Unconfigured Ad Widget

Collapse

لن أقبل ..!

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • السوادي
    إداري
    • Feb 2003
    • 2219

    لن أقبل ..!

    أن نُخضع شيئين متماثلين للمقارنة النزيهة البعيدة عن المجاملة والزيف فهذا أمرٌ منطقي للغاية ..
    لكن :
    ما رأيكم لو نقارن من يلامس بيده (الثريا ) مع من يكابد و ينازع من أجل استخراج رجليه الغائرتين إلى الركبتين في (الثرى ) ، إذ ينزع هذه وتفلت منه الأخرى فيبقى في عذابٍ ولا من منقذ ..
    المقارنة الجائرة ليست بدعة حفيدٍ حاد عن سبيل جدٍ راشدٍ ، لكنها – كغيرها – من غنائم آبائنا التي ورثوها عن أجدادهم وورثوها لنا -بفضلٍ منهم ومنّةٍ ..
    فالأجداد -رحمهم الله وسامحهم - وضعوا – بجهلٍ منهم – (رمز) الشجاعة والهيبة والعدل جنبـًا إلى جنبٍ مع ما يحملها راعي غنمٍ في يده للهش بها تارة والاتكاء عليها أخرى ، دون وجودٍ لـ (وجه شبهٍ ) يبرر هذه المقارنة الظالمة والظالم أهلها ..

    شاعر زهران الأول – حاضرًا - أبى إلاّ أن يضع (الرمز ) وللمرة الثانية وجهـًا لوجه مع عدة وعتاد حطّاب ثم يخضعهما للمقارنة التي حكم في نهايتها بقبولِ الرمز ورَفـْضِ العتادِ ..
    نعم ، المقارنة هذه المرة أخف من سابقتها ، لكنها تبقى مقارنة ..
    إخضاع الشاعر (الرمز) للمقارنة وقبوله له بعد يمين ألاّ يرضى بالمقابل بدلاً عنه ليس نصرًا لـ (الرمز ) بقدر ما هو فوز لـ (العتاد ) ..
    أحبتي :
    أخضعَ الشاعرُ ، فحكمَ ، وقبلَ ، ورفضَ ..
    وصدَّق أديبنا ابن مرضي على الحكم ، فأيـّد حكم الشاعر وقبوله ورفضه، ولم يقف عند هذا الحد ، بل أخذ على عاتقه أن ينشر هذا الحكم في بحرها وبرها وجوها ..
    إن سألتموني عن رأيي ، فلن أقبل هذا الحكم ؛ لأن المقارنة لم تكن بين متماثلين ونتيجتها رفعت أحدهما على حساب الآخر ..
    هو رأيي ، ولكلٍّ رأيه ..
    السوادي
  • ابن مرضي
    إداري
    • Dec 2002
    • 6171

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم


    يا استاذنا، يا معلمنا ، لولا مداراة بعض الأمور لكتبت عنك ما أريد من عبارات الأعجاب ، ولكن سأكتفي بما قاله صديق لي ذات يوم عندما سألته من تتمنى أن يكون خال أولادك ، فقال : فلان . وهذا هو ما أقوله هنا .

    دخلت إلى هذا الموضوع على عجل . مما سينتج عن تسرعي بعض الزلل ، فالرجاء المعذرة إن كنت قد تجاوزت فهم ما تقصد .

    من المواضيع التي كتبتها أيها الأستاذ قديما موضوع " إنه التناقض" ، وقد علقت على موضعك آنذاك في حينه ، ولتعذرني إن عدت وأستعرت بعض ما ورد هناك من عبارات ؛ إن تذكرت ..!

    سديي الأستاذ : نفس الشاعر قد تناقض مع نفسه حول نفس المبدأ :

    ماعد ابغي سيف ومشيوكان
    بعتها واشريت لي خيزران
    العصاة اللي تسر المسافر
    إن نقلها وإن تعصى بها

    هل هذا تناقض ؟! إجابتي هي : لا ! فلكل مقام مقال ، ونحن ننفخ في يدينا في وقت البرد لتحتر ، وننفخ في " اللقمة " الحارة لتبرد ، ولا تناقض ، المقام يقتضي ذلك ...!

    وأنت سيد العارفين والعاشقين لأبي الطيب الذي تتخذ من أبياته ما يناسبك شعارا ، وأنا وشاعري لم نذهب عنك وعنه بعيدا ، فلعلك تجد لي العذر في قَسَمي الذي رددته خلف متنبيٌ آخر .
    كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

    تعليق

    • الغمر
      مشرف منتدى شعبيات
      • Feb 2002
      • 2328

      #3
      ههههههههه
      هذه المره اشارككم بالضحك على طريقة اهل ((الشات)).واعتذر عن ذلك فما ضحكت الا اعجابا وتعجبا.......لكنني اجد ان اهل الفكر لايعدمون ايجادالفكر وكأنهم على معين لاينضب ,يختلفون كثيرا عن عامة الناس فهم ليسوا من يفسر سقوط التفاحة على الارض بانها تفاحة وسقطت ,بل انهم مثل ذاك الذي بات متسائلا لماذا سقطت باتجاه الارض ولم ترتفع الى السماء او تبقى معلقة في الهواء.
      هم اناسا يتفكرون في كل ما يمر على اسماعهم وما تقع عليه ابصارهم .
      ولست ادري أاهنئهم ام ارثأ لحالهم فلا شك عندي انهم يشغلون اذهانهم بقدر ما تنقله اليها جوارحهم.
      وانا اقول يا اساتذتي الكبار شاعرنا لم يكن يقارن في ((المحراف)) موضع الخلاف بين الرمز اياه والعتاد اياه بل كان الامر تخييرا وجمعهما في مقطع واحد لايعني اقرار شاعرنا بوجود فرصة للمقارنه وخاصة لو كان مجال الحاجة((مجازا)) ما يختص به السيف.
      والتخيير او المفاضلة ليست بذات حدود فيمكن وقوع التخيير بين الثرى والثريا وبين الذهب والرماد دون ان يكون ذلك منقصا من قدر عليٍِ او رافعا من قدر وضيع ((ان جاز الوصف بالوضاعة)) وليس ذلك بمقارنة تحسب فيها حسنات وسيئات
      كما ان امر المقارنة امر واسع وقد يكون احيانا على سبيل التهكم او على سبيل التندر او على سبيل الاستنكار وهنا يؤخذ بقاعدة ((لكل مقام مقال)) ومن ذلك قوله تعالى(( " أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاس كَمَنْ مَثَله فِي الظُّلُمَات لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا" وقوله تعالى (( " مَثَل الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمّ وَالْبَصِير وَالسَّمِيع هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ")).....
      عزيزي السوادي اراك جدا متمسكا بما قعده البيت الذي اتخذت منه شعارا.......علما انني لا اخالفك الراي فيما يتضمنه معناه لكنني ارى انه محاطا بغيره من القواعد وليس مجردا وحيدا ........
      هو رأيي ، ولكلٍّ رأيه
      لعيونك

      تعليق

      • السوادي
        إداري
        • Feb 2003
        • 2219

        #4
        إذا كان لكل مقام مقال ، فبئس (المقام ) - والله - ذلك الذي تـُفضل فيه (الخيزرانة) على (السيف) ..
        حَمْلُ الخيزرانة قد يدل على السلام واستتباب الأمن ، لكن مهما يكن فالسيف يبقى - حتى وقت السلام - رمزًا للشموخ ورمزًا للانتصار ، والتخلي عنه عقوق ..!
        تناقض وقع فيه شاعرنا ، والدافع قد يكون مجهولاً ..
        أبا أحمد ، تبعت شاعرنا في الأولى ، فإياك إياك أن تتبعه في الثانية ..!
        فالخيزرانة رغم ( سهولة ) حملها و(تلدنها) في اليد إلاّ أنها تبقى عارًا على صاحبها في اليوم الذي تنعدم فيه الروية من شدة هول المعركة ، ذلك اليوم الذي لا كلمة فيه إلاّ لـ (الهندواني ) ولا حكم فيه غير حكمه..!
        أبا أحمد : لا تقل إنني أجاملك إن قلتُ إنك في زمنٍ لا يستحقك فالإبداع ليس هذا وقته..
        السوادي

        تعليق

        • السوادي
          إداري
          • Feb 2003
          • 2219

          #5
          مداخلة رائعة ولا شك ..
          أخي الغمر :
          نعم ، المحراف فيه (تخيير ) ، لكن كيف لمخيّرٍ أن يختار بلا مقارنة ؟
          المخيّر - يا غمرنا - لا بد أن يمر بمرحلة (المقارنة ) التي يتحدد من خلالها الأصلح له والأنسب ومن ثم يكون الاختيار ..!
          أتظن أن شاعر ابن مرضي قد اختار الرمز دون أن يقارن بينه وبين العتاد ؟
          حتى لو فعلها الشاعر وكان اختياره عشوائيـًا ، فهيهات أن يصدِّق على اختياره ابن مرضي دون مقارنة ، ومقارنة دقيقة ..!
          أبا هاشم ، قلمٌ كهذا نحتاجه كثيرًا ، فلماذا تضن علينا ببعض نتاجه وتشح ..؟
          السوادي

          تعليق

          • الغمر
            مشرف منتدى شعبيات
            • Feb 2002
            • 2328

            #6
            عزيزي السوادي
            لا شك اننا اشبعنا قشرة موضوعك ايما اشباع وان كان لي من اضافة فانني اقول قد يكون التخيير في امرين لا ثالث لهما ...وهذا ما اظنه حصل لشاعر شاعرنا واديبنا بن مرضي ((على الاقل من وجهة نظره )).......وبقي لب الموضوع مخفيا عن الابصار والبصائر وهاهنا اذكرك بما قد ذكرته لك من قريب عهد عندما كتبت لك انك لاتكتب موضوعا الا ووراءه امرا علمه من علمه وجهله الكثير ولقد حاولت في ردي السابق ان اتجنب ما تفرسته من كلماتك وحاولت المشاركة في الموضوع من حيث يراه كل الناس رغم احساسي الذي يصل الى حد اليقين ان الاعتراض لم يكن على بيت شعر ولا على منهجية اديب بقدر ما هو اعتراض على واقعة وقعت او سطور كتبت ابت الظروف حينها على المعترض ان يعلن اعتراضه في مكان الواقعة لاسباب اتفهمها وادرك ان الاعتراض حينها وان كان صاحبه على حق سيورد عليه اللوم والسخط وسيشتت الجماعة الى جماعات وقد يبقى وحيدا وليس من الحكمة ذاك ...تذكرت وانا اكتب هذه, قصة الشيخ الذي ذكرته في موضوعك تزوير وكيف اجبرته ظروف مشابهه وارشدته حكمته على الانصات لصاحبكم دونما اعتراض وكما همس في اذنك احس انك همست في اذني ,بل وسمعتك حين قلت هزلت .
            سيدي انني محتار في تقييم الوضع ولكنني في نفس الوقت التمس لك العذر على هذ البوح والذي ارجو ان لا يخرج عن طور التشفير كما ارجو ان لا اكون انا من اراد تكحيلها فاعماها.
            لك فائق احترامي وشديد اسفي على ازعاجك بمداخلاتي الخاويه هنا.
            لعيونك

            تعليق

            • السوادي
              إداري
              • Feb 2003
              • 2219

              #7
              أخي أبا هاشم :
              أثمن لك هذه العودة ، وأقول : إن مداخلتك والأديب ابن مرضي لم تكن في (القشر) بل أصابت (اللب ) ..
              أخي :
              لا تذهب بعيدًا ، فالموضوع على ظاهره ، وإن كان من تكحيلٍ قمتَ به فالعمى - وأجزم بذلك - لن يكون نتيجته ، بل النتيجة هي الجمال إن أردتَ به الجمال أو الشفاء إن كان تكحيلك من أجله ..!
              لك مني الشكر ، وخالص الحب ..
              السوادي

              تعليق

              • ابن مرضي
                إداري
                • Dec 2002
                • 6171

                #8
                هنا أعود " للرقص " ولكن ليس على طريقتي القديمة التي كنت فيها أجيد الرقص ، عندما كنت أفك غنمي لتنفش في حرث قومي بمجرد سماعي لـتحريب " الزير" تحت "الرقاعة " في قريتي قديما ، وفي أحياء الطائف في مرحلة الصبا لاحقا ، عندما كنت أتنقل بين احياءها عشية كل خميس أبحث عن صوت "الزير " وموال " ابن مصلح والغويد " وأردد مع شاعري القديم :

                " يازير يازير يازرقواني ... أنت الذي خذْت عقلي عليّه "،

                و:

                قال بن مصلح ريت نور القمر وضاح
                واحس في قلبي كما طعنة الرماح
                لاعاد تشهويني بموز ولا تفاح

                أرقص أنا من دون قصيدة كما يقال : فكيف إذا وجدت من يجعلني أرقص على أنغام الحرف والمعنى كما هو الحال هنا !

                أنا رجل عاشق لكثير من الأشياء ، عشقت البحر لكنني خشيته ولم أستطع ممارسة الغوص فيه ، حتى بعد أن دخلت مدرسة "سكوبا دايفنق" ، فقد كنت أشعر بالإختناق بمجرد الغوص ، ولا أتمكن من التنفس تحت الماء ، فأصعد إلى السطح سريعا مرددا :

                " غدّار أعرفك يابحر ....غدار .. ضحكة اموجاك تسل اسيوف تطعن في الظهر ".

                وبذلك حُرمْت من أشياء كثيرة ؛ التنفس تحت الماء ، والأستمتاع بالمناظر الفريدة ،والظفر بالأصداف واللألي الثمينة ..!


                عشقت الكلمة فلم أتمكن من تطويعها ، وأنشغلت عنها بالتعامل مع اشياء جامدة ، لايوجد فيها إلا غباء يزيد كلما تعامل معها بني البشر بقدر ما في من يتعامل معها من غباء..! لذلك لم استمتع بروح الحرف ومعنى الكملة وعمق العبارة ..!.

                عشقت السفر فتعبت منه ، وعشقت الجمال فتشوه بعض ما وجدته منه ، وعشقت وعشقت وعشقت ، فبقيت متيما ومغرورا ومخدوعا في أغلب الأحيان ..!



                أعترف هنا أنه لم يعد بالقلب مايكفي من الطرب لكي أرقص ، ولم يعد الساق يسعفني لكي "أشيل" نفسي على طريقة الزاعبي، أوالعم صالح ، أو محمد بن جحلوط ،الذين كانوا يرقصون بطريقة تجعل المرء يحتار كيف أجادوا هؤلاء الرجال الأبطال هذه الطريقة من الرقص ..! إلا أنني أرجو منكم أن تعذروني على الرقص هنا على طريقتي الجديدة المتعبة ،التي لم تكن لتأتي ، لو لم يكن أستاذنا السوادي هو من يدّق "الزير " .

                أعذروني على أعلان موقفي تقليدا للسوادي ، الذي علمنا اتخاذ المواقف واعلانها ، في وقت أصبح أكثر الناس فيه بلا موقف ، وإذا كان موقف استاذنا السوادي هو أنه "لن يقبل " فإن موقفي هو أنني سأرقص على طريقتي الهزيلة ، وأرجو منه ومنكم أن " تقبلوا " ذلك ، فالرقص سيكون كسيحا ، إذا كيف يرقص الرجل دون " نيمس "
                أو حسام أوحتى عصا ..!
                كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                تعليق

                • السروي
                  عضو مميز
                  • Mar 2002
                  • 1584

                  #9
                  أساتذتي الكرام
                  السوادي
                  بن مرضي
                  الغمر

                  بادي ذي بدء أقول : إنه الأدب الرافعي ولا ريب ، وكنت قد وصلت لهذه القناعة في نهاية الموضوع الرئيس ، وذلك في الموضع الذي يجيب فيه الكاتب على تساؤلٍ يفترض طرحه من كل قارئ ، وهذا ذكاءٌ لايجيده إلا قلة من الكتاب الذين يخشون صياغة التساؤلات بالطرق " اللولبية " وهذا من باب سد الذرائع ، وليس ذلك فحسب ... بل إن السطر ذاته والمذيل به الموضع " عمل حربي بحت " فهو بمثابة خندق لايستطيع كل محارب تجاوزه ؛ لأن تجاوزه يحتاج لمحاربٍ قوي توفرت له كل الأسلحة ، ومن بين مايؤهله للعبور أن يكون لديه القدرة على جسر ذلك الخندق بكمٍ معرفي وأدبي ، وإلا فلا محالة بأنه سيهبط بدون مظلة ‘لى القاع السحيق ، ولا أخفيكم أنني أثناء قراءة سطوره كنت في غاية الإشفاق على أصحاب الردود التي لمحتُ عددها قبل ولوجي للموضوع ، لدرجة أنني كنت أتساءل : أنعتبرهم شهداء من مبدأ " جهاد الطلب حسب رؤيتنا الشرعية " ، أم أنهم سيصنفون بأنهم ينتمون للإرهاب من خلال ممارسة الهجمات الإنتحارية وينضوون تحت لواء " الزرقاوي " ؟


                  انتهت الجولة الأولى

                  تنفست الصعداء بعد رؤيتي لاسم أول المحاربين وقلت على الفور : الحمد لله _ فقد أخرج الله واحداً منهم وأبقاه على قيد الحياة ، إلا أنه تأكد لي بأن ذلك الناجي لم ينج مصادفة ؛ إنما كان خبيراً في مجال التحرف الذي لايمثل الهرب بل هو مناوراتٌ للقتال ، ونقل موقع المعركة بعيداً عن أماكن تحصن الخصم ، كما أنه يتسلح بكافة الأعتدة من آلياتٍ لردم كل سحيقٍ والعبور بطمأنينة وثبات ، وقد شن غارة وهمية استخدم فيها بعض القنابل المضيئة لكشف المواقع ، كما وأنها لم تخذله خبرته العسكرية إذ أتبع تلك القنابل الضوئية بأخرى صوتية بهدف إرباك الخصم أو تحريك سكونه ، وفي ذلك كشف للتواجد ونوع التسليح وعلى ضوء مايتكشف يقرر كيفية واتجاهات الهجوم الأخير ، كما أن وسائله الإعلامية أوضحت أسباب نشوب النزاع وعزتها إلى حادثة قديمة هي أشبه بذريعة الذئب عندما هاجم الحمل " ، كنت أتابع ذلك وأنا متيقنٌ أن الذي بعده هو من سيكون قد اختار أن يكون الخندق قبراً له .


                  انتهت الجولة الثانية


                  وثانية تنفست الصعداء بعد رؤيتي لاسم المحارب الثاني وقلت : حمداً لله _ فقد نجا محاربٌ آخر وهذا شيء يبعث على السرور ، وبمجرد تتبعي لأولى خطواته في سبيل العبور وجدته لايزل في الشطر الخارجي للميدان ، وقد ساورتني الشكوك بأنه تخلى عن أسلحته التي أجزم بوجودها ، وأعتقد جازماً بأنها تؤهله لتجاوز الشق طولاً .. ناهيك عن ذلك عرضاً ؟

                  همسة ود في أذن المحارب العزيز على قلبي الغمر " رغم أن من سبقه عزيز وصاحب هذه الديوانية الرافعية عزيز أيضا ، فأحببت قبل الشروع في استقراء ملامح الجولة أن أهمس جهراً بمضمون قول الشاعر :

                  القاه في اليم مكتوفاً وقال له = إياك إياك أن تبتل بالماءِ

                  من خلال كل المعطيات التي استنبطتها من مناوراته وجدت أنه يزاوج بين عاطفتين ، إذ لايريد تغليب إحداهما على الأخرى ، حتى وإن تعارض ذلك مع مايؤمن به من منظورٍ حربي إسلامي لخصه لنا خير من سارت به قدم _ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسلم في قوله : " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " والكل يعلم كيفية النصرين ولا تحتاج لتوضيح ، وكذلك حتى ولو تعارضت موقفه مع الإجماع الراهن على قناعات تفرضها المسلمات الحربية الحديثة التي لاتعترف بالعواطف ورقة القلوب ، وتذم الانشقاق ووهن العزم والحياد أيضاً ، وهذه كلها مجموعة في شعار " إن لم تكم معي فأنت ضدي " ، رغم أنه أول مابدأ بمحاولة فلسفة تلك الحرب بغية إيجاد صيغة تبرر اشتراكه في المعركة ، وكان يطمح للوصول إلى إقناع أحد الأطراف بأنه حليفٌ مخلص له ، وإقناع الجانب الآخر بأن تدخله لايعدو كونه " قوة لفض النزاع " ، ولكنه خلص لموقف متحيز دون أن يشعر ، ولا أنسى أن أبين هنا أنه أسبق ذلك بتحليل استهل به إيضاح موقفه وقد أجاد في بعضٍ يسيرٍ من ذلك التحليل وأخفق في البعض الآخر ، وفيم أتبع شدد على أن السبب غير قابل للخوض في تفاصيله الدقيقة " " لأنه كما يُقال : الشيطان في التفاصيل " " ، وألمح إلى بفرضية المجاز الذي يغلب تطبيقه في مثل هذه الأمور وكان التلميح جيدٌ أيضاً رغم ضعفه وسلبيته في حال التركيز على الأخذ بظاهر اللفظ ؛ لأن في ذلك إيحاء لمن يأخذون بظاهر اللفظ على أنها دعوة للتراخي والضعضعة وتثبيط الهمم ، كما أنه توجيه للقبول بأقل الأمور من حيث قيمتها السامية وشرعيتها المنطقية ، والتفريط مقابل ذلك في كل مايرمز للعزة والكرامة ، وعلينا مقارنة ماتدعو إليه الأبيات السابقة في ظاهرها مع ما يبعث عليه قول أحد الشعراء في هذين البيتين :

                  اذا غامرت في شرفٍ مروم = فلا تقنع بما دون النجوم
                  فطعم الموت في أمرٍ حقير = كطعم الموت في أمرٍ عظيم

                  ، لاسيما وأن الشاعر يتابعه خلق كثير ، وقد لاتخلو جلسة من تحليل مرامي الشاعر مما يستدعي البعض أن يذهب لأبعد مما كان يرمز إليه الشاعر " وفي هذه الحالة يكون التأثير على المتلقي على درجة كبيرة من الخطورة " ، وهنا يحق لنا تطبيق قاعدة " لكل مقام مقال " ، فليس من الحكمة أن يصدح الشاعر أمام آلاف الجماهير ببعض المفردات ذات الهدف الفضفاص الذي يخلق مجالاً كبيراً للتأويل المتعدد حتى وإن كان قصده نبيل .

                  وصدق الشاعر القائل :

                  فوضع الندى في موضع السيف بالعلا = مضر كوضع السيف في موضع الندى

                  فنحن أمة منكسرة ترزح تحت لواء التخاذل والتغريب الذي دب في كل مفاصل حياتنا وإعلامنا وأنظمتنا ، والطامة الكبرى أنه استقر في مناهجنا المدرسية ؛ لتستقي منه الأجيال كل مايفضي إلى تفسخ القيم وترسيخ الإستكانة ، كما أنها تذويب لتلك القناعة التي لاتقبل بغير السلف الصالح قدوةً ومنارات هدى .

                  رغم عدم وجود وجه للشبه أو المقارنة فيم تم الاستشهاد به سابقاً من أبيات وبين القصيدة المختلف عليها ، إلا أننا نريد مقارنة أخرى مع قصيدة الحماسة لأبي تمام ؛ لنستجلي الوقع والأثر النفسي والمعنوي في كلتا الحالتين .. وشتان مابين هذه وتلك والقصيدة مطلعها يقول :

                  السَّيفُ أصدقُ أنباءً منَ الكتبِ = في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
                  بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في = مُتُونهنَّ جلاءُ الشَّكِّ والرِّيبِ
                  والعلمُ في شُهُبِ الأرماحِ لامعةً = بينَ الخميسينِ لا في السَّبعةِ الشُّهُبِ

                  وكذلك مع هذا البيت :

                  لنا الدنيا وما أضحى عليها = ونبطش حين نبطش قادرينا

                  كما أنني لن أبرح هذه الصفحة قبل أن أدلي بدلوي من حيث الحكم بمجمل العام ، وابتعاداً عن الخوض في المغزى الذي قد يطول النقاش فيه ، ورأيي يتلخص أيها الأحبة يتلخص في قول الشاعر :

                  سارت مشرقة وسرت مغربا = شتان بين مشرق ومغرب

                  ختاماً ألتمس العذر منكم جميعاً بالتطفل والتجرؤ على تشويه هذه المسكوكات الأدبية التي لايجب أن يخالطها إلا شيء من جنسها وبمثل قدرها وهيبتها ، لكن قاتل الله الفضول ، فقد أوردني موارد الردى لأكتشف في النهاية أنني أنا الوحيد الذي أوقعه جهله ، وكذلك عدم درايته بجميع ملابسات وخلفيات الإشكال ، أقول : أنني أكتشفت أنني أنا الوحيد الذي لامست أضلعه قعر ذلك الخندق ، لأننا نشأنا على الرضى بالنتائج عملاً بمقولة الآباء عند كل سقوط " باللغة السنسكريتية : طيحة " يقال : تكبر وتنسى ، وليتهم أبدلوها بأخرى كانت دارجة في حينها وهي مقولة : " كل دقة بتعليمة " لما كنت وقعت في حبائل وشراك السودي .


                  تقبلوا أرق التحايا وأطيب الأمنيات والله الموفق .

                  طلب : أتمنى المعذرة عن ورود أخطاء فأنا والله لم أراجعها لثقتي في أنكم لن تلحقوني ملامة فيم لو حدث ذلك .
                  اللهم يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب، أهزم اليهودواقذف الرعب في قلوبهم اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم وخالف بين آرائهم,اللهم أذل شارون ودمره وأنصاره ومستشاريه،اللهم أهلك جيشه وشعبه ومزقهم كل ممزق ولا تدع منهم حياً يرزق،اللهم عليك ببوش وعصابته من لصوص الأوطان والثروات،اللهم أرسل عليهم الرياح العاتية والأعاصير الفتاكة , والقوارع المدمرة ،اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل وأجعل كيدهم في تضليل،اللهم صب عليهم العذاب صباً،اللهم أقلب البحر عليهم ناراًوالجو شهباً وإعصاراًاللهم أسقط طائراتهم ودمر مدمراتهم ياكريم .

                  تعليق

                  • السوادي
                    إداري
                    • Feb 2003
                    • 2219

                    #10
                    ما أجمل هذه الرقصات المتناسقة التي تمتعنا بها يا أبا أحمد ..!
                    رقصت مع الذئاب الغادرة ..
                    ومع الثعالب الماكرة ..
                    واليوم أتيت ترقص مع الحرف ، ولك الحرف رقص ..!
                    حتى الحجل ، كان لك معه رقصة ..
                    رقصت في الثلاث الأولى رقصة الفارس الجسور وكان الانتصار حليفـًا لك ، أم الرابعة فلولا (الأذان) لغدوتَ صريع الجمال (جمال الحجلة ) ..!
                    أبا أحمد ارقص فربما نرقص معك رقص الأطرش ..!
                    السوادي

                    تعليق

                    • السوادي
                      إداري
                      • Feb 2003
                      • 2219

                      #11
                      سارت مشرقة وسرت مغربا = شتان بين مشرق ومغرب

                      أهلاً وسهلاً بأبي علي ..
                      افتقدناك كثيرًا والله ..
                      سؤالٌ يدور في خلدي كل ما أقرأ مثل هذه الروائع لكاتبنا (السروي ) نصه : ( مَنْ خذل مَنْ ) ؟
                      حسرة أشعر بها عندما أجد كاتبـًا كهذا شحيحٌ في مشاركاته يضن على أحبته ببعض ما أتاه الله من علمٌ وثقافةٍ وأدبٍ ..
                      أي وربي لقد سررت بهذه اللوحات الفنية التي رسمها (مبدعنا ) السروي وسرت بالموضوع من القاع وما تركته إلاّ وهو على القمة يتربع..!
                      أشكرك أبا علي الشكر الذي يليق وهذا الحضور المتسم بالروعة ..
                      السوادي

                      تعليق

                      • سعيد صالح المرضي
                        عضو مميز
                        • Dec 2002
                        • 569

                        #12
                        السوادي العزيز
                        أين أقف الآن ومن أين ابدأ
                        عمالقة كتاب الموقع هنا
                        وليس بينهم خلاف بل اختلاف
                        مجموعة من الأفكار تغدو وتروح بين شــد وجذب وكر وفر وسيف وعصا
                        وأنا كالعـــادة أقف متفرجا ولا أمتلك جرأة الدخول
                        سيف وعصــــا
                        وجدال أبدي
                        و
                        السيف اصدق أنباء
                        أم
                        وتلك عصاي

                        وقد وردت كلمة العصا في القرآن في 12 آية وأتت مرة واحدة بلفظ سأته (منسأته).
                        وتلعب العصا دورا كبيرا في حياة الناس ففي الكبر تستخدم للتوكؤ عليها.و تعتبر العصا أداة للمعلمين وللرعاة وجُـناة اللوز والزيتون والبرشومي وحتى مقدمي النشرات الجوية ولكنها لا تغني عن ( العَـرَقْة والمطرق ) وهي هامة لفاقدي البصر حيث تساعدهم في التعرف والكشف عن طريقهم, ومنها العصا البيضاء الآلية التي يمكن طيها والتي يستخدمها الكفيفون. ومنها مايطلق عليه ( المشــعاب ) واختار الدميني المشعاب عنواناً لإحدى قصصه [ مشعاب السروي ) وهو حاضر في الأقصوصة الشعبية ( شـــف عايض )
                        وهناك أنواع من العصي تحوي في داخلها على أسلحة خفية ( كالغدارة ) , وأخرى تحوي على سيخ حديدي مدبب يمكن استخدامه كسلاح عند الحاجة, أو أن تحوي العصا على فوهة بندقية مخفية, أو أن تكون على شكل نبوت تلك العصا الغليظة ذات النتوءات , أو تلك العصا الكهربائية المميزة التي يحملها دوما الشرطي ا, أو الصولجان الذي يحمله الملوك والأمراء في الاحتفالات أو عصا التبختر التي لا ينساها الضباط والقادة.
                        وأما السيف فقد تغنى به الشعراء واقتناه القادة والملوك والمحاربون ويعتبر وحتى عصر حرب الفضاء من أحب الهدايا وأروعها وأنفسها وقد تفنن صناع السيوف في تجميله وتزيينه وترصيعه بأثمن اللآلئ والمجوهرات وغطي بالذهب والفضة وطعمت مقابضه بأندر وأجمل أنواع القرون
                        وأشهرها على الإطلاق سيف سيدنا علىّ رضي الله عنه وأرضاه وقد تغنى بها شعراؤنا الشعبيون كثيراً

                        وفي ثقافات الشعوب وحاجاتهم وحياتهم اليومية لا يستطيعون الاستغناء عن كلا الأداتين السيف والعصا
                        السيف للحرب والزينة والوجاهة والعصــا لمن عصـــا وكلاهما للعرضة وللرقاصة وقد تنوب الجنبية عن السيف لكنها لا تغني عنه وقد تقبل الجنبية أن يكون مع صاحبها عصــا لكن حامل السيف لا يقبلها ولا يقبل العصــا

                        وحسبنا الله وكفى

                        تعليق

                        • السوادي
                          إداري
                          • Feb 2003
                          • 2219

                          #13
                          لقد أعطيت لكلٍّ حقه ، حتى الجنيبة أبت إلاّ أن تأخذ نصيبها من قلمك ..!
                          ليتنا نستطيع أن نغوص في أعماق النصوص كما تفعل فنخرج بشيءٍ مما تخرج لنا به ..
                          حقيقة ، لا يمكن أن ينكر من يقرأ بتمعن استفادته مما يخطه يراع كاتبٍ كـ (المرضي ) ..
                          أخي سعيد :
                          استفدتُ والله ، فلك الشكر ثم الشكر ..
                          السوادي

                          تعليق

                          Working...