طالعتنا جريدة المدينة قبل أيام بملحق إعلاني خاص عن منطقة الباحة... الملحق يأتي بمناسبة مرور عشرين عاماً على تولي الأمير محمد بن سعود امارة منطقة الباحة.
وللحقيقة فالباحة على مدار عشرين عاماً تحقق لها كباقي مناطقنا الكثير من المكتسبات لعل اهمها ما ذكره الملحق في طليعة تقديمه من (تنفيذ مشروع ازدواج طريق الجنوب ومشروع المياه من الشعيبة والجامعة التي ستبدأ العام الدراسي المقبل).
وغير ذلك الكثير من المشاريع في إطار البنى التحتية والتنموية العامة غير ان اللافت في تلك المقابلة التي اجراها معد الملحق الأخ/ عبدالرحمن ابو رياح مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة.
حديث الأمير جاء مغايراً لكل مضامين الملحق.. فالامير (الذي لا يهمه بريق الاضواء) لم يستغل الموقف لتضخيم الذات لكنه تحدث عن المشاكل الحقيقية التي تعاني منها منطقة الباحة - وحديثه حديث العارف ببواطن الامور، فكان الطبيب الذي يحرك بمبضعه كل مواقع الجراح وزاد الامر جلاء الصراحة والمصداقية والشفافية في حديث الأمير وهي سمات يعرفها عن سموه كل من اقترب منه أو تعامل معه.
''تحدث سموه عن العديد من القضايا التي تهم ابناء منطقة الباحة والتي تحتاج إلى اكثر من وقفة معها''
1- أول القضايا قضية المياه وهي قضية القضايا نظراً لما يمثله الماء كمصدر اساس في الحياة البشرية والحركة التنموية ونعرف كثيراً ان ازمة المياه الخانقة في الباحة خصوصاً في فصل الصيف وقد اجتهد الأمير للخروج من عنق الزجاجة (برأس محيسن) وهو مشروع محطة على شاطئ البحر الاحمر.. اوجد الارض واجريت الدراسات وعملت المخططات للمشروع غير ان وزارة المياه يبدو انها لا تشعر بمعاناة اهالي المنطقة وهو ما حدا بالامير إلى ان ياخذ بالمشروع إلى المنحى الآخر كمشروع استثماري دعا له الشركات المتخصصة ورجال الاعمال!!.
وشخصياً فاني لازلت ارمي بالكرة في ملعب وزارة المياه لتنفيذ هذا المشروع باعتبارها الجهة المسؤولة والوحيدة عنه ونتمنى ان نرى في القريب انفراجاً في هذه الازمة التي تمر على اهل الباحة بحد السكين!!!.
2- وثاني هذه القضايا اوضاع مشايخ القبائل في منطقة الباحة.. وهي اوضاع محزنة مضحكة ومبكية!!.
كم تتخيلون راتب شيخ القبيلة هناك؟؟
130 ريالاً في السنة!!..
تخيلوا!!.. نحن نتحدث عن 130 ريالاً في السنة ليست 130 ألفاً!!.
وللعلم فكل شيخ قبيلة في الباحة يتبعه ما بين الفين إلى عشرة الاف نسمة أو يزيدون وما يتبع هذا الرقم من (اوجاع مفاصل وصداع رأس وعوار قلب وشق جيب)!!.
فمن مطالبات الادارات الحكومية إلى اصلاح ذات البين إلى المناسبات إلى العادات القبلية ومتطلباتها، إلى اشياء كثيرة.. فماذا يفعل شيخ القبيلة؟!!.
مع الاسف بعضهم يبيع سيارته واشياءه الخاصة وبعضهم عليه اجندات طويلة من المديونيات من اجل الوفاء بمتطلبات قبيلته وفوق هذا فهو المطلوب الدائم وهو المسؤول الأول..
وباختصار شديد فمشايخ منطقة الباحة هم الاكثر تعباً وهم الاتعس حظاً!!
ومنذ اكثر من 30 عاماً ونحن نسمع عن دراسة اوضاع مشايخ قبائل الباحة إلا انها لحد الآن لم تر النور وعندي ثقة في ان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز كفيل بانهاء هذه المعاناة وتصحيح اوضاع مشايخ القبائل.
3- القضية الثالثة.. المركزية القاتلة التي تتعامل بها مراجعنا الوزارية مع مرافقها في المناطق.
هذه المركزية جعلت من الادارات الحكومية اشبه بدوائر مغلقة لا تجد لذاتها مخرجاً منها امام طلبات اهالي المناطق وهو ما يؤدي إلى تعطيل المشاريع ونقص الخدمات. وعندما قال الأمير محمد (الادارات الحكومية في الباحة مغلوبة على امرها) هو يعني هذه القضية بكل ابعادها وما يؤكده سموه هنا يتطابق مع ما سبق ان طرحه الامير سعود بن عبدالمحسن أمير حائل من ضرورة إعطاء امراء المناطق صلاحيات اوسع في مجال مشاريع وميزانيات المناطق.
ان هذا يقود إلى إعطاء مزيد من المرونة في حركة الادارات الحكومية بصورة اسهل واسرع!!. وما اتمناه هو ان نجد ذات يوم كل منطقة ترفع خططها مجمعة مباشرة إلى مجلس الوزراء لاقرارها.
اعرف ان هذا يحتاج إلى دراسة ولكن لماذا لا تكون طالما ان الامر في النهاية يأتي لصالح المناطق ولصالح التنمية فيها؟؟!!.
4- وعن (الفندقة) في الباحة فيا قلب لا تحزن لا يوجد بها إلا فندق واحد وصفه الامير (بأنه لا يستحق إلا نجمة واحدة) ومن نافلة القول انه لا يليق باستضافة كبار زوار المنطقة.
وكالعادة اجريت دراسات ومطالبات من قبل الأمير إلا ان وزارة المالية ترفض التمويل ولا ادري ان كانت وزارة المالية لازالت ترى الباحة هجرة صغيرة لا تستحق اكثر من فندق؟
او انها لا ترى الباحة كمنطقة هامة على خارطة السياحة في بلادنا؟؟!!.
في كل ارض الله المناطق السياحية لابد ان تكون بها خدمات فندقية يجد بها السائح مستقره ومتعته!!
5- وتحدث الأمير عن كثير من قضايا المنطقة في ثنايا المقابلة.
وفي كل حديثه تشم مصداقية متناهية رائعة لا يسترها مداراة أو عدم اعتراف بواقع!! .. وللحقيقة فقد سعدت كثيراً.. كثيراً بهذا الحديث وعلى هكذا منوال.
واتمنى ان تجد هذه المضامين صداها لدى المسؤولين.
شكراً سمو الأمير!!
خاتمة:
المكاشفة في الكثير من قضايانا اوقع الف مرة من المجانبة لها!!
a.alzahrani@hotmail.com
وللحقيقة فالباحة على مدار عشرين عاماً تحقق لها كباقي مناطقنا الكثير من المكتسبات لعل اهمها ما ذكره الملحق في طليعة تقديمه من (تنفيذ مشروع ازدواج طريق الجنوب ومشروع المياه من الشعيبة والجامعة التي ستبدأ العام الدراسي المقبل).
وغير ذلك الكثير من المشاريع في إطار البنى التحتية والتنموية العامة غير ان اللافت في تلك المقابلة التي اجراها معد الملحق الأخ/ عبدالرحمن ابو رياح مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة.
حديث الأمير جاء مغايراً لكل مضامين الملحق.. فالامير (الذي لا يهمه بريق الاضواء) لم يستغل الموقف لتضخيم الذات لكنه تحدث عن المشاكل الحقيقية التي تعاني منها منطقة الباحة - وحديثه حديث العارف ببواطن الامور، فكان الطبيب الذي يحرك بمبضعه كل مواقع الجراح وزاد الامر جلاء الصراحة والمصداقية والشفافية في حديث الأمير وهي سمات يعرفها عن سموه كل من اقترب منه أو تعامل معه.
''تحدث سموه عن العديد من القضايا التي تهم ابناء منطقة الباحة والتي تحتاج إلى اكثر من وقفة معها''
1- أول القضايا قضية المياه وهي قضية القضايا نظراً لما يمثله الماء كمصدر اساس في الحياة البشرية والحركة التنموية ونعرف كثيراً ان ازمة المياه الخانقة في الباحة خصوصاً في فصل الصيف وقد اجتهد الأمير للخروج من عنق الزجاجة (برأس محيسن) وهو مشروع محطة على شاطئ البحر الاحمر.. اوجد الارض واجريت الدراسات وعملت المخططات للمشروع غير ان وزارة المياه يبدو انها لا تشعر بمعاناة اهالي المنطقة وهو ما حدا بالامير إلى ان ياخذ بالمشروع إلى المنحى الآخر كمشروع استثماري دعا له الشركات المتخصصة ورجال الاعمال!!.
وشخصياً فاني لازلت ارمي بالكرة في ملعب وزارة المياه لتنفيذ هذا المشروع باعتبارها الجهة المسؤولة والوحيدة عنه ونتمنى ان نرى في القريب انفراجاً في هذه الازمة التي تمر على اهل الباحة بحد السكين!!!.
2- وثاني هذه القضايا اوضاع مشايخ القبائل في منطقة الباحة.. وهي اوضاع محزنة مضحكة ومبكية!!.
كم تتخيلون راتب شيخ القبيلة هناك؟؟
130 ريالاً في السنة!!..
تخيلوا!!.. نحن نتحدث عن 130 ريالاً في السنة ليست 130 ألفاً!!.
وللعلم فكل شيخ قبيلة في الباحة يتبعه ما بين الفين إلى عشرة الاف نسمة أو يزيدون وما يتبع هذا الرقم من (اوجاع مفاصل وصداع رأس وعوار قلب وشق جيب)!!.
فمن مطالبات الادارات الحكومية إلى اصلاح ذات البين إلى المناسبات إلى العادات القبلية ومتطلباتها، إلى اشياء كثيرة.. فماذا يفعل شيخ القبيلة؟!!.
مع الاسف بعضهم يبيع سيارته واشياءه الخاصة وبعضهم عليه اجندات طويلة من المديونيات من اجل الوفاء بمتطلبات قبيلته وفوق هذا فهو المطلوب الدائم وهو المسؤول الأول..
وباختصار شديد فمشايخ منطقة الباحة هم الاكثر تعباً وهم الاتعس حظاً!!
ومنذ اكثر من 30 عاماً ونحن نسمع عن دراسة اوضاع مشايخ قبائل الباحة إلا انها لحد الآن لم تر النور وعندي ثقة في ان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز كفيل بانهاء هذه المعاناة وتصحيح اوضاع مشايخ القبائل.
3- القضية الثالثة.. المركزية القاتلة التي تتعامل بها مراجعنا الوزارية مع مرافقها في المناطق.
هذه المركزية جعلت من الادارات الحكومية اشبه بدوائر مغلقة لا تجد لذاتها مخرجاً منها امام طلبات اهالي المناطق وهو ما يؤدي إلى تعطيل المشاريع ونقص الخدمات. وعندما قال الأمير محمد (الادارات الحكومية في الباحة مغلوبة على امرها) هو يعني هذه القضية بكل ابعادها وما يؤكده سموه هنا يتطابق مع ما سبق ان طرحه الامير سعود بن عبدالمحسن أمير حائل من ضرورة إعطاء امراء المناطق صلاحيات اوسع في مجال مشاريع وميزانيات المناطق.
ان هذا يقود إلى إعطاء مزيد من المرونة في حركة الادارات الحكومية بصورة اسهل واسرع!!. وما اتمناه هو ان نجد ذات يوم كل منطقة ترفع خططها مجمعة مباشرة إلى مجلس الوزراء لاقرارها.
اعرف ان هذا يحتاج إلى دراسة ولكن لماذا لا تكون طالما ان الامر في النهاية يأتي لصالح المناطق ولصالح التنمية فيها؟؟!!.
4- وعن (الفندقة) في الباحة فيا قلب لا تحزن لا يوجد بها إلا فندق واحد وصفه الامير (بأنه لا يستحق إلا نجمة واحدة) ومن نافلة القول انه لا يليق باستضافة كبار زوار المنطقة.
وكالعادة اجريت دراسات ومطالبات من قبل الأمير إلا ان وزارة المالية ترفض التمويل ولا ادري ان كانت وزارة المالية لازالت ترى الباحة هجرة صغيرة لا تستحق اكثر من فندق؟
او انها لا ترى الباحة كمنطقة هامة على خارطة السياحة في بلادنا؟؟!!.
في كل ارض الله المناطق السياحية لابد ان تكون بها خدمات فندقية يجد بها السائح مستقره ومتعته!!
5- وتحدث الأمير عن كثير من قضايا المنطقة في ثنايا المقابلة.
وفي كل حديثه تشم مصداقية متناهية رائعة لا يسترها مداراة أو عدم اعتراف بواقع!! .. وللحقيقة فقد سعدت كثيراً.. كثيراً بهذا الحديث وعلى هكذا منوال.
واتمنى ان تجد هذه المضامين صداها لدى المسؤولين.
شكراً سمو الأمير!!
خاتمة:
المكاشفة في الكثير من قضايانا اوقع الف مرة من المجانبة لها!!
a.alzahrani@hotmail.com