يانديمي هات المدام يراعا = فأنا البحر والمداد تباعا
أسقني الكأس مرةً بعد أخرى = عل في الكأس مايزيل الصداعا
أي بحر يشابه البحر مثلي = أي شعرٍ كمثل شعري ذاعا
ثملت فوقه المراكب سكرى = وهو نشوان يستثير الشراعا
غارقٌ مغرقٌ وكم من غريقٍ = داعب الموج روعه فاستراعا
لا تسلني من أين يقتات شعري = زاده والأنام باتوا جياعا
لاتسلني من أين خمري تجري = لذة الشاربين تغري الطباعا
إنني عشت في زمان كئيبٍ= لم أجد فيه للسرور اتساعا
ذل فيه الشريف من بعد عزٍ = أسند الأمر للوضيع فضاعا
كيف لي أن أعيش في ظل عصرٍ = ساده الأرذلون ظلماً مشاعا
ظلمةً فوق ظلمةٍ في ظلامٍ = والدياجير ألبستهم قناعا
لن ترى للضياء فيه بصيصاً = لن ترى للنهار ثمّ شعاعا
كلما شدت للمشيحين صرحاً = هدموه بحمقهم فتداعى
هل تبقى لمن تأمل خيراً = من مجالٍ فيرتجى ويراعى
حسب من لايقيم وزناً لقومٍ = منحوه الوفا شروه فباعا
أن يجازى جحوده بصدودٍ = ليس أهلاً لمثله أن يطاعا
إنه في الحضيض مهما تعالى = هل رأيت الوضيع يسمو ارتفاعا
أين مني من للكرامة جندٌ = إن دعوا للنفار لبّوا سراعا
فسأبقى مناضلاً لاأبالي = زادي العزم لايخاف انصداعا
صغت من عزتي شموخ الجبالٍ = وإبائي كتائباً وقلاعا
يانديمي ومن أراد عثاري = مات هماً وحسرة وانقماعا
لم أكن للجبان يوماً خليلاً = إنما أصطفي الجواد الشجاعا
تعليق