يروى أن قومـًا خرجوا إلى الصحراء ، في اليوم التاسع والعشرين من شهر رمضان ، علهم يرون بزوغ القمر الذي يحمل تباشير العيد ، فيومٌ ينقص عليهم في هاتيك الأيام يعدل عشرين رمضان في أيامنا هذه ..!
كان من ضمن القوم الباحثين عن الأمل رجل يدعى (نعاس ) ، هو رجل لم تكن منزلته بين قومه هي المنزلة التي يرنو إليها ، ليس من أوسطهم بل أقل من ذلك ، أقل ..!
ما كاد يصل القوم إلى تلك الصحراء حتى اعتلوا (تبـّـةً ) في كبدها كي يكونوا هم والقمر وجهـًا لوجهٍ ..
أخذ كل رجل فيهم يفتح عينه قدر (فنجان ) ويحدق طويلاً من أجل أن يفوز بالبشارة ..
وبعد طول عناءٍ دب الياس في قلوب بعضهم حتى أنهم هموا بالانصراف ..
لكن كان لنعاس رأيٌ آخر ، هي البشارة ولا شك ، القمر بزغ وغدًا يوم عيد ..
يلتفت القوم إلى نعاس يهنئونه على حدة بصره وفوزه بالبشارة ، يهنئونه حتى وإن كان لدى بعضهم شيء من التحفظ على بشارته ،فوضع الشاهد ليس هو الوضع الذي يعول عليه ، لكن ليس أمامهم إلاّ السكوت والرضى بالأمر الواقع فالبشارة أتت في وقتها المناسب ، وأي بشارة إنها يوم ينقص عليهم فصيامهم لم يكن في أيام كأيامنا فـ (المكيفات ) لدينا وليس لديهم ما يقيهم حر الهجير ..!
بدأ بعضهم بالتكبير والتهليل والتهنئة ، وانشرحت أساريرهم بالعيد السعيد ..
أما نعاس فقد هاله الأمر فهو في وضعٍ لم يعتد على مثلة كيف لا وهو محط أنظار أهله وقومه بما قدمه لهم من فرج ومن تنفيس كرب ..
فالثناء والمديح الذي ناله لم يتوقعه يومـًا ، ولم يكن ليخطر له على بالٍ ..
شعر وكأنه خُلِق من جديد ، وحدثته نفسه أن يؤكد المكانة التي حجزها لأول مرةٍ في حياته ..
كيف ؟
ينادي بأعلى صوته في قومه بعد أن انصرف بعضهم أو كادوا : توقفوا ، هذه بشارة ثانية ، إنني أرى قمرًا آخر يبزغ بجوار الأول ..!!
إيه ، يا نعاس لقد قلبت الأمر رأسـًا على عقب فمن تأكيد على عيد إلى تأكيدٍ على يوم نتمم به الثلاثين من شهر رمضان ، يقولها كبير القوم بعد أن تجرع الخيبة التي يطلقون عليها (خيبة الأمل ) ..!
هذا (نعاس ) وهذه قصته ، بنى وهدم وهو لم يبرح مكانه بعد ..
السوادي..
كان من ضمن القوم الباحثين عن الأمل رجل يدعى (نعاس ) ، هو رجل لم تكن منزلته بين قومه هي المنزلة التي يرنو إليها ، ليس من أوسطهم بل أقل من ذلك ، أقل ..!
ما كاد يصل القوم إلى تلك الصحراء حتى اعتلوا (تبـّـةً ) في كبدها كي يكونوا هم والقمر وجهـًا لوجهٍ ..
أخذ كل رجل فيهم يفتح عينه قدر (فنجان ) ويحدق طويلاً من أجل أن يفوز بالبشارة ..
وبعد طول عناءٍ دب الياس في قلوب بعضهم حتى أنهم هموا بالانصراف ..
لكن كان لنعاس رأيٌ آخر ، هي البشارة ولا شك ، القمر بزغ وغدًا يوم عيد ..
يلتفت القوم إلى نعاس يهنئونه على حدة بصره وفوزه بالبشارة ، يهنئونه حتى وإن كان لدى بعضهم شيء من التحفظ على بشارته ،فوضع الشاهد ليس هو الوضع الذي يعول عليه ، لكن ليس أمامهم إلاّ السكوت والرضى بالأمر الواقع فالبشارة أتت في وقتها المناسب ، وأي بشارة إنها يوم ينقص عليهم فصيامهم لم يكن في أيام كأيامنا فـ (المكيفات ) لدينا وليس لديهم ما يقيهم حر الهجير ..!
بدأ بعضهم بالتكبير والتهليل والتهنئة ، وانشرحت أساريرهم بالعيد السعيد ..
أما نعاس فقد هاله الأمر فهو في وضعٍ لم يعتد على مثلة كيف لا وهو محط أنظار أهله وقومه بما قدمه لهم من فرج ومن تنفيس كرب ..
فالثناء والمديح الذي ناله لم يتوقعه يومـًا ، ولم يكن ليخطر له على بالٍ ..
شعر وكأنه خُلِق من جديد ، وحدثته نفسه أن يؤكد المكانة التي حجزها لأول مرةٍ في حياته ..
كيف ؟
ينادي بأعلى صوته في قومه بعد أن انصرف بعضهم أو كادوا : توقفوا ، هذه بشارة ثانية ، إنني أرى قمرًا آخر يبزغ بجوار الأول ..!!
إيه ، يا نعاس لقد قلبت الأمر رأسـًا على عقب فمن تأكيد على عيد إلى تأكيدٍ على يوم نتمم به الثلاثين من شهر رمضان ، يقولها كبير القوم بعد أن تجرع الخيبة التي يطلقون عليها (خيبة الأمل ) ..!
هذا (نعاس ) وهذه قصته ، بنى وهدم وهو لم يبرح مكانه بعد ..
السوادي..
تعليق