اي بني .....مقارنة بين ما ضينا وحاضرنا لوزير المعارف الاسبق الدكتور عبد العزيز الخويطر ((كتاب في ثلاثة اجزاء ))
اخترت لكم من جزءه الاول بعض المقاطع من باب ((الزير والقربة والثلاجة))
اي بني
تدخل البيت بعد ان لعبت في الحديقة ما طاب لك ان تلعب,فتتخلص من ((فردة ))من فردتي حذائك عند الباب الخارجي , وتقذف بالاخرى ,قذفك بالكرة ,بعيدا . ثم تتلوى مسرعا مع الممرات في البيت , حتى تصل الى غرفة المطبخ ,لاهثا من الركض ,وساخطا على العطش الذي اضطرك الى قطع اللعب . وتختصر المسافه بين باب المطبخ والثلاجة بالقفز في الهواء , فتهجم عليها , وتقضي على هدوئها الذي يتلو بانتظام هديرها , وهما امران يرمزان الى تناقض في طبيعتها ففي جانب منها نار حارقة وفي جانب آخر برودة قاسيه .وكأنها بهذا ترمز الى التناقض في كثير من امور الحياة العصرية.تفتح باب الثلاجة بعنف وتمد يدك بصلف يعضدك زملاؤك , تبحثون بين محتوياتها عما تريدون .فهذا شرابٌ معلب وهذا آخر معصور وهذا ثالث غازي ,وهذا ماء قراح .تنحون هذا وتقلبون هذا وتنكسون هذا وتسقطون رابعا وتقيمون خامسا وتصدون عن سادس ,الى ان تستقروا على احدها ,وقد تختلفون وما تختارونه في الغالب هو غير ما توجبه الصحة والمنفعة , وانما تغريكم به اللذة والتقليد...
لست ملوما يابني ,لا انت ولا جيلك فهذا زمنكم وتربيته . وكأني بكم كذلك تظنون ان الثلاجة كانت موجودة لخدمتكم منذ ان عرف الانسان الحضاره ومنذ ان بني البيت ولا تدرون انت ولا جيلك ,ولايمكن لكم ان تتصوروا ايضا كيف كان الماء يجلب ويبرّد ويهيأ الى ما قبل خمسين عاما في نجد والحجاز وما يماثلها في الجزيرة العربية . لاتعرفون حتى اسماء الاواني والاوعية التي يجلب بها الماء او يحفظ فكيف تعرفون آداب الشرب التي عرفها ابوك واقرانه وطولبوا بالمحافظة عليها وعوقبوا على التهاون بها ؟
قد لاتعرفون يابني ((البير)) او(( القليب))او ((العين الجارية)) او ((المصافي)) او ((الحابوط)) او ((اللزّا)) او(( الساقي ))الا في مركز التراث ومتاحفه ,هذا ان كنتم من المهتمين المتابعين . لاتعرفون ((القلص)) ولا(( حوض شرب البعارين)) ولا ((الدلو.. وعراقيه)) ولا(( الرشا.. وفتله)) ولا(( السريح... وقصه مده)) ولا(( الجوبه)) و((الكافّه)) و((الزرنوق)) و((الحبل بالبير ...والطي)) و((المشاقيص)) ولا تعرفون او يمكن ان تتصوروا ((القربه ))((والشنه ))ولا انها.. تدبغ ...ولا ما هو(( الكرمع)) اللازم لدباغتها ولا(( الصميل)) ولا ((السقّاء)).
ثم يسترسل الكاتب واصفا طرق جلب الماء قديما في نجد وفي مكة المكرمة وما يعرف بالسقاء وبعض الامور والعادات الاجتماعية المترتبة عن ذلك ويصف كل ذلك بلغة جميله وسلاسة وبساطة متناهيه تجعل القارئ يعيش ذلك الزمن بفكره وخياله.
وينتقل بعدها الى مقطع تربوي يحكي فيه قصة من قصص اسليب لتربية في الماضي والتي تعكس بعض صرامة اهل ذاك الزمن وبعض اساليبهم التربوية التي اقول عنها انها فعّالة وناجحة
ويواصل الكاتب
هذا ما انت فيه اليوم يابني واقرانك وهذا ما كان عليه ابوك واقرانه فاحمد الله يابني على ما انتم عليه وتذكر ما استطعت الفرق بين ذاك الزمن وهذا وحاول انت وهم ان ترفعوا البناء الذي وجدتموه مشادا وان تصونوه اولا بشكر الله تعالى وثانيا بالعمل .الشكر يابني يزيد النعم وينميها كما قلت لك مرارا وتكرارا .
تذكر يابني ما قاله احد الحكماء من ان المنعم افضل من الشاكر لانه جعل له السبيل الى الشكر فمن اسدى اليك معروفا فتذكر تجاهه هذا القول واول ما تتذكره نعم رب العالمين عليك وهي لا تعد ولا تحصى
سيدي القارئ وان كان قصور نظرتي ليلازمني لكنني اكاد ان اجزم ان فكر التربية والتعليم بتقديم التربية على التعليم ((التربية قبل التعليم))كان استراتيجية التعليم واقرا ان شئت وصايا الكاتب فيما يتوجب على العبد تجاه النعم اما اليوم فلست افهم لتعليمنا استراتيجية واضحه .سيدي ان التعايش مع معطيات الحضارة لا يستوجب الانحلال من الماضي والتخلي عنه بالكلية فهو يمكن ان يكون دعما ولو معنويا للمضي الى مستقبل افضل .
سيدي القارئ لست اشك في انك تستطيع ان تستلهم من بين السطور الكثير والكثير .....
اخترت لكم من جزءه الاول بعض المقاطع من باب ((الزير والقربة والثلاجة))
اي بني
تدخل البيت بعد ان لعبت في الحديقة ما طاب لك ان تلعب,فتتخلص من ((فردة ))من فردتي حذائك عند الباب الخارجي , وتقذف بالاخرى ,قذفك بالكرة ,بعيدا . ثم تتلوى مسرعا مع الممرات في البيت , حتى تصل الى غرفة المطبخ ,لاهثا من الركض ,وساخطا على العطش الذي اضطرك الى قطع اللعب . وتختصر المسافه بين باب المطبخ والثلاجة بالقفز في الهواء , فتهجم عليها , وتقضي على هدوئها الذي يتلو بانتظام هديرها , وهما امران يرمزان الى تناقض في طبيعتها ففي جانب منها نار حارقة وفي جانب آخر برودة قاسيه .وكأنها بهذا ترمز الى التناقض في كثير من امور الحياة العصرية.تفتح باب الثلاجة بعنف وتمد يدك بصلف يعضدك زملاؤك , تبحثون بين محتوياتها عما تريدون .فهذا شرابٌ معلب وهذا آخر معصور وهذا ثالث غازي ,وهذا ماء قراح .تنحون هذا وتقلبون هذا وتنكسون هذا وتسقطون رابعا وتقيمون خامسا وتصدون عن سادس ,الى ان تستقروا على احدها ,وقد تختلفون وما تختارونه في الغالب هو غير ما توجبه الصحة والمنفعة , وانما تغريكم به اللذة والتقليد...
لست ملوما يابني ,لا انت ولا جيلك فهذا زمنكم وتربيته . وكأني بكم كذلك تظنون ان الثلاجة كانت موجودة لخدمتكم منذ ان عرف الانسان الحضاره ومنذ ان بني البيت ولا تدرون انت ولا جيلك ,ولايمكن لكم ان تتصوروا ايضا كيف كان الماء يجلب ويبرّد ويهيأ الى ما قبل خمسين عاما في نجد والحجاز وما يماثلها في الجزيرة العربية . لاتعرفون حتى اسماء الاواني والاوعية التي يجلب بها الماء او يحفظ فكيف تعرفون آداب الشرب التي عرفها ابوك واقرانه وطولبوا بالمحافظة عليها وعوقبوا على التهاون بها ؟
قد لاتعرفون يابني ((البير)) او(( القليب))او ((العين الجارية)) او ((المصافي)) او ((الحابوط)) او ((اللزّا)) او(( الساقي ))الا في مركز التراث ومتاحفه ,هذا ان كنتم من المهتمين المتابعين . لاتعرفون ((القلص)) ولا(( حوض شرب البعارين)) ولا ((الدلو.. وعراقيه)) ولا(( الرشا.. وفتله)) ولا(( السريح... وقصه مده)) ولا(( الجوبه)) و((الكافّه)) و((الزرنوق)) و((الحبل بالبير ...والطي)) و((المشاقيص)) ولا تعرفون او يمكن ان تتصوروا ((القربه ))((والشنه ))ولا انها.. تدبغ ...ولا ما هو(( الكرمع)) اللازم لدباغتها ولا(( الصميل)) ولا ((السقّاء)).
ثم يسترسل الكاتب واصفا طرق جلب الماء قديما في نجد وفي مكة المكرمة وما يعرف بالسقاء وبعض الامور والعادات الاجتماعية المترتبة عن ذلك ويصف كل ذلك بلغة جميله وسلاسة وبساطة متناهيه تجعل القارئ يعيش ذلك الزمن بفكره وخياله.
وينتقل بعدها الى مقطع تربوي يحكي فيه قصة من قصص اسليب لتربية في الماضي والتي تعكس بعض صرامة اهل ذاك الزمن وبعض اساليبهم التربوية التي اقول عنها انها فعّالة وناجحة
ويواصل الكاتب
هذا ما انت فيه اليوم يابني واقرانك وهذا ما كان عليه ابوك واقرانه فاحمد الله يابني على ما انتم عليه وتذكر ما استطعت الفرق بين ذاك الزمن وهذا وحاول انت وهم ان ترفعوا البناء الذي وجدتموه مشادا وان تصونوه اولا بشكر الله تعالى وثانيا بالعمل .الشكر يابني يزيد النعم وينميها كما قلت لك مرارا وتكرارا .
تذكر يابني ما قاله احد الحكماء من ان المنعم افضل من الشاكر لانه جعل له السبيل الى الشكر فمن اسدى اليك معروفا فتذكر تجاهه هذا القول واول ما تتذكره نعم رب العالمين عليك وهي لا تعد ولا تحصى
سيدي القارئ وان كان قصور نظرتي ليلازمني لكنني اكاد ان اجزم ان فكر التربية والتعليم بتقديم التربية على التعليم ((التربية قبل التعليم))كان استراتيجية التعليم واقرا ان شئت وصايا الكاتب فيما يتوجب على العبد تجاه النعم اما اليوم فلست افهم لتعليمنا استراتيجية واضحه .سيدي ان التعايش مع معطيات الحضارة لا يستوجب الانحلال من الماضي والتخلي عنه بالكلية فهو يمكن ان يكون دعما ولو معنويا للمضي الى مستقبل افضل .
سيدي القارئ لست اشك في انك تستطيع ان تستلهم من بين السطور الكثير والكثير .....
تعليق