بسم الله الرحمن الرحيم
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
أعشق جميع ما يكتبه الكاتب المثقف / خالص جبلي وقد قرأت له مقال مؤخراً أخذت أقرأه أكثر من مرة مما فيه من جمال 00 والمقال فيه دعوة للتعلم حتى آخر قطرة 00 كلمات كأنها الدرر لعلها تعود بالفائدة على من يقرأها ويستفيد منها000
لذا رأيت أن أنقل منه بعض المقتطفات لكم مع الطلب أن تتم قراءته بهدوء شديد فهو يحوي الكثير والكثير000 وأترك الحكم لكم
كنت طالبا في المتوسطة فكنت إذا قرأت القرآن تلعثمتُ وتأتأت وأخطأت, فتدربت بعدها في ساعات طويلة حتى حفظته ولانت لي الكلمات كما لان الحديد لداوود000
كانت الفيزياء أسرارا مبهمة أمام عيني وألغازا مغلقة فبذلت لها الساعات حتى انفتحت أسرارها وباحت بغوامضها وتعقيداتها, كما قال (ابن سينا) في تجربته بأن المسألة كانت إذا أعيته بذل فيها الجهد الكبير, فإن لم تأته في اليقظة جاء حلها في المنام فانتفض كالجني من مرقده, فكتب ماظهر له من حلها في سطور المنام وكتاب الأحلام000
كل إنسان في ثناياه عبقري يحتاج للاكتشاف000 وكثرة الطعام مهلكة, يتبعها نوم فاسد مفسد للروح, والكسل مهلكة يتبعه انطفاء الروح00
من أجل قدح شرارة الهمة فلا بد من أهداف ومثل لامعة في الأفق, فكما يوقظ الصوت حاسة السمع, والمنظر الجميل حاسة البصر, كذلك كان (المثل الأعلى) محفزا موقظا للإرادة الخاملة, كما قال عالم النفس هادفيلد, وهنا ينفع دراسة سير الرجال والنساء العظام, وأمور مثل هذه تحتاج إلى شروط لإيقادها, عرفها من عرفها وجهلها من جهلها وإن اليسير لمن يسره الله عليه000
انغلاق المسائل العلمية في وجهك مرده إلى ضعف الاهتمام00 والقرآن نقش في أعصاب الصحابة في ظروف نفسية, ولم ينزل جملة واحدة بل على مكث (ونزلناه تنزيلا) (إذا يتلى على الذين أوتوا العلم خروا للأذقان يبكون وزادهم خشوعا)00 فمن اهتم تذللت له الأمور, وانفكت أمام عينيه المسائل المغلقة ولو كانت بعلو الموج وقساوة الجبال فتحولت إلى مذاق حلو سكري000
كنت منذ اليفع أحمل الكتاب فأحفظ حتى دربت ذاكرتي جيدا وفي الليل كنت أعكف على مسائل الرياضيات وكنت أتمنى لنفسي قنديلا وطاولة فلم تكن تتوفر حتى اخترعت لنفسي أشباههما00 وأنا رجل جئت من عائلة شبه أمية لم أرَ والدي يوما يفتح كتابا.00 وأنا لا اعيش ولا أنام ولا أفطر ولا أستيقظ إلا على الكتاب00 فأنا لا أعرف من أين هبط علي همّ الكتابة والقراءة, وهو ليس بسر ولكن يحتاج لتعقب وتقصٍ لمعرفة ينابيع هذا الجدول من أين تدفق وأين سار وتعرج؟ وكنت أتمنى في مدينتي القامشلي في الشمال السوري التي نشأتُ فيها غابة صغيرة أتنزه فيها فأدرس وأحفظ ولم تكن موجودة فثقافتنا منذ انحطت والديكتاتورية منذ هيمنت, قتلت الإنسان والشجر وحب الخضرة وعشق الكتاب وكانت شجيرات قليلة هي ظلي وكنت أهرع إلى المسجد أو ساعات الصباح الباردة وساعات ماقبل الغروب ففي ظلها التجلي كما قال القرآن الكريم عن ذكر الرب قبل شروق الشمس وقبل الغروب ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى00 وأنا رجل أنيسي الكتاب, وصديقي القلم ولاتفارقني محفظتي المزودة بالأقلام الفوسفورية بألوان شتى فإذا مررت على جملة جميلة لونتها وإن أعجبتني فقرة نقلتها وفي الصفحات الأولى من كل كتاب اشتغلت عليه خلاصة أهم ما جاء في الكتاب بالطبع حسب اهتمامي ووجهة نظري وكل كتاب منجم كما هي الطبيعة لكل باحث فمنهم الكيميائي والفيزيائي والجيولوجي والمؤرخ والفيلسوف مذاهب شتى كل يرى زاوية مختلفة عن الآخر وعندي من الدفاتر العشرات منها للمذكرات وأخرى للأفكار الجميلة والحكم الرائعة والقوانين النفسية المثيرة وهكذا وهو أمر بدأت فيه منذ عام 1976 م عندما كنت طالبا في كلية الطب, فأنا أقلب نفسي في صفحات منذ ذلك الوقت فاكتشف النمو وتغير الاهتمامات, ومراحل عروج النفس في مدارج القدس00
من نمّى نفسه مثل شجرة الزيتون نمى حتى يحمل الثمر فيعطي عشرة وعشرين وثمانين وقبل أن تعطي الثمرات تضرب الجذور وكذلك يعمل العقل
فمن أراد لنفسه أن يصبح شجرة طلعها هضيم فليعن نفسه بالتهذيب منذ الصبا ورأس مال الإنسان الوقت والصحبة خليلة فينظر أحدكم مَنْ خليله كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن كان سميره الكتاب والفلاسفة والمؤرخون والعلماء أصبح منهم وتعطر بذكرهم واستفاد منهم وليكن صديق أحدنا من اذا جلس إليه يذكره بما نسي ويعلمه ماذا جهل00
المرء يبقى جاهلا يتعلم طالما هو حي في صيروة متدفقة فإن مات انقطعت الصيروة وكل الذي فوق التراب تراب ومن أضاع عمره في القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال رجع إلى ربه خالي الوفاض قليل الزاد فليعمر الإنسان زاده وليستعد للرحلة الكبرى والمغامرة العقلية المثيرة فالعمر كله رحلة عقلية وتجارب في السموات والأرض000
اعلم أن الله يخلق البشر من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئاً فيجعل لهم السمع والبصر والفؤاد, فيهديه السبيل إما شاكرا وإما كفورا وما يجعل الإنسان ينمو هو العلم وفوق كل ذي علم عليم00 وقل رب زدني علما00 ورجل صالح عالم علَّم النبي موسى الأسرار وليس هناك من إنسان متفوق وإنسان دون ذلك إلا بالجهد وحسب أديسون فإن العبقرية 99% منها جهد و1 % منها إلهام000
في قصة الرجل وحقل الألماس عبرة وعظة فليكتشف كل إنسان حقل الالماس المرمي بين قدميه, بدون أن يشعر بذلك.
يُحكى أن رجلا في جنوب أفريقيا عاش فقيرا ولايملك سوى حقل مملوءٍ بحجر أسود هنا وهناك حتى عافت نفسه الحياة وسمع بأن الناس يجدون حقولاً للألماس فباع حقله وانطلق يبحث عن الثراء حتى اعياه البحث فلما يئس القى بنفسه من شاهق وانتحر وكان من اشترى حقله أفضل حظاً, فقد لفت نظره تلك الحجيرات السوداء المترامية هنا وهناك فصقلها فالتمعت فعرف أن تحت قدميه منجما من ألماس والألماس والفحم أصلهما واحد والفارق بينهما الضغط الجيولوجي فمن ضغطته الأرض أصبح ألماسا ومن رحمته الأرض فأراحته أصبح كربونا بسيطاً والشدائد أحيانا تكسر الرجال والنساء وأحيانا تصقل الأفراد فتجعل منهم الألماس أو ذرات السكر ومن خاب واستخاب تحول إلى فحم وهباب سخام000
وما أنصحك به في هذه الكلمات القليلة ثلاثة أمور فاحفظها: الوقت فلا تضيعه, والشباب فلا تهدره, والعلم فابحث عنه ولو في جزر الكناري والهونولولو00 فأما الوقت فالإنسان في معادلة هو خلاصة مكثفة للجهد الواعي في وحدات الزمن المتدفقة. وأما الشباب والصحة فعندك عين بها تقرأ بدون غبش وعتمات وذباب طائر وهو أمر سوف تشعر به حينما تشرف على الستين, وسن العبقرية هي الشباب بين العشرين والثلاثين وقد تتأخر فهي عمر طويل مع جهد متتابع وأبحاث شتى موسوعية. وأما العلم فبه يصعد الإنسان ويرقى وعلى مدارجه تتفتح الملكات وتصقل ومن ينابيعه تتدفق الحكمة من القلب على اللسان واعلم أن جهدا علميا متتابعا مكثفا لعشر سنوات يجعل من العادي عبقريا ومن المهمل عالما نحريرا علمه من علمه وغفل عنه من غفل ومن يغفل عن سنن الله فإن سنن الله لاتغفل عنه00 أنتهى
تحياتي للجميع،،،
المتفائل
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
أعشق جميع ما يكتبه الكاتب المثقف / خالص جبلي وقد قرأت له مقال مؤخراً أخذت أقرأه أكثر من مرة مما فيه من جمال 00 والمقال فيه دعوة للتعلم حتى آخر قطرة 00 كلمات كأنها الدرر لعلها تعود بالفائدة على من يقرأها ويستفيد منها000
لذا رأيت أن أنقل منه بعض المقتطفات لكم مع الطلب أن تتم قراءته بهدوء شديد فهو يحوي الكثير والكثير000 وأترك الحكم لكم
كنت طالبا في المتوسطة فكنت إذا قرأت القرآن تلعثمتُ وتأتأت وأخطأت, فتدربت بعدها في ساعات طويلة حتى حفظته ولانت لي الكلمات كما لان الحديد لداوود000
كانت الفيزياء أسرارا مبهمة أمام عيني وألغازا مغلقة فبذلت لها الساعات حتى انفتحت أسرارها وباحت بغوامضها وتعقيداتها, كما قال (ابن سينا) في تجربته بأن المسألة كانت إذا أعيته بذل فيها الجهد الكبير, فإن لم تأته في اليقظة جاء حلها في المنام فانتفض كالجني من مرقده, فكتب ماظهر له من حلها في سطور المنام وكتاب الأحلام000
كل إنسان في ثناياه عبقري يحتاج للاكتشاف000 وكثرة الطعام مهلكة, يتبعها نوم فاسد مفسد للروح, والكسل مهلكة يتبعه انطفاء الروح00
من أجل قدح شرارة الهمة فلا بد من أهداف ومثل لامعة في الأفق, فكما يوقظ الصوت حاسة السمع, والمنظر الجميل حاسة البصر, كذلك كان (المثل الأعلى) محفزا موقظا للإرادة الخاملة, كما قال عالم النفس هادفيلد, وهنا ينفع دراسة سير الرجال والنساء العظام, وأمور مثل هذه تحتاج إلى شروط لإيقادها, عرفها من عرفها وجهلها من جهلها وإن اليسير لمن يسره الله عليه000
انغلاق المسائل العلمية في وجهك مرده إلى ضعف الاهتمام00 والقرآن نقش في أعصاب الصحابة في ظروف نفسية, ولم ينزل جملة واحدة بل على مكث (ونزلناه تنزيلا) (إذا يتلى على الذين أوتوا العلم خروا للأذقان يبكون وزادهم خشوعا)00 فمن اهتم تذللت له الأمور, وانفكت أمام عينيه المسائل المغلقة ولو كانت بعلو الموج وقساوة الجبال فتحولت إلى مذاق حلو سكري000
كنت منذ اليفع أحمل الكتاب فأحفظ حتى دربت ذاكرتي جيدا وفي الليل كنت أعكف على مسائل الرياضيات وكنت أتمنى لنفسي قنديلا وطاولة فلم تكن تتوفر حتى اخترعت لنفسي أشباههما00 وأنا رجل جئت من عائلة شبه أمية لم أرَ والدي يوما يفتح كتابا.00 وأنا لا اعيش ولا أنام ولا أفطر ولا أستيقظ إلا على الكتاب00 فأنا لا أعرف من أين هبط علي همّ الكتابة والقراءة, وهو ليس بسر ولكن يحتاج لتعقب وتقصٍ لمعرفة ينابيع هذا الجدول من أين تدفق وأين سار وتعرج؟ وكنت أتمنى في مدينتي القامشلي في الشمال السوري التي نشأتُ فيها غابة صغيرة أتنزه فيها فأدرس وأحفظ ولم تكن موجودة فثقافتنا منذ انحطت والديكتاتورية منذ هيمنت, قتلت الإنسان والشجر وحب الخضرة وعشق الكتاب وكانت شجيرات قليلة هي ظلي وكنت أهرع إلى المسجد أو ساعات الصباح الباردة وساعات ماقبل الغروب ففي ظلها التجلي كما قال القرآن الكريم عن ذكر الرب قبل شروق الشمس وقبل الغروب ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى00 وأنا رجل أنيسي الكتاب, وصديقي القلم ولاتفارقني محفظتي المزودة بالأقلام الفوسفورية بألوان شتى فإذا مررت على جملة جميلة لونتها وإن أعجبتني فقرة نقلتها وفي الصفحات الأولى من كل كتاب اشتغلت عليه خلاصة أهم ما جاء في الكتاب بالطبع حسب اهتمامي ووجهة نظري وكل كتاب منجم كما هي الطبيعة لكل باحث فمنهم الكيميائي والفيزيائي والجيولوجي والمؤرخ والفيلسوف مذاهب شتى كل يرى زاوية مختلفة عن الآخر وعندي من الدفاتر العشرات منها للمذكرات وأخرى للأفكار الجميلة والحكم الرائعة والقوانين النفسية المثيرة وهكذا وهو أمر بدأت فيه منذ عام 1976 م عندما كنت طالبا في كلية الطب, فأنا أقلب نفسي في صفحات منذ ذلك الوقت فاكتشف النمو وتغير الاهتمامات, ومراحل عروج النفس في مدارج القدس00
من نمّى نفسه مثل شجرة الزيتون نمى حتى يحمل الثمر فيعطي عشرة وعشرين وثمانين وقبل أن تعطي الثمرات تضرب الجذور وكذلك يعمل العقل
فمن أراد لنفسه أن يصبح شجرة طلعها هضيم فليعن نفسه بالتهذيب منذ الصبا ورأس مال الإنسان الوقت والصحبة خليلة فينظر أحدكم مَنْ خليله كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن كان سميره الكتاب والفلاسفة والمؤرخون والعلماء أصبح منهم وتعطر بذكرهم واستفاد منهم وليكن صديق أحدنا من اذا جلس إليه يذكره بما نسي ويعلمه ماذا جهل00
المرء يبقى جاهلا يتعلم طالما هو حي في صيروة متدفقة فإن مات انقطعت الصيروة وكل الذي فوق التراب تراب ومن أضاع عمره في القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال رجع إلى ربه خالي الوفاض قليل الزاد فليعمر الإنسان زاده وليستعد للرحلة الكبرى والمغامرة العقلية المثيرة فالعمر كله رحلة عقلية وتجارب في السموات والأرض000
اعلم أن الله يخلق البشر من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئاً فيجعل لهم السمع والبصر والفؤاد, فيهديه السبيل إما شاكرا وإما كفورا وما يجعل الإنسان ينمو هو العلم وفوق كل ذي علم عليم00 وقل رب زدني علما00 ورجل صالح عالم علَّم النبي موسى الأسرار وليس هناك من إنسان متفوق وإنسان دون ذلك إلا بالجهد وحسب أديسون فإن العبقرية 99% منها جهد و1 % منها إلهام000
في قصة الرجل وحقل الألماس عبرة وعظة فليكتشف كل إنسان حقل الالماس المرمي بين قدميه, بدون أن يشعر بذلك.
يُحكى أن رجلا في جنوب أفريقيا عاش فقيرا ولايملك سوى حقل مملوءٍ بحجر أسود هنا وهناك حتى عافت نفسه الحياة وسمع بأن الناس يجدون حقولاً للألماس فباع حقله وانطلق يبحث عن الثراء حتى اعياه البحث فلما يئس القى بنفسه من شاهق وانتحر وكان من اشترى حقله أفضل حظاً, فقد لفت نظره تلك الحجيرات السوداء المترامية هنا وهناك فصقلها فالتمعت فعرف أن تحت قدميه منجما من ألماس والألماس والفحم أصلهما واحد والفارق بينهما الضغط الجيولوجي فمن ضغطته الأرض أصبح ألماسا ومن رحمته الأرض فأراحته أصبح كربونا بسيطاً والشدائد أحيانا تكسر الرجال والنساء وأحيانا تصقل الأفراد فتجعل منهم الألماس أو ذرات السكر ومن خاب واستخاب تحول إلى فحم وهباب سخام000
وما أنصحك به في هذه الكلمات القليلة ثلاثة أمور فاحفظها: الوقت فلا تضيعه, والشباب فلا تهدره, والعلم فابحث عنه ولو في جزر الكناري والهونولولو00 فأما الوقت فالإنسان في معادلة هو خلاصة مكثفة للجهد الواعي في وحدات الزمن المتدفقة. وأما الشباب والصحة فعندك عين بها تقرأ بدون غبش وعتمات وذباب طائر وهو أمر سوف تشعر به حينما تشرف على الستين, وسن العبقرية هي الشباب بين العشرين والثلاثين وقد تتأخر فهي عمر طويل مع جهد متتابع وأبحاث شتى موسوعية. وأما العلم فبه يصعد الإنسان ويرقى وعلى مدارجه تتفتح الملكات وتصقل ومن ينابيعه تتدفق الحكمة من القلب على اللسان واعلم أن جهدا علميا متتابعا مكثفا لعشر سنوات يجعل من العادي عبقريا ومن المهمل عالما نحريرا علمه من علمه وغفل عنه من غفل ومن يغفل عن سنن الله فإن سنن الله لاتغفل عنه00 أنتهى
تحياتي للجميع،،،
المتفائل
تعليق