يروى أن ضيفـًا حل بساحة كريمٍ وزوجته ..
والضيف حين يحل بأي منزل في ذاك الوقت يكون المنزل في حالة من الطوارئ إلى أن يغادره ..
مهمة إكرام الضيف موزعة بين رب البيت وربته ..
فالرجل عليه البشاشة والترحيب والمؤانسة..
وعليها تقديم (القرى ) الذي (يجمِّل ) و( يبيض ) الوجه ..
مكان عمل ممارسة المرأة لدورها ليس ببعيد عن الفراش الذي يجلس عليه الضيف والمضيف ، فعادة البادية في ذلك الزمن تسمح ولا حرج ..!
يصدر من المرأة ما تستحي الحرة العربية الأبية أن يصدر من مثلها ، ولحسن الحظ أن ابنها ذا الأربعة أعوام يجلس بجوارها ، وبحسن تصرف وسرعة بديهة تضرب الولد وتتبع الضرب بتأنيب وأمر ..
( عيب قم واذهب إلى أبيك ) ..
يذهب الصغير حاملاً على كتفه الأيمن ( تهمة ) ظالمة خرجت بموجبها الأم من مأزق لا تحسد عليه ..!
وإلى جوار أبيه يجلس البريء ، لكن على ما يبدو أن وجوده كان (نحسًا ) على من حوله تلك الساعة ..
الأب يرفع صوته مسترسلاً ومتفننـًا في سرد ( السواليف ) والتي عادة ما تحمل بعضـًا من مغامراته ..
نفس الصوت لكنه مزلزل هذه المرة ، لم يستطع إخماد الصوت إلاّ تلك (الضربة ) المدوية بين كتفي الصغير :
قم إلى أمك لا بارك الله فيك ولا فيها ، أما تستحي ؟
هي التهمة الثانية يحملها على كتفه الأيسر ورغم ثقلهما – أعني الأولى والثانية – ينهض لا ليتجه إلى أمه بل ليتخذ مكانـًا منزويـًا عن العيون عل الله أن يظهر براءته ..
لا أدري فلعلها ( عدوى ) لن يسلم منها أحدٌ ..
الضيف يرغب في إثبات ذاته و (بناء ) مكانة له في عيني المرأة التي تسمع ما يدور حولها وتطرب لما يقصه كل منهما للآخر ( الزوج والضيف )..
الصوت هو الصوت لكن المنقذ هذه المرة غير موجود ..
الأمر مكشوف ولا غطاء ..
إذًا ، على الضيف أن يتحول إلى الدفاع بالرغم من أن وسائل الهجوم كانت مهيأة له وكان من الممكن ألاّ تصل به الحال إلى هذه الدرجة ، لكنه ليس بمعزل عن أبناء يعرب الذين دائمـًا ما تكون المبادرة في أيديهم فلا يفعلون بل سرعان ما يتحولون إلى مواقع الدفاع ..
ينادي الضيف ويطلب إحضار الولد بالسرعة القصوى ، لماذا ؟
ليضربه كي يتحمل التهمة الثالثة ، فقد حملها مرتين من أقرب الأقربين و من باب أولى أن يأخذها من الغريب ولا غضاضة ..!
نداؤه لم يكن رغبة في ضرب الصغير ، بقدر ما هو رسالة إلى المضيف وزوجته أنه صاحٍ ، وأن ضربهما لصغيرهما لم يمرر عليه ، وبالتالي فالثلاثة في ( الهوى سواء ) - كما يقال – ومن تسول له نفسه الابتسامة فلتكن على نفسه وحاله ..!
قصة أخرجتها لكم من ( أرشيف ) الذاكرة ، ولا تسألوني عن مناسبة وضعها هنا ..!
السوادي
والضيف حين يحل بأي منزل في ذاك الوقت يكون المنزل في حالة من الطوارئ إلى أن يغادره ..
مهمة إكرام الضيف موزعة بين رب البيت وربته ..
فالرجل عليه البشاشة والترحيب والمؤانسة..
وعليها تقديم (القرى ) الذي (يجمِّل ) و( يبيض ) الوجه ..
مكان عمل ممارسة المرأة لدورها ليس ببعيد عن الفراش الذي يجلس عليه الضيف والمضيف ، فعادة البادية في ذلك الزمن تسمح ولا حرج ..!
يصدر من المرأة ما تستحي الحرة العربية الأبية أن يصدر من مثلها ، ولحسن الحظ أن ابنها ذا الأربعة أعوام يجلس بجوارها ، وبحسن تصرف وسرعة بديهة تضرب الولد وتتبع الضرب بتأنيب وأمر ..
( عيب قم واذهب إلى أبيك ) ..
يذهب الصغير حاملاً على كتفه الأيمن ( تهمة ) ظالمة خرجت بموجبها الأم من مأزق لا تحسد عليه ..!
وإلى جوار أبيه يجلس البريء ، لكن على ما يبدو أن وجوده كان (نحسًا ) على من حوله تلك الساعة ..
الأب يرفع صوته مسترسلاً ومتفننـًا في سرد ( السواليف ) والتي عادة ما تحمل بعضـًا من مغامراته ..
نفس الصوت لكنه مزلزل هذه المرة ، لم يستطع إخماد الصوت إلاّ تلك (الضربة ) المدوية بين كتفي الصغير :
قم إلى أمك لا بارك الله فيك ولا فيها ، أما تستحي ؟
هي التهمة الثانية يحملها على كتفه الأيسر ورغم ثقلهما – أعني الأولى والثانية – ينهض لا ليتجه إلى أمه بل ليتخذ مكانـًا منزويـًا عن العيون عل الله أن يظهر براءته ..
لا أدري فلعلها ( عدوى ) لن يسلم منها أحدٌ ..
الضيف يرغب في إثبات ذاته و (بناء ) مكانة له في عيني المرأة التي تسمع ما يدور حولها وتطرب لما يقصه كل منهما للآخر ( الزوج والضيف )..
الصوت هو الصوت لكن المنقذ هذه المرة غير موجود ..
الأمر مكشوف ولا غطاء ..
إذًا ، على الضيف أن يتحول إلى الدفاع بالرغم من أن وسائل الهجوم كانت مهيأة له وكان من الممكن ألاّ تصل به الحال إلى هذه الدرجة ، لكنه ليس بمعزل عن أبناء يعرب الذين دائمـًا ما تكون المبادرة في أيديهم فلا يفعلون بل سرعان ما يتحولون إلى مواقع الدفاع ..
ينادي الضيف ويطلب إحضار الولد بالسرعة القصوى ، لماذا ؟
ليضربه كي يتحمل التهمة الثالثة ، فقد حملها مرتين من أقرب الأقربين و من باب أولى أن يأخذها من الغريب ولا غضاضة ..!
نداؤه لم يكن رغبة في ضرب الصغير ، بقدر ما هو رسالة إلى المضيف وزوجته أنه صاحٍ ، وأن ضربهما لصغيرهما لم يمرر عليه ، وبالتالي فالثلاثة في ( الهوى سواء ) - كما يقال – ومن تسول له نفسه الابتسامة فلتكن على نفسه وحاله ..!
قصة أخرجتها لكم من ( أرشيف ) الذاكرة ، ولا تسألوني عن مناسبة وضعها هنا ..!
السوادي
تعليق