Unconfigured Ad Widget

Collapse

أعرف ربك يصلح أمرك

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • فارس الأصيل
    عضو مميز
    • Feb 2002
    • 3319

    أعرف ربك يصلح أمرك

    أحبابي الكرام
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
    لاشك أن دنيانا مجنونة وملعونة كل مافيها إلا ذكرالله ولذلك وجدنا مع هذا التلاحق المستمر مابين الرغبة والهدف مع تعدد الأهداف من شخص لآخر أن نكون سويا هنا نسابق الريح علنا أن نلحق بركب السرعة على بساط الواقع بقليل من التفكير والعودة للأصل حيث الاستقرار والاطمئنان والانطلاق بثبات لاسيما ونحن نشاهد اليوم هذه الضغوط المستمرة من البيت والشارع والعمل ووو عدد حتى تمل فقد هالني هذا الكم الهائل من الناس الذين يشتكون من المرض النفس فهذا قلق وذاك مكتئب ومنطوي وهذا لديه انفصام وذاك رهاب اجتماعي وآخر لديه عقده وهكذا ثم أدر بصرك جيدا في كثرة عيادات الصحة النفسية ومسشتشفياتها كيف غدت بهذه الكثرة وكأنا قوم ليس لدينا سوى المشاكل المعقدة التي لا يستطيع فك رموزها وتهدئتها سوى المركبات الكيماوية ..
    أحبابنا الكرام ..
    أنا أبدا لا أنكر أهمية الطب النفسي لكني أظعه كآخر حل وليس كأول حل لدينا إذ أن الحل الوحيد دائما ما ينطلق من داخل أنفسنا باستشعار أن جميع ما يجري بهذا الكون هناك مدبر ومكون له هو وحده الذي يجب أن نسمع له ونصغي إليه إذا أردنا فعلا أن نستغني عن جميع العيادات النفسية إذ في كتاب الله وسنة الني صلى الله عليه وسلم ما يغنينا عن عقاقير العالم لكن ينبغي قبل ذلك أن نعرف أنه علينا أن نرعى حق الله ونرغم أنفسنا على ذلك لنسلم من كل شر في هذه الدنيا ..
    وسأعرض عليكم في البداية نقطتين ستوصلان كل صاحب مشكلة بإذن الله إلى حل :
    أولا :
    من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي .. ومن صلى العشاء في جماعة فهو في ذمة الله حتى يصبح .. وهذه شهادة معتمدة من رسول الهدى صلى الله عليه وسلم رمى بها أكثرنا وراح يتلمس الاستجارة بشهادات دنيوية قد تنفع وقد تضر وقد لا تكون هامشية بلا نفع ولا ضرر
    ثانيا :
    أذكار الصباح والمساء وبعد كل صلاة وقراءة سورة الاخلاص والمعوذتين عن يقين وتوكل وصدق نية واتباع امر واجتناب نهي فهي باذن الله حافظة للانسان من كل مكروه باذن رب العزة والجلال الذي قال ( فاذكروني أذكركم )..

    احبابي
    هناك الكثير من الخيارات التي تفك عنا الضغط النفسي والشحن اليومي وتوصلنا إلى رضى في النفس وبركة في الرزق وسعادة في العيش فقط أين العقلاء ذوي القلوب ..

    سيكون لي زيارة لصديق دار بينه وبين الحزن نقاش فانتظروني
    (صباح الخير أيها الحزن )

    تحاتي
    آخر تعديل تم من قبل الدويهي; 27-11-2005, 11:05 PM.
    هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
    كالبحر عمقاً والفضاء مدى
    مدونتي
    أحمد الهدية
  • عبدالله رمزي
    إداري
    • Feb 2002
    • 6605

    #2

    اشكرك أخي فارس على هذه المشاركة الرائعة
    ولعل ماذكرت كفيل وجدير بالرجوع إلى الله وإتباع ماجاء به رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام ..

    ولعلي هنا أضيف ...
    قول الله تعالى
    واستعينوا بالصبر والصلاة


    جزاك الله كل خير
    عبدالله رمزي
    ما كل من يبعد به الوقت ناسيك ... بعض البشر قدام عينك وينساك

    تعليق

    • ابن مرضي
      إداري
      • Dec 2002
      • 6171

      #3
      نعم يافارسنا الأصيل فبذكر الله تطمئن القلوب . القلوب التي تعقل .

      لافض فوك يا أيها الفارس .
      كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

      تعليق

      • فارس الأصيل
        عضو مميز
        • Feb 2002
        • 3319

        #4
        والدي الفاضل بن رمزي ..
        أشكرك الشكر اللائق بك وجميل ما ذكرت ولكن ولأن نفوسنا اليوم لم تزل تغوص في غفلتها فهي قد لا تنتبه لذلك لكنها لو ما رسته على أرض الواقع لوجدت الفرق فالذي يستيقظ صباحا ليلحق بالجماعة في المسجد لصلاة الفجر أعتقد جازما أنه أهدأ وأكثر اتزانا سائر يومه وهذا مجرب وما ذلك إلا لتلك الشهادة التي اعتمدها المصطفى فما بالك بمن يحافظ عليها كاملة عشاء وفجرا وما بينهما ويحرص على تغليف نفسه بالأذكار وتحصينها ألا يمكنه هذا أن يكون مطمئنا كما أخبر الله بذلك بقوله ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )..
        الذي أستغربه اليوم ولا غرابة إلا أني أستغربه من ناحية وجود العقل مع أني أعتقد جازما بكثرة اللا عقلاء حين نلجأ إلى الله ندعوه بتضرع أن يوفقنا على أداء معصية أو فجور ثم نقول أننا متعبون نفسيا ومضطربون سلوكيا ومتذبذبون في حياتنا أوليست هذه قلة أدب مع الله نعصيه ثم ندعوه أن يوفقنا على معصيته والله إنها لعجائب ما رأى التأريخ شر منها ..
        والدي
        صدقت حين ذكرت قوله تعالى ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين * الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون )البقره .. والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( جعلت قرة عيني في الصلاة ) وكان ينادي بلالا بقوله ( أرحنا بها يا بلال ) أي بالصلاة
        ولذلك من الطبيعي جدا أن تتملكنا الوحشة والوهن والتشرد والتذبذب والضيق لأن كثير من الناس تنازلوا عن ركن من أركان الإسلام وهذا مؤشر خطير

        شكرا والدي مجددا
        ورحم الله شيباتك وأسكنك فسيح جناته وجميع القراء والكتاب من ذوي القلوب العاقلة

        تحياتي
        هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
        كالبحر عمقاً والفضاء مدى
        مدونتي
        أحمد الهدية

        تعليق

        • فارس الأصيل
          عضو مميز
          • Feb 2002
          • 3319

          #5
          أستاذي الفاضل بن مرضي .
          يصدق القائل الذي قال :
          ياله من زمن أوراقه ... تخجل الراصد قبل المطبعة
          والذي نفسي بيده إنها لتطمئن وترى الخير في نفسها ومن حولها والدليل موجود والشواهد أكثر مما تتصورون قديما وحديثا ولكن لازلت أتساءل أيها الأستاذ أن عقلاء القلوب هم قلة نسأل الله أن يجعلنا وإاك والقارئ منهم إنه جواد كريم وأن يريحنا بذكره ويمدنا بتأييده ونصره وأن يجعلنا من الصابرين في البأساء والضراء من المؤمنين ذوي الخير الذين أشار إليهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله فيما معناه ( عجبا لأمر المؤمن فأمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له , وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له , وليس ذلك إلا للمؤمن )

          شكر الله صنيعك ومداخلتك

          تحياتي
          هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
          كالبحر عمقاً والفضاء مدى
          مدونتي
          أحمد الهدية

          تعليق

          • أبو عبدالمجيد الدوسي
            عضو مميز
            • May 2005
            • 1385

            #6
            أخي الكريم فارس الاصيل شكر لك على هذا الطرح المبارك . وهو من باب النصيحة وفقك الله الى كل خير .
            قال صلى الله علية وسلم (الدين النصيحة)


            وتقبل خالص تحياتي أبوعبدالمجيد الدوسي جدة(ابوعابد الدوسي سابقا)

            تعليق

            • فارس الأصيل
              عضو مميز
              • Feb 2002
              • 3319

              #7
              أخي الفاضل ابو عبد المجيد
              شكرا لمرورك العذب والذي يدل على حبك الخير فرحم الله والديك ورفع قدرك وكما قلت فعلا الدين النصيحة فعسى الله أن يصلحنا وإياك وجميع المسلمين

              تحياتي
              هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
              كالبحر عمقاً والفضاء مدى
              مدونتي
              أحمد الهدية

              تعليق

              • فارس الأصيل
                عضو مميز
                • Feb 2002
                • 3319

                #8
                أحبابي الكرام ..
                لاشك أن البشر يبقون كذلك حتى في قمة مثاليتهم إذا ما سلمنا أن احد منا بلغ منزلة التعامل والحذر ونبذ الحزن والتسليم لله والاعتماد عليه والتوكل الحق ينبغي علينا ألا نخضع أنفسنا لكثير من النظريات الخيالية بحيث لولم نجتز موقفا ما مثلا أو ما استطعنا أن نتجاوز عقبة من العقبات أن نصدر أحكامنا بشكل مباشر بأنا نرضخ في مستنقع الفشل وأنا لافائدة منا ولا معنى لما نحاول بلوغه لأن ذلك كله من كيد إبليس بنا فلو تتبعنا سير الأنبياء لوجدنا أنهم حتى مع نبوتهم كان يعتريهم بعض المشاكل لكنهم يتوجهون مباشرة إلى ربهم بثقة بعد اتخاذ ما يلزم من الأسباب بل حتى النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعرض لمثل ذلك لكنه كان يتعامل وفق جدول إيماني ولا أروع يستنبطه المرء منا من سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم
                أحبابي تكثر الآيات والأحاديث في مثل هذا المجال فصلاح أمورنا من معيشة معنوية وحسية ولذلك يضع لنا الله في كتابه أسبابا علينا أن نتبعها حتى نكون سعداء في الدارين فقوله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ألا تستدعي هذه الشهادة والوعد الرباني بحياة تحفل بالرضا والقناعة وفتح باب المخارج من كل مأزق فإذا ماتقينا الله سنجد الله معنا في كل مكان نجدها مؤكدة حتى في المعركة والتمكين في الأرض بقوله تعالى ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) بل إن المتأمل في قصة مريم يستشف منها أن الله سبحانه وتعالى قادر على إعطاء عباده لكنه يريد منهم العمل وليس النوم وطلب الراحة بلا جهد يذكر فالله يقول لمريم وهي حامل وفي مخاضها ( وهزي إليك بجذع النخلة ) صدقوني لو جئت بأشجع أهل الدنيا وقلنا له هز النخلة وأسقط علينا من تمرها لعجز في ذلك فكيف بامرأة تعاني من الحمل وآلامه إنه الأمر باتخاذ السبب ليحصل المراد والمقصود وإلا فإن الله قادر على إعطائها الرزق لا سيما وقصة حملها آية من آيات الله في خلقه فسبحان مدبر الكون ..
                أحبابي ..
                الذي أريد أن أصل إليه أن هناك كثير من المؤشرات التي إذا ما أردنا أن نبقى بلا مشاكل ولا متاعب نفسية واجتماعية واقتصادية وغيرها فإن علينا أن نتتبع ماذا يرد الله منا فحتما سنصل إلى ذلك ولكن ليعلم المسلم أنه لن يجد كل الأوامر والنواهي مقدمة على طبق من ذهب إنما (حفة الجنة بالمكاره وحفة النار بالشهوات ) كما يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم .. فلو قرأنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لابن عباس إذ يقول له فيما معناه (ياغلام احفظ الله يحفظك , إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء فلن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك , رفعت الأقلام وجفت الصحف ) صدقوني لو تتبعنا هذا الحديث ووعينا حقا مافيه من حقائق مصيرية لما تعبت أنفسنا ولما حملنا الهم قد .. هناك حديث آخر يقول فيما معناه ( واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ) فيا الله أو كل هذا بين أيدينا بل ربما نقرأه كل يوم ثم يلوكنا الهم والغم بل ونرمي بأنفسنا إلى التهلكة ..
                بقي أن أذكر أيضا قبل أن أعود لقصة ( صباح الخير أيها الحزن ) بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما معناه ( من بات آمنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) ..

                أخي الحبيب
                تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة

                إذا اعرف ربك يصلح أمرك

                تحياتي
                هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                مدونتي
                أحمد الهدية

                تعليق

                • فارس الأصيل
                  عضو مميز
                  • Feb 2002
                  • 3319

                  #9
                  أحبابنا الكرام..
                  الحزن ذلك الشعور الذي يطبق على النفس فيصدها عن أداء مهامها في الحياة ما بين العلاقات الاجتماعية وغيرها فهو يعطل جميع الوظائف ويبقي على وظيفة واحده وهي الشعور بالضعف والألم والقهر وكثيرا ما يقود إلى الشعور بضيق الحياة وتمني الموت في الشعوب المسلمة وأحيانا الإنتحرار بل وكثيرا ما قاد إلى اليأس وبالتالي طرق أساليب خاطئة في التعايش معه ومع آلامه إما بالجمود الذي يولد الاحباط أو بالإفراد الذي يولد الإنهيار
                  أدعوكم في هذه المرة لتتأملوا معي هذه القصة للكاتب /أ . عبد الوهاب مطاوع " رحمه الله و أسكنه الفردوس الأعلى " في كتابه ( صديقي لا تأكل نفسك ) هذا الحوار الذي أجراه الأستاذ مع الحزن عنون لها بـصباح الخير أيها الحزن يقول :
                  (( صحوت من نومي فوجدت نفسي حزينا بلا سبب سألت نفسي : هل أغضبني أحد قبل أن أنام ؟ لا .. هل فقدت عزيزا فأحزنني فقده ، لا .. هل أغضبت صديقا فندمت على ذلك ؟ لا .. هل طعنني صديق في ظهري فآلمتني خيانته ؟ لا .
                  لماذا إذن هذا الحزن الشفيف الهادئ الذي يغلّف أحاسيسي في هذا الوقت من الصباح ؟ و لم أجد جوابا مريحا فسلّمت بأنها زيارة عابرة من هذا الرفيق القديم الذي يطل علىّ من حين لآخر فيطيل زيارته أو يقصرها حسب الظروف ثم ينصرف إلى حال سبيله .
                  و قد علّمتني تجاربي ان أحسن استقباله حتى يرحل عني بسلام .. و من وسائلي في ذلك ألا أسأله لماذا جاء .. و لا متى سيرحل إذ ليس من حسن الادب أن تسأل ضيفا حتى و لو كرهته لماذا جاء يزورك .. و إنما عليك أن ترحب به و أن تكرم وفادته و أن تتجاهل السؤال عن موعد رحيله إلى أن يهّم بالانصراف فتلح عليه في الرجاء بأن يبقى حتى موعد الغداء .. فيعتذر .. و ترجو فيعتذر ثم تضطر آسفا إلى قبول اعتذاره .
                  هكذا جلست معه أحتسي القهوة و أفكر .. ثم استأذنته بعد قليل في سماع شئ من الموسيقى يناسب المقام .. فانسابت أنغام قطعة من الموسيقى الشرقية التي تثير الشجن .. إلى أن بدا عليه أنه يهم بالقيام فألححت عليه في الرجاء بأن يتفضل بقبول دعوتي للغداء و ربما للعشاء أيضا لكنه اعتذر بأنه مرتبط بموعد هام فودعته حتى باب الشقة و اعتذرت له بأن المصعد مازال معطلا و وقفت على السلم أودعه ثم خطر لي و قد أصبح خارج منزلي أن أتجاوز حدود اللياقة قليلا معه و أسأله عن سر زيارته المتكررة لي في الفترة الأخيرة خاصة في الصباح فاستند إلى " الدرابزين " و قال لي بكبرياء : إنني لا أزور أحد بغير دعوة ..
                  فقلت : و هل دعوتك ؟
                  قال: نعم ! ، قلت : كيف و أنا لم أتصل بك و لا أعرف لك عنوانا ؟
                  فقال : دعوتني في كل مرة زرتك فيها بغير اتصال حين تتجمع داخلك سحب الاكتئاب و تضيق ببعض ما تراه فلا تنفّس عن نفسك بإعلان ضيقك و حين تكتم مشاعرك لكيلا تغضب الآخرين و حين تمضي نهارك و ليلك بين الأوراق و المشاكل لا ترفع رأسك إلا لتتحدث في عمل .. و لا ترى في الشوارع إلا الطريق من بيتك إلى عملك و بالعكس ، و من الدنيا إلا أصحاب المشاكل و المهمومين ، و حين تلهث دائما و صدرك مشغول بأمر ينبغي أن يتم و أمر لم ينجز بعد و غاية لم تتحقق و حين تكون في حالة لوم مستمرة لنفسك تحس معها أنك كنت تستطيع أن تفعل كذا لكنك لم تفعل أو فعلت و لكن ليس بالمستوى الذي تتمناه و حين تحس بأنك عاجز في كثير من الأحوال و تتمنى لو كانت لديك قدرات خارقة تحل بها المشاكل و تلبي بها كل الرغبات ، و حين تتجمع السحب ببطء داخلك فأجد في بيتي بطاقة موقعة منك بالحبر السري تقول لي فيها " تفضل بزيارتي " فألبي نداءك رغم كثرة مشاغلي و ارتباطاتي !.
                  دهشت مما قال و قلت مدافعا عن نفسي : لكني لست كما تصوّرني فأنا إنسان متفائل بطبعي و أدعو للتفاؤل و للكفاح في الحياة و أومن بأن حياة الإنسان من صنعه .. و أن الحياة إرادة و لا أعلّق أبدا فشلي على الحظ كما يفعل البعض ، لكنى لا أنكر دوره في الحياة ، فأنا أومن بالحظ و بالقدر و النصيب و بالقدر و النصيب و أومن أيضا أنها ليست كل شئ و أن الجانب الأكبر من نجاح الإنسان أو فشله يتحمله الإنسان وحده ..لهذا فأنا أحس دائما بأنه لاحد لقدرة الإنسان لو صحّ عزمه ، و أطرب كثيرا لحديث الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم " لو تعلقت همة أحدكم بالثريا لنالها " و أومن بأن على الإنسان أن يؤدي واجبه و يرضي ضميره ثم يترك الأمر بعد ذلك لله عز شأنه يصرّفه كيف يشاء ، لأن المهم هو ألا يقصر الإنسان في حق نفسه أما المستقبل فبيد الله وحده كما أني أيضا من المؤمنين بإن الإنسان يستطيع أن يبدأ من جديد في أية مرحلة من العمر .. و أن يصنع من الفشل بداية جديدة للنجاح و أن يطور من نفسه دائما وأروي لمن يسألني من الشباب أن محمد على مؤسس مصر الحديثة بدأ يتعلم العربية و هو في الخامسة و الأربعين من عمره و أن النابغة الذبياني قال الشعر لأول مرة في حياته و هو فوق الستين ، و أن الفيلسوف الألماني شوبنهور فاجأته الشهرة و هو يقترب من السبعين ، و أن الفيلسوف أفلوطين الذي ولد في أسيوط و عاش في روما لم يبدأ الكتابة إلا في سن الثامنة و الأربعين بعد أن أكمل دراسته و اكتملت له فلسفته التي عرفت بعد ذلك بالأفلاطونية الحديثة .
                  و أقول دائما لزواري من الشباب و لنفسي قبلهم إن الدنيا دائما تأخذ و تعطي ، و أن العقبات لا تحول دون النجاح ، و كثيرا ما تكون الدافع القوي له و أن المهم دائما هو أن نشترك في مباراة الحياة بكل طاقتنا لكي نكون من الفائزين لأنك لن تفوز في أي مباراة إلا إذا كنت من اللاعبين أما الانسحاب قبل أن يبدأ اللعب فلا يحقق سوي الحسرة ، أقول ذلك و أومن به و أنظر إلى الحياة دائما بقلب يخفق بالأمل .. فلماذا تفرض علىّ صداقتك و تزورني بلا دعوة ؟ . فسحب يده من يدي و قال لي مؤكدا للمرة الأخيرة : لقد دعوتني فلبيت الدعوة .. و ليست هكذا أصول الضيافة ! ثم تهيأ للانصراف غاضبا فأثار ضيقي أنه مازال مصرّا على أني دعوته و عدت مسرعا إلى الشقة لأبحث عن " قلة " أكسرها وراءه فلم أجد فأخرجت زجاجة مياه مثلجة و عدت سريعا إلى السلم لأرمي بها عليه و رفعتها فسرت برودتها في يدي و ذكّرتني بعطشي و قلت لنفسي فجأة " خسارة فيه " ثم شربت حتى ارتويت و عدت مبتهجا إلى شقتي !.
                  هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                  كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                  مدونتي
                  أحمد الهدية

                  تعليق

                  • فارس الأصيل
                    عضو مميز
                    • Feb 2002
                    • 3319

                    #10
                    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
                    فكما هي عادتي دائما أني لا آتي بشيء إلا ويجد القارئ تحته تعليقا علىه لكني في القصة السابقة لم أعلق حتى يقرأ القارئ الكريم بحرية أكبر ما كتبه نصا الاستاذ مطاوع رحمه الله فلقد أسدى إلينا جميل التعلم بنبذ الحزن والتعلق بالله لكنه أخطأ حين قال ((هكذا جلست معه أحتسي القهوة و أفكر .. ثم استأذنته بعد قليل في سماع شئ من الموسيقى يناسب المقام .. فانسابت أنغام قطعة من الموسيقى الشرقية التي تثير الشجن ..)) وهذه كنت أتمنى والكاتب يريد منا نبذ الحزن أن يغوص بنا بالشواهد الإيمانية كما جاء في قوله تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ولكني وجدت كثيرا من الناس شبابا وكهولا من يخبرني أنه ينام على الأنغام وتلك فيها من الشؤم الشيء الكثير لا سيما وأنه ينام تحفه الشياطين وكلما كانت الموسيقى تحيط بالمرء كانت الشياطين أقرب إليه .. ليته حين جالس ضيفه قرأ عليه بعضا من الآيات التي تجعل من الحزن نفسه سعيدا فكتاب الله يجعل القلب طروبا والحياة هانئة أما غيره فقد أخبر الله بقوله ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيظ له شيطانا فهو له قرين )ومن يكن صاحبه الشيطان فقد سقط في شر أعماله ولذلك يتندر الكهول عندنا حين يكون رفيق الواحد منا قليل الرشد غير سديد الرأي بقولهم ( من كان دليله الديك نقز به من فوق الدمنه ) هذا على المستوى الدنيوي فكيف ومن دليله الهوى والنفس والشيطان يا ترى أين سيقفز به ؟!!

                    إذا
                    اعرف ربك يصلح أمرك
                    هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                    كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                    مدونتي
                    أحمد الهدية

                    تعليق

                    • فارس الأصيل
                      عضو مميز
                      • Feb 2002
                      • 3319

                      #11
                      هناك تصور وأنا أستعرض بعض الصور من ذكرياتنا وحياتنا التي تمر مر السحاب فيحس الناس أن الدنيا تذهب مسرعة وما يدري المساكين أن أنفسهم هي التي تلهث وعقولهم هي التي لا تتوقف عن التفكير والاشتغال بما لا نفع فيه كثيرا وبما ينفع قليل ..
                      فقد قيل لنا أن الحديد ذو البأس الشديد يتمدد بالحرارة والخشب ينكمش بالحرارة .. فقلت في نفسي يا الله حتى نفوس البشر تتمدد بالحرارة وتنكمش بالبرودة والمصيبة أني وجدت صنفا بلا احاسيس ..
                      فسبحانك يارب ..
                      ما عبدناك حق عبادتك .. فليت شعري إلى متى نبتعد كل هذا البعد وشجرة الهوية تتساقط أوراقها يمنة ويسره عروقها تشتكي الجفاف بالخريف الذي تعيشه الأمة اختيارا والا فالربيع على مقربة منها حيث يسري ندى الربيع دفاقا في تلكم الشجرة لتبعث جوا من الصفاء والنظارة والحياة ..
                      فليتني أستشف الرؤى متى نخلع ثوب الجفاف ونرتدي حلة الربيع حيث الشمس الدافئة فنتمدد كالحديد إحساسا بمن خلقنا وأوجدنا لنمضي نحو الخط الذي رسمه لنا .. لننال ما أعده لنا والا فالسير عكس التيار مؤلم جدا وجهنم بالمرصاد ..

                      فاعرف ربك يا مسكين يصلح أمرك
                      هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                      كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                      مدونتي
                      أحمد الهدية

                      تعليق

                      Working...