Unconfigured Ad Widget

Collapse

بن مشني... رجل دوس الذي قهر الصعاب

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الزهــ(ماجد)ــراني
    عضو
    • Apr 2006
    • 1

    بن مشني... رجل دوس الذي قهر الصعاب

    عندما يموت الحكماء والعظماء .. تظلم الارض ونشعر ان نجوم السماء المتوهجة باتت تتهاوى وسط احتلال ظلام قسري.. فتعتلي الوجود سحائب دهماء موحشة ..
    نعم كانت تلك الليلة المظلمة في وجودنا عندما فارقنا الكريم والحكيم الشيخ [glow=0033FF]علي بن مشني الزهراني [/glow]رحمه الله رحمة واسعة ..
    فلم يكن يوم الخميس 6/6/1420 هـــ يوما عاديا أبدا .. يشهد بذلك جامع ابن عباس بالطائف الذي اكتظ بالمصلين والمعزين .. وتشهد بذلك دموع وآهات نزفت على قبره .. فعزاء ذلك الرجل لم يكن عائليا أو نخبويا بل كان شعبويا حقا حيث احتشد الناس بمختلف مشاربهم وطبقاتهم هناك ..
    كنت ممن شيعوه وودعوه .. فلم اصدم أبدا من وشم الحزن الذي كان سمة بارزة فى وجوه المعزين ..
    لم استنكر أبدا تلك الدموع التي تناثرت على وجوه الرجال كزخات المطر .. فهناك بكى الكبار قبل الصغار .. وهناك بكى المقيمون قبل المواطنون .. وبكت القبائل كافة قبل ان تبكي زهران خاصة ..
    نعم .. كان الموقف عظيما آنذاك لكن الصبر على فراق من أحببناه وفقدناه كان في القلوب أعظم .. فلم نسمع هناك سوى عبارات الاسترجاع والحوقلة ..
    ** كان الانتماء إلى القبيلة والوطن ديدن أبا مشني رحمه الله ..فما ان يسمع باستغاثة زهران في أي قضية حتى يهب مسرعا ومشاركا إما برائي حكيم أو دعم عظيم ..
    عرف بكلمة الحق في مجالس الصلح فلم تكن تأخذه لومة لائم في الحق .. لذا انطفأت على يديه مشاكل كبيرة وردم بحكمته هوات جسيمة ..
    كنت يوم وداعه امسك بيدي صديق عمره الذي جاوز السبعين خريفا العم / ضيف الله بن موقد الذي لم اره طوال عمري وقربي اليه حزينا وباكيا كتلك الليلة .. فقد بكى حتى خلت أن الكمد والحزن قاتله .. قال لي إبان محاولتي تهدئته .. ’’ مات رفيق دربي الغالي .. مات الصديق ومات من عاش يخدم الأصدقاء ‘‘..عندها أيقنت أن جرحه أعمق من كلمات مواساتي له ..
    وأنا هنا نسطر شئ يسيرا من أمجاده كونها علما بارزا في زهران فقد ولد في قرية القامة بدوس عام 1350هـ وترعرع بها حتى بلغ السادسة عشر من عمره فسافر للبحث عن عمل فكان من أوائل أبناء المنطقة الذين التحقوا بشركة ارامكو السعودية آنذاك ..
    فاستطاع في فترة وجيزة ان يبني ذاته معتمدا بعد الله على ذكاءه الحاد وهمته الوثابة ليتمكن من الاستقلال بذاته حيث اقتحم سوق المقاولات فأنشئ مؤسسة بن مشني التي سرعان ما ذاع صيتها بين المؤسسات المرموقة التي اتخذت استراتيجيه ثابتة ومدروسة في التعامل المتقن فحصلت على العديد من العقود الحكومية ورست عليها المناقصات الرسمية بعد أن باتت مضربا للانجاز والانضباط
    وبالرغم من مشاغل المتعددة ــــــ رحمه الله ـــــ وارتباطاته الدائمة في شتى مناطق ومدن المملكة واندماجه في حياة المدنية إلا أن ذلك لم ينسيه ربعه ومسقط رأسه حيث سعى مع نخبة من الأكفاء إلى تطوير المنطقة وذلك بمخاطبة جهات رسمية متعددة ومطالبتهم المستمرة بتأمين بعض الخدمات التي كانت تفتقر إليها المنطقة آنذاك.. وبالفعل نجح بن مشني رحمه الله في اكتساب ثقة وزارة المعارف ليكون أول متعهد بدوس لتغذية طلاب المدارس إلى جانب نقل الطلاب من منازلهم إلى المدارس وكانت خطوة غير مسبوقة في المنطقة ثم تمكن من الحصول على أول عقد لنقل البريد السطحي والطواف في المنطقة بعد أن نجح في افتتاح أول مكتب بريد في دوس والذي خدم المنطقة والأهالي بشكل كبير .. ثم قام بتنفيذ عدد من المشاريع الحكومية في المنطقة التي أسهمت في المحافظة على البيئة كإنشاء المشاتل في كل من وادي مشنية ووادي مدهاس وكذلك جبل السكران في الباحة ..
    ولم يتوقف همه ــــ رحمه الله ــــ على خدمة الأحياء فقط بل سعى إلى حفظ كرامة الأموات حيث حصل على موافقة البلدية لتسوير عدد من المقابر بقرى دوس لاسيما بعد اندثار اغلبها ..
    ومما يدل على على حدة ذكائه ــــ رحمه الله ــــ سعيه إلى تأسيس سوق الاثنين بدوس حيث تمكن من استخراج صك للسوق الأمر الذي أنعش بلاد دوس وأصبحت محط الأنظار يقصدها الناس من كل صوب كل اثنين وتم افتتاح دوائر حكومية متكاملة فيها بسبب السوق ..
    ولم يكن بن مشني غائبا عن الخدمات الإنسانية والاجتماعية لاسيما قضايا الإصلاح سواء على مستوى القرى او القبائل حيث كان يقصده أهل المنازعات لفضها وذلك لما عرف عنه من حكمة ومن سداد رأي وقوة في الحق ..فكم على يديه حلت القضايا بل وربما حفظت الدماء ..ولو حاول جاهدا سرد شئ من تلك المساعي الخيرة في إصلاح ذات البين لسجل مجهودي ذلك في مدونة الفشل فقد كانت مساعيه اكبر مما اعلم وأخفى مما أدرك .. ظل بن مشني رحمه الله يسعى لخدمة المنطقة واهلها حتى وافته المنية اثر حادث مروري وقع له مابين مكة والطائف ..
    ** رحل بن مشني رحمه الله مخالفا ورائه ثمان أبناء قد لا يقلون شأنا في خدمة زهران عن والدهم العظيم بعد أن زرع فيهم روح الشهامة والمروءة والعطاء .. ونعلق عليهم الأمل بعد الله في السير على نهج والدهم ..
    وأخيرا ..ستظل أبا مشني في قلوبنا وعقولنا بما قدمته من عطاء لا ينساه إلا جاحد ولا ينكره إلا مكابر .. فرحمك الله رحمة واسعة وجعل مقامك في عليين وجمعنا بك في دار كرامة واستقرار .. أميين ..


    همســـــــــــــــــــة :

    دائما ما نتذكر أبا مشني ونحن نقرأ مقولة سيد قطب الشهيرة
    ((من عاش لنفسه عاش صغيرا ومات صغيرا.. ومن عاش لغيره عاش عظيما ومات عظيما )) ..
    فقد عشت أبا مشني لغيرك .. فستظل عظيما في قلوبنا ..
    منقووووول
  • أبو عبدالمجيد الدوسي
    عضو مميز
    • May 2005
    • 1385

    #2
    رحمك الله رحمة واسعة وجعل مقامك في عليين وجمعنا بك في دار كرامة واستقرار .. أميين ..

    بارك الله فيك اخي ماجد

    تعليق

    Working...