أستاذنا الغالي : السوادي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

أشعلت صفحات المنتدى بنور قلمك الأحمر ، فأنا في غاية السرور .

عزيزي : مع أنني أشعر بمعاناتك ، إلا أن عزاءك هو أن ذلك لم يعد غريبا ولم يكن كذلك فيما مضى !

المتنبي كان قد عانى منه :" أنا في أمةٍ تداركها الله *** غريب كصالح في ثمود ".

فإذا كان المتنبي قد شعر بأنه غريبا ، مع أنه قد قهر المستحيل ، وجعل الأعمى ينظر إلى أدبه ، والأصم يستمع إلى كلامه ، فلا غرابة في أن يشعر أحدنا اليوم بغربة !

وهناك شاعر آخر كانت معاناته مع الغربة الفكرية لا تقل عن المتنبي والسوادي ، بل قد تكون أشد ، حيث جعلته يعترف ويعلن :

" ولمّا رأيت الجهل في الناس فاشياً *** تجاهلت حتى ظنّ أني جاهل !"



عزيزي : إذا كان الإسلام سيعود غريبا كما بدأ ، فلا غرابة في أن يكون هناك غربة وغرباء .

أخي الفاضل / السوادي
ما شاء الله تبارك الله
الغربة ... لها أكثر من مدلول ولن نتكلم ونخوض في تلك المعاني الأخرى ونبقى معاً لنتحدّث عن غربة الفكر ...
هذا ابن علوي يقول ويشكى همّه وعيشته بين الآف البشر إلا أنه يقول أنه لوحده وأعتقد أنه يقصد بفكره عن أفكارهم ..
وإني مقيم في مواطن غربة ... على كثرة الآلاف في جانب وحدي
قريب بعيد كأن غير كائن ... وحيد فريد في طريقي وفي قصدي
وهذا ابن حجر العسقلاني يقول :-
وَإِنّي غَريبٌ لَو سَكَنتُ بِبَلدَتي ... وَإِنّي وَحيدٌ لَو رَكَنتُ إِلى إِلفِ

أخي .. نعم أن غربة الفكر مشكلة كبيرة يعاني منها من تحلّى بها .
ونحن في هذا الزمن لا نقول أننا أصبحنا بين أناس جهلاء ولا بين أناس أذكياء ولكننا نحس بتلك الغربة ... نحس بها عندما نشاهد تلك التصرفات من العديد من المجتمع في الأماكن العامة في مواقف السيارات في الأسواق في المكتبات في منازلنا وفي وفي .....
لذلك ليس الأمر غريباً أن نعيش تلك الغربة الفكرية ومع مرور الأيام سيكون الأمر سهلاً وتصبح الغربة الفكرية غريبةً فعلاً ...
وأخيراً وليس بأخر يقول الحسن الأباضي
إِذا ما اِنقَضى القَرنُ الَّذي أَنتَ مِنهُمُ ... وَخُلِّفتَ في قَرنٍ فَأَنتَ غَريبُ

أشكرك على هذا الموضوع القيّم
عبدالله رمزي

الأستاذ الفاضل السوادي وفقه الله

لاشك ان ماذكرته حول غربة الفكر من الأمور التي قد لا يطيقها الإنسان ولكن

هل تعلم أن هذه الغربة في الحقيقة نِعمة وليست نِقمة ، فاسمع هذه البِشارةٌ من

رسول الله صلى الله عليه وسلم

. حينما قالل :" طوبى للغرباء قيلَ ومن الغرباء يا رسول الله قال :

الذين يصلحون إذا فَسَدَ الناس " .

وفي حديثٌ آخر : يقول عليه الصلاة والسلام :

" طوبى للغرباء قيلَ ومن الغرباء يا رسول الله قال الذين يريدون إذا نقصَ الناس "

و معنى يزيدون إذا نَقَصَ الناس ..؟.. يعني إذا قلَّ أهلُ العقول النيرة زادت

عقولهم نوراً وبصيرة وإذا قلَّ الخير زاد خيرهم وصلاحهم وإذاقلت طاعتهم لربهم

يزيدون في المعروف وفي القربات

جعلنا الله وإياك من الغرباء الذين ينالون هذه البشارة

و لك أخي الكريم أرق تحية وأجزلها

لله ما أوسع ثقافتك يا ابن مرضي ..
ليتني أعلم ، أتشعر بالغربة بيننا أم أن غربة المكان التي تجرعتها غير مرة كانت بمثابة اللقاح الذي أوجد لديك المناعة من غربة الفكر ؟
استمر يا أبا أحمد ، واصبر ، واعذر..
السوادي

ونحن في هذا الزمن لا نقول أننا أصبحنا بين أناس جهلاء ولا بين أناس أذكياء ولكننا نحس بتلك الغربة ... نحس بها عندما نشاهد تلك التصرفات من العديد من المجتمع في الأماكن العامة في مواقف السيارات في الأسواق في المكتبات في منازلنا وفي وفي .....

صدقت ، صدقت يا ابن رمزي ..
الملتزم بالأنظمة بين من لا يعيرونها أي اهتمام غريب ..
الصادق بين أولي الكذب غريب ..
الصريح الواضح بين المداهنين والمنافقين غريب ..
وأن أردتها موجزة فخذها : كل من على حقٍ غريب ..
أبا سامي :
أشكرك من قلبي على هذه المفاتيح التي وضعتها فلو كانت معي قبل كتابة الموضوع لرأيته أفضل بكثير من الحال التي هو عليها ..
السوادي

تزاحمت الهموم على الهموم
وخلفت الكثير من الغيوم
وما لبثت ففجرها حديث
كما النيران تفجر في الجحيم
كما المسكين يقضي بعد جوع
كما الأحزان في صدر اليتيم
كما الطفل الممزق بعد حرب
كما الأشلاء للأم الرؤوم

هي ليست غربة واحدة يا سوادي بل غربة أشبه بظلمة فوقها ظمة ظلمات بعضها فوق بعض إن شئت سمها فقدان للهوية

أخي الشعفي :
لك الشكر على مداخلتك القيمة التي أثرت الموضوع ..
السوادي

بارك الله فيكم

مشكور من القلب

تم إيقاف صاحب هذا المعرف ( السـوادي ) والذي سجل حديثًا بنفس معرف ( السوادي ) واتخذ نفس التوقيع وكتب بخط وبلون مشابه لما يكتب به السوادي مراقب منتدى التربية والتعليم ، وعليه التسجيل بمعرف آخر مختلف كليًا ، حتى لا يحدث أي لبس ، أومشاكل مستقبلاً .
إدارة المنتدى .

أحييك أباهاني على هذا الطرح وأحيي كل من تفضل بمداخلة

ولكن اسمح لي أن أخفف من وقع مصطلح (الغربة ) إلى : عدم التوافق
وسأركز هنا إلى عدم التوافق الفكري ، وهو الشائع في رأيي ، والمحصلة النهائية لأصناف أخرى مما يمكن أن يضاف إليه عدم التوافق .
وسبب شيوع عدم التوافق الفكري ، أنه يمكن وجوده في كل المجتمعات والمجموعات .وكلنا نعاني منه بكافة مستوياتنا الثقافية أو الفكرية .

تقبل خالص مودتي .

هي ليست غربة واحدة يا سوادي بل غربة أشبه بظلمة فوقها ظمة ظلمات بعضها فوق بعض .
صدق المجنون مالك ..
هي ليست واحدة ، بل متعددة ، وأشدها وطأة على النفس (غربة الفكر ) ..
أشكرك ..
السوادي

أهلاً بصاحب القلمِ الأخضر الذي أشبه بنبتِ عشبٍ في أرضٍ (بور) ..
أبا ماجد:
عدم التوافق هو سبب الشعور بالغربة ..
نعم ، هذه الإشكالية موجودة في أغلب المجتمعات إن لم يكن جميعها ..
أجربت العيش مع من لا يوافقك فكريـًا ؟
أبصم بالعشرة أنك مررت بهكذا موقف وشعرت معه بنار الغربة المستعرة التي كان لهبها أشد وأعنف من لهب غربة المكان ..!
أليس كذلك ؟
السوادي

ولا تزال الأيام تثبت أن البون بين الغربتين (غربة الجسد وغربة الفكر ) شاسعٌ..!
غربة الأوطان مرة قاسية ، لكن الأمر والأقسى منها أن يعيش الإنسان في وطنة غريبـًا ..!
لم أجرب لا هذه ولا تلك غير أنني أشعر بمعاناة (الغرباء ) من حولي حتى وإن كتموا ..!
السوادي