يزور منطقة الباحة يوم غد الثلاثاء الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام على رأس وفد يضم 25 دكتورا من كليات الآداب بجامعة الملك سعود وتتضمن زيارة وكيل الوزارة للمنطقة زيارته لنادي الباحة الأدبي والذي يعيش انقسامات وصراعات لم يسبق لها مثيل حيث أعلن الكثير من أعضاء النادي اعتراضهم على مجلس إدارة المليص ووصفوا الإدارة بإدارة السهرات وبالماء الراكد الآسن.

(المدينة) فتحت ملف نادي الباحة الأدبي واستضافت عدداً من مثقفي ومفكري المنطقة فأتت مشاركاتهم وآراؤهم كاشفة لما وراء الجدران من خفايا وفاضحة للأمر بل وأعلنوها حرباً لا مجرد إثارة صحفية.

الدكتور علي الرباعي قال: رأيي الشخصي بالنسبة لنشاط نادي الباحة وبصراحة انه لم يكن في مستوى التطلعات حقيقةً فكان هناك نوع من الرؤية المشخصنة لأفراد معدودين في النادي وربما كانوا يتوقعون أن هذا هو المنهج الأسلم خوفاً أو احتياطات لأنفسهم لكي لا يدخلون في جدل مع استضافة بعض الرموز الثقافية المحسوبة على بعض التيارات وبعضهم كان يتحاشى حتى لا يصطدم مع أي جهة رسمية لأن بعض الشخصيات الثقافية غير مأذون لها بالنشاط الثقافي في الأندية فكانت هناك توجسات كثيرة غير مبررة لأنه ليس لها مصداقية على أرض الواقع ففي العمل الثقافي يجب ألا تصنع العوائق والخيوط الوهمية التي تكبلك عن المسير ولكن أن تضع معوقات وخيالات وأوهاما وتحصر النفس في إطار ضيق فهذا غير معقول ولا منطقي فالثقافة هي كائن حي والكائن الحي يريد دائماً مناخات صحية لكي يستمر فالنادي الثقافي لم يوضع لأشخاص أو لأفراد معدودين يمارسون فيه أوقاتا ممتعة حتى لو أنه على حساب مصلحة الوطن بكامله وأنا أتصور أن النادي أخفق إخفاقات كبيرة جدا في سنوات مضت وبعد أن بدأ ملحق الأربعاء وملحق الجزيرة الثقافية يطرحان النقد بدأ هناك تحول في العام الأخير لكي لا نظلمهم والأسماء التي كنا نتمنى أن تأتي للباحة جاءت وقدمت أماسي من خلال منبر النادي أي أن هؤلاء الناس كان بإمكانهم التحرك من زمن مضى فالنادي استجاب في الأخير عندما حصل النقد الموضوعي والمنطقي والدليل على ذلك الأسماء التي كانوا هم يرون أنها في فترة من الفترات كان محظور عليها ومحرومة حتى من صوت النادي أو إلقاء محاضرات فأتت وألقت محاضرات وتفاعل الناس معها بشكل إيجابي وأنا أتصور أن الرؤية الضيقة هي نتاج محدودية الشخصيات فظهر في اللحظات الأخيرة تحول إيجابي قبل التغيرات التي كانت الوزارة بصدد تفعيلها في جميع الأندية.

وعن رأيه حول تغيير مجلس إدارة نادي الباحة الحالي قال: بدون شك أننا فرحنا كثيراً بالتغيير وقلنا انه لو لم يكن من إيجابية التغيير إلا التغيير بذاته لكفى فعندما يأتي مجلس إدارة ويعلم أنه أربع سنوات فقط هي الفترة الزمنية التي سيقضيها فيصبح بين خيارين إما أنه يحرق أوراقه فيسقط أمام المشهد الثقافي أو أنه يثبت خلال هذه المدة الوجيزة أنه مؤهل وجدير بما ولي من مهام ومسؤوليات فالتحديد بأربع سنوات خطوة إيجابية فنحن استبشرنا خيرا لأن ثقافة التغيير قد حصلت والتغيير هو إيجابي لسباق الزمن في إثبات النفس ووضع البصمة على الحراك وعلى المشهد فأعتقد أن أربع سنوات ليست طويلة في عمر الزمن فكل مجلس إدارة يأتي ويعلم انه سيجلس مؤبدا فإنه سيكون هناك تقاعس في العمل وبطء في الأداء فأنا أؤيد تغيير مجلس الإدارة الحالي.

أما غرم الله الصقاعي عضو النادي فشاركنا قائلاً:

من الطبيعي أن منطقة الباحة التي أخرجت للفكر والثقافة والأدب أسماء لامعة في تاريخنا كعلي الدميني ومعجب الزهراني ومحمد ربيع فهؤلاء الكوكبة العظيمة خرجت من رحم هذه المنطقة لكن ما يحدث الآن في النادي لا يعكس أبداً مستوى الفكر والثقافة والأدب في الباحة فالمجلس هو مجلس إداري أكثر من أنه مجلس أدبي فمتى ما تغير هذا المجلس ووجد الناس القدرة لخدمة الأدب والفكر والثقافة فسنجد حينها أن هناك نتائج مذهلة سيشاهدها الجميع.

فأنا أؤيد تغيير مجلس الإدارة الحالي ولا يمكن أن تكون هذه الإدارة مناسبة بأي حال من الأحوال لأن ليس لهم أي انتماء فكري ولا أدبي ولا ثقافي فأنا عضو في اللجنة الثقافية في النادي ولكن أنا اقول هذا الكلام حتى أمام الجميع ومن على منبر النادي لأن هذا الوضع لا يسر عدوا ولا صديقا فمثلاً تجد انه لا يوجد أي اسم من نادي الباحة قد حضر أي أمسية أو مشاركة ثقافية وكان له حضور من هؤلاء الأعضاء فأنا أطالب بتغيير الإدارة الحالية وفوراً.

أما جمعان عبدالكريم عضو هيئة التدريس وكلية المعلمين بالباحة وأحد أبرز المثقفين النشطين بالمنطقة فقد أدلى بدلوه قائلاً ان نادي الباحة الأدبي للأسف لم يخدم المنطقة لا أدبياً ولا ثقافياً ولا حتى فكرياً ولم يقدم شيئا للمنطقة يذكر بل عكس صورة سيئة للمنطقة بعد أن خرج النادي أدباء ومثقفين على مستوى عال من الفكر والأدب.

وأنا أؤيد وبشده تغيير الإدارة الحالية لأن التغيير فيه حياة ونشاط وتجديد فبقاء مجلس الإدارة لفترة طويلة هذه ظاهرة تجاوزها العالم بأسره فلابد من التغيير فأنا أرى أن المياه لابد أن تتحرك لكي تصبح مياها عذبة عكس أن تكون المياه راكدة فهي ستصبح قذرة آسنة، فحتى القادمون للمجلس لابد أن يتغيروا وأنا مع محاكمة أعضاء النادي أي أن يكون هناك تقييم لأدائهم إما بخطابات شكر أو خطابات توبيخ أو محاسبتهم.

ومن جانبه يقول الدكتور هجاد الغامدي أنه ولحد كبير أرى أن نشاطات نادي الباحة الثقافي استطاع أن ينقل صورة حقيقية لثقافة الباحة وهذه واضحة للجميع من أهالي وزوار المنطقة، ومنسوبو النادي والقائمون على هذه النشاطات يبذلون جهوداً مكثفة يشكرون عليها.

وأنا من المؤيدين للتغيير على المدى البعيد لأن التغيير هي سنة الحياة قبل كل شيء فالتجديد فيه خير كثير ولعل القادمين لديهم خير كثير يستطيعون به النهوض بثقافة الباحة بشكل أفضل فأنا أؤيد التغيير وبشكل كبير.