مابين غربة السوادي وغربة الماغوط ، تداعت أفكاري فاستعرضت شيئا مما مر عليّ من الاغتراب ، فوجدت أن الغربة ليست بالشيء الجديد ، وأن هناك من عانى مما عانى منه السوادي عندما كتب موضوعه الشهير "الغربة " ، وقبله محمد الماغوط الذي كتب مسرحية غربة ، والتي كنا نشاهدها فنرفع أصواتنا ولكن ليس بالتألم للوضع الذي كان يحاول الماغوط معالجته بل بالقهقهة والضحك من شخصيات المسرحية المضحكة أمثال دريد لحام وحسني البر زان ..!
المتنبي كان قد عاني من الغربة كثيرا للدرجة التي جعلته لا يشعر بأحد حوله أينما ذهب :
وحيدٌ من الخلان في كل بلدة = إذا عظم المطلوب قلّ المساعد
وإذا كنا نجد العذر للمتنبي لضخامة طلبه وطول قامته وعلو همته ، حيث كان طبيعيا ألا يجد من يرافقه أو يمد يده ليساعده ، فإننا لا نعذره تماما في أن يجد ما يسليه في غربته كما قد وجد عبد الرحمن الداخل الذي تجرع مرارة الغربة في الأندلس فأتخذ النخلة خليلة ورفيقة :
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة = تنآت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت: شبيهي في التغرب والنوى =وطول ابتعادي عن بني وعن أهلي
نشأت بأرض أنت فيها غريبة = فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي
وكان الملك الضليل الشاعر امرؤ القيس قد عانى قبل الجميع ولكنه حاول أن يسلي نفسه ويبحث عن من يعزيه حتى بين الأموات ..! فقد روي أنه لما كان يحتضر، في مدينة أنقره ، رأى قبر امرأة من أبناء الملوك ماتت هناك، ودفنت في سفح جبل يقال له: عسيب، فسأل عنها وأخبر بقصتها فقال:
أجارتنا إن المقام قريب = وإني مقيم ما اقام عسيب
أجارتنا إنا غريبان هاهنا = وكل غريب للغريب نسيب
وفي منتدى الديرة تعصف الغربة بعدد من الأعضاء ، بعضهم يعلنها وبعضهم يتجرع مراراتها بصمت ، ولست هنا بصدد تعدداهم جميعا ولكنني سأورد أمثلة منهم ، فمالك الحزين كان قد شعر بالغربة في منتداه المفضل الفراهيدي حين كان مشرفا عليه ، حيث كان يمر الأسبوع ولا يتكرم أحد من ألأعضاء بزيارته ، ففضل الخروج والاعتزال لفترة ليست قصيرة ، وأبو زهير كان قد حاول أن يثقفنا في الفروض وغيرها من العلوم والثقافات التي تمتلئ بها جعبته ، فتركناه ينزف ولا من مجيب فتوقف واكتفى بظهور نادر لا يتفق مع شخصيته الاجتماعية . ومنار الزهراني وأبو عبد المحسن وأبو عادل وغيرهم ممن لم نعد نعلم عنهم شيئا ...!
إنني أرى أن على كل منا واجب كمجتمع واحد في هذا المنتدى ، وأقل هذا الواجب هو مؤانسة أولئك الأعضاء الذين يعصرون أفكارهم وينحتون صخور ذاكرتهم ليخرجوا لنا مواضيعا راقية ، لا تستحق منا أن نمر عليها مرور الكرام ، بل يجب علينا عيادتها والوقوف عندها والتعليق عليها والإضافة إليها ، وإلا فإننا سنجد أنفسنا ذات يوم بدون عبد الله رمزي والسوادي وأبو عادل الأزدي وأبو زهير ومالك والفنار وأمثالهم .
عندها سأغني مع إخوانا المصريين وأقول:
غريبة ومش غريبة = دنيا وفيها العجايب ..!!
المتنبي كان قد عاني من الغربة كثيرا للدرجة التي جعلته لا يشعر بأحد حوله أينما ذهب :
وحيدٌ من الخلان في كل بلدة = إذا عظم المطلوب قلّ المساعد
وإذا كنا نجد العذر للمتنبي لضخامة طلبه وطول قامته وعلو همته ، حيث كان طبيعيا ألا يجد من يرافقه أو يمد يده ليساعده ، فإننا لا نعذره تماما في أن يجد ما يسليه في غربته كما قد وجد عبد الرحمن الداخل الذي تجرع مرارة الغربة في الأندلس فأتخذ النخلة خليلة ورفيقة :
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة = تنآت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت: شبيهي في التغرب والنوى =وطول ابتعادي عن بني وعن أهلي
نشأت بأرض أنت فيها غريبة = فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي
وكان الملك الضليل الشاعر امرؤ القيس قد عانى قبل الجميع ولكنه حاول أن يسلي نفسه ويبحث عن من يعزيه حتى بين الأموات ..! فقد روي أنه لما كان يحتضر، في مدينة أنقره ، رأى قبر امرأة من أبناء الملوك ماتت هناك، ودفنت في سفح جبل يقال له: عسيب، فسأل عنها وأخبر بقصتها فقال:
أجارتنا إن المقام قريب = وإني مقيم ما اقام عسيب
أجارتنا إنا غريبان هاهنا = وكل غريب للغريب نسيب
وفي منتدى الديرة تعصف الغربة بعدد من الأعضاء ، بعضهم يعلنها وبعضهم يتجرع مراراتها بصمت ، ولست هنا بصدد تعدداهم جميعا ولكنني سأورد أمثلة منهم ، فمالك الحزين كان قد شعر بالغربة في منتداه المفضل الفراهيدي حين كان مشرفا عليه ، حيث كان يمر الأسبوع ولا يتكرم أحد من ألأعضاء بزيارته ، ففضل الخروج والاعتزال لفترة ليست قصيرة ، وأبو زهير كان قد حاول أن يثقفنا في الفروض وغيرها من العلوم والثقافات التي تمتلئ بها جعبته ، فتركناه ينزف ولا من مجيب فتوقف واكتفى بظهور نادر لا يتفق مع شخصيته الاجتماعية . ومنار الزهراني وأبو عبد المحسن وأبو عادل وغيرهم ممن لم نعد نعلم عنهم شيئا ...!
إنني أرى أن على كل منا واجب كمجتمع واحد في هذا المنتدى ، وأقل هذا الواجب هو مؤانسة أولئك الأعضاء الذين يعصرون أفكارهم وينحتون صخور ذاكرتهم ليخرجوا لنا مواضيعا راقية ، لا تستحق منا أن نمر عليها مرور الكرام ، بل يجب علينا عيادتها والوقوف عندها والتعليق عليها والإضافة إليها ، وإلا فإننا سنجد أنفسنا ذات يوم بدون عبد الله رمزي والسوادي وأبو عادل الأزدي وأبو زهير ومالك والفنار وأمثالهم .
عندها سأغني مع إخوانا المصريين وأقول:
غريبة ومش غريبة = دنيا وفيها العجايب ..!!
تعليق