.
فلسفة آلام الوأد،، في عتابٍ ورد
...
..
.
تركته يسترسل كما يشاء له المجلس المعقود
عندما جعل أحد الأقارب يلومني أن صنعت لنفسي عزلةً ذاتيةً أحيا خلفها حياتي الخاصة
وحالما انفض سامرنا، ودعته بحرارةٍ كالجميع
لأسرع إلى المنزل أخلو لأوراقي فأسطر جوابي، وما يحلو الحديث إلا مع القلم والدواة
.....
كنت – أيها القريب- يومها طفلاً
وكان زميلي في فصلي وصديقي في حياتي وعهداً طويلاً من عمري
فوجئت ذات صباحٍ بخلو كرسيه منه، وعندما سألت عنه علمت أنه قد انتقل لمدرسةٍ أخرى
ولست اقدر أن أصف تمزق عواطف الطفل الذي كنته
ولكن التمزق الكبير الذي عشته ومت به
عندما قابلت صديقي بعد زمنٍ لأجد معنى صداقتنا وودنا قد خلا عنده مع خلو الفصل من جسمه
وكانت فلسفة حياتي صغيرة التكوين، فألصقت تهمة وأد صداقتنا بطبيعة الكون والحياة
وأخرجت الصديق القديم من الأمر بريئاً لعبت به أصابع الأيام
ومضت السنين – أيها القريب- بما تحمل من تلاقًٍ وفراق
لأقف اليوم على أحداثها وقد صنعت لنفسي من آلامها سياسةً أرجو بها الأمان
ربما أسميتها عزلة فحاربتها، وربما عدها الآخر انطوائيةً فازدراها
ولكن يقيني بالنفوس ومدى قدرتها واحتمالها، علمني أن قول قائلٍ أهون على نفسي من صدماتٍ كم تجرعتها
وما دام زماننا – أيها القريب- يموج بتغير النفوس والأرواح
ومادام عصرنا ينوء بحل ماديةٍ جردت من الصداقة معانيها وأسباب ديمومتها
فسأبقى ذاك المعتزل الذي تشكو، والمنطوي الذي تهجو، مفضلاً حياة عقمٍ على ولادةٍ يتبعها وأدٌ مرير
...
أنت لا تعلم – أيها القريب- أن لمن هاجمته أصدقاء أصفياء بعدد أصابع إحدى يديك
وأظنك لو علمت لما غيرت من قولك، بل ربما زدت فيه قدحاً وأضفت عليه استنكارا
وهو شعارنا
[ لنا الصدر دون العالمين أو القبر]
ولقريبك أيها المعاتب صديقاً صفياً أو صديقاً من وراء حجب
أما الصفي – قريبي العزيز- فهو من أزلت معه غلاف جسمي الذاتي لتندلق العواطف دون حساب
ولألقاه لقاء الروح للروح ألفتها وعلمت أنها من ذات النوع والصنف القريب
اصطفته الذات للذات، مسترشدةً في اختيارها بآهات أيام الوأد الأليم
وما كانت صعوبة الاختبار لتجيز للكثيرين الدخول، وإنما هم القلة من القلة من الأصحاب
ويكفيني بهم زاداً، ونعم الزاد
ويبقى – أيها القريب- للنفس من خلف الحجب أصدقاء آخرين
نبادلهم المودة والمحبة، وقد نقضي معهم الأيام والليالي على مجالس الدفء والمؤانسة
ولكن تبقى مرارة الوأد القديم في أفواهنا حائلةً بين القلوب أن تلتصق
ليعيشوا في أعيننا، وتشدو بهم أفواهنا، وتطرب بأصواتهم آذاننا
وتبقى حشاشة الفؤاد ونوايا خلاياه
حكراً على الأصفياء الذين تجلب أفراحهم وأتراحهم للعيون الدموع
...
كلا أيها القريب المعاتب
فما كنت لأغير سياسةً تعلمتها تحت ضربات الزفرات
فإن أبيت علي
فهلم نستبدل قلبينا وروحينا
وحينما تعيش تجربة وأد صداقةٍ من صداقاتك الوفيرة، ستعلم أي الرأيين أحق بالإتباع
ولك كل التقدير
...
..
.
فلسفة آلام الوأد،، في عتابٍ ورد
...
..
.
تركته يسترسل كما يشاء له المجلس المعقود
عندما جعل أحد الأقارب يلومني أن صنعت لنفسي عزلةً ذاتيةً أحيا خلفها حياتي الخاصة
وحالما انفض سامرنا، ودعته بحرارةٍ كالجميع
لأسرع إلى المنزل أخلو لأوراقي فأسطر جوابي، وما يحلو الحديث إلا مع القلم والدواة
.....
كنت – أيها القريب- يومها طفلاً
وكان زميلي في فصلي وصديقي في حياتي وعهداً طويلاً من عمري
فوجئت ذات صباحٍ بخلو كرسيه منه، وعندما سألت عنه علمت أنه قد انتقل لمدرسةٍ أخرى
ولست اقدر أن أصف تمزق عواطف الطفل الذي كنته
ولكن التمزق الكبير الذي عشته ومت به
عندما قابلت صديقي بعد زمنٍ لأجد معنى صداقتنا وودنا قد خلا عنده مع خلو الفصل من جسمه
وكانت فلسفة حياتي صغيرة التكوين، فألصقت تهمة وأد صداقتنا بطبيعة الكون والحياة
وأخرجت الصديق القديم من الأمر بريئاً لعبت به أصابع الأيام
ومضت السنين – أيها القريب- بما تحمل من تلاقًٍ وفراق
لأقف اليوم على أحداثها وقد صنعت لنفسي من آلامها سياسةً أرجو بها الأمان
ربما أسميتها عزلة فحاربتها، وربما عدها الآخر انطوائيةً فازدراها
ولكن يقيني بالنفوس ومدى قدرتها واحتمالها، علمني أن قول قائلٍ أهون على نفسي من صدماتٍ كم تجرعتها
وما دام زماننا – أيها القريب- يموج بتغير النفوس والأرواح
ومادام عصرنا ينوء بحل ماديةٍ جردت من الصداقة معانيها وأسباب ديمومتها
فسأبقى ذاك المعتزل الذي تشكو، والمنطوي الذي تهجو، مفضلاً حياة عقمٍ على ولادةٍ يتبعها وأدٌ مرير
...
أنت لا تعلم – أيها القريب- أن لمن هاجمته أصدقاء أصفياء بعدد أصابع إحدى يديك
وأظنك لو علمت لما غيرت من قولك، بل ربما زدت فيه قدحاً وأضفت عليه استنكارا
وهو شعارنا
[ لنا الصدر دون العالمين أو القبر]
ولقريبك أيها المعاتب صديقاً صفياً أو صديقاً من وراء حجب
أما الصفي – قريبي العزيز- فهو من أزلت معه غلاف جسمي الذاتي لتندلق العواطف دون حساب
ولألقاه لقاء الروح للروح ألفتها وعلمت أنها من ذات النوع والصنف القريب
اصطفته الذات للذات، مسترشدةً في اختيارها بآهات أيام الوأد الأليم
وما كانت صعوبة الاختبار لتجيز للكثيرين الدخول، وإنما هم القلة من القلة من الأصحاب
ويكفيني بهم زاداً، ونعم الزاد
ويبقى – أيها القريب- للنفس من خلف الحجب أصدقاء آخرين
نبادلهم المودة والمحبة، وقد نقضي معهم الأيام والليالي على مجالس الدفء والمؤانسة
ولكن تبقى مرارة الوأد القديم في أفواهنا حائلةً بين القلوب أن تلتصق
ليعيشوا في أعيننا، وتشدو بهم أفواهنا، وتطرب بأصواتهم آذاننا
وتبقى حشاشة الفؤاد ونوايا خلاياه
حكراً على الأصفياء الذين تجلب أفراحهم وأتراحهم للعيون الدموع
...
كلا أيها القريب المعاتب
فما كنت لأغير سياسةً تعلمتها تحت ضربات الزفرات
فإن أبيت علي
فهلم نستبدل قلبينا وروحينا
وحينما تعيش تجربة وأد صداقةٍ من صداقاتك الوفيرة، ستعلم أي الرأيين أحق بالإتباع
ولك كل التقدير
...
..
.
تعليق