لم تمنع طبيعة العلاقات الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية وأمريكا سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية من ابداء خوفه من السياسة الأمريكية في العراق حيث قال امام مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية كما أوردت جريدة الوطن السعودية في عدد (1819) ليوم الخميس 18 شعبان 1426هـ: (إذا سمحتم بحرب أهلية فان العراق سينتهي إلى الأبد) أ.هـ
وبين بوضوح وصراحة (ان مثل هذا الصراع سيؤدي إلى تدخل كل من إيران بسبب مصالحها في جنوب العراق الذي يهيمن عليه الشيعة، وتركيا بسبب قلقها من ظهور كيان كردي يتمتع بحكم ذاتي في الشمال والدول العربية في المنطقة) أ.هـ. وكشف سموه عن دور السعودية سابقاً في عدم تمزق العراق وتحوله إلى دويلات متناحرة حيث قال (لقد خضنا معاً حرباً لإبعاد إيران عن العراق بعد طرد العراق من الكويت والآن فاننا نسلم البلاد كلها لإيران دون مبرر ) أ.هـ.
وكشف أيضاً عن اطماع وتحرك إيران داخل العراق تمهيداً لتوسيع النفوذ والسيطرة الإيرانية كتطبيق لمبدأ (تصدير الثورة) حيث وضح سموه ( ان الإيرانيين يذهبون إلى المناطق التي تؤمنها القوات الأمريكية ويدفعون أموالاً.. وينصبون أناسهم بل وينشئون قوات للشرطة ويسلحون الميليشيات هناك). وأضاف: (وهم يحتمون أثناء قيامهم بكل هذا بالقوات البريطانية والأمريكية) عندما فاجأت هذه التصريحات المراقبين والمتابعين من ناحية زمانها وأطراف العلاقة في مشكلة العراق. فهي تأتي في معمعة التصويت وإقرار دستور العراق وأمريكا وبريطانيا وإيران وتركيا لتوضح للجميع وتعلن بصراحة وجود صوت عربي خليجي وإقليمي ودولي قوي يمنع تقسيم العراق ويمنع التوسع الإقليمي على حساب البلدان المجاورة. وهذا يرسخ ويثبت المبدأ الذي قدمت بموجبه المملكة آلاف الملايين وهو منع التوسع واحتلال أراضي البلدان المجاورة فحاربت ضد توسع إيران ودخولها العراق في الحرب الإيرانية والعراقية وحاربت ضد احتلال العراق للكويت وهي اليوم طبقاً لهذا المبدأ تقف ضد احتلال العراق من قبل إيران أو تركيا. لأن المملكة لا تكيل بمكيالين، ولا تتنازل عن مبادئها ولا تساوم على المصالح العربية والإسلامية تحت أي ضغط أو أي ظرف. قد تؤثر هذه التصريحات بشكل أو بآخر على العلاقات السعودية الأمريكية أو العلاقات السعودية الإيرانية، أو السعودية التركية، أو العلاقات السعودية العراقية لكن الأهم والأبقى هو المصداقية في تطبيق المبادئ مهما كلف الثمن لأن تلك المصداقية هي التي تعطي لصاحبها الاحترام والقبول والثقة وان كان ثمن هذه المصداقية غالياً ومكلفاً جداً في مجال لا يعرف إلا المصالح المادية. والمملكة العربية السعودية بخصوصيتها ومبادئها الدينية والقومية لا يسعها إلا أن تقف ضد احتلال البلدان العربية والإسلامية سواء من بعضها البعض أو من غيرها وهذا ما تثبته مواقف وتصريحات المسؤولين السعوديين على مختلف مناصبهم سابقاً ولاحقاً. لو قامت إمبراطورية شيعية في إيران والعراق فانها ووفق مبدأ (تصدير الثورة) قد تمتد لتصل بلداناً أخرى فتصبح مسيطرة على منابع النفط الغنية في منطقة الشرق الأوسط وحينها تتحكم في هذه الثروة التي تؤثر وتهم العالم بأجمعه وهذا ما كان يهدف إلى تحقيقه صدام حسين من احتلال الكويت. وكذلك لو توسعت تركيا جنوباً واحتلت كركوك فانها ستصبح عاملاً مؤثراً في سوق النفط العالمي. الا ان من المؤكد ان أمريكا يبدو بأنها جادة بتسليم العراق لإيران وذلك تطبيقاً لمبدأ بوش الداعي إلى تغيير خارطة الشرق الأوسط لمصلحة إسرائيل الكبرى. ان تزايد الضغط الأمريكي على سوريا وغض الطرف عن مشاريع إيران النووية والسماح لإيران بالسيطرة على جزء كبير من العراق يعد ايذاناً بنجاح خطة بوش في تغيير خارطة الشرق الأوسط وقيام كيانات جديدة يجد فيها بعض أصدقاء أمريكا انفسهم في مواقف لا يحسدون عليها حيث سيصبحون في شريط أرضي محاط بامبراطورية لا قبل لهم بها من جهة ومن جهة أخرى بكيانات ضعيفة لا تملك حماية نفسها، فكيف نحول دون وصول هذه المنطقة إلى درجة الصفر؟!
جمعان بن عايض الزهراني
وبين بوضوح وصراحة (ان مثل هذا الصراع سيؤدي إلى تدخل كل من إيران بسبب مصالحها في جنوب العراق الذي يهيمن عليه الشيعة، وتركيا بسبب قلقها من ظهور كيان كردي يتمتع بحكم ذاتي في الشمال والدول العربية في المنطقة) أ.هـ. وكشف سموه عن دور السعودية سابقاً في عدم تمزق العراق وتحوله إلى دويلات متناحرة حيث قال (لقد خضنا معاً حرباً لإبعاد إيران عن العراق بعد طرد العراق من الكويت والآن فاننا نسلم البلاد كلها لإيران دون مبرر ) أ.هـ.
وكشف أيضاً عن اطماع وتحرك إيران داخل العراق تمهيداً لتوسيع النفوذ والسيطرة الإيرانية كتطبيق لمبدأ (تصدير الثورة) حيث وضح سموه ( ان الإيرانيين يذهبون إلى المناطق التي تؤمنها القوات الأمريكية ويدفعون أموالاً.. وينصبون أناسهم بل وينشئون قوات للشرطة ويسلحون الميليشيات هناك). وأضاف: (وهم يحتمون أثناء قيامهم بكل هذا بالقوات البريطانية والأمريكية) عندما فاجأت هذه التصريحات المراقبين والمتابعين من ناحية زمانها وأطراف العلاقة في مشكلة العراق. فهي تأتي في معمعة التصويت وإقرار دستور العراق وأمريكا وبريطانيا وإيران وتركيا لتوضح للجميع وتعلن بصراحة وجود صوت عربي خليجي وإقليمي ودولي قوي يمنع تقسيم العراق ويمنع التوسع الإقليمي على حساب البلدان المجاورة. وهذا يرسخ ويثبت المبدأ الذي قدمت بموجبه المملكة آلاف الملايين وهو منع التوسع واحتلال أراضي البلدان المجاورة فحاربت ضد توسع إيران ودخولها العراق في الحرب الإيرانية والعراقية وحاربت ضد احتلال العراق للكويت وهي اليوم طبقاً لهذا المبدأ تقف ضد احتلال العراق من قبل إيران أو تركيا. لأن المملكة لا تكيل بمكيالين، ولا تتنازل عن مبادئها ولا تساوم على المصالح العربية والإسلامية تحت أي ضغط أو أي ظرف. قد تؤثر هذه التصريحات بشكل أو بآخر على العلاقات السعودية الأمريكية أو العلاقات السعودية الإيرانية، أو السعودية التركية، أو العلاقات السعودية العراقية لكن الأهم والأبقى هو المصداقية في تطبيق المبادئ مهما كلف الثمن لأن تلك المصداقية هي التي تعطي لصاحبها الاحترام والقبول والثقة وان كان ثمن هذه المصداقية غالياً ومكلفاً جداً في مجال لا يعرف إلا المصالح المادية. والمملكة العربية السعودية بخصوصيتها ومبادئها الدينية والقومية لا يسعها إلا أن تقف ضد احتلال البلدان العربية والإسلامية سواء من بعضها البعض أو من غيرها وهذا ما تثبته مواقف وتصريحات المسؤولين السعوديين على مختلف مناصبهم سابقاً ولاحقاً. لو قامت إمبراطورية شيعية في إيران والعراق فانها ووفق مبدأ (تصدير الثورة) قد تمتد لتصل بلداناً أخرى فتصبح مسيطرة على منابع النفط الغنية في منطقة الشرق الأوسط وحينها تتحكم في هذه الثروة التي تؤثر وتهم العالم بأجمعه وهذا ما كان يهدف إلى تحقيقه صدام حسين من احتلال الكويت. وكذلك لو توسعت تركيا جنوباً واحتلت كركوك فانها ستصبح عاملاً مؤثراً في سوق النفط العالمي. الا ان من المؤكد ان أمريكا يبدو بأنها جادة بتسليم العراق لإيران وذلك تطبيقاً لمبدأ بوش الداعي إلى تغيير خارطة الشرق الأوسط لمصلحة إسرائيل الكبرى. ان تزايد الضغط الأمريكي على سوريا وغض الطرف عن مشاريع إيران النووية والسماح لإيران بالسيطرة على جزء كبير من العراق يعد ايذاناً بنجاح خطة بوش في تغيير خارطة الشرق الأوسط وقيام كيانات جديدة يجد فيها بعض أصدقاء أمريكا انفسهم في مواقف لا يحسدون عليها حيث سيصبحون في شريط أرضي محاط بامبراطورية لا قبل لهم بها من جهة ومن جهة أخرى بكيانات ضعيفة لا تملك حماية نفسها، فكيف نحول دون وصول هذه المنطقة إلى درجة الصفر؟!
جمعان بن عايض الزهراني
تعليق