بإمكان أي منا قراءة مئآت بل آلاف الكتب ...لكن ليس من السهل على ذلك القارئ تأليف قصة قصيرة ، فكيف بنا عندما نكون بصدد إعادة صياغة التأريخ لاسيما في حال تكون فيه المصادر شحيحة ناهيكم عن انعدمها تماماً ، إلا أن في مثل هذا الظرف برز رجل لم ينسه سحر المدينة وجمالها وبحرها الدافئ البحث والتقصي وتسطير التأريخ الذي أوشك على الذوبان في زخم المدنية وصراع الرفاهية ، بل إنه أوجد من بين ذلك كله واحة خصبة للفكر والإبداع ، رجل سطع كنجم كبير ولامع في سماء العلم والثقافة والفكر ، وقد جاء نتاج ماسبق أن سطر كتابه الذي جمع فيه بين الرصانة والأصالة ، وبين العمق والتّنَوّع ، وكذلك الحيوية والتكامل ، رجل أخاله ألزم نفسه في إطارعبارة مفادها : " لن أعتذر عما لم أفعل ، لكنني سأعتذر إذا لم أفعل شيئاً " وهاهو يقدم لقبيلته مايجعله مبعث فخر لتلك القبيلة العريقة ، والتي من العبث أن يمر تأريخها مرور الكرام دون أن يتم الوقوف عنده ومن ثم تدوينه وتوثيقه ، إلا أن الله يسر لها هذا الإبن البار الذي سخر علمه ووقته وجهده في سبيل إبراز الوجه المشرق الذي كاد أن يختفي وراء زيف المدنية ، فله مني جزيل الشكر والعرفان مع يقيني بأن التأريخ نفسه قد سبقني لشكر هذا الرجل الذي طبع فضله ورسم بصمته على وجه التأريخ .. إنه الشيخ المؤرخ قينان جمعان الزهراني ، والذي وضع مشكوراً كتابه " قبيلة من زهران " وضعه بين يدي إهداءً منه ، فما أجمل ذلك الإهداء وما أكمل المهدي على مثل هذه الأفعال التي تعد من أدنى مناقبه الكثيرة والمتعددة المجالات .
أسأل الله أن يمد في عمره ، وأن يكثر من أمثاله ممن سال حبر أقلامهم في تدوين تأريخ الأمم والله الموفق .
أسأل الله أن يمد في عمره ، وأن يكثر من أمثاله ممن سال حبر أقلامهم في تدوين تأريخ الأمم والله الموفق .
تعليق