Unconfigured Ad Widget

Collapse

عراقة الادب الشعبي

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو عبدالمجيد الدوسي
    عضو مميز
    • May 2005
    • 1385

    عراقة الادب الشعبي

    لا يصبح النص الأدبي الشعبي شعبيًا بالمعنى الدقيق، إلا إذا تبنته الجماعة الشعبية. ولن يتأتى هذا التبني إلا بعد أن يتم تقبل النص وتداوله. وخلال ذلك، يتم تعديله وصقله وفق تقاليد الجماعة الشعبية وذائقتها ورؤاها. وهذه العمليات تحتاج إلى قدر من الزمن إلى أن يستوي (ينضج) النص متفاعلاً مع معايير الجماعة وقيمها. وبسبب هذا، اشترط دارسو الأدب الشعبي مرور زمن مناسب على تداول النص، وتواتر أدائه، لكي يطمئنوا إلى تمام سيرورته، ويتثبتوا من تبني الجماعة الشعبية له.

    ولأن المأثور الشعبي ـ بما فيه نصوص الأدب الشعبي ـ هو ديوان الجماعة الشعبية، وهو سجل منجزاتها الثقافية وحصيلة خبرتها ومعارفها، فإن مكوناته تحفل بأصداء ما اكتنزته الذاكرة الجمعية، وما بقي ساريًا من حصيلة هذه الخبرة المتراكمة، وما ظل متصل الحضور من منجزاتها. ومن هنا نفهم السبب في وفرة ما تحمله نصوص الأدب الشعبي من إشارات إلى الرصيد الثقافي للجماعة، فضلاً عن وفرة العناصر والمكونات التي تستمر في الوجود وتواصل حضورها عبر الزمن.

    إن إدراكنا لدور البعد الزمني وفاعلية الذاكرة الجمعية في صياغة نصوص الأدب الشعبي يجعلنا نفهم طبيعة هذه النصوص فهمًا أرشد وما يسمها من عراقة. ولعل أولى نتائج هذا الإدراك تغيير تلك النظرة التي استمرت طويلاً تنظر إلى نصوص الأدب الشعبي على أنها بقايا أثرية من عهود سالفة، أو على أنها تنتمي وحسب، إلى عالم الأولين الذي مضى وانقضى. بينما نحن نعرف الآن أن نصوص الأدب الشعبي المنقولة عن رواية شفوية هي نتاج زمن روايتها، مهما كان في هذه النصوص من طبائع الزمن السابق أو ملامح لعروق مدها التواصل الثقافي مع العهود الماضية. فمهما كان في نصوص الأدب الشعبي من أصداء للخبرة الجمعية الماضية، فإن الصوت الجلي الموجود فيها هو صوت الخبرة الجمعية الحاضرة.
    ومن هذا الادب لون شعر العرضة (الشقر)واللعب والمسحباني في الشعر الجنوبي
Working...