دعاني صديقٌ ليلة البارحة لمناسبة في بيته ..
عدد الحضور يزيد قليلاً عن العشرة ..
رجلٌ استحوذ على الحديث منذ بداية الجلسة إلى وقتِ العَشاء..
بطولة جده ، حكمة أبيه ، وكرم عمه ..
العناصر الثلاثة السابقة هي مدار حديثه الذي لم يخرج عنه ..
فجده كان فارسـًا استطاع هو ونفر قليل غزو قبيلة في مضاربها ..
أبوه ملك الحكمة حتى كأنها لم تخلق إلاّ له ..
عمه ، بنى مجلسـًا تركض في مداه الخيل ، ولا تسل عن مائدته اليومية المقدمة لضيوفه ..
شيخٌ تجاوز الستين يتابع حديث فارس الجلسة وبين الحديث والآخر ينظر هذا الشيخ في وجوه الحاضرين ويبتسم ..
لم يقطع حديث الفارس إلاّ العبارة المعتادة (عشاكم تفضلوا مرحبا حياكم الله ) ..
غسل فارسنا يديه وما ثنى بعدها ركبتيه ..
كعادتي لا أجد الأنس إلاّ بجوار مثل هذا الشيخ ، فالعمر ما عاد يسمح لي بالاقتراب من صغار السن ففي الاقتراب منهم وحشة ..
بصوت خافت سألته :
يا عم رأيتك تنظر - حين حديث صاحبنا - في الوجوه وتبتسم ، لـِمَ ؟
أجاب :
يا ولدي ، تذكرت تاريخنا منذ أبي زيد الهلالي وعنترة وحاتم الطائي مرورًا بما يشبه الأساطير التي قرأناها عن أجدادنا المسلمين من عرب وغيرهم ، فخشيت أن يكون بين واضعي التاريخ مثل فارسنا ، فشعرت بكمد حاولت أن أخفيه بما رأيته من ابتسامة ..
أقسم لك بربي إن جده وأباه وعمه بريئون مما قال براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، ولن أجيبك إن سألتني عن أصله وفصله ..
أحبتي :
تملكتني الحيرة ، واشتد وسط ( دماغي ) الصراع حينما تأملت كلام شيخنا ، وتذكرت مقولةً مفادها ( التاريخ لا يكذب ) ..!
السوادي
عدد الحضور يزيد قليلاً عن العشرة ..
رجلٌ استحوذ على الحديث منذ بداية الجلسة إلى وقتِ العَشاء..
بطولة جده ، حكمة أبيه ، وكرم عمه ..
العناصر الثلاثة السابقة هي مدار حديثه الذي لم يخرج عنه ..
فجده كان فارسـًا استطاع هو ونفر قليل غزو قبيلة في مضاربها ..
أبوه ملك الحكمة حتى كأنها لم تخلق إلاّ له ..
عمه ، بنى مجلسـًا تركض في مداه الخيل ، ولا تسل عن مائدته اليومية المقدمة لضيوفه ..
شيخٌ تجاوز الستين يتابع حديث فارس الجلسة وبين الحديث والآخر ينظر هذا الشيخ في وجوه الحاضرين ويبتسم ..
لم يقطع حديث الفارس إلاّ العبارة المعتادة (عشاكم تفضلوا مرحبا حياكم الله ) ..
غسل فارسنا يديه وما ثنى بعدها ركبتيه ..
كعادتي لا أجد الأنس إلاّ بجوار مثل هذا الشيخ ، فالعمر ما عاد يسمح لي بالاقتراب من صغار السن ففي الاقتراب منهم وحشة ..
بصوت خافت سألته :
يا عم رأيتك تنظر - حين حديث صاحبنا - في الوجوه وتبتسم ، لـِمَ ؟
أجاب :
يا ولدي ، تذكرت تاريخنا منذ أبي زيد الهلالي وعنترة وحاتم الطائي مرورًا بما يشبه الأساطير التي قرأناها عن أجدادنا المسلمين من عرب وغيرهم ، فخشيت أن يكون بين واضعي التاريخ مثل فارسنا ، فشعرت بكمد حاولت أن أخفيه بما رأيته من ابتسامة ..
أقسم لك بربي إن جده وأباه وعمه بريئون مما قال براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، ولن أجيبك إن سألتني عن أصله وفصله ..
أحبتي :
تملكتني الحيرة ، واشتد وسط ( دماغي ) الصراع حينما تأملت كلام شيخنا ، وتذكرت مقولةً مفادها ( التاريخ لا يكذب ) ..!
السوادي
تعليق