السلام عليكم دار قوم مؤمنين. وإنا إن شاء الله بكم لاحقون.
طلب مني صاحبي أن أنزل القبر؟؟
هل وافقته ؟؟
قبرا حقيقيا كما يفعل هو وأصدقائه في فترات متباعدة لتذكر أحوال الموتى واليوم الآخر .
أحيانا يجلسون عند أحد مقابر الرياض وغالبا ما تكون مقبرة مكشوفة يبكون ..
ينزل أحدهم في قبر وقد حفر سابقا ينتظر ميت .. أي ميت لا يهم ..
مجموعة من الشباب الصاحية قلوبهم. العامرة بذكر الرحمن. والخوف من غضبه ..
أحيانا كثيرة ينزل أحدهم ثم يغامر بالبقاء في القبر المفتوح عشر دقائق يعيش فيها..
وصلنا مقبرة العود بعد صلاة العصر مباشرة ..
كنا ثلاثة..
الرعب رابعنا .
جلس أصحابي في زاوية يرفعون أيديهم بالدعاء ..
كنت مستجد في الصحبة ولم أكن أعرف ماذا سأقول ..
بعد أن هطل مطر دعائهم وارتفع نحو السماء .. اقتربوا نحوي ..
طلبوا مني النزول في احد القبور المفتوحة .. على سبيل التجربة ..
رفضت في البداية ..
قال عبدالحق الأشبيلي : فينبغي لمن دخل المقابر أن يتخيل أنه ميت، وأنه قد لحق بهم، ودخل معسكرهم، وأنه محتاج إلى ما هم إليه محتاجون، وراغب فيما فيه يرغبون، فليأت إليهم ما يحب أن يؤتى إليه، وليتحفهم بما يحب أن يتحف به، وليتفكر في تغير ألوانهم، وتقطع أبدانهم، ويتفكر في أحوالهم، وكيف صاروا بعد الأنس بهم والتسلي بحديثهم، إلى النفور من رؤيتهم، والوحشة من مشاهدتهم وليتفكر أيضاً في انشقاق الأرض وبعثرة القبور، وخروج الموتى وقيامهم مرة واحدة حفاة عراة غرلاً، مهطعين إلى الداعي، مسرعين إلى المنادي .
ماذا انزل إلى القبر وأنا في كامل وعيي وعقلي . ولم ؟؟
طمئنوني أنها محاوله .. تجربه مثيرة تنتظر منك الإقدام لا التراجع ؟؟
نزل أحدهم مبسطا الأمور إلى القبر واخذ يشير بيديه من الأعماق .. أن هكذا وبكل بساطة ..
تعال , أقترب , لا تهتم بثوبك أنزل . حفرة .. مجرد حفرة عادية ؟؟
والله على غرابة هذه الصحبة التي لم أعرفها إلا من أسبوع خلال لقاء في أحد المساجد إلا إنني ارتحت لها ..
نعم .. كلها تقديم رجل وتأخير أخرى ومن ثم أنزل للقبر في تجربة مثيره يعجز اللسان عن وصفها ..
اقتربت من الحافة , حاولت أن أكون متماسكا عند أصدقائي الجدد ..
نظرت إلى أعينهم فوجدتها مشغولة في النظر لملكوت الله .. وللمقابر من حولي ..
نزلت بخوف .. ممتزجا بشي من التماسك .. ثم انزلقت قدمي وتعثرت داخل الحفرة ..
ضحكت كثيرا .. كثيرا ..؟؟
المكان رطب , ساخن .. لا يحتمل جسد حي أن يبقى فيه أكثر من عشر ثواني ..
ربما تمتد الثواني العشر إلى عشر دقائق كما حدث معي !!!
أنت خايف ؟؟
قالها صاحبي وهو يخفي تعبير وجهه خلف اللثام ..وناظريه يمتدان إلى الأعلى في شخوص بصري غير مستغرب..
حاولت أن اخرج . لم أستطع .
مددت يدي هاتفا بقوه : أن أخرجوني من هنا ..
ليس خوفا من القبر .. خشيت أن تقبض الملائكة روحي ..
نعم .. أنتم لا تصدقون ؟؟
خشيت فقط أن أكون مثل الشاب تعيس الحظ . الذي ذهب للعزاء فمات فيه.
يا صاحبي أنا لا أخاف من الموت العادي . في ظروف عادية ..
ما هنا استثناء .. لا أريد أن يشتري الناس جرائد الصباح ليطالع أحدهم خبرا مثيرا: عن شاب نزل القبر كتجربة.
فمات فيه ؟؟؟
كثيرا ما يحدث هذا ..
عجوز تسير في الطريق تنجو من سيارة مسرعة لكنها تموت بالسكتة القلبية .
شاب تتجاوزه رصاصة قاتلة فينجو .. يموت بعدها من شدة الذهول ..
أخشى فقط أن أموت .. حتى أكون عبره للغير ..
مجرد قصة .. حكاية يتناقلها الناس في المجالس بعد شرب القهوة .
تذكرت رمضان.. روحانيته .. صفائه .. شقاوته ..
ثلاثون يوما سعيدة .. تموت حينما أموت ..
تذكرت التراويح بروحانيتها .. وجمالها .. وخفتها ..
لا.. لا أريد أن أموت قبل أن اشرب من رمضان حسناته..
العمرة ورائحة مكة..
والصلاة بجوار النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم
هي خواطر لازمتني في الأسفل وأنا أحاول الصعود متشبثا بشي من الآمل .
كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ فَقِيلَ لَهُ تُذْكَرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلَا تَبْكِي وَتَبْكِي مِنْ هَذَا فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا الْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ" .
الله ..
هذا عثمان بن عفان رضي الله عنه !!
ما حالي وحالك إذن ونحن نتقلب في المعاصي ليل نهار !!!
ما حالك أختاه وأنتي تعصين الله جهارا نهارا ...
تلبسين عباءة الكتف تفتنين بها الرجال لتسحب حسناتك ..
وتسجل عليك الملائكة السيئات ..
وجسدك الغض سيضم داخل القبر ..
وللقبر ضغطة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا نَجَا مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ"
هل ستظنين أنك ستنجين منها ؟؟
سعد بن معاذ لم ينجو منها !!
من هو سعد بن معاذ ؟؟
مات في حضن النبي صلى الله عليه وسلم بعد قتال بنو قريضة
ودمائه تسيل على جسد الرسول..
فجعلت الدماء تسيل على رسول الله وجعل أبو بكر وعمر يبكيان ويسترجعان
وتوفي فحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسيله ودفنه
ولما وضع في قبره كبّر رسول الله وكبر المسلمون حتى ارتج البقيع.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تضايق القبر على صاحبكم وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد، ثم فرج الله عنه، ولما انصرف من جنازته ذرفت دموعه حتى بلّت لحيته. وندبته أمه فقال صلى الله عليه وسلم: كل نادبة كاذبة إلا نادبة سعد. وأهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبَ حرير جعل الصحابة يتعجبون من لينه وحسنه، فقال صلى الله عليه وسلم: مناديل سعد في الجنة أحسن من هذا..
هل سننجو من ضمه القبر وظلمته !!
وعن جابر قال : جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من هذا العبد الصالح الذي مات ؟ فتحت له أبواب السماء ، وتحرك له العرش ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا سعد . قال : فجلس على قبره . الحديث .
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (هذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش ، وفتحت أبواب السماء ، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك ، لقد ضم ضمة ثم أفرج عنه) ، يعني سعداً .
فارقت موضع مرقدي *** يوماَ فقارققني السكون
القــــــــــــبر أول ليلة *** بالله قل لي ما يكون ؟!
هي صرخة دوّت في أعماق القبر فتردد صداها في أرجاء الأرض
بني أدم ملتحف السماء ..
هي صرخة أشبه بصرخة تنطلق من نفس جائرة وملحدة وكافرة لم تراع قيم الدين ولم تراع قيم الأخلاق ..
هي صرخة السكون .. سكون الموتى في القبور
وصراخ الأحياء فوق الأرض ..
يا ساكن الأرض .
عامل الزمن ينجح في أن يضيف إلى عمرك يوما أو شهر أو سنه..
تشيخ بعدها اهتماماتك.. أو تعبر الرحلة إلى حالة الشيخوخة وتهمد فيك الجذوة المشتعلة أن تعصي الله في أيام شبابك ..
القبر لن يكون محطتك الأخيرة ..
كم مره قفز بك إحساس وراء المسافة الفاصلة بين الخيال والواقع
وتخاذلت همتك في أن تتوب لان في الحياة بقيه من متسع !
عشرين عام , أربعون , تسعون عام ثم لاشي على الإطلاق عدا حفرة ..
كم مرة تركت الأيام تمر والساعات تمر والأوقات تمر وتمضي السنين وراء السنين ثم فجأة رأيت " الموت " أمامك متلبسا في قريب أو صديق أو زميل عمل ..
لم تلحظ مقدار الألم في انتزاع الروح ..
ثم يبكي أقربائك عليك .. كما كنت تبكي على الراحلون !
عذاب القبر ثابت . ومن اللحظة التي يدفن فيها الميت..
خرج النبي عليه الصلاة والسلام بعدما غابت الشمس فسمع صوتاً . قالوا : ماذا سمعت يا رسول الله ؟ قال :" رجلٌ يعذَّب في قبره "
لو كنت عاصيا مستمع للاغاني و ساخرا بالمتطوعين الملتزمين ..
متهاونا في الصلاة , تشاهد في التلفاز ما يغضب العزيز الجبار ..
تساهم في المساهمات الربويه ..
وتمشي متكبرا بين الناس ..
لن تنجو من هذا الموقف أبدا ؟؟؟
{وَلَوْ تَرَىَ إِذِالظّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُوَاْ أَيْدِيهِم ْأَخْرِجُوَاْ أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِه ِتَسْتَكْبِرُونَ}
إذا كان من يمشي بالنميميه بين الناس
ولا يستنزه من البول اثبت الرسول صلى الله عليه وسلم عليه عذاب القبر ..
ابن عباس رضي الله عنهما، قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بعض حيطان ، المدينة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهم وذكر الحديث وفيه : أن أحدهم كان لا يستتر من البول وأن الآخر كان يمشي بالنميمة.
ماذا سيكون حال آكل أموال اليتامى والبسطاء من الناس ..
كيف سيعذب من يسخر من سنه الرسول صلى الله عليه وسلم ..
كيف سيكون حال من يضع طبقا فضائيا في بيته يعرض الزنا والفواحش كبيرها وصغيرها !!!
أما نعيم القبر فهو للمؤمنين الصادقين , وللشهداء ..
وللعابدين الزاهدين ..
{إِنّ الّذِينَ قَالُواْ رَبّنَا اللّهُ ثُمّ اسْتَقَامُواْ تَتَنَزّل ُعَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاّتَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْوَأَبْشِرُواْ بِالْجَنّةِ الّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}.
بعض القبور تزدان بالعطر والروح والريحان، والجمال والجنان، وتمد لتكون أوسع ماتكون، وبعض منها تنذر ساكنيها بالحر والعذاب والنار، وتكون أضيق ما تكون، فإن القبر إما أن يكون روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران، فأما المؤمن فإنه يفتح له باب إلى الجنة من قبره، ويرى مقعده فيها، ويفسح له في قبره مد البصر، وأما الكافر فيفتح له باب إلى النار من قبره، ويرى مقعده فيها، ويضيق عليه..
يقول الدكتور النابلسي :
: " الذي يفكر في الدنيا ملياً ، الدنيا وشيكة الزوال ، يعني إنسان ملء السمع والبصر ، بدقيقة يصبح خبراً على الجدران ، له بيت ، وله مكانة ، وله تجارة ، وله هَيْمَنَة ، وله سيطرة ، فخلال ثوان يتوقف هذا القلب ، وينهي كل شيء ، وأول نبضة في الجنين وهو في بطن أمه ، ويستمر هذا القلب ينبض إلى أن تأتي المنيَّة ، فإذا وقف القلب انتهى كل شيء ."
من أعماق القبر أتكلم . تحت الحفرة وفي قاع الظلمة، من أعماق التعب ، من أعماق اليأس أصرخ إليكم منبهاً ومنذراً . المكان موحش ، مرعب ، هائل ، . لا شبيه له في دنياكم . هنا لقد اكتنفنا ليل ابدي لا يبزغ بعده فجر .
في هذا الظلام الدامس وفي عتمة اللحد لن تجد من يؤنس وحدتك..
لن تجد ممثلا أو مطربا أو فنانا يروح عنك ..
لست ادري كيف جئت إلى هذا المكان . كنت في دنياكم اسرح وامرح .كلما لاح في مخيلتي شبح القبر اشغل نفسي كي لا أتذكره . وفي لحظاتـ من الخيال إذا بعالم البرزخ أمام ناظري ـ رأيت أجساد الناس , ثم رأيت الشيطان وهو يضحك على حالي ..
فكرت في أيه عظيمة غابت عن خاطري..
حينما يقود الشيطان أتباعة إلى النار , الله أمهله هنا إلى يوم القيامة ..
وحينما يأتي العذاب يتبرأ الشيطان من جميع الكافرين
يقول الله "
"وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"
لا تلوموا الشيطان , ولوموا أنفسكم !!
أيها العاصي ..
المتكبر ..
ماذا لو قبضت روحك ونزلت إلى أعماق الجحيم ، ثم نودي أن تخلد فيه مهانا ..
ليست مسرحية ,و ستارة , وممثلون ..
حقيقة واقعة سنمر عليها بعد سنوات معدودات ..
حينما يتوقف القلب فقط في ثانية واحدة ..
ليس هنالك ما هو أصعب من الموت إلا القبر نفسه ..
وليس هنالك ما هو أصعب من القبر إلا الحساب نفسه .. .
وليس هنالك أصعب من الحساب إلا نار الله الموقدة التي تتطلع على الأفئدة
اللهم حنانك ورحمتك !!
هناك تغوص تحت ثقل معاصيك ..
بالأمس كنت منعدم الإحساس ، واليوم يكون إحساسك عالي بصعوبة العذاب ..
أين الراحة والدعة وصم الآذان عن النصح والتوجيه ..
نام ضميرك كثيرا..
الويل لك .. ثم الويل والويل ..
في القبر ترى جميع الأجساد ..
ملوك.. ورؤساء.. وأغنياء.. وفقراء.
ترى نفوساً ارتدت ثوب الاستبداد طويلا فتعذبت أرواحها في القبر دون رحمه..
ترى أرواح الأغنياء الذين لم يراعوا حق الزكاة يتقلبون في قبورهم ويتمنون أن يعودوا إلى دنياهم حتى يمنحون الفقراء حق الله ..
ترى المبتدعين والمفرقين والعصاه أرواحهم تتأمل في العودة لفتح صفحة بيضاء جديدة .. ولكن هيهات هيهات .
ترى أهل اللهو والطرب يرقصون ، رقصات الألم والعذاب في لحودهم ..
وتغوص روحك ويندمج خيالك مع المشهد في عالم البرزخ ..
لترى فقراء يفتح لهم القبر ويوسع لهم ..
ليرى كل واحد منهم الجنة ..
فقراء في المال فقط ..
لكنهم أغنياء في الطاعة والعبادة والاستغفار ..
سلم نفسك لله الواحد القهار وتب قبل أن يحين الموعد المنتظر ..
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
ستفتح لك أبواب الجنان , وسيرضى عليك الرحمن , وستنام قرير العين لاتخشى من الموت .
خرجنا من المقبرة سريعا..
لم اعد أقوى على الحراك .. حملوني على الأكتاف حيا ..
وغدا سيحملوني ميتا .
حرفياً منقووووووول
طلب مني صاحبي أن أنزل القبر؟؟
هل وافقته ؟؟
قبرا حقيقيا كما يفعل هو وأصدقائه في فترات متباعدة لتذكر أحوال الموتى واليوم الآخر .
أحيانا يجلسون عند أحد مقابر الرياض وغالبا ما تكون مقبرة مكشوفة يبكون ..
ينزل أحدهم في قبر وقد حفر سابقا ينتظر ميت .. أي ميت لا يهم ..
مجموعة من الشباب الصاحية قلوبهم. العامرة بذكر الرحمن. والخوف من غضبه ..
أحيانا كثيرة ينزل أحدهم ثم يغامر بالبقاء في القبر المفتوح عشر دقائق يعيش فيها..
وصلنا مقبرة العود بعد صلاة العصر مباشرة ..
كنا ثلاثة..
الرعب رابعنا .
جلس أصحابي في زاوية يرفعون أيديهم بالدعاء ..
كنت مستجد في الصحبة ولم أكن أعرف ماذا سأقول ..
بعد أن هطل مطر دعائهم وارتفع نحو السماء .. اقتربوا نحوي ..
طلبوا مني النزول في احد القبور المفتوحة .. على سبيل التجربة ..
رفضت في البداية ..
قال عبدالحق الأشبيلي : فينبغي لمن دخل المقابر أن يتخيل أنه ميت، وأنه قد لحق بهم، ودخل معسكرهم، وأنه محتاج إلى ما هم إليه محتاجون، وراغب فيما فيه يرغبون، فليأت إليهم ما يحب أن يؤتى إليه، وليتحفهم بما يحب أن يتحف به، وليتفكر في تغير ألوانهم، وتقطع أبدانهم، ويتفكر في أحوالهم، وكيف صاروا بعد الأنس بهم والتسلي بحديثهم، إلى النفور من رؤيتهم، والوحشة من مشاهدتهم وليتفكر أيضاً في انشقاق الأرض وبعثرة القبور، وخروج الموتى وقيامهم مرة واحدة حفاة عراة غرلاً، مهطعين إلى الداعي، مسرعين إلى المنادي .
ماذا انزل إلى القبر وأنا في كامل وعيي وعقلي . ولم ؟؟
طمئنوني أنها محاوله .. تجربه مثيرة تنتظر منك الإقدام لا التراجع ؟؟
نزل أحدهم مبسطا الأمور إلى القبر واخذ يشير بيديه من الأعماق .. أن هكذا وبكل بساطة ..
تعال , أقترب , لا تهتم بثوبك أنزل . حفرة .. مجرد حفرة عادية ؟؟
والله على غرابة هذه الصحبة التي لم أعرفها إلا من أسبوع خلال لقاء في أحد المساجد إلا إنني ارتحت لها ..
نعم .. كلها تقديم رجل وتأخير أخرى ومن ثم أنزل للقبر في تجربة مثيره يعجز اللسان عن وصفها ..
اقتربت من الحافة , حاولت أن أكون متماسكا عند أصدقائي الجدد ..
نظرت إلى أعينهم فوجدتها مشغولة في النظر لملكوت الله .. وللمقابر من حولي ..
نزلت بخوف .. ممتزجا بشي من التماسك .. ثم انزلقت قدمي وتعثرت داخل الحفرة ..
ضحكت كثيرا .. كثيرا ..؟؟
المكان رطب , ساخن .. لا يحتمل جسد حي أن يبقى فيه أكثر من عشر ثواني ..
ربما تمتد الثواني العشر إلى عشر دقائق كما حدث معي !!!
أنت خايف ؟؟
قالها صاحبي وهو يخفي تعبير وجهه خلف اللثام ..وناظريه يمتدان إلى الأعلى في شخوص بصري غير مستغرب..
حاولت أن اخرج . لم أستطع .
مددت يدي هاتفا بقوه : أن أخرجوني من هنا ..
ليس خوفا من القبر .. خشيت أن تقبض الملائكة روحي ..
نعم .. أنتم لا تصدقون ؟؟
خشيت فقط أن أكون مثل الشاب تعيس الحظ . الذي ذهب للعزاء فمات فيه.
يا صاحبي أنا لا أخاف من الموت العادي . في ظروف عادية ..
ما هنا استثناء .. لا أريد أن يشتري الناس جرائد الصباح ليطالع أحدهم خبرا مثيرا: عن شاب نزل القبر كتجربة.
فمات فيه ؟؟؟
كثيرا ما يحدث هذا ..
عجوز تسير في الطريق تنجو من سيارة مسرعة لكنها تموت بالسكتة القلبية .
شاب تتجاوزه رصاصة قاتلة فينجو .. يموت بعدها من شدة الذهول ..
أخشى فقط أن أموت .. حتى أكون عبره للغير ..
مجرد قصة .. حكاية يتناقلها الناس في المجالس بعد شرب القهوة .
تذكرت رمضان.. روحانيته .. صفائه .. شقاوته ..
ثلاثون يوما سعيدة .. تموت حينما أموت ..
تذكرت التراويح بروحانيتها .. وجمالها .. وخفتها ..
لا.. لا أريد أن أموت قبل أن اشرب من رمضان حسناته..
العمرة ورائحة مكة..
والصلاة بجوار النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم
هي خواطر لازمتني في الأسفل وأنا أحاول الصعود متشبثا بشي من الآمل .
كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ فَقِيلَ لَهُ تُذْكَرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلَا تَبْكِي وَتَبْكِي مِنْ هَذَا فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا الْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ" .
الله ..
هذا عثمان بن عفان رضي الله عنه !!
ما حالي وحالك إذن ونحن نتقلب في المعاصي ليل نهار !!!
ما حالك أختاه وأنتي تعصين الله جهارا نهارا ...
تلبسين عباءة الكتف تفتنين بها الرجال لتسحب حسناتك ..
وتسجل عليك الملائكة السيئات ..
وجسدك الغض سيضم داخل القبر ..
وللقبر ضغطة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا نَجَا مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ"
هل ستظنين أنك ستنجين منها ؟؟
سعد بن معاذ لم ينجو منها !!
من هو سعد بن معاذ ؟؟
مات في حضن النبي صلى الله عليه وسلم بعد قتال بنو قريضة
ودمائه تسيل على جسد الرسول..
فجعلت الدماء تسيل على رسول الله وجعل أبو بكر وعمر يبكيان ويسترجعان
وتوفي فحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسيله ودفنه
ولما وضع في قبره كبّر رسول الله وكبر المسلمون حتى ارتج البقيع.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تضايق القبر على صاحبكم وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد، ثم فرج الله عنه، ولما انصرف من جنازته ذرفت دموعه حتى بلّت لحيته. وندبته أمه فقال صلى الله عليه وسلم: كل نادبة كاذبة إلا نادبة سعد. وأهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبَ حرير جعل الصحابة يتعجبون من لينه وحسنه، فقال صلى الله عليه وسلم: مناديل سعد في الجنة أحسن من هذا..
هل سننجو من ضمه القبر وظلمته !!
وعن جابر قال : جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من هذا العبد الصالح الذي مات ؟ فتحت له أبواب السماء ، وتحرك له العرش ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا سعد . قال : فجلس على قبره . الحديث .
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (هذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش ، وفتحت أبواب السماء ، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك ، لقد ضم ضمة ثم أفرج عنه) ، يعني سعداً .
فارقت موضع مرقدي *** يوماَ فقارققني السكون
القــــــــــــبر أول ليلة *** بالله قل لي ما يكون ؟!
هي صرخة دوّت في أعماق القبر فتردد صداها في أرجاء الأرض
بني أدم ملتحف السماء ..
هي صرخة أشبه بصرخة تنطلق من نفس جائرة وملحدة وكافرة لم تراع قيم الدين ولم تراع قيم الأخلاق ..
هي صرخة السكون .. سكون الموتى في القبور
وصراخ الأحياء فوق الأرض ..
يا ساكن الأرض .
عامل الزمن ينجح في أن يضيف إلى عمرك يوما أو شهر أو سنه..
تشيخ بعدها اهتماماتك.. أو تعبر الرحلة إلى حالة الشيخوخة وتهمد فيك الجذوة المشتعلة أن تعصي الله في أيام شبابك ..
القبر لن يكون محطتك الأخيرة ..
كم مره قفز بك إحساس وراء المسافة الفاصلة بين الخيال والواقع
وتخاذلت همتك في أن تتوب لان في الحياة بقيه من متسع !
عشرين عام , أربعون , تسعون عام ثم لاشي على الإطلاق عدا حفرة ..
كم مرة تركت الأيام تمر والساعات تمر والأوقات تمر وتمضي السنين وراء السنين ثم فجأة رأيت " الموت " أمامك متلبسا في قريب أو صديق أو زميل عمل ..
لم تلحظ مقدار الألم في انتزاع الروح ..
ثم يبكي أقربائك عليك .. كما كنت تبكي على الراحلون !
عذاب القبر ثابت . ومن اللحظة التي يدفن فيها الميت..
خرج النبي عليه الصلاة والسلام بعدما غابت الشمس فسمع صوتاً . قالوا : ماذا سمعت يا رسول الله ؟ قال :" رجلٌ يعذَّب في قبره "
لو كنت عاصيا مستمع للاغاني و ساخرا بالمتطوعين الملتزمين ..
متهاونا في الصلاة , تشاهد في التلفاز ما يغضب العزيز الجبار ..
تساهم في المساهمات الربويه ..
وتمشي متكبرا بين الناس ..
لن تنجو من هذا الموقف أبدا ؟؟؟
{وَلَوْ تَرَىَ إِذِالظّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُوَاْ أَيْدِيهِم ْأَخْرِجُوَاْ أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِه ِتَسْتَكْبِرُونَ}
إذا كان من يمشي بالنميميه بين الناس
ولا يستنزه من البول اثبت الرسول صلى الله عليه وسلم عليه عذاب القبر ..
ابن عباس رضي الله عنهما، قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بعض حيطان ، المدينة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهم وذكر الحديث وفيه : أن أحدهم كان لا يستتر من البول وأن الآخر كان يمشي بالنميمة.
ماذا سيكون حال آكل أموال اليتامى والبسطاء من الناس ..
كيف سيعذب من يسخر من سنه الرسول صلى الله عليه وسلم ..
كيف سيكون حال من يضع طبقا فضائيا في بيته يعرض الزنا والفواحش كبيرها وصغيرها !!!
أما نعيم القبر فهو للمؤمنين الصادقين , وللشهداء ..
وللعابدين الزاهدين ..
{إِنّ الّذِينَ قَالُواْ رَبّنَا اللّهُ ثُمّ اسْتَقَامُواْ تَتَنَزّل ُعَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاّتَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْوَأَبْشِرُواْ بِالْجَنّةِ الّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}.
بعض القبور تزدان بالعطر والروح والريحان، والجمال والجنان، وتمد لتكون أوسع ماتكون، وبعض منها تنذر ساكنيها بالحر والعذاب والنار، وتكون أضيق ما تكون، فإن القبر إما أن يكون روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران، فأما المؤمن فإنه يفتح له باب إلى الجنة من قبره، ويرى مقعده فيها، ويفسح له في قبره مد البصر، وأما الكافر فيفتح له باب إلى النار من قبره، ويرى مقعده فيها، ويضيق عليه..
يقول الدكتور النابلسي :
: " الذي يفكر في الدنيا ملياً ، الدنيا وشيكة الزوال ، يعني إنسان ملء السمع والبصر ، بدقيقة يصبح خبراً على الجدران ، له بيت ، وله مكانة ، وله تجارة ، وله هَيْمَنَة ، وله سيطرة ، فخلال ثوان يتوقف هذا القلب ، وينهي كل شيء ، وأول نبضة في الجنين وهو في بطن أمه ، ويستمر هذا القلب ينبض إلى أن تأتي المنيَّة ، فإذا وقف القلب انتهى كل شيء ."
من أعماق القبر أتكلم . تحت الحفرة وفي قاع الظلمة، من أعماق التعب ، من أعماق اليأس أصرخ إليكم منبهاً ومنذراً . المكان موحش ، مرعب ، هائل ، . لا شبيه له في دنياكم . هنا لقد اكتنفنا ليل ابدي لا يبزغ بعده فجر .
في هذا الظلام الدامس وفي عتمة اللحد لن تجد من يؤنس وحدتك..
لن تجد ممثلا أو مطربا أو فنانا يروح عنك ..
لست ادري كيف جئت إلى هذا المكان . كنت في دنياكم اسرح وامرح .كلما لاح في مخيلتي شبح القبر اشغل نفسي كي لا أتذكره . وفي لحظاتـ من الخيال إذا بعالم البرزخ أمام ناظري ـ رأيت أجساد الناس , ثم رأيت الشيطان وهو يضحك على حالي ..
فكرت في أيه عظيمة غابت عن خاطري..
حينما يقود الشيطان أتباعة إلى النار , الله أمهله هنا إلى يوم القيامة ..
وحينما يأتي العذاب يتبرأ الشيطان من جميع الكافرين
يقول الله "
"وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"
لا تلوموا الشيطان , ولوموا أنفسكم !!
أيها العاصي ..
المتكبر ..
ماذا لو قبضت روحك ونزلت إلى أعماق الجحيم ، ثم نودي أن تخلد فيه مهانا ..
ليست مسرحية ,و ستارة , وممثلون ..
حقيقة واقعة سنمر عليها بعد سنوات معدودات ..
حينما يتوقف القلب فقط في ثانية واحدة ..
ليس هنالك ما هو أصعب من الموت إلا القبر نفسه ..
وليس هنالك ما هو أصعب من القبر إلا الحساب نفسه .. .
وليس هنالك أصعب من الحساب إلا نار الله الموقدة التي تتطلع على الأفئدة
اللهم حنانك ورحمتك !!
هناك تغوص تحت ثقل معاصيك ..
بالأمس كنت منعدم الإحساس ، واليوم يكون إحساسك عالي بصعوبة العذاب ..
أين الراحة والدعة وصم الآذان عن النصح والتوجيه ..
نام ضميرك كثيرا..
الويل لك .. ثم الويل والويل ..
في القبر ترى جميع الأجساد ..
ملوك.. ورؤساء.. وأغنياء.. وفقراء.
ترى نفوساً ارتدت ثوب الاستبداد طويلا فتعذبت أرواحها في القبر دون رحمه..
ترى أرواح الأغنياء الذين لم يراعوا حق الزكاة يتقلبون في قبورهم ويتمنون أن يعودوا إلى دنياهم حتى يمنحون الفقراء حق الله ..
ترى المبتدعين والمفرقين والعصاه أرواحهم تتأمل في العودة لفتح صفحة بيضاء جديدة .. ولكن هيهات هيهات .
ترى أهل اللهو والطرب يرقصون ، رقصات الألم والعذاب في لحودهم ..
وتغوص روحك ويندمج خيالك مع المشهد في عالم البرزخ ..
لترى فقراء يفتح لهم القبر ويوسع لهم ..
ليرى كل واحد منهم الجنة ..
فقراء في المال فقط ..
لكنهم أغنياء في الطاعة والعبادة والاستغفار ..
سلم نفسك لله الواحد القهار وتب قبل أن يحين الموعد المنتظر ..
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
ستفتح لك أبواب الجنان , وسيرضى عليك الرحمن , وستنام قرير العين لاتخشى من الموت .
خرجنا من المقبرة سريعا..
لم اعد أقوى على الحراك .. حملوني على الأكتاف حيا ..
وغدا سيحملوني ميتا .
حرفياً منقووووووول
تعليق