المدعون ماضيـًا وحاضرًا كثر ..
قليل من يقنع بما حباه الله من موهبة ، فتحدثه نفسه أن يجمع مع تلك غيرها حتى ولو انتفت فيه صفات الأخرى وتعذرت ..
المتنبي شاعر ما جاد الزمان بمثله ولن يجود ، شغل الناس وملأ الدنيا ..
بنى بشعره مجدًا ما زال قائمـًا وسيظل أمدًا أطول مما نتخيل ، لكنه لم يقتنع بهذا المجد وأراد أن يحصل على أكثر مما تحقق ..!
الخيل والليل والبيداء تعرفني *** والسيف والرمح والقرطاس والقلم
لا ، لا تكذب يا أبا الطيب ، فبعضها ينكرك ولم يرَ لك وجهـًا ..
نعم ، أنت فارس (كلمة) والقرطاس والقلم يعرفانك أكثر من نفسيهما ، فاقتصر عليهما ولا تزد فالادعاء قد يوردك موردًا لا نجاة لك منه ..
تمر الأيام والمتنبي لا يزال على ادعائه ، ولا يزال إصراره يزداد يومـًا بعد آخر ..
يمضي شاعرنا وخلفه غلامه الذي أرهقته كثرة الأسفار خلف سيده وليس له من أمنية غير الخلاص من هذا العذاب كي يستقر ويرتاح ..
يمضيان وما علما أن الرصد بل الموت والنهاية في انتظار السيد الشاعر ..
لوى العنان أبو الطيب لينجو بنفسه وكاد أن يكون له ما أراد لكن هيهات فـ (بيته) يحفظه غلامه أكثر من حفظه لاسمه ..
إلى أين يا سيدي ألست القائل :
الخيل والليل والبيداء .......
لا تكمل يا غلام ، لا تكمل فقد قتلتني ..
كلا والله ، لم يقتل الغلام سيده الذي فتن الناس بشعره وسلب قلوبهم ، بل قتله ادعاؤه وطمعه ورغبته في تحقيق المزيد ..!
كم كنت أتمنى أن يتخلى أبو الطيب أن ادعائه تلك اللحظة حتى ينجو ويطربنا بشعرٍ أجزم أنه سيكون أجمل من شعره الذي نقرأ الآن ، لكنه أصر فكانت النهاية..!
في رحيل شاعرنا دروس وعبر ، فليتنا نعتبر ، ليتنا ..
السوادي
قليل من يقنع بما حباه الله من موهبة ، فتحدثه نفسه أن يجمع مع تلك غيرها حتى ولو انتفت فيه صفات الأخرى وتعذرت ..
المتنبي شاعر ما جاد الزمان بمثله ولن يجود ، شغل الناس وملأ الدنيا ..
بنى بشعره مجدًا ما زال قائمـًا وسيظل أمدًا أطول مما نتخيل ، لكنه لم يقتنع بهذا المجد وأراد أن يحصل على أكثر مما تحقق ..!
الخيل والليل والبيداء تعرفني *** والسيف والرمح والقرطاس والقلم
لا ، لا تكذب يا أبا الطيب ، فبعضها ينكرك ولم يرَ لك وجهـًا ..
نعم ، أنت فارس (كلمة) والقرطاس والقلم يعرفانك أكثر من نفسيهما ، فاقتصر عليهما ولا تزد فالادعاء قد يوردك موردًا لا نجاة لك منه ..
تمر الأيام والمتنبي لا يزال على ادعائه ، ولا يزال إصراره يزداد يومـًا بعد آخر ..
يمضي شاعرنا وخلفه غلامه الذي أرهقته كثرة الأسفار خلف سيده وليس له من أمنية غير الخلاص من هذا العذاب كي يستقر ويرتاح ..
يمضيان وما علما أن الرصد بل الموت والنهاية في انتظار السيد الشاعر ..
لوى العنان أبو الطيب لينجو بنفسه وكاد أن يكون له ما أراد لكن هيهات فـ (بيته) يحفظه غلامه أكثر من حفظه لاسمه ..
إلى أين يا سيدي ألست القائل :
الخيل والليل والبيداء .......
لا تكمل يا غلام ، لا تكمل فقد قتلتني ..
كلا والله ، لم يقتل الغلام سيده الذي فتن الناس بشعره وسلب قلوبهم ، بل قتله ادعاؤه وطمعه ورغبته في تحقيق المزيد ..!
كم كنت أتمنى أن يتخلى أبو الطيب أن ادعائه تلك اللحظة حتى ينجو ويطربنا بشعرٍ أجزم أنه سيكون أجمل من شعره الذي نقرأ الآن ، لكنه أصر فكانت النهاية..!
في رحيل شاعرنا دروس وعبر ، فليتنا نعتبر ، ليتنا ..
السوادي
تعليق