إيقاع الحروف في الدمعة الطارفه
وحدي..مع القريه أتأمل فروع الشجر كيف آتعرى وخيطان الشجن وارفـه!
آقبّل التربـه الحمـرا واشـمالمـدر وآحس بالبرد جايب لي معه سالفـه
ماخون .. ياحرمة القريه وهذي البشر تخون بعيونها حزنك وهـي عارفـه
صحاك تهليل شيبانك صـلاة الفجـر وهدهدك مدريهة اطفال وحضن عاطفه
على الأتاريك لاطفّـاك ليـل المطـر يوم الشبابيك تشهق زفـرة العاصفـه
وآخوي الاكبر يغيب ويبتلعـه السفـر وان جا يخبّي الحزن حزنه وانا شايفه
من بعد كنا انتقلنا من بيـوت الحجـر قلنا العصافير طارت والسمـا زايفـه
ما في المدينه مدينه..غير أنا والدشـر يوم آخر الليل يقبلنـي علـى هاتفـه
آلـف وآدور واتخيـل مـدار القمـر كن الدكاكين كعبـه والقـدم طايفـه
صحاني الخوف والحيره وطعم القهـر والعسكري نام في الدوريـه الواقفـه
_لو تنشد الناس بغداد الحزن والظفـر كيف المواطن تحـول عبـوة ناسفـه
هي عادة الظلم؟ وإلا توصية موتمـر ناس على الحق والتاريـخ متحالفـه
يحجّمون القرى ويهمّشـون الحضـر يجي ثلاثين عام..ودمعتـي طارفـه.
لك الله أيتها الدار
لك الله أيتها القرية القابعة تحت ظلال الهجر والنسيان
وحدها هي الأشجار ظلت شامخة ثابتة واقفة تنتظر زائر جاء من
غيهب الذكريات
هو ذاك
محمد عيضه الزهراني
استاقه الحنين فزارها
ليستنطق أخبارها
ويقف على أطلالها
ويتفيأ ظلال أشجارها
فكانت لحظات شوق وبوح وشجن
الحنين جذور
والجذور كما هي غائرة في أعماق التربة فهي غائرة في أعماق الشاعر
القرية التي جاءها الشاعر محمد عيضه الزهراني وهو معبأ بذلك الإنصات المرهف لأحاسيس الأشياء والحروف .
حتى غدتِ الأسطرُ عنده مرتبطةً ارتباطاً حميميّاً بالإيقاع الداخلي للنفس ، بل لقد خرجت من أعماقه وجرس إيقاعها يهدم السكون ، ويقتلع الصمت بكلِ ما فيها من حركاتٍ وسكناتٍ؛ من فوراتٍ وتدفّقاتٍ عاطفيّة، أو لحظاتِ هدوءٍ وصفاء،
إننا حين نقرأ القصيدة فإن حالة من تلك الحالات التي لا تتلبسنا إلا عند دخولنا إحدى دارات الأوركسترا العالمية التي تمتزج فيها شتى الأنغام بخفقات قلوبنا وعواصف عواطفنا ودقات الزمن في دفاتر ذكرياتنا
وحين نبحثُ عن مصادر الإيقاع والتطريب في القصيدة نجدُهُ في تكرار مجموعة من الحروف بشكلٍ كثيف قياساً إلى بقيّة حروف العربيّة، التي يتكوّنُ منها النص. فلـــقد تكرّرت
الـلام = 50 مره
اليـاء = 42 مره
الـراء = 38 مره
الـواو = 37 مره
الهـاء = 30 مره
الميــم = 30 مره
الفـاء = 20 مره
الحـاء = 18 مره
القـاف = 11 مره
وتكرر لفظ الحزن ومرادفاته = 12 مره
وهذه الأحرف شكل منها شاعرنا فرقة سيمفونية ظلت ومازالت تعزف (مقطوعة الدمعة الطارفة ) الموسيقية الحزينة
إن تكرار هذه الحروف الذي جاءَ عفويّاً، وخلالَ مسافاتٍ زمنيّة قريبةٍ جداً، على مستوى السطر الشعري الواحد من جهة، وضمن النص كلّه من جهة أخرى، نتجَ عنهُ تكثيف صوتي أغنى الإيقاع، وحين ننتبه إلى أن الحروف التي تواتَر تكرارها:قد تسيدها حرف اللام سيد أحرف القصائد العربية وضابط جرسها , وأحب الأحرف إلى شــعراء ها على أن بعضُها الآخــر شديدُ الهمسِ كالهاء، وبعضُها حلقي لهوي هامس أيضاً كالحاء ، ثمّ تأتي الميم وهي تنطوي تحت ما يُسمّى حروف اللين... نلاحِظُ الطبيعةَ الموسيقيّة الهامسة الليّنة الهادئة، التي تسيطرُ على النص، والتي لا يُعكّرُها إلا قليلاً حرفُ الراء المهجور، الذي يتكرر اثنتي عشرةَ مرَّة، والذي أفادَ هنا فكرة تواصل الحالة واستمرارها وصولاً إلى خاتمتِها
هذا إذا أخذنا بنظريّة ابن جنّي في القيمة التعبيريّة للحرف الواحد.
. أما إذا أخذنا بالقيمة التعبيرية للمفردة فهنا تأتي مجموعة من المفردات المتجانسة صَرفيّاً وصوتياً:
(الشـجر ، الشـجن ، البشـر، الدشـر ) ، (القهـر ، القمـر ) ، (المطـر ، الحضـر ، ) ، (سالفـه ، ناسفـه ) ، ( عاطفه ، عارفـه ، طارفـه )
وهناكَ مفردتان تجمَعُ إلى التنافر الصوتي تضاداً في المعنى (شيبان ً، أطفال ) ثُمّ ننتبهُ إلى أن بعض الجُمل بنيت بصورة متناظرة صوتيا .
إننا في هذه القصيدة أمام لغة غادرتْ دلالاتِها المعتادة، وأخذت تلعب لعبة غير مألوفة. إنها لعبة الخلق! بهذه اللعبة تحاول اللغة أن تنقل الإيحاء أو الفكرة، لكن في معرض نستطيع فيه أن نتمتع بتأمل بنائه. اللغةُ في هذه الشواهد تركتْ دلالاتِها المألوفة جانبًا ودخلت في عملية تركيب تخصُّ الشاعر. لذا فالمبدع هنا يكوِّن جملاً تخصُّه، ويبني مشهدًا يرسم تفاصيلَه وحدوده. انظروا إلى تنوع البناء اللغوي في الشواهد،
حيث تشفُّ التراكيب هنا :
وحدي..مع القريه أتأمل فروع الشجر كيف آتعرى وخيطان الشجن وارفـه!
آقبّل التربـه الحمـرا واشـمالمـدر وآحس بالبرد جايب لي معه سالفـه
ماخون .. ياحرمة القريه وهذي البشر تخون بعيونها حزنك وهـي عارفـه
صحاك تهليل شيبانك صـلاة الفجـر وهدهدك مدريهة اطفال وحضن عاطفه
وهنا تتحول الأبيات كلُّها إلى حلم متداخل :
على الأتاريك لاطفّـاك ليـل المطـر يوم الشبابيك تشهق زفـرة العاصفـه
وآخوي الاكبر يغيب ويبتلعـه السفـر وان جا يخبّي الحزن حزنه وانا شايفه
من بعد كنا انتقلنا من بيـوت الحجـر قلنا العصافير طارت والسمـا زايفـه
ما في المدينه مدينه..غير أنا والدشـر يوم آخر الليل يقبلنـي علـى هاتفـه
، وتتضح وتغلب عليها القسوة والشراسة التي تنتهي عادة بالدموع والأسى هنا :
آلـف وآدور واتخيـل مـدار القمـر كن الدكاكين كعبـه والقـدم طايفـه
صحاني الخوف والحيره وطعم القهـر والعسكري نام في الدوريـه الواقفـه
_لو تنشد الناس بغداد الحزن والظفـر كيف المواطن تحـول عبـوة ناسفـه
هي عادة الظلم؟ وإلا توصية موتمـر ناس على الحق والتاريـخ متحالفـه
يحجّمون القرى ويهمّشـون الحضـر يجي ثلاثين عام..ودمعتـي طارفـه.
والأمر لا يعدو إلا أن يكون في أبيات هذه القصيدة طابعًا صوفيًّا تأمليًّا تنقطع فيه أية صلة منطقية بين الأجزاء المكوِّنة.
وحدي..مع القريه أتأمل فروع الشجر كيف آتعرى وخيطان الشجن وارفـه!
آقبّل التربـه الحمـرا واشـمالمـدر وآحس بالبرد جايب لي معه سالفـه
ماخون .. ياحرمة القريه وهذي البشر تخون بعيونها حزنك وهـي عارفـه
صحاك تهليل شيبانك صـلاة الفجـر وهدهدك مدريهة اطفال وحضن عاطفه
على الأتاريك لاطفّـاك ليـل المطـر يوم الشبابيك تشهق زفـرة العاصفـه
وآخوي الاكبر يغيب ويبتلعـه السفـر وان جا يخبّي الحزن حزنه وانا شايفه
من بعد كنا انتقلنا من بيـوت الحجـر قلنا العصافير طارت والسمـا زايفـه
ما في المدينه مدينه..غير أنا والدشـر يوم آخر الليل يقبلنـي علـى هاتفـه
آلـف وآدور واتخيـل مـدار القمـر كن الدكاكين كعبـه والقـدم طايفـه
صحاني الخوف والحيره وطعم القهـر والعسكري نام في الدوريـه الواقفـه
_لو تنشد الناس بغداد الحزن والظفـر كيف المواطن تحـول عبـوة ناسفـه
هي عادة الظلم؟ وإلا توصية موتمـر ناس على الحق والتاريـخ متحالفـه
يحجّمون القرى ويهمّشـون الحضـر يجي ثلاثين عام..ودمعتـي طارفـه.
لك الله أيتها الدار
لك الله أيتها القرية القابعة تحت ظلال الهجر والنسيان
وحدها هي الأشجار ظلت شامخة ثابتة واقفة تنتظر زائر جاء من
غيهب الذكريات
هو ذاك
محمد عيضه الزهراني
استاقه الحنين فزارها
ليستنطق أخبارها
ويقف على أطلالها
ويتفيأ ظلال أشجارها
فكانت لحظات شوق وبوح وشجن
الحنين جذور
والجذور كما هي غائرة في أعماق التربة فهي غائرة في أعماق الشاعر
القرية التي جاءها الشاعر محمد عيضه الزهراني وهو معبأ بذلك الإنصات المرهف لأحاسيس الأشياء والحروف .
حتى غدتِ الأسطرُ عنده مرتبطةً ارتباطاً حميميّاً بالإيقاع الداخلي للنفس ، بل لقد خرجت من أعماقه وجرس إيقاعها يهدم السكون ، ويقتلع الصمت بكلِ ما فيها من حركاتٍ وسكناتٍ؛ من فوراتٍ وتدفّقاتٍ عاطفيّة، أو لحظاتِ هدوءٍ وصفاء،
إننا حين نقرأ القصيدة فإن حالة من تلك الحالات التي لا تتلبسنا إلا عند دخولنا إحدى دارات الأوركسترا العالمية التي تمتزج فيها شتى الأنغام بخفقات قلوبنا وعواصف عواطفنا ودقات الزمن في دفاتر ذكرياتنا
وحين نبحثُ عن مصادر الإيقاع والتطريب في القصيدة نجدُهُ في تكرار مجموعة من الحروف بشكلٍ كثيف قياساً إلى بقيّة حروف العربيّة، التي يتكوّنُ منها النص. فلـــقد تكرّرت
الـلام = 50 مره
اليـاء = 42 مره
الـراء = 38 مره
الـواو = 37 مره
الهـاء = 30 مره
الميــم = 30 مره
الفـاء = 20 مره
الحـاء = 18 مره
القـاف = 11 مره
وتكرر لفظ الحزن ومرادفاته = 12 مره
وهذه الأحرف شكل منها شاعرنا فرقة سيمفونية ظلت ومازالت تعزف (مقطوعة الدمعة الطارفة ) الموسيقية الحزينة
إن تكرار هذه الحروف الذي جاءَ عفويّاً، وخلالَ مسافاتٍ زمنيّة قريبةٍ جداً، على مستوى السطر الشعري الواحد من جهة، وضمن النص كلّه من جهة أخرى، نتجَ عنهُ تكثيف صوتي أغنى الإيقاع، وحين ننتبه إلى أن الحروف التي تواتَر تكرارها:قد تسيدها حرف اللام سيد أحرف القصائد العربية وضابط جرسها , وأحب الأحرف إلى شــعراء ها على أن بعضُها الآخــر شديدُ الهمسِ كالهاء، وبعضُها حلقي لهوي هامس أيضاً كالحاء ، ثمّ تأتي الميم وهي تنطوي تحت ما يُسمّى حروف اللين... نلاحِظُ الطبيعةَ الموسيقيّة الهامسة الليّنة الهادئة، التي تسيطرُ على النص، والتي لا يُعكّرُها إلا قليلاً حرفُ الراء المهجور، الذي يتكرر اثنتي عشرةَ مرَّة، والذي أفادَ هنا فكرة تواصل الحالة واستمرارها وصولاً إلى خاتمتِها
هذا إذا أخذنا بنظريّة ابن جنّي في القيمة التعبيريّة للحرف الواحد.
. أما إذا أخذنا بالقيمة التعبيرية للمفردة فهنا تأتي مجموعة من المفردات المتجانسة صَرفيّاً وصوتياً:
(الشـجر ، الشـجن ، البشـر، الدشـر ) ، (القهـر ، القمـر ) ، (المطـر ، الحضـر ، ) ، (سالفـه ، ناسفـه ) ، ( عاطفه ، عارفـه ، طارفـه )
وهناكَ مفردتان تجمَعُ إلى التنافر الصوتي تضاداً في المعنى (شيبان ً، أطفال ) ثُمّ ننتبهُ إلى أن بعض الجُمل بنيت بصورة متناظرة صوتيا .
إننا في هذه القصيدة أمام لغة غادرتْ دلالاتِها المعتادة، وأخذت تلعب لعبة غير مألوفة. إنها لعبة الخلق! بهذه اللعبة تحاول اللغة أن تنقل الإيحاء أو الفكرة، لكن في معرض نستطيع فيه أن نتمتع بتأمل بنائه. اللغةُ في هذه الشواهد تركتْ دلالاتِها المألوفة جانبًا ودخلت في عملية تركيب تخصُّ الشاعر. لذا فالمبدع هنا يكوِّن جملاً تخصُّه، ويبني مشهدًا يرسم تفاصيلَه وحدوده. انظروا إلى تنوع البناء اللغوي في الشواهد،
حيث تشفُّ التراكيب هنا :
وحدي..مع القريه أتأمل فروع الشجر كيف آتعرى وخيطان الشجن وارفـه!
آقبّل التربـه الحمـرا واشـمالمـدر وآحس بالبرد جايب لي معه سالفـه
ماخون .. ياحرمة القريه وهذي البشر تخون بعيونها حزنك وهـي عارفـه
صحاك تهليل شيبانك صـلاة الفجـر وهدهدك مدريهة اطفال وحضن عاطفه
وهنا تتحول الأبيات كلُّها إلى حلم متداخل :
على الأتاريك لاطفّـاك ليـل المطـر يوم الشبابيك تشهق زفـرة العاصفـه
وآخوي الاكبر يغيب ويبتلعـه السفـر وان جا يخبّي الحزن حزنه وانا شايفه
من بعد كنا انتقلنا من بيـوت الحجـر قلنا العصافير طارت والسمـا زايفـه
ما في المدينه مدينه..غير أنا والدشـر يوم آخر الليل يقبلنـي علـى هاتفـه
، وتتضح وتغلب عليها القسوة والشراسة التي تنتهي عادة بالدموع والأسى هنا :
آلـف وآدور واتخيـل مـدار القمـر كن الدكاكين كعبـه والقـدم طايفـه
صحاني الخوف والحيره وطعم القهـر والعسكري نام في الدوريـه الواقفـه
_لو تنشد الناس بغداد الحزن والظفـر كيف المواطن تحـول عبـوة ناسفـه
هي عادة الظلم؟ وإلا توصية موتمـر ناس على الحق والتاريـخ متحالفـه
يحجّمون القرى ويهمّشـون الحضـر يجي ثلاثين عام..ودمعتـي طارفـه.
والأمر لا يعدو إلا أن يكون في أبيات هذه القصيدة طابعًا صوفيًّا تأمليًّا تنقطع فيه أية صلة منطقية بين الأجزاء المكوِّنة.
تعليق