بســــــــــــــــــــــــــم الله الرحمن الرحـــــــــــــــــــــــــيم
ها هي الأيام تتلاطم بنا كالأمواج تارة تجمعنا وتارة تفرقنا في دهاليز الحياة..
وفي نهاية المطاف نلتقي على الخير والمحبة لتدق نواقيس الأماني فينا كوامن العطاء.
فحين تأتي الأقدار بشيء من الأكدار لا يسعنا إلا الصبر والثبات فهي أيام تمضي لتعود بعدها البسمات ويطيب الشكر وخالص الدعوات، لمن فضلنا على جميع المخلوقات..
* والحقيقة أننا نكاد نكون حلقة ضمن حلقات متصلة بعضها ببعض، كلما اشتدت عواصف السنين ازددنا قوة وتلاحماً.. وحياتنا أشبه ما تكون بخارطة ممزوجة الألوان.
الصدق فيها سيد الألوان ناصع البياض.. تليه المحبة بلونها الأزرق الجذاب. وللاخلاص خضرته الزاهية، أما الصفاء ففيه من العسل لونه وطعمه.
وما بقي من الايثار فقد هيمن على لمعان الوفاء، وللسماحة والبشاشة منزلةٍ واي منزلة!! أما الشوق فيحدونا نحو الأمل وسنائه الأخاذ ليزرع فينا شتلات الخير فيدفعنا بلطف الى ساحة الواقع الأليم ليغير فينا معالم الأمور فتنقلب لصالحن تفاؤلا يجعلنا نسامح وندع الشحناء والأحقاد.. ولنفكر بتأمل فلا تغرنا الدنيا بزخرفها فتسوقنا إلى الهاوية (فالظلم من شيم النفوس.. ومن كان ذا عفة فلعله لا يظلم).
ألستم معي ان المرء يحتاج من حين إلى آخر إلى مراجعة حساباته لتأنيب ذاته مع انجح سكرتير إنه (ضميره الحي) ليرتب اوراقه الخاصة لينظر نسبة امتيازاته مقارنة بالاخطاء في حق نفسه وحق الآخرين من حوله.. ففي أوقات نخسر أناسا هم في الحقيقة غالون علينا ولا نطيق فراقهم. وقد يقع عليهم منا الضيم.. ويقال (الله لايبين غلاك.. وعساك دايم رخيص) أي أنك لا تبالي في تصرفك معهم فتخطئ لتخسرهم ليس إلا لأنك (تمون عليهم) وإلا فهم أحق بالمراعاة وعدم التهميش.. لكن الإنسان يسعى لنيل ما هو بعيد يملك ما هو أثمن لكنه غير مكترث بذلك جهلاً وسوء تقدير. فحري بنا الإبقاء على أواصر الترابط فماذا لو فقدنا الأحبة وهم معنا بأجسادهم. اما مشاعرهم فماتت كما تموت الأزهار.
بفعلنا وهذا هو الجفاء بأم عينه .. ولعل الجواب يتخطى السؤال هنا فالعلاقة تتأثر بطقوس الزمن في مدار مراعاة مشاعر الآخرين وأحاسيسهم مع ان الناس يتفاوتون في تلقيهم لذلك من حيث التأثر كمجروح مسامح لا يبوح طامعاً بالمثوبة من الله (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ)) (134)سورة آل عمران) انها دعوة صادقة للتسامح واللين قولا وعملاً لتعود مياه المودة وبلا ترشيد. فهل من تأييد؟ فلم لا نثني دائماً ولو بكلمة نزرع بها في الأعماق حباً يدوم؟؟
وقفة:
يالغربة النفس حين يعلوها الأسى!!
كيف لها ان تبذل وقد جفت ينابيع الحنان؟
إييه يالشقائي يلازمني الحرمان فاهرب واهرب..
يناديني املاً.. فأعود..
خل الصبر شيمتك والصفح عنوانك
تلقى مع الوقت توفيق تمنيته
واحرص على الطيب بين أهلك وخلانك
ترفع مقامك وتبني بالأمل بيته
وابق الكرم ميزتك في كسب جيرانك
واعذر يعذرك صديق ذايع صيته
وان كان تبغي الوصل يحل مسكانك
خلك قريب وبأرض الخير لاقيته
فالك والاخلاص مندوبك ومرسالك
ثم الوفاء لا تهجره في ثراء بيته
ترا المعالي مزايين تغنا بك
أوصيك لا تبتعد وتقول: ياليته
يرجع زمان الفخر ويزيد غربالك