جريدة المدينة الصادرية يوم الاربعاء 29 صفر 1427هـ ملحق الاربعاء ص 15
أخواني فيكم ومنكم من يعلم أكثر مني في هذا المجال ولكنني أحببت أن انقل ماقرأته وإن كان بالنسبه لي صدمة .فلم يكن بخلدي أنه جاسوس وإن كتاباته التي أشك في بعضها كانت من جراء كتاب النقل فهو كفيف وقد يخدع بالقراءة أو عند كتابة النص .. وهذه الاخطاء يقع فيها المبصرون كيف وشخص كفيف . فتعالوا نقراء سويا ماكتب عنه.
كاتب أيرلندي يكشف علاقة طه حسين بالاستخبارات الفرنسية
القاهرة - محمد عبد العظيم
'' طه حسين وصورته الحقيقية في الوثائق السرية '' هي أحدث دراسة أدبية للكاتب / محمد عبد الشافي القوصي ، والتي تناول فيها رموز التغريب والعلمنة والحداثة العرب .. ودورهم في تشويه التراث العربي والإسلامي ، والاستهانة بالمقدسات ، والتشكيك في مقومات الأمة الفكرية والثقافية ، والنيل من رموزها في القديم والحديث والسخرية منهم ، وقد أفرد - المؤلف - فصولاً متعددة عن رموز التغريب.
ولعل أهم ما جاء في هذه الدراسة الجديدة والمتميزة ، هو أن - المؤلف - كشف النقاب عن دور العمالة الذي لعبه طه حسين طيلة نصف قرن من الزمان لصالح الثقافة الفرانكفونية والحضارة الغربية، واعتمد '' القوصي '' في دراسته على الوثائق الأجنبية التي كشفت عن هذه الحقيقة .
وقد استهل '' القوصي '' كلامه قائلاً : '' لم تكن مفاجأة أبداً ، عندما علمنا - مؤخراً - بظهور كتاب جديد في لندن تحت عنوان ' secret documents ' ( الوثائق السرية ) أوcoullaborate intellectuals - بمعنى المثقفين الذين يعملون لحساب العدو - لمؤلفه الباحث الأيرلندي البروفيسور: آدمز فيلدمان adams .k.feldman - وقد اعتمد الكتاب اعتماداً كلياً على الوثائق السرية التي أفرجت عنها أجهزة الاستخبارات الفرنسية ، والتي تتناول الدور الذي لعبه بعض '' المثقفين '' العرب والأجانب في العمالة والتجسس لحساب '' أوروبا '' ، وذكر منهم الدكتور '' طه حسين '' وآخرين . وقد كشفت مجلة '' الهلال '' الشهرية التي تصدرها '' دار الهلال '' بالقاهرة ، في عددها الصادر في فبراير 2006م ، عن وثيقة من هذه الوثائق السرية ، والتي جاءت تحت عنوان : '' أمين الريحاني .. جاسوس أمريكي '' . وقيل إن السبب وراء نشر هذا الموضوع جاء رداً على ما نشرته صحافة الشام عن دور الدكتور '' طه حسين '' في العمالة الأجنبية ، - أي كما أنكم يا معشر الشوام لديكم وثائق سرية على هذا النحو ، فنحن لدينا وثائق أخطر منها وأشد منها مرارة - ، أو كما يقال : عليّ وعلى أعدائي !.
وأضاف محمد القوصي : لم تكن هذه الوثائق مفاجأة لأحد من العقلاء ، الذين يعرفون حقيقة الدكتور طه حسين ، أو الدكتور طه حسين على حقيقته ، وما أظن أحداً انخدع فيه يوماً من الأيام ، بل حتى الذين ينافحون عن مزاعمه ومغالطاته ، يعرفون ذلك جيداً ، ويؤمنون بأنها محض افتراء ، لكنهم يكتمون الحق ويمارون فيه ، ويتاجرون بهذه الأوهام التي نشرها طه حسين ، لخداع العامة ، وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون !.
فحقيقة ''طه حسين'' تتلخص في أنه بدأ حياته في محيط '' حزب الأمة '' الذي أنشأه اللورد كرومر ، وفى أحضان لطفي السيد (داعية الولاء للاستعمار البريطاني ) . لذلك لا نعجب من طه حسين - أثناء كتابته الشعر في شبابه - عندما نراه يمدح اللورد كرومر ، بينما يهجو ويسخر من الزعيم الوطني مصطفى كامل ، ويصفه بأنه غر أحمق وطائش -!. وقد كان طه حسين يعرف أنه في حماية قوى كبرى، ربما ليست ظاهرة ، ولكنها تتخفى وراء الأحزاب ، وراء عدلي وثروت ، تلك القوى التي تتخفى بقناع العطف على الكفيف ، والرحمة بالمجنون .. لتحقق أهدافها وتنفذ أغراضها !.
هذا ، وقد أشار كتاب '' الوثائق السرية '' إلى الدور الخطير الذي لعبه الدكتور طه حسين في مجريات الأمور في الحياة الفكرية والسياسية المصرية، على مدى نصف قرن من الزمان، سواء في الجامعة أو في وزارة المعارف أو سائر المناصب والمهام التي أوكلت إليه . وكشفت الوثائق - أيضاً - عن حقيقة ما ذهب إليه الدكتور ''طه حسين '' في كتابه ( الشعر الجاهلي '' الذي شكّك في أمر هذا الشعر، واستبعد نسبته إلى الجاهليين، زاعماً بأنه كُتب في الإسلام، لإثبات أن القرآن كتاب عربي مطابق في ألفاظه لغة العرب ، وأن بيانه نزل ليتحدى هذه الفصاحة .. إلخ.
وأن هذا الرأي وغيره من الآراء التي أثارها الدكتور طه حسين، لم تكن من اجتهاده الشخصي، إنما هي من أفكار وكتابات المستشرقين أمثال: مارجليوث، وجولد زيهر، وديكارت، وأستاذه اليهودي دور كايم، وغيرهم .
واللافت للانتباه - كما تؤكد الوثائق السرية - أن طه حسين الذي شكك في كل شيء سواء في أصولنا وحسبنا ونسبنا ومواريثنا وتاريخنا وعقائدنا وثقافتنا حتى وجودنا على الأرض ... لم يشكك - مرة واحدة - في الأدب الغربي أو الثقافة الغربية أو الفلسفة اليونانية أو حتى في مزاعم اليهود والنصارى - التي كلها أكذوبة كبرى - بشهادة علمائهم وفلاسفتهم . بل إن '' عميد الأدب '' جاءنا من عندهم فنادى نداء '' عديم الأدب '' بنقل الثقافة الغربية إلى بلادنا .. حلوها ومرها ، خيرها وشرها ، ما يُحمد منها وما يُعاب !.
ودعا - مراراً - إلى دراسة اللغة اليونانية والرومانية ، فيقول في كتابه ( مستقبل الثقافة في مصر ( : '' إن عقلية مصر عقلية يونانية وأنه لابد من أن تعود مصر إلى أحضان فلسفة اليونان .... وإن التعليم العالي الصحيح لا يستقيم في بلد من البلاد الراقية إلا إذا اعتمد على اللاتينية واليونانية على أنهما من الوسائل التي لا يمكن إهمالها ولا الاستغناء عنها ... '' .
من أسف ، أن هذا '' الدكتور '' لم يخلص الولاء لدينه ووطنه وأمته مرة واحدة في حياته ... وأشد من ذلك أسفاً أن يدّعي بعض '' الطيبين '' أنه تراجع عن آرائه ! . وأنا بدوري أسأل هؤلاء '' الطيبين '' : متى .. وأين .. تراجع عن هذه الآراء.
وأوضحت '' الوثائق السرية '' إلى حكاية زواج طه حسين بالفرنسية '' سوزان '' التي كان والدها '' قسيساً '' وتنتمي إلى أسرة أرستقراطية ، وأن طقوس الزواج قد تمت في كتدرائية باريس ، وأقيم حفل '' تعميد '' الدكتور طه حسين ، وسط جمع غفير من المستشرقين والرهبان والقساوسة .
وأشارت الوثائق إلى إنكار طه حسين وجود حقيقي لسيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل - عليهما السلام - وتشكيكه في رحلتهما إلى الجزيرة العربية واتهامه لابن خلدون بالسذاجة والقصور وفساد المنهج - مع أن فلاسفة وعقلاء الغرب يعتبرونه صاحب أكبر وأهم عقلية إسلامية - !.و حملته الجائرة وتشكيكه في شخصية '' أبي الطيب المتنبي '' والادعاء أنه مجهول النسب ، وتارة يزعم أنه '' لقيط '' !و تكريس حياته في الدعوة إلى الفرعونية والتركيز على إقليمية مصر ، ومحاولة عزلها عن محيطها العربي ... وغير ذلك من الشبهات التي أثارها في كل كتاباته .
أم المعــــارك
وأكد الكاتب '' محمد القوصي '' ان هذا الكتاب الذي أصدره الكاتب الأيرلندي '' آدمز فيلدمان '' ، والذي أطلق عليه ( الوثائق السرية ) لا تضيف جديداً للذين يعرفون حقيقة طه حسين ، إنما تكشف أمراً غاية في الأهمية ، وهو السر وراء كثرة المعارك التي خاضها العلماء والأدباء والكتاب ضد طه حسين . واكتفي - القوصي - بسرد وقائع معركة واحدة وهي ( أم المعارك ) وهي التي خاضها مصطفى صادق الرافعي ضد طه حسين .
وأطلق عليها (أم المعارك ) ، لعدة أسباب لا يمكن تجاهلها ، أهمها : أن جميع المعارك التي دارت في ذلك العصر انطفأت جذوتها ، وذهب ريحها ، واندثرت في صفحات الجرائد القديمة ، وتفرق أنصارها - الغالب والمغلوب ، والقاتل والمقتول - ، وصارت في خبر كان ... إلا هذه المعركة التي - ما زالت - جذوتها مستعرة بين أتباع ( مدرسة الرافعي ) ، و( مدرسة طه حسين ) ، أو بين رعاة النص الحضاري العربي وحماته ، وبين دعاة الخروج عليه .. إنها المعركة المحتدمة - الآن - بين أنصار ( الأصالة ) ، ودعاة ( الحداثة ) .
فالمدرسة الأولى : تتمثل - الآن - في '' التيار المحافظ '' أو ما يطلق عليه بتيار الأصالة أو الاعتدال ، الذي يراهن على حضارة أمته ودينها ورسالتها وثقافتها ومتصدياً للمذاهب والفلسفات والنظريات الوافدة ، والغارات الفكرية المناوئة .
أما المدرسة الثانية : فإنها تتمثل في '' التيار التغريبي المنبهر '' الذي ارتمى في أحضانه عبيد الحضارة الغربية و'' إخوانهم في الرضاعة ''.
لكن : ماذا ، ومتى ، وأين ، وكيف دارت المعركة بين '' الرافعي'' و'' طه حسين '' ؟ وماذا فعل الرافعي بالدكتور( طه حسين ) .. ؟! وإذا كانت هذه هي المعركة التي انتصر فيها الرافعي انتصارا عظيما ، فإنها - أيضا - هي ذات المعركة التي خسر فيها طه حسين خسرانا مبينا ! . ولما صارت هذه المعركة شامة بارزة في تاريخ الرافعي ومعاركه ، فإنها صارت - كذلك - وصمة كبرى في حياة طه حسين !
ولعل هذه هي معركة الرافعي '' الوحيدة '' التي وجد فيها بجواره وأمامه ومن خلفه جيشاً جراراً يؤازره ويناصره إلى آخر الطريق - حتى مخالفيه وخصومه في معاركه الأخرى - . وإنها - كذلك - معركة طه حسين '' الوحيدة '' التي لم يجد فيها خليلاً ولا نصيراً ، وتخلى عنه كافة تلامذته ومريديه !.
وإذا كان '' الرافعي '' لا يذكر إلا وتذكر معه هذه الواقعة الشهيرة ، بالمثل فإنه لا يذكر الدكتور '' طه حسين '' إلا وتذكر مقرونة به !.
وأعجب ما في هذه المعركة الكبرى أنها جرّت '' طه حسين '' وساقته إلى سرايا النيابة وساحات المحاكم مغلّلاً بالقيود والأصفاد ، حتى صودر كتاب '' في الشعر الجاهلي '' ، وقدم اعتذاره لرئيس الجامعة في مشهد مهيب ، وأنه التزم الصمت أثناء هذه المعركة فلم يتفوه بكلمة واحدة .
أخواني فيكم ومنكم من يعلم أكثر مني في هذا المجال ولكنني أحببت أن انقل ماقرأته وإن كان بالنسبه لي صدمة .فلم يكن بخلدي أنه جاسوس وإن كتاباته التي أشك في بعضها كانت من جراء كتاب النقل فهو كفيف وقد يخدع بالقراءة أو عند كتابة النص .. وهذه الاخطاء يقع فيها المبصرون كيف وشخص كفيف . فتعالوا نقراء سويا ماكتب عنه.
كاتب أيرلندي يكشف علاقة طه حسين بالاستخبارات الفرنسية
القاهرة - محمد عبد العظيم
'' طه حسين وصورته الحقيقية في الوثائق السرية '' هي أحدث دراسة أدبية للكاتب / محمد عبد الشافي القوصي ، والتي تناول فيها رموز التغريب والعلمنة والحداثة العرب .. ودورهم في تشويه التراث العربي والإسلامي ، والاستهانة بالمقدسات ، والتشكيك في مقومات الأمة الفكرية والثقافية ، والنيل من رموزها في القديم والحديث والسخرية منهم ، وقد أفرد - المؤلف - فصولاً متعددة عن رموز التغريب.
ولعل أهم ما جاء في هذه الدراسة الجديدة والمتميزة ، هو أن - المؤلف - كشف النقاب عن دور العمالة الذي لعبه طه حسين طيلة نصف قرن من الزمان لصالح الثقافة الفرانكفونية والحضارة الغربية، واعتمد '' القوصي '' في دراسته على الوثائق الأجنبية التي كشفت عن هذه الحقيقة .
وقد استهل '' القوصي '' كلامه قائلاً : '' لم تكن مفاجأة أبداً ، عندما علمنا - مؤخراً - بظهور كتاب جديد في لندن تحت عنوان ' secret documents ' ( الوثائق السرية ) أوcoullaborate intellectuals - بمعنى المثقفين الذين يعملون لحساب العدو - لمؤلفه الباحث الأيرلندي البروفيسور: آدمز فيلدمان adams .k.feldman - وقد اعتمد الكتاب اعتماداً كلياً على الوثائق السرية التي أفرجت عنها أجهزة الاستخبارات الفرنسية ، والتي تتناول الدور الذي لعبه بعض '' المثقفين '' العرب والأجانب في العمالة والتجسس لحساب '' أوروبا '' ، وذكر منهم الدكتور '' طه حسين '' وآخرين . وقد كشفت مجلة '' الهلال '' الشهرية التي تصدرها '' دار الهلال '' بالقاهرة ، في عددها الصادر في فبراير 2006م ، عن وثيقة من هذه الوثائق السرية ، والتي جاءت تحت عنوان : '' أمين الريحاني .. جاسوس أمريكي '' . وقيل إن السبب وراء نشر هذا الموضوع جاء رداً على ما نشرته صحافة الشام عن دور الدكتور '' طه حسين '' في العمالة الأجنبية ، - أي كما أنكم يا معشر الشوام لديكم وثائق سرية على هذا النحو ، فنحن لدينا وثائق أخطر منها وأشد منها مرارة - ، أو كما يقال : عليّ وعلى أعدائي !.
وأضاف محمد القوصي : لم تكن هذه الوثائق مفاجأة لأحد من العقلاء ، الذين يعرفون حقيقة الدكتور طه حسين ، أو الدكتور طه حسين على حقيقته ، وما أظن أحداً انخدع فيه يوماً من الأيام ، بل حتى الذين ينافحون عن مزاعمه ومغالطاته ، يعرفون ذلك جيداً ، ويؤمنون بأنها محض افتراء ، لكنهم يكتمون الحق ويمارون فيه ، ويتاجرون بهذه الأوهام التي نشرها طه حسين ، لخداع العامة ، وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون !.
فحقيقة ''طه حسين'' تتلخص في أنه بدأ حياته في محيط '' حزب الأمة '' الذي أنشأه اللورد كرومر ، وفى أحضان لطفي السيد (داعية الولاء للاستعمار البريطاني ) . لذلك لا نعجب من طه حسين - أثناء كتابته الشعر في شبابه - عندما نراه يمدح اللورد كرومر ، بينما يهجو ويسخر من الزعيم الوطني مصطفى كامل ، ويصفه بأنه غر أحمق وطائش -!. وقد كان طه حسين يعرف أنه في حماية قوى كبرى، ربما ليست ظاهرة ، ولكنها تتخفى وراء الأحزاب ، وراء عدلي وثروت ، تلك القوى التي تتخفى بقناع العطف على الكفيف ، والرحمة بالمجنون .. لتحقق أهدافها وتنفذ أغراضها !.
هذا ، وقد أشار كتاب '' الوثائق السرية '' إلى الدور الخطير الذي لعبه الدكتور طه حسين في مجريات الأمور في الحياة الفكرية والسياسية المصرية، على مدى نصف قرن من الزمان، سواء في الجامعة أو في وزارة المعارف أو سائر المناصب والمهام التي أوكلت إليه . وكشفت الوثائق - أيضاً - عن حقيقة ما ذهب إليه الدكتور ''طه حسين '' في كتابه ( الشعر الجاهلي '' الذي شكّك في أمر هذا الشعر، واستبعد نسبته إلى الجاهليين، زاعماً بأنه كُتب في الإسلام، لإثبات أن القرآن كتاب عربي مطابق في ألفاظه لغة العرب ، وأن بيانه نزل ليتحدى هذه الفصاحة .. إلخ.
وأن هذا الرأي وغيره من الآراء التي أثارها الدكتور طه حسين، لم تكن من اجتهاده الشخصي، إنما هي من أفكار وكتابات المستشرقين أمثال: مارجليوث، وجولد زيهر، وديكارت، وأستاذه اليهودي دور كايم، وغيرهم .
واللافت للانتباه - كما تؤكد الوثائق السرية - أن طه حسين الذي شكك في كل شيء سواء في أصولنا وحسبنا ونسبنا ومواريثنا وتاريخنا وعقائدنا وثقافتنا حتى وجودنا على الأرض ... لم يشكك - مرة واحدة - في الأدب الغربي أو الثقافة الغربية أو الفلسفة اليونانية أو حتى في مزاعم اليهود والنصارى - التي كلها أكذوبة كبرى - بشهادة علمائهم وفلاسفتهم . بل إن '' عميد الأدب '' جاءنا من عندهم فنادى نداء '' عديم الأدب '' بنقل الثقافة الغربية إلى بلادنا .. حلوها ومرها ، خيرها وشرها ، ما يُحمد منها وما يُعاب !.
ودعا - مراراً - إلى دراسة اللغة اليونانية والرومانية ، فيقول في كتابه ( مستقبل الثقافة في مصر ( : '' إن عقلية مصر عقلية يونانية وأنه لابد من أن تعود مصر إلى أحضان فلسفة اليونان .... وإن التعليم العالي الصحيح لا يستقيم في بلد من البلاد الراقية إلا إذا اعتمد على اللاتينية واليونانية على أنهما من الوسائل التي لا يمكن إهمالها ولا الاستغناء عنها ... '' .
من أسف ، أن هذا '' الدكتور '' لم يخلص الولاء لدينه ووطنه وأمته مرة واحدة في حياته ... وأشد من ذلك أسفاً أن يدّعي بعض '' الطيبين '' أنه تراجع عن آرائه ! . وأنا بدوري أسأل هؤلاء '' الطيبين '' : متى .. وأين .. تراجع عن هذه الآراء.
وأوضحت '' الوثائق السرية '' إلى حكاية زواج طه حسين بالفرنسية '' سوزان '' التي كان والدها '' قسيساً '' وتنتمي إلى أسرة أرستقراطية ، وأن طقوس الزواج قد تمت في كتدرائية باريس ، وأقيم حفل '' تعميد '' الدكتور طه حسين ، وسط جمع غفير من المستشرقين والرهبان والقساوسة .
وأشارت الوثائق إلى إنكار طه حسين وجود حقيقي لسيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل - عليهما السلام - وتشكيكه في رحلتهما إلى الجزيرة العربية واتهامه لابن خلدون بالسذاجة والقصور وفساد المنهج - مع أن فلاسفة وعقلاء الغرب يعتبرونه صاحب أكبر وأهم عقلية إسلامية - !.و حملته الجائرة وتشكيكه في شخصية '' أبي الطيب المتنبي '' والادعاء أنه مجهول النسب ، وتارة يزعم أنه '' لقيط '' !و تكريس حياته في الدعوة إلى الفرعونية والتركيز على إقليمية مصر ، ومحاولة عزلها عن محيطها العربي ... وغير ذلك من الشبهات التي أثارها في كل كتاباته .
أم المعــــارك
وأكد الكاتب '' محمد القوصي '' ان هذا الكتاب الذي أصدره الكاتب الأيرلندي '' آدمز فيلدمان '' ، والذي أطلق عليه ( الوثائق السرية ) لا تضيف جديداً للذين يعرفون حقيقة طه حسين ، إنما تكشف أمراً غاية في الأهمية ، وهو السر وراء كثرة المعارك التي خاضها العلماء والأدباء والكتاب ضد طه حسين . واكتفي - القوصي - بسرد وقائع معركة واحدة وهي ( أم المعارك ) وهي التي خاضها مصطفى صادق الرافعي ضد طه حسين .
وأطلق عليها (أم المعارك ) ، لعدة أسباب لا يمكن تجاهلها ، أهمها : أن جميع المعارك التي دارت في ذلك العصر انطفأت جذوتها ، وذهب ريحها ، واندثرت في صفحات الجرائد القديمة ، وتفرق أنصارها - الغالب والمغلوب ، والقاتل والمقتول - ، وصارت في خبر كان ... إلا هذه المعركة التي - ما زالت - جذوتها مستعرة بين أتباع ( مدرسة الرافعي ) ، و( مدرسة طه حسين ) ، أو بين رعاة النص الحضاري العربي وحماته ، وبين دعاة الخروج عليه .. إنها المعركة المحتدمة - الآن - بين أنصار ( الأصالة ) ، ودعاة ( الحداثة ) .
فالمدرسة الأولى : تتمثل - الآن - في '' التيار المحافظ '' أو ما يطلق عليه بتيار الأصالة أو الاعتدال ، الذي يراهن على حضارة أمته ودينها ورسالتها وثقافتها ومتصدياً للمذاهب والفلسفات والنظريات الوافدة ، والغارات الفكرية المناوئة .
أما المدرسة الثانية : فإنها تتمثل في '' التيار التغريبي المنبهر '' الذي ارتمى في أحضانه عبيد الحضارة الغربية و'' إخوانهم في الرضاعة ''.
لكن : ماذا ، ومتى ، وأين ، وكيف دارت المعركة بين '' الرافعي'' و'' طه حسين '' ؟ وماذا فعل الرافعي بالدكتور( طه حسين ) .. ؟! وإذا كانت هذه هي المعركة التي انتصر فيها الرافعي انتصارا عظيما ، فإنها - أيضا - هي ذات المعركة التي خسر فيها طه حسين خسرانا مبينا ! . ولما صارت هذه المعركة شامة بارزة في تاريخ الرافعي ومعاركه ، فإنها صارت - كذلك - وصمة كبرى في حياة طه حسين !
ولعل هذه هي معركة الرافعي '' الوحيدة '' التي وجد فيها بجواره وأمامه ومن خلفه جيشاً جراراً يؤازره ويناصره إلى آخر الطريق - حتى مخالفيه وخصومه في معاركه الأخرى - . وإنها - كذلك - معركة طه حسين '' الوحيدة '' التي لم يجد فيها خليلاً ولا نصيراً ، وتخلى عنه كافة تلامذته ومريديه !.
وإذا كان '' الرافعي '' لا يذكر إلا وتذكر معه هذه الواقعة الشهيرة ، بالمثل فإنه لا يذكر الدكتور '' طه حسين '' إلا وتذكر مقرونة به !.
وأعجب ما في هذه المعركة الكبرى أنها جرّت '' طه حسين '' وساقته إلى سرايا النيابة وساحات المحاكم مغلّلاً بالقيود والأصفاد ، حتى صودر كتاب '' في الشعر الجاهلي '' ، وقدم اعتذاره لرئيس الجامعة في مشهد مهيب ، وأنه التزم الصمت أثناء هذه المعركة فلم يتفوه بكلمة واحدة .
تعليق