يسعدنا أحبتي الفضلاء في هذا الموضوع أن نجري حوار لا تنقصه الصراحة
مع عضو بارز له مكانته ووزنه وثقله لطالما تجاهلنا ه في الحقيقة
ولم نعرف قدره ومكانته مع أهميته ودوره الفاعل بين الأعضاء
سيعرفنا في هذا اللقاء بنفسه وشخصيته كم أننا سنبحرإلى
جوانب خفيه من حياته التي ربما يجهلها كثيراً منا
وسنطرح عليه عدد من الأسئلة الصريحة
وسيجيب عليها بصراحة منقطعة النظير
كما أننا سنترك المجال مفتوح في نهاية هذا الحوار
لمن يرغب طرح سؤاله عليه أو أن يضيف إلى كلامه
أو يعلق عليه أما أثناء الحوار فلن نسمح بطرح الأسئلة قطعياً
حتى لا تنقطع الأفكار وتتشتت الأذهان ونترككم الآن مع هذا الحوار
نأمل أن تجدون فيه المتعة والفائدة
السؤال الأول :
نريد أن تعرف الأعضاء الكرام باسمك الصريح ومكان الإقامة لو تكرمت
الإجابة :
أولاً اشكرك لإتاحة هذه الفرصة لي في هذا اللقاء كما اشكر جميع الأعضاء
على تعاونهم معي بالذات وتفاعلهم مع كل أفكاري وموضوعاتي فالحقيقة تقال
ما طرحت فكرة أو موضوع إلا ووجدت المسارعة والتفاعل والموافقة من جميع
الأعضاء فلهم الشكر والتقدير أما عن اسمي الصريح ومكان إقامتي فطلبي منك
أن تضع الإجابة أسفل قليلاً حتى يتشوق الجميع لمعرفتي
بكل سرور سنلبي طلبه , تعالوا ننزل معاً إلى أسفل لو تكرمتم
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
أنا في الحقيقة عرفت بأكثر من اسم وسا ذكرها جميعاً لكم
الاسم الأول الذي اشتهرت به هو:
1- القلب : وسميت به لشدة تقلبي وتحولي من حال إلى حال
2- الفؤاد : وسميت بهذا الاسم لما يصيبني من التوقد والحرارة نتيجة للمؤثرات الخارجية
3- الجنان لأني مستتر عن أعين الناس
4- الروع : بسبب ما يعتريني من الخوف والفزع والهلع
5- الخلد :لأنني الجزء الذي يبقى من الإنسان على حالته
فلا استحيل مادام الإنسان حياً استحالة سائر أجزائه
أما مايتعلق بالشق الثاني من السؤال وهو مكان سكني فهو سكن
آمن ولله الحمد حيث يقع في الشق الأيسر من صدر بني أدم
** ** **
** ** **
س – نعلم أنك أنت العضو البارز والهام وصاحب القرار والكلمة الأولى
بين الأعضاء حبذا لو حدثتنا عن هذه الأهمية والمكانة والدور الذي تقوم به
جـ -في الواقع اتعجب أشد العجب من أناس لا يعرفون أهميتي
ودوري بين الأعضاء وبما أنك طرحت هذا السؤال المهم جدا
فلا بد من توضيح الحقيقة كاملة لتصبح جلية للجميع لأن كل ما يصدر
من بقية الأعضاء من أعمال أو أقوال إنما تصدر بعد أمري لهم
فأنا صاحب القرار الأول والجميع يتأثر بتصرفاتي وتوجيهاتي
ولعلي اكتفي بذكر هذه النصوص من الكتاب والسنة ليتضح للجميع أهميتي ومكانتي :
1- قال الله تعالى :
" وليبتلي الله مافي صدوركم وليمحص مافي قلوبكم والله عليم بذات الصدور "آل عمران 154
2- وقال تعالى : يوم لا ينفع مال ولا بنون.....الشعراء 88
3- وقال صلى الله عليه وسلم :
" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد
الجسد كله ألا وهي القلب "
4- وقال صلى الله عليه وسلم "
إن الله لا ينظر إلا صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم "
* * * * *
* * *
س- علمنا أيه القلب بتغيرات أحوالك وأن هناك مؤثرات خارجية تؤثر عليك
فهل تذكر لنا هذه الحالات ؟
ج- في الواقع أن الله تعالى خلقني على الفطرة السليمة وهي الإقرار
بالله تصديقاً وديناً له فأنا مهيأ لقبول الهدى في أصل الجبلة ولكن
ما يعرض لي من مؤثرات خارجية هي التي سببت التغيرات
في أحوالي ولي حالات ثلاثة اترك ابن القيم رحمه الله
يذكرها لكم كما وردت في كتابه الوابل الصيب :
قال رحمه الله :
والقلوب ثلاثة :
الأول :قلب خال من الإيمان وجميع الخير
فذلك قلب مظلم قد استراح منه الشيطان من إلقاء
الوساوس إليه لأنه قد اتخذه بيتاً ووطناً وتحكم فيه بما يريد
وتمكن منه غاية التمكن
القلب الثاني : قلب قد استنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه لكن
عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهوية فللشيطان هناك إقبال وإدبار
ومجالات ومطامع فالحرب دول وسجال وتختلف أحوال هذا الصنف
بالقلة والكثرة فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر
ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر ومنهم من هو تارة وتارة .
القلب الثالث : قلب محشو بالإيمان قد استنار بنور الإيمان وانقشعت
عنه حجب الشهوات وأقلعت عنه تلك الظلمات فلنوره في قلبه إشراق
ولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به فهو كالسماء التي
حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان رجم فاحترق , وليست السماء بأعظم
حرمة من المؤمن وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء . -
** ** **
* * *
س- ذكرت لنا في حديثك المتقدم أن هناك مؤثرات خارجية تتأثر بها
ربما لا يعرفها البعض نريد منك أيه القلب ذكرها لمن يتابع هذا الحوار
جـ - نعم هناك مؤثرات خارجية وتنقسم إلى قسمين
الأولى : مؤثرات إيجابية
بسببها تكون الحياة والنقاء والسعادة في الدنياء والآخرة
واستقامة للقلب ومن تلك المؤثرات الخارجية الإيجابية:
1- محبة الله تعالى وتقديمها على جميع المحاب بحيث إذا تعارض
محبة الله مع محبة غيره قدم محبة الله
2- تعظيم الأمر والنهي الإلهي وهي أول مراتب تعظيم الحق
عز وجل فبهذين الأمرين تكون حياتي واستقامتي
الثانية مؤثرات سلبية:
يقع بسببها مرضي وموتي وتعاستي في الدنيا والآخرة ولا تأتي
هذه المؤثرات السلبية إلا من طريقين الطريق الأول الشهوات والطريق الثاني
الشبهات وعلاج الشهوات التوبة النصوح وعلاج الشبهات العلم الشرعي
المستمد من الكتاب والسنة هذا ما يتعلق بالمؤثرات باختصار شديد
**********
*****
س - كيف يعرف الإنسان أيه القلب العزيز أنك حي سليم أو مريض أ وميت ؟
ح- سؤال مهم جداً جداً والقليل الذي يسأل عن هذا الأمر اليوم ويحرص على معرفته
سأختصر لك الإجابة من كلام ابن القيم في كتابه إغاثة اللهفان فتأمل
وركز وتابع حتى نهاية الكلام حيث قال :
علامة القلب السليم :هو الذي سلم أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما
بل قد خلصت عبوديته لله تعالى : إرادة ,ومحبة ,وتوكلاً, وإنابة
,وإخباتاً وخشية , ورجاءً وخلص عمله لله فإن أحب أحب في الله ,
وإن أبغض أ بغض في الله , وإن أعطى أعطى لله وإن منع منع لله
ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الانقياد والتحكم
لكل من عدا رسوله صلى الله عليه وسلم .
القلب المريض : قلب له حياة وبه علة فله مادتان ,تمده هذه مرة وهذه أخرى
وهو لما غلب عليه منهما , ففيه من محبة الله والإيمان به والإخلاص له
والتوكل عليه : ماماهو مادة حيا ته, وفيه من محبة الشهوات ,وإيثارها ,
والحرص على تحصيلها , والحسد، والكبر، والعجب ، وحب العلو،
والفساد في الأرض بالرياسة : ماهو مادة هلاكه، وعطبه ، وهو ممتحن
بين داعيين : داع يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة , وداع يدعوه
إلى العاجلة . وهو إنما يجيب أقربهما منه باباً, وأدناهما إليه جواراً.
القلب الميت :وهو القلب الميت الذي لاحياة به فهو لايعرف ربه ولا
يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه بل هو واقف مع شهواته ولذاته ولوكان
فيها سخط ربه وغضبه فهو لايبالي إذا فاز بشهوته وحظه رضي ربه
أ م تعبد لغير الله :حبا وخوفا ورجاء ورضا وسخطاً وتعضيماً وذلاً.
إن أحب أحب لهواه وإن أبغض أبغض لهواه وإن اعطى أعطى لهواه
وإن منع منع لهواه .فهواه آثر عنده وأحب إليه من رضا مولاه فالهوى
إمامه والشهوة قائده والجهل سائقه والغفلة مركبه فهو بالفكر في تحصيل
اغراضه الدنيويه مغمور وبسكرة الهوى وحب العاجلة مخمور
.ينادى إلى الله وإلى الدار الآخرة من مكان بعيد
ولا يستجيب للناصح ويتبع كل شيطان مريد الدنيا تسخطه
وترضيه والهوى يصمه عما سوى الباطل ويعميه فهو في الدنيا
كما قيل في ليلى :
عدو لمن عادت وسلم لأهلها ومن قربت ليلى أحب وأقربا
فمخالطة صاحب هذا القلب سقم ومعاشرته سم ومجالسته هلاك
*********
******
س- هل تذكر لنا بعض المصادر والكتب التي تطرقت
إلى سيرتك وعرفت الناس بك وبأحوالك ؟
جـ - في الحقيقة الكتب كثيرة التي تناولت سيرتي وفصلت عن أحوالي
ولعل ابن القيم رحمه الله ذكرني في عدة كتب من كتبه المفيدة منها :
(إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ) فقد تطرق في هذا الكتاب الذي انصح
بقر أته إلى أنواع القلوب و أمراضها وأثر الذنوب عليها وذكرني في كتاب
- الوابل الصيب- وكتاب -الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي -
وكذلك أبو حامد الغزالي في كتابه - إحياء علوم الدين -
ومن المعاصرين كتاب بعنوان " مفهوم العقل والقلب في القرآن والسنة "
للدكتور محمد علي الجوزو
وكتاب" القلب ووظا ئفة في الكتاب والسنة " للمؤلف سلمان زيد سلمان اليماني
وهي موجودة ومتوفرة في المكتبات .
أيه الأحبة الفضلاء بعد هذه الرحلة الماتعة التي ابحرنا فيها مع هذا العضو
الفاعل والمهم تعرفنا فيها على جوانب من سيرته وأحواله نسأل الله أن يثبته
على الحق كما يسرنا أن نستقبل استفساراتكم وأسئلتكم لطرحها عليه
ومن ثم سيجيب عليها اترككم إلى ذلك الوقت في حفظ المولى ورعايته
وتقبلوا تحية أخيكم ومحبكم الشعفي
الجمعة 5/8 / 1426هـ
مع عضو بارز له مكانته ووزنه وثقله لطالما تجاهلنا ه في الحقيقة
ولم نعرف قدره ومكانته مع أهميته ودوره الفاعل بين الأعضاء
سيعرفنا في هذا اللقاء بنفسه وشخصيته كم أننا سنبحرإلى
جوانب خفيه من حياته التي ربما يجهلها كثيراً منا
وسنطرح عليه عدد من الأسئلة الصريحة
وسيجيب عليها بصراحة منقطعة النظير
كما أننا سنترك المجال مفتوح في نهاية هذا الحوار
لمن يرغب طرح سؤاله عليه أو أن يضيف إلى كلامه
أو يعلق عليه أما أثناء الحوار فلن نسمح بطرح الأسئلة قطعياً
حتى لا تنقطع الأفكار وتتشتت الأذهان ونترككم الآن مع هذا الحوار
نأمل أن تجدون فيه المتعة والفائدة
السؤال الأول :
نريد أن تعرف الأعضاء الكرام باسمك الصريح ومكان الإقامة لو تكرمت
الإجابة :
أولاً اشكرك لإتاحة هذه الفرصة لي في هذا اللقاء كما اشكر جميع الأعضاء
على تعاونهم معي بالذات وتفاعلهم مع كل أفكاري وموضوعاتي فالحقيقة تقال
ما طرحت فكرة أو موضوع إلا ووجدت المسارعة والتفاعل والموافقة من جميع
الأعضاء فلهم الشكر والتقدير أما عن اسمي الصريح ومكان إقامتي فطلبي منك
أن تضع الإجابة أسفل قليلاً حتى يتشوق الجميع لمعرفتي
بكل سرور سنلبي طلبه , تعالوا ننزل معاً إلى أسفل لو تكرمتم
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
أنا في الحقيقة عرفت بأكثر من اسم وسا ذكرها جميعاً لكم
الاسم الأول الذي اشتهرت به هو:
1- القلب : وسميت به لشدة تقلبي وتحولي من حال إلى حال
2- الفؤاد : وسميت بهذا الاسم لما يصيبني من التوقد والحرارة نتيجة للمؤثرات الخارجية
3- الجنان لأني مستتر عن أعين الناس
4- الروع : بسبب ما يعتريني من الخوف والفزع والهلع
5- الخلد :لأنني الجزء الذي يبقى من الإنسان على حالته
فلا استحيل مادام الإنسان حياً استحالة سائر أجزائه
أما مايتعلق بالشق الثاني من السؤال وهو مكان سكني فهو سكن
آمن ولله الحمد حيث يقع في الشق الأيسر من صدر بني أدم
** ** **
** ** **
س – نعلم أنك أنت العضو البارز والهام وصاحب القرار والكلمة الأولى
بين الأعضاء حبذا لو حدثتنا عن هذه الأهمية والمكانة والدور الذي تقوم به
جـ -في الواقع اتعجب أشد العجب من أناس لا يعرفون أهميتي
ودوري بين الأعضاء وبما أنك طرحت هذا السؤال المهم جدا
فلا بد من توضيح الحقيقة كاملة لتصبح جلية للجميع لأن كل ما يصدر
من بقية الأعضاء من أعمال أو أقوال إنما تصدر بعد أمري لهم
فأنا صاحب القرار الأول والجميع يتأثر بتصرفاتي وتوجيهاتي
ولعلي اكتفي بذكر هذه النصوص من الكتاب والسنة ليتضح للجميع أهميتي ومكانتي :
1- قال الله تعالى :
" وليبتلي الله مافي صدوركم وليمحص مافي قلوبكم والله عليم بذات الصدور "آل عمران 154
2- وقال تعالى : يوم لا ينفع مال ولا بنون.....الشعراء 88
3- وقال صلى الله عليه وسلم :
" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد
الجسد كله ألا وهي القلب "
4- وقال صلى الله عليه وسلم "
إن الله لا ينظر إلا صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم "
* * * * *
* * *
س- علمنا أيه القلب بتغيرات أحوالك وأن هناك مؤثرات خارجية تؤثر عليك
فهل تذكر لنا هذه الحالات ؟
ج- في الواقع أن الله تعالى خلقني على الفطرة السليمة وهي الإقرار
بالله تصديقاً وديناً له فأنا مهيأ لقبول الهدى في أصل الجبلة ولكن
ما يعرض لي من مؤثرات خارجية هي التي سببت التغيرات
في أحوالي ولي حالات ثلاثة اترك ابن القيم رحمه الله
يذكرها لكم كما وردت في كتابه الوابل الصيب :
قال رحمه الله :
والقلوب ثلاثة :
الأول :قلب خال من الإيمان وجميع الخير
فذلك قلب مظلم قد استراح منه الشيطان من إلقاء
الوساوس إليه لأنه قد اتخذه بيتاً ووطناً وتحكم فيه بما يريد
وتمكن منه غاية التمكن
القلب الثاني : قلب قد استنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه لكن
عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهوية فللشيطان هناك إقبال وإدبار
ومجالات ومطامع فالحرب دول وسجال وتختلف أحوال هذا الصنف
بالقلة والكثرة فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر
ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر ومنهم من هو تارة وتارة .
القلب الثالث : قلب محشو بالإيمان قد استنار بنور الإيمان وانقشعت
عنه حجب الشهوات وأقلعت عنه تلك الظلمات فلنوره في قلبه إشراق
ولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به فهو كالسماء التي
حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان رجم فاحترق , وليست السماء بأعظم
حرمة من المؤمن وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء . -
** ** **
* * *
س- ذكرت لنا في حديثك المتقدم أن هناك مؤثرات خارجية تتأثر بها
ربما لا يعرفها البعض نريد منك أيه القلب ذكرها لمن يتابع هذا الحوار
جـ - نعم هناك مؤثرات خارجية وتنقسم إلى قسمين
الأولى : مؤثرات إيجابية
بسببها تكون الحياة والنقاء والسعادة في الدنياء والآخرة
واستقامة للقلب ومن تلك المؤثرات الخارجية الإيجابية:
1- محبة الله تعالى وتقديمها على جميع المحاب بحيث إذا تعارض
محبة الله مع محبة غيره قدم محبة الله
2- تعظيم الأمر والنهي الإلهي وهي أول مراتب تعظيم الحق
عز وجل فبهذين الأمرين تكون حياتي واستقامتي
الثانية مؤثرات سلبية:
يقع بسببها مرضي وموتي وتعاستي في الدنيا والآخرة ولا تأتي
هذه المؤثرات السلبية إلا من طريقين الطريق الأول الشهوات والطريق الثاني
الشبهات وعلاج الشهوات التوبة النصوح وعلاج الشبهات العلم الشرعي
المستمد من الكتاب والسنة هذا ما يتعلق بالمؤثرات باختصار شديد
**********
*****
س - كيف يعرف الإنسان أيه القلب العزيز أنك حي سليم أو مريض أ وميت ؟
ح- سؤال مهم جداً جداً والقليل الذي يسأل عن هذا الأمر اليوم ويحرص على معرفته
سأختصر لك الإجابة من كلام ابن القيم في كتابه إغاثة اللهفان فتأمل
وركز وتابع حتى نهاية الكلام حيث قال :
علامة القلب السليم :هو الذي سلم أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما
بل قد خلصت عبوديته لله تعالى : إرادة ,ومحبة ,وتوكلاً, وإنابة
,وإخباتاً وخشية , ورجاءً وخلص عمله لله فإن أحب أحب في الله ,
وإن أبغض أ بغض في الله , وإن أعطى أعطى لله وإن منع منع لله
ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الانقياد والتحكم
لكل من عدا رسوله صلى الله عليه وسلم .
القلب المريض : قلب له حياة وبه علة فله مادتان ,تمده هذه مرة وهذه أخرى
وهو لما غلب عليه منهما , ففيه من محبة الله والإيمان به والإخلاص له
والتوكل عليه : ماماهو مادة حيا ته, وفيه من محبة الشهوات ,وإيثارها ,
والحرص على تحصيلها , والحسد، والكبر، والعجب ، وحب العلو،
والفساد في الأرض بالرياسة : ماهو مادة هلاكه، وعطبه ، وهو ممتحن
بين داعيين : داع يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة , وداع يدعوه
إلى العاجلة . وهو إنما يجيب أقربهما منه باباً, وأدناهما إليه جواراً.
القلب الميت :وهو القلب الميت الذي لاحياة به فهو لايعرف ربه ولا
يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه بل هو واقف مع شهواته ولذاته ولوكان
فيها سخط ربه وغضبه فهو لايبالي إذا فاز بشهوته وحظه رضي ربه
أ م تعبد لغير الله :حبا وخوفا ورجاء ورضا وسخطاً وتعضيماً وذلاً.
إن أحب أحب لهواه وإن أبغض أبغض لهواه وإن اعطى أعطى لهواه
وإن منع منع لهواه .فهواه آثر عنده وأحب إليه من رضا مولاه فالهوى
إمامه والشهوة قائده والجهل سائقه والغفلة مركبه فهو بالفكر في تحصيل
اغراضه الدنيويه مغمور وبسكرة الهوى وحب العاجلة مخمور
.ينادى إلى الله وإلى الدار الآخرة من مكان بعيد
ولا يستجيب للناصح ويتبع كل شيطان مريد الدنيا تسخطه
وترضيه والهوى يصمه عما سوى الباطل ويعميه فهو في الدنيا
كما قيل في ليلى :
عدو لمن عادت وسلم لأهلها ومن قربت ليلى أحب وأقربا
فمخالطة صاحب هذا القلب سقم ومعاشرته سم ومجالسته هلاك
*********
******
س- هل تذكر لنا بعض المصادر والكتب التي تطرقت
إلى سيرتك وعرفت الناس بك وبأحوالك ؟
جـ - في الحقيقة الكتب كثيرة التي تناولت سيرتي وفصلت عن أحوالي
ولعل ابن القيم رحمه الله ذكرني في عدة كتب من كتبه المفيدة منها :
(إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ) فقد تطرق في هذا الكتاب الذي انصح
بقر أته إلى أنواع القلوب و أمراضها وأثر الذنوب عليها وذكرني في كتاب
- الوابل الصيب- وكتاب -الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي -
وكذلك أبو حامد الغزالي في كتابه - إحياء علوم الدين -
ومن المعاصرين كتاب بعنوان " مفهوم العقل والقلب في القرآن والسنة "
للدكتور محمد علي الجوزو
وكتاب" القلب ووظا ئفة في الكتاب والسنة " للمؤلف سلمان زيد سلمان اليماني
وهي موجودة ومتوفرة في المكتبات .
أيه الأحبة الفضلاء بعد هذه الرحلة الماتعة التي ابحرنا فيها مع هذا العضو
الفاعل والمهم تعرفنا فيها على جوانب من سيرته وأحواله نسأل الله أن يثبته
على الحق كما يسرنا أن نستقبل استفساراتكم وأسئلتكم لطرحها عليه
ومن ثم سيجيب عليها اترككم إلى ذلك الوقت في حفظ المولى ورعايته
وتقبلوا تحية أخيكم ومحبكم الشعفي
الجمعة 5/8 / 1426هـ
تعليق