1- أبو تمام
ليس هناك فن من الفنون به من الكثرة العدديه لممثليه ما للشعر , وهذا ليس بالجديد كما يعتقد البعض فلوا قرءنا سيرة الأولين فقلما وجدنا شخصاً لاينسب له ولو على الأقل بيت شعر واحد وهذا لأن الشعر ماهو الا صوره من صور الكلام مرتبه تحوي ايقاع موسيقي ولن أقول لها وزن وقافيه حتى لا أدخل في جدال هل الشعر الحر وشعر الحداثه شعر أو لا , ويختلف موقع الشاعر في خارطة الوجود الشعري بمقدار ما جدد في الشعر وليس بمقدار ما أنتج ولهذا تبقى أسماء هي عنوان لزمانها رغم كثرة من مروا في ذلك الزمان من الشعراء , ومن هؤلاء الشعراء الشاعر الكبير ابي تمام الطائي وهو أسم شعري علم ولكنه مثير للجدل فمن النقاد من ألف دفاعاً عنه ( الصولي صاحب كتاب أخبار أبي تمام ) ومنهم من أستبعد تماماً أن يصنف كلام ابي تمام بالشعر ( أبن ألأعرابي قال أن كان هذا شعراً فما قالته العرب باطل ) ويبقى رائ الأنصاف بحق شاعرنا هو انه احد اهم الشعراء في خارطة الوجود الشعري وأعمقهم تجربه , لقد وضف ابي تمام لغة خاصة لشعره تخالف لغة الحياة اليوميه ولغة الحياة الشعريه السائده , ومن هنا كان مصدر غموضه , أبو تمام بداية جديدة في الشعر العربي رغم أنه (كتب أكثر شعره بفشل كثير ونجاح قليل (( أدونيس )) ) , ابو تمام هو من فتح أفاقاً جديده في الشعر الشعر الرمزي والشعر الصافي , وأذا كان الشعر قبله قدرة على التعود والألفة , فقد صار بعده قدرة على التغريب والمفاجأة 0
2 - أبن مصلح
لست بصدد تكرار ما ذكرته هناك عن أبي تمام هنا في هذا التاريخ البعيد تماماً ( ابو تمام توفي عام 231 هـ وأبن مصلح يعيش بيننا الآن أطال الله في عمره على طاعته ) ولكن سأبين بعض نقاط الألتقاء بين عملاقين كل منهما في زمنه ومايحيط ذلك الزمن من خصوصيات0
أولاً الأختلاف الكبير في تصنيف أن مصلح , فهناك من يراه عالة على الشعر ( وهم كثر ولكي تشاهدهم عليك الحضور لحفله يكون ضيفها شاعرنا ) وهناك من يرى أنه رمز شعر العرضه الجنوبيه ( ومن يستمع لرائ الشاعر الكبير عبدالواحد بن سعود عنه سيسمع ذلك ) وبين هذا وذاك يبقى الرائ الحق أن أبن مصلح علامة فارقة وله خصوصيته التي لا تمس في خارطة الشعر الجنوبي عنوماً , لقد كانت ولا تزال لأبن مصلح لغته الشعريه الخاصة به والتي لا يجيدها سواه , ويبقى وأن قال شعراً كثيراً وصف بالفاشل فأنه نجح بقليل أسس مدرسة ما زالت تنتج شعراء الى يومنا هذا , وأن كان من شعره ما وصف بالغامض فأن هذا الغموض مصدره صفاء ذهنه ورهافته , وعن بعده التأملي , لا عن تشوشه الروحي أو ضعف تعبيره 0
3- أبو تمام وأبن مصلح
هما فتح لآفاق جديده , وتغريب نحو الأبداع , وتفرد لايقارن , وأنطلاق هما محطتاه الى عالم شعري آخر في مملكة شعريه كانا سيداها وملكاها في زمن تتعلم منهما الرعايا فن الكلام وعلم الحماسة وأسلوب التفاخر والوصف بأسلوب كان قبلهما تحديداً حسياً للواقع , ليصبح معهما خلقاً جديداً للعالم 0
تعليق