Unconfigured Ad Widget

Collapse

أسطورة الدوّي بين ( الجنبية و الأعمى و الفريكة ) ...!!

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الجابري
    عضو مميز
    • Nov 2001
    • 1341

    أسطورة الدوّي بين ( الجنبية و الأعمى و الفريكة ) ...!!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    من ملحمة جلحامش بقصور بابل إلى شخصيات كليلة و دمنة , ومروراً بشخصية أبي نواس وشخصية أبو الفتح الأسكندراني, تولد لدى شعوب جنوب الجزيرة العربية كثيرٌ من الشخصيات التي اتسمت بالخبث والدهاء ومن أشهر تلك الشخصيات الجنوبية شخصية { الدوّي }

    والدوّي هذا شخصيةٌ أسطورية تُنسبُ في تعريفها إلى قرية ( دو ) بتهامة زهران .. اشتهر بخبثه ودهائه ومواقفه الطريفة مع السذج من أبناء السراة .


    1- أسطورة ( الجنبية )

    تحكي الأسطورة بأن الدوّي تواجه برجلٍ من أهل السراة في رأس العقبة , وعندما نظر الدوّي إلى ذلك السروي , أعجبته تلك الجنبية النافعية المنتصبة على وسط الرجل السروي , وبدأ الدوّي يفكر في حيلةٍ مناسبة لسرقة الجنبية ..
    بدأ الدوّي في سؤال السروي عن كيفية الرقص والدوران في محافل العرضة والزير , فأجابه السروي بسذاجةٍ عقيمة رقص أهل السراة لايختلف بعضه عن بعض .. ثم أضاف السروي قائلاً : وماذا عنكم في تهامة ..!

    فأجابه الدوّي سريعاً لكل قبيلةٍ رقصها ودورانها المعروف , ولو كانت جنبيتي في يدي لأريتك رقص كل قبيلة ..

    عند ذلك قام السروي بإعطاء الدوّي جنبيته من أجل أن يريه رقص قبائل تهامة , وقال للسروي اذا تعلمت الرقصة وأجدتها ارفع صوتك ونادني بقول ( حيّر يا محيّر ) بمعنى أرجع , وسأعود إليك لأبدأ في استعراض رقصةٍ أخرى لقبيلةٍ أخرى .

    عند ذلك بدأ الدوّي في استعراض رقص قبيلة الشغبان , وبدأ في الدوران في حلقةٍ ضيقة , وما أن عرفَ السروي أمر الرقصة حتى صاح في الدوّي بقوله ( حيّر يا محيّر ) وعند ذلك عاد الدوّي لإستعراض رقصةٍ أخرى تخصُ قبائل بالمفضل وبدأ الدوّي في الإستعراض في حلقةٍ أكبر من السابقة , وهناك أيضاً صاح السروي بقوله ( حيّر يا محيّر ) وعاد الدوّي الى صاحبه قائلاً سأريك رقصة الجُبر من بني سليم لكن دوران هذه الرقصة يأخذ مني مدىً بعيد .. فأحذر أن تناديني بـ ( حيّر ) حتى أبتعد وأعود لك سريعاً وقد أصبحت متحمياً جاهزاً للتحميل والرقص ..

    عند ذلك ابتعد الدوّي عن أنظار السروي وبقي السروي منتظراً عودة الدوّي , إلا أن الدوّي قد أطال الإبتعاد , فما كان من السروي إلا أن صدح بجملته البلهاء ( حيّر يا محيّر ) غير أن الدوّي لم يحضر هذه المرة كعادته , وعاد السروي الى الصياح ( حيّر يا محيّر ) ( حيّر يا محيّر ) ولكن دون جدوى , فالدوّي ما أن ابتعد عن أنظار السروي حتى سارع الى نزول العقبة , هارباً بجنبية السروي , وما زال ذلك المسكين ينادي ( حيّر يا محيّر ) ولم يعلم بأن الدوّي قد وصلت أقدامه إلى تهامة .
    [poem font=",6,teal,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    نروح و نغدو لحاجاتنا= وحاجة من عاش لا تنقضي
    تموت مع المرء حاجاته = و تبقى له حاجةٌ ما بقي[/poem]
  • الجابري
    عضو مميز
    • Nov 2001
    • 1341

    #2
    2- أسطورة الأعمى والكيس



    تحكي الأسطورة بأن الدوّي اصطحب أحد أبنائه ( الذي لا يقل خبثاً ودهاءً عن أبيه ) إلى وسط العقبة في انتظار صيدٍ سمين من سذج السراة .

    وهناك بوسط العقبة قام الدوّي بإغماض عينيه مدعياً العمى , وطلب من ابنه أن يقوده في طُرقات العقبة على أمل أن يحظى بمن يعطف عليه , وما هي إلا لحظاتٌ قليلة حتى مرّ بالدوّي شيخٌ كبير من أهل السراة , يحملُ كيساً من الحب على رأسه , وبصحبته جملٌ محملٌ أيضاً بأكياس من الحب .

    وهناك في استعطافٍ عجيب قال ابن الدوّي : يا عم دعني أحمل عنك ذلك الكيس الثقيل , فـ " سنك " و عمركُ لا يسمح بذلك , وأرجو منك أن تُمسك بيد أبي الأعمى ( الدوي ) وتقوده , فأنا أخاف عليه من التعثر والسقوط .

    وافق الشيخ على كلام الصغير , وأنزل الحمل عن رأسه , وبدأ الشيخ معجباً في أدب الولد الصغير , مستحسناً فعله و تربيته .

    غير أن الولد الصغير ما أن حَمِلَ الكيس حتى بدأ يحثو السير , والأعمى ( الدوّي ) يتباطؤ المسير , وما هي الا دقائق حتى اختفى الولد عن نظر الشيخ , فصاح الشيخ : أين ولَدُكَ أيها الأعمى ..!

    فأجابه الدوّي الأعمى : أحذر فذلك الولد الشقي كثيرُ السرقة , والواجب عليك أن تلحق به فتسترد مالك .

    وهناك ترك الشيخ الكبير يد الأعمى وأطلق ساقيه إلى الريح , يريد الإمساك بذلك الولد السارق .

    وما أن ابتعد الشيخ الكبير حتى كشف الدوّي الأعمى عن عينيه , ونظر إلى الجمل المُحمل بالأكياس , فقام بإنزال الأكياس عن ظهر الجمل , وهرب بها .

    أما ذلك الشيخ المسكين فعندما عجزَ عن مطاردة السارق الصغير , فَضّلَ العودة إلى الأعمى و إلى جملهِ المُحمل بالأكياس ... وما أصعب المفاجأة عندما لم يجد الأعمى ولم يجد الأكياس ..


    يقول الشاعر المرحوم علي بن أحمد الحسني من أهالي قرية العفوص ..



    وعَماهُم عمى قحم أهل دو يوم غمض في الطريق

    حيّر الولد يقتاده وقالوا حليلك يا ذا الأعمى

    وأمْسكوا جوف جنبّ العاقبه لين جاء شيخٍ كبير

    يحمل الحب على راسه وقبله بعيرٍ حمّله

    قال ولد القحم هات أحمل الحبْ وقـُدّ قحمي قُليّل

    ................................................

    وأفلح الولد بالحبْ وغدى يُطرده يرتد حبه

    والقحم عَقّبه وأفتك الأكياس من ظهر الجمل

    وانحرف يَدْع الأعمى ما درى أنّه وصل وادي غليلة

    وأطّوى الحبل في جنّبه وحيّر من الحمله بلاش
    [poem font=",6,teal,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    نروح و نغدو لحاجاتنا= وحاجة من عاش لا تنقضي
    تموت مع المرء حاجاته = و تبقى له حاجةٌ ما بقي[/poem]

    تعليق

    • الجابري
      عضو مميز
      • Nov 2001
      • 1341

      #3
      3- أسطورة الفريكة .



      من العادات القديمة في وقت حصاد المحصول ( الصرام ) مساعدة الناس بعضهم لبعض , حيث يساعد الرجل الواحد الآخرين في صرام المحصول , ويكون جزاء وثمن تلك المساعدة بعضاً من سنابل المحصول , حيث يسمى ذلك الجزاء بالفريكة .

      والدوّي في هذه الأسطورة شخصيةٌ تهامية دفع بها الفقر والجوع إلى أرض السراة , حيث قام الدوّي بمساعدة بعض القوم من أهل السراة في صرام المحصول , وبعد الإنتهاء من ذلك كُله بدأ الدوّي سعيداً في انتظار قسمه من الفريكة , ذلك القسم الذي سينهي الآلام جوعه وتعبه , الا أنه سرعان ما تفاجأ الدوّي بأن نصيبه من الفريكة قليلٌ جداً , حتى أن لايوازي ولا يكافيء مقدار تعبه الشديد في ذلك اليوم الطويل والشقي نوعاً ما .
      عند ذلك نظر الدوّي الى المحصول فوجدهُ متراكماً بعضه فوق بعض , حيث طلب الدوّي من السروي أن يُحدد له مقدار قسمه مرةً أخرى , وبعد أن حدد له السروي قسمه المتواجد مع أقسام المحصول الأخرى , قال الدوي سأحرق قسمي من الفريكة لأنضجه , وإياكم إياكم أن تنهوني عن ذلك فأنا حُرٌ في قسمي أفعل ما أشاء ..

      وبالفعل قام الدوّي بإحراق قسمه من الفريكة , ذلك القسم الموجود في منتصف المحصول , وبدلاً من أن يحرق قسمه الصغير من الفريكة أحرق المحصول بكامله ..


      يقول الشاعر المرحوم أحمد أبو ناب الغبيشي



      ياخالقي أجور بك من قصة الدوّي

      شب الفريكة ولا بقى ولا حقله

      وأهل السراه لى أغربت غصّبا يعشونه

      .
      [poem font=",6,teal,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
      نروح و نغدو لحاجاتنا= وحاجة من عاش لا تنقضي
      تموت مع المرء حاجاته = و تبقى له حاجةٌ ما بقي[/poem]

      تعليق

      • مـحـمـد الـجابري
        عضو مميز
        • Sep 2005
        • 2006

        #4

        [glow=CC9900]
        المتميز والمبدع عبد الله الجابري

        بعد كل موضوع لا اريد ان اقرأ شيأً لألى يفسد تلك اللذة

        وذلك الابحار مع تلك الكلمات الجميلة

        وتجعلنا في كل مرة في لهفة لقراءة مخطوطاتك الاثرية

        لك التحية يا ابو موسى ولا حرمنا الله من مواضيعك

        محمد الجابري
        [/glow]
        [/mark]

        تعليق

        • فارس الأصيل
          عضو مميز
          • Feb 2002
          • 3319

          #5
          لم يسعفني الحظ يا ابا موسى لأكتب الكثير فقد كتبت كثيرا ورأيت رؤى ولكن الشبكة خانتني ثلاثا وهذه الأخيرة وإلا لا يزال في النفس الكثير لكني أرجوك الا تقف وأن تستمر في الرواية والحكاية بهذا الأسلوب الجميل ..
          دمت في رعاية الله
          كل عام وأنت بخير
          هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
          كالبحر عمقاً والفضاء مدى
          مدونتي
          أحمد الهدية

          تعليق

          • عبدالله رمزي
            إداري
            • Feb 2002
            • 6605

            #6
            أخي الفاضل / عبدالله الجابري

            اسلوب متميز كما عهدناك ..


            لا أدري هو سكنك في تهامة أم عملك في تهامة هما اللذان جعلاك تنهال على أهل السراة وتجعل منهم قصصاً تروى مع هذه الأسطورة الخبيثة كما كتبت ..
            ولو أني أرى أن أهل دو ربما يطالبونك بحق حيث أنك نسبت إليهم الخبث والدهاء والسرقة ...

            عبدالله رمزي
            ما كل من يبعد به الوقت ناسيك ... بعض البشر قدام عينك وينساك

            تعليق

            Working...