عظام المقاول
تفر إلى نجد وبرد مياهه =وتزعم أني لست عنك بغافل
أمطعم لم أخذلك في يوم نجدة =ولا معظم عند الأمور الجلائل
أمطعم إن القوم ساموك خطة =وإني متى أوكل فلست بآكلي
جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا =عقوبة شر عاجلا غير آجل
فعبد مناف أنتمو خير قومكم =فلا تشركوا في أمركم كل واغل
وكنتم حديثا حطب قدر فأنتمو =الآن حطاب أقدر ومراجل
فكل صديق وابن أخت نعده =لعمري وجدنا غبه غير طائل
سوى أن رهطا من كلاب بن مرة=براء إلينا من معقة خاذل
ونعم ابن أخت القوم غير مكذب =زهيرا حساما مفردا من حمائل
لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد =وإخوته دأب المحب المواصل
فمن مثله في الناس أي مؤمل =إذا قاسه الحكام عند التفاضل ؟
حليم رشيد عادل غير طائش =يوالي إلها ليس عنه بغافل
فوالله لولا أن أجيء بسبة =تجر على أشياخنا في المحافل
لكنا اتبعناه على كل حالة =من الدهر جدا ، غير قول التهازل
لقد علموا أن ابننا لا مكذب =لدينا ، ولا يعنى بقول الأباطل
حدبت بنفسي دونه وحميته =ودافعت عنه بالذرى والكلاكل
لما خشي أبو طالب دهماء العرب أن يركبوه مع قومه قال قصيدته التي تعوذ فيها بحرم مكة وبمكانه منها ، وتودد فيها أشراف قومه وهو على ذلك يخبرهم وغيرهم في ذلك من شعره أنه غير مسلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تاركه لشيء أبدا حتى يهلك دونه:
ولما رأيت القوم لا ود فيهمو =وقد قطعوا كل العرى والوسائلِ
وقد صارحونا بالعداوة والأذى =وقد طاوعوا أمر العدو المزايل
صرت لهم نفسي بسمراء سمحة =وأبيض عضب من تراث المقاول
وأحضرت عند البيت رهطي وأسرتي = وأمسكت من أثوابه بالوصائل
أعوذ برب الناس من كل طاعن =علينا بسوء أو ملح بباطل
ومن كاشح يسعى لنا بمغيظة =ومن ملحق في الدين ما لم يحاول
وثور ومن أرسى ثبيرا مكانه =وراق ليرقى في حراء ونازل
وبالبيت-حق البيت-من بطن مكة =وبالله إن الله ليس بغافل
وبالحجر المسود إذ يمسحونه =إذا اكتنفوه بالضحى والأصائل
وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة=على قدميه حافيا غير ناعل
وأشواط بين المروتين إلى الصفا =وما فيهما من صورة وتماثل
وبالمشعر الأقصى ، إذا عمدوا له =الإل إلى مفضى الشراج القوابل
ومن حج بيت الله من كل راكب =ومن كل ذي نذر ومن كل راجل
وليلة جمع والمنازل من منى =وهل فوقها من حرمة ومنازل ؟
فهل بعد هذا من معاذ لعائذ ؟ =وهل من معيذ يتقي الله عادل ؟
كذبتم وبيت الله نترك مكة =ونظعن إلا أمركم في بلابل
كذبتم وبيت الله نبزى محمدا =ولما نطاعن دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله =ونذهل عن آبائنا والحلائل
وينهض قوم في الحديد إليكمو =نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل
وإنا لعمر الله إن جد ما أرى =لتلتبسن أسيافنا بالأماثل
بكفي فتى مثل الشهاب سميدع =أخي ثقو حامي الحقيقة باسل
وما ترك قوم - لا أبا لك - سيدا =يحوط الذمار غير ذرب مواكل
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه =ربيع اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم =فهم عنده في حرمة وفواضل
فعتبة لا تسمع بنا قول كاشح =حسود كذوب مبغض ذي دغائل
ومر أبو سفيان عني معرضا =كما مر قيل من عظام المقاول
تفر إلى نجد وبرد مياهه =وتزعم أني لست عنك بغافل
أمطعم لم أخذلك في يوم نجدة =ولا معظم عند الأمور الجلائل
أمطعم إن القوم ساموك خطة =وإني متى أوكل فلست بآكلي
جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا =عقوبة شر عاجلا غير آجل
فعبد مناف أنتمو خير قومكم =فلا تشركوا في أمركم كل واغل
وكنتم حديثا حطب قدر فأنتمو =الآن حطاب أقدر ومراجل
فكل صديق وابن أخت نعده =لعمري وجدنا غبه غير طائل
سوى أن رهطا من كلاب بن مرة=براء إلينا من معقة خاذل
ونعم ابن أخت القوم غير مكذب =زهيرا حساما مفردا من حمائل
لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد =وإخوته دأب المحب المواصل
فمن مثله في الناس أي مؤمل =إذا قاسه الحكام عند التفاضل ؟
حليم رشيد عادل غير طائش =يوالي إلها ليس عنه بغافل
فوالله لولا أن أجيء بسبة =تجر على أشياخنا في المحافل
لكنا اتبعناه على كل حالة =من الدهر جدا ، غير قول التهازل
لقد علموا أن ابننا لا مكذب =لدينا ، ولا يعنى بقول الأباطل
حدبت بنفسي دونه وحميته =ودافعت عنه بالذرى والكلاكل
تعليق