Unconfigured Ad Widget

Collapse

سعيد بن جبير والحجاج الثقفي

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • عامر
    عضو مؤسس ومميز
    • Jun 2001
    • 2801

    سعيد بن جبير والحجاج الثقفي

    بين سعيد بن جبير والحجاج بن يوسف الثقفي

    كان الحجاج بن يوسف الثقفي ، فاسق بني ثقيف ، والياً لعبد الملك ، يأخذ بالشبهات ويتحرى المناوئين في جميع البلاد الإسلامية لحكم أمير ه وسيده . فيصب المحن عليهم دون هوادة ولا خوف من الله المقتدر الجبار ، وكان خالد بن عبد الملك القسري والياً على مكة المكرمة - شرفها الله - وقد علم بوجود أبن جبير في ولايته فألقى القبض عليه وأعتقله ، ثم أراد أن يتخلص منه فأرسله مخفوراً مع إسماعيل بن واسط البجلي إلى الحجاج بن يوسف
    قال الحجاج : ماأسمك ؟
    سعيد : سعيد بن جبير .
    الحجاج : بل أنت شقي بن كسير .
    سعيد : بل كانت أمي أعلم باسمي منك .
    الحجاج : شقيت أمك وشقيت أنت .
    سعيد : الغيب يعلمه غيرك .
    الحجاج : لا بد لك بالدنيا ناراً تلظى .
    سعيد : لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهاً .
    الحجاج : فما قولك في محمد ؟.
    سعيد : نبي الرحمة وإمام الهدى .
    الحجاج : فما قولك في علي ، أهو في الجنة أم هو في النار .
    سعيد : لو دخلتها وعرفت من فيها ، عرفت أهلها .
    الحجاج : فما قولك في الخلفاء ؟.
    سعيد : لست عليهم بوكيل .
    الحجاج : فأيهم أعجب إليك ؟.
    سعيد : أرضاهم لخلقي .
    الحجاج : فأيهم أرضى للخالق ؟ .
    سعيد : علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم .
    الحجاج : أحب أن تصدقني .
    سعيد : إن لم أحبك لن أكذبك .
    الحجاج : فما بالك لم تضحك ؟ .
    سعيد : وكيف يضحك مخلوق خلق من طين ، والطين تأكله النار !! .
    الحجاج : فما بالنا نضحك ؟ .
    سعيد : لم تستو القلوب .
    ثم أمر الحجاج باللؤلؤ والزبرجد والياقوت ، فجمعة بين يديه .
    فقال سعيد : إن كنت جمعت هذا لتتقي به فزع يوم القيامة فصالح وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت ، ولا خير في شيء من الدنيا إلا ما طاب وزكا . ثم دعا الحجاج بالعود والناي ، فلما ضرب بالعود ونفخ بالناي بكى سعيد .
    فقال ما يبكيك ؟ أهو اللعب ؟ .
    قال سعيد : هو الحزن ، أما النفخ فذكرني يوما عظيماً يوم ينفخ في الصور ، وأما العود فشجرة قطعت من غير حق !! وأما الأوتار فمن الشاة تبعث يوم القيامة !! . قال الحجاج : ويلك يا سعيد .
    فقال : لا ويل لمن زحزح عن النار وأدخل الجنة .
    فقال الحجاج : اختر يا سعيد أي قتله أقتلك ؟ .
    فقال : اختر أنت لنفسك فوا لله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة .
    قال : أتريد أن أعفو عنك .
    فقال سعيد : إن كان العفو فمن الله ، وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر .
    قال الحجاج : اذهبوا به فاقتلوه ، فلما خرج ضحك فأخبر الحجاج بذلك فردوه إليه .
    وقال ما أضحكك . فقال عجبت من جرأتك على الله وحلم الله عليك .
    فأمر بالنطع فبسط . وقال اقتلوه . فقال سعيد : وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين .
    قال الحجاج : وجهوا به لغير القبلة .
    قال سعيد : فأينما تولوا فثم وجه الله .
    قال الحجاج : كبوه على وجهه .
    قال سعيد : منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى .
    قال الحجاج : اذبحوه .
    قال سعيد : أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، خذها مني حتى تلقاني بها يوم القيامة ، اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي.

    ولكم تحيات مقدم القصة : عامر .
    آخر تعديل تم من قبل عامر; 28-11-2001, 07:00 PM.
  • أبو ماجد
    المشرف العام
    • Sep 2001
    • 6289

    #2
    أخي عامر جزاك الله خير الجزاء ... جهد رائع
    ولكن لي تعقيب على الموضوع وهو :
    تاريخنا لم يخل من الدس والتزوير كأي تاريخ لأي أمة ، وأعداء الدين الإسلامي بادروا إلى تزوير تاريخنا وتصوير خير خلق الله بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وهم صحابته وكأنهم مجموعة من المتآمرين هذا يقتل هذا وهذا يؤلب الناس على ذاك وهم أبعد ما يكونوا عن ذلك ، صحيح أنه حدثت خلافات نتيجة اجتهادات وكل منهم يريد الحق ولكن لم يحدث مؤامرات بالشكل الذي قرأناه ويروج له حتى اليوم .

    لا أطيل عليكم ، لمن يريد الاستزادة حول صحة الأحداث التاريخية في صدر الإسلام عليه بقراءة كتاب ( العواصم من القواصم ) لابن العربي ( غير ابن العربي الصوفي ) .

    أشكرك ياعامر على تألقك وتقبل تحيات محبك / أبو ماجد

    تعليق

    • عامر
      عضو مؤسس ومميز
      • Jun 2001
      • 2801

      #3
      الأخ العزيز / ابو ماجد :
      شكرا لك على المتابعه وعلى التشجييع .. وكذلك على التعليق والله يوفق الجميع لكل خير ..
      اخوك / عامر .

      تعليق

      Working...