عبد الله الغنزي يشرح كيفية تغطية اعيونهم
.................
الرياض: علي القحطاني
أكد عدد من المعتقلين السعوديين السابقين في سوريا أن ملفات التحقيق التابعة لهم كانت تترجم إلى اللغة الإنجليزية، مما يؤكد وجود تعاون سوري أمريكي لتزويد الأخيرة بمعلومات عن المعتقلين السعوديين.
وقال أحد المعتقلين رأيت ملفي مترجما بالكامل إلى اللغة الإنجليزية فقلت لهم هل ستزودون الأمريكان أم ذا بالملف؟ فما كان من المحقق إلا أن بدأ بالسب والشتم والضرب.
ورفض السعوديون المفرج عنهم الاتهام الموجه إليهم بنيتهم التوجه للعراق قبل اعتقالهم في سوريا, وقالوا لـ"الوطن": لو كان لدينا أي نية لدخول العراق لكانت السلطات السعودية ترفض الإفراج عنا بعد أن تسلمتنا.
مشيرين إلى أنهم يعتقدون بأن السعوديين مستهدفون من خلال القبض عليهم دون أي تهم.
وأشار السعوديون إلى تعرضهم إلى انتهاكات لحقوق الإنسان، والإهانة والضرب المتواصل والتعذيب بوسائل مختلفة، والحرمان من النوم وتعريتهم, وكشفوا عن سوء الأوضاع المعيشية داخل السجون السورية من خلال سوء التغذية والازدحام داخل الغرفة الواحدة.
وأشار المعتقلون السعوديون إلى أنهم عجزوا عن الاتصال بسفارتهم أسوة بمعتقلين من دول أخرى حيث لا يبقون في السجون سوى فترات بسيطة.
وأوضح المعتقلون أن الأوضاع التي تجري في العراق كانت تنعكس عليهم سلباً، وانهم تعرضوا إلى سب وشتم لرموزهم الدينية.
وشرح عدد من المعتقلين ظروف وملابسات اعتقالهم التي اتسمت جميعها بالاشتباه فقط دون التأكد، حيث يقول ناصر العارضي غادرت تركيا متوجها إلى سوريا واعتقلت في أرض مطار دمشق يوم الجمعة 10/10/1423هـ الساعة الثانية فجراً حيث كان في انتظاري قبل كاونتر المطار عدد من الأشخاص طلبوا مني مرافقتهم، وقال ناصر عندما ركبت معهم سألتهم.. إلى أين تذهبون بي..؟ قالوا إلى السفارة السعودية، وعندما وصلنا إلى السجن (فرع فلسطين) بدأوا التحقيق معي وكان أول سؤال (هل أنت سعودي, قلت نعم , قالوا هل أنت وهابي قلت لهم لا محمدي, قالوا تعني محمد بن عبدالوهاب, قال لا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم) ثم بدأ بعدها التحقيق الذي وصفه العارضي بأنه كان بعيداً عن حقوق الإنسان، مشيراً إلى أنه تعرض كثيراً للضرب على أيدي المحققين إضافة إلى صب الماء البارد عليه وحرمانه من النوم لمدة أسبوع.
وعن سبب توجهه إلى سوريا، قال ذهبت إلى سوريا قبل حرب العراق بـ4 أشهر لزيارة أحد أصدقائي ولم يكن لي أي نية في التوجه للعراق مع العلم أن السفارة العراقية بدمشق آنذاك كانت تستقبل من يرغب الدخول إلى العراق. يقول المعتقل السابق عبدالله العنزي: غادرت السعودية متوجهاً إلى سوريا في شهر جمادى الأولى عام 1424هـ تلبية لدعوة من عمي الذين يمتلك مزرعة في حمص وجلست حوالي شهرين متنقلاً في المدن السورية ولم أكن حينها "ملتزماً" وبالصدفة التقيت ببعض السعوديين الذي أعرفهم وسألتهم عن سبب وجودهم، فأوضحوا أنهم يرغبون في دخول العراق, ويضيف عبدالله في أحد الأيام سمعت أصوات صراخ تصدر قرب الشقة التي استأجرتها، فخرجت بملابسي الداخلية لأستطلع الأمر فإذا بي أرى مجموعة من قوات الأمن السورية تعتقل السعوديين الذين أعرفهم، فلما رآني السعوديون طلبوا مني الاتصال بالسفارة السعودية إلا أن أفراد الأمن السوريين ألحقوني بهم رافضين تماماً سماعي، وكان ذلك في شهر رجب 1424هـ , ويواصل عبدالله حديثه قائلاً بعد أن وصلنا إلى السجن بدأوا في التحقيق معنا وكان أول سؤال لي ما اسمك الحركي فلم أفهم ما مقصدهم؟ فقلت اسمي عبدالله فقال المحقق أليس زملاؤك ينادونك بأبو فلان قال نعم اسمي أبو وادي؟.. وسألني بعدها قائلاً أنت سلفي فقلت له ما معنى سلفي؟ فأجاب المحقق: السلفي هو من ينقل الحديث..
ثم قال هل تعرف الشيخ محمد بن عبدالوهاب.. هل تقرأ كتبه؟ فأجبته نعم في المراحل الدراسية.
ثم سأله المحقق قائلاً اذكر لي أسماء مشايخ "علماء"، فذكرت له اسم شيخين وآخرين ذكرت له أسماء لم أكن أعرفهم بل جمعت له أسماء مركبة لأنني إذا لم أجب على سؤاله فسيبدأ بالضرب.
ويضيف عبدالله قائلاً في إحدى جلسات التحقيق بدأ المحقق بضربي حتى فقدت أعصابي وكانت الغرفة مغلقة فقمت بخنق المحقق حتى وقع بين يدي، وعندما دخل أفراد الأمن قاموا بضرب رأسي في الزجاج الذي يفصل بين غرف المحققين لتنكسر على رأسي ووجهي ويتناثر دمي على الأرض، بعدها طلبوا مني الجلوس على كرسي لتهدئة أعصابي.
ويستطرد عبدالله في رواية قصته قائلاً: حاولت الانتحار أكثر من مرة وأدمنت على حبوب كان طبيب السجن يزودني بها قبل أن يمنعني زملائي من تناولها بسبب سوء حالتي الصحية، وكان أهلي لا يعرفون أين كنت طوال فترة اعتقالي؟.
ويقول أحد المعتقلين إنهم اعتقلوا سعوديا يدعى (م, ر) في المطار قدم لعمل تقويم لأسنانه، وطلبوا منه التوجه معهم إلى السجن مباشرة.
كما روى بعض المعتقلين قصص اعتقال بعض السعوديين معهم في السجن حيث قالوا تمكن شاب سعودي (ص) من الدخول إلى العراق في بداية الحرب الأمريكية ثم عاد بعد 10 أيام إلى دمشق ثم إلى السعودية، وتكررت زيارته إلى سوريا 7 مرات اعتقل في المرة السابعة وسأله المحققون عن سبب دخوله إلى العراق المرة الأولى فقال لهم أنتم من أدخلني وليس لي علاقة بالموضوع وقد عدت ولم أشارك في أي نشاط مسلح , وشرح لهم أسباب سفره المتكرر إلى سوريا ومكان الشقة وأسماء الأشخاص الذين يلتقي بهم والذين لم يكن لهم أي علاقة بالعراق أو الإرهاب.. إلا أنهم اعتقلوه ولم يفرجوا عنه.
ويقول أحدهم اعتقلوا شابا سعوديا وصل إلى مطار دمشق وطلب من سائق التاكسي أن يذهب به إلى شخص يمكنه من دخول العراق إلا أنه ألقي القبض عليه فوراً.
وقال المعتقلون السابقون إن السوريين اعتقلوا عددا من السعوديين كانوا ينوون الدخول إلى العراق، حيث دفع كل منهم 5 آلاف ريال للمساعدة في دخول العراق قبل أن يبلغ عنهم ليتم اعتقالهم.
وأشار المعتقلون إلى عمليات ابتزاز من قبل أفراد في السجون وقالوا إن أحد السعوديين خسر ما يقارب الـ80 ألف ريال سعودي مقابل معرفة مكانه.
الوطن السعودية
تعليق