إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فنرجو التكرم بزيارة صفحة التعليمات بالضغط هنا
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في المنتدى
إذا رغبت بالمشاركة، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الاخوة والأخوات الكرام أعضاء وزوار منتدى الديرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تلقيت عدة اتصالات تفيد بعدم القدرة على دخول المنتدى والمشاركة، لذلك أرجو من الجميع معرفة التالي:
1- من يريد استعادة العضوية وقد فقد بريده الالكتروني المعتمد في المنتدى فعليه مراسلتي على zahrani@zahrani.com.sa أو الواتس 0505686991.
2- الزوار الذين يريدون المشاركة فيمكنهم ذلك بدون التسجيل على أن يتم عرض المشاركة بعد التأكد من محتواها.
نصوص تستدعي الوقوف فلقد دعتني مرتين مرة للوقوف على الشاطء ومرة أخرى للوقوف على الطلل وإني أعدك إن كتب الله لي العمر ووجدت الفراغ الكافي فلا مناص من العودة إليك فبي شوق للرحلات الغوص لا سيما وأنت صاحب رحلاتها ..
ابنك
هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
كالبحر عمقاً والفضاء مدى مدونتي
أحمد الهدية
سيدي الكريم ..
قبل أن أغوص معك في عمق البحر أود أن تعذرني إن قلت لأؤلائك القوم الذين يقرؤون حديثي ومدادهم جاهزة للحديث عن التي واللتيا وعن ما بعدهما أنني وإن كنت رحلت عن تلكم الشواطئ إلا أن الجميل يبقى جميلا حتى وإن كان غير مرغوب فيه أو نفسك لا تشتهيه ولعلي من الذين فرضوا على أنفسهم الزج بكل التفاصيل في الحديث في أي فصل ..لا سيما وقد كنت ممن يقول بصوت عال
لا تعذلوني إن رضيت بعزلتي وجلست وحدي
إني أحب الروض أهوى العيش في أكناف ورد
فلا معارضة ما بين تلك الشواطئ وما بين الضفاف التي أطل عليها اليوم ولا ضير بين الغوص هنا أو هناك فالغوص في البحر بعيد بعيد وعميق وفي النهر عكس ذلك إلا أن النهر خطر وقت الذروة والبحر في كل سحره ..
يا ابن مرضي..
لن أتحدث معك عن البحر ولكني سأدلف إلى العمق الذاتي إن سمحت لي فالنفس متاهات لا يرضيها شيء ولكنها تعشق الهدوء وأحينا يسكرها الغموض ويشبعها الفضول وكثيرا ما كان يلجمها الترقب إلا أنها لا تقف عند ذلك أبدا بل هي كالنسر محلقا وإن حط لبعض الوقت ولو أني تمايلت طربا مع البحر وكنت كقول الرصافي :
إن رمت عيشا ناعما ورقيقا
فاسلك إليه من الفنون طريقا
واجعل حياتك غضة بالشعر
والتمثيل والتصوير والموسيقى
تلك الفنون المشتهاة هي التي
غصن الحياة بها يكون وريقا
وهي التي تجلو النفوس فتمتلي
منها الوجوه تلألؤا وبريقا
وهي التي بمذاقها ومشاقها
يمسي الغليظ من الطباع رقيقا
ولو أني النظرات ستلاحقني كثيرا ولكني أذهب بعيدا حيث يقف الرصافي لا في الصور الظاهرة ولا في المعاني اللافتة بل في العمق حيث وجدك الآن على المرسى يرسم وينقش ويصور ويتمثل بل ينزل في ذاته جوا من الانتعاش والسباحة فوق النجوم بالايقاع الموسيقي وسكرة النظرة بعمق الفكرة ..
للحديث بقية
إن كتب الله لنا
تحية عاطرة
هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
كالبحر عمقاً والفضاء مدى مدونتي
أحمد الهدية
قرأت الموضوع أكثر من عشر مرات وفي كل منها حاولت الرد إلا أنني لم استطع .. وهذه محاولتي الأخيرة !
تحدث القدماء كثيراً عن البحر ، عن قسوته وقوته وعظمته وسعته وما يخفيه قاع البحر من كنوز ، لم يتحدث عن الغدر إلا المتأخرين من رواد البحر فيما أعلم ، ربما تحدث القدامى عن الغموض رغم قلة حيلتهم في ذلك الزمن البعيد ، ولكن ذلك الحديث لم يكن عيباً في البحر بقدر ما هو تقصير من مرتاديه وعجز منهم عن الغوص إلى الأعماق لاكتشاف ما غاب عنهم فلم يكن منهم إلا أن وصموه بالغموض .
عن ما يسمى بالغدر :
البحر لا يعترف إلا بمن يجيد السباحة والغوص إلى الأعماق ، ومن لم يكن كذلك فلا يجوز له ان يقترب أكثر من بضع خطوات إلى داخل البحر ، ولأنه كذلك - أي البحر - فإنه غالباً ما يكافىء الغواص بالدرر واللؤلؤ والمرجان لأنه يستحق ذلك ، وبالتأكيد فهو - أي البحر - لن يقدمها على طبق من ذهب لمن لا يجيد الغوص أو حتى السباحة .
عملية المد والجزر أصابتك بالحيرة أكثر من شيء آخر ، لعلك لم تدرك أنها سر من أسرار جمال البحر لو تأملتها لوجدت فيها من البهاء الشيء الكثير ، ولها دلالات أخرى لا يدركها إلا قلة من الناس .
سيدي
نشكرك على هذه الرحلة الرائعة التي نقلتنا بها من ارتفاع 9000 قدم فوق مستوى سطح البحر إلى البحر مباشرة ، وقفنا معك عند الشاطىء نتأمل حركة الأمواج وذهبنا بعيداً بعيداً إلى وسط البحر بل إلى أبعد من ذلك بكثير ..
أتمنى ألا تتأثر بأولئك الذين يحومون حول " التي واللتيا" !
كن كما أنت ، واستمتع بما تستطيع مما أحل الله ، سواء على شاطيء البحر أم على ضفاف النهر أم في مزارع الورد والزهر .
عزيزي : جميل أن نغوص معك في البحر وما وراءه ، ولكنها المقدرة يافارس التي أشرت اليها في أكثر من مداخلة معك ، فأنا شخصيا وبكل تواضع لا أملك تلك الأدوات التي لديك . فالمعذرة يافارس إن أكتفينا بالجلوس على الشرفة نناظرك وأنت تصارع الأمواج العاتية في عرض البحر أو تصافح تلك الأيادي المليئة بالعطر والمكر .
تحياتي وتقديري لشخصك الكريم .
كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل
تعليق