Tweet
أخواتي الأعزاء أستهوتني هذه الكلمات وهذا العنوان فاعجبت به وبكتابة الذي لاتنقصه الشهرة .غهوأبن معالي وزير المواصلات السابق محمد عمر توفيق رحمة الله عليه وأخيه معالي الدكتور توفيق كان أمي العاصمه المقدسة .ولكن استهواني هذا النقد اللأذع بهذه السخريه العجيبه فلاتلوموني إن لم يعجبكم فليس كلما يعجبك يعجب غيرك .
وسامحونا
صدّق أو لا تصدّق
رأيت فيما يرى اليقظان بكامل الوعي والاتزان أنني في يوم من الزمان، ذهبت لأشتري بضع غرسات من ورد وشجيرات لأزين البيت للرائح والآت. عقدت النية وقصدت مشتل البلدية بالمدينة النبوية، وسررت بما رأيت من تنسيق ونظافة وحسن استقبال وقيافة ووجوه لا تخلو من لطافة، فاخترت ما شئت ان اختار من عجيب خلق الواحد القهار في النبت والازهار ثم أردت ان ادفع الأسعار وكانت مقبولة بلا احتيار. قيل لي بثقة واصرار انطلق في وضح النهار والجو صقيع غير حار، وادفع ما عليك من مال في مكان يبعد عنا بأميال. سألت في الحال أو ليس هاهنا من رجال كالذين هناك بلا جدال؟ قيل نفذ الكلام فلن تجديك أحلام وهذا ما نعلم من نظام، قلت وماذا بعد يا سادة يا كرام، قيل انه لعهد علينا بعد ان تدفع وترجع الينا ان تجد ما اشتريته جاهزاً لدينا.
وقفت مطأطئ الرأس فقالت لي النفس: انطلق ولا بأس فالمبنى الجديد سيمسح اليأس، فما أن وصلته ودخلته حتى اذهلتني روعته وبهرتني اروقته، فنسيت من جماله الكلام وظننت أنني في ارض الأحلام حتى ألقى أحدهم السلام وقال لي: تحرك قبل انتهاء الدوام. سألت موظف الاستقبال اين ادفع المال فأجابني على السؤال، ولما أردت الدفع حيث قال ارسلوني إلى مكتب على الشمال فأسرعت الخطى في الحال، وبعد شيء من الاخذ والرد والوصف والسرد وقد تتابع علي الحر والبرد، دارت في عيني الأرض والسماء وكاد يسقط من فوقي الرداء لما سمعته من الابتلاء، فقد طلبت مني بطاقة الأحوال المدنية وانا لم ارتكب جنحة ولا دنيّة وقد جئت مخلصاً النية. تحققت من ذاك الطلب وكررت التساؤل والعجب فأعيد علي نفس الطلب. صارت النفس أحر من الجمر وهممت ان اترك الأمر وأوفر الجدل ما بين زيد وعمرو، لكنني قلت امضي في الحكاية لأرى ما النهاية، واليكم باقي الرواية: فوجئت أيها القراء الثقات بحاسوب يطبع ثلاث ورقات بها اسمي ورقمي وبضع كلمات أنني ادفع في بند الجزاءات والغرامات. قلت ونفسي تشلها الحسرات: جئت اشتري بضع غرسات فاذا باسمي وبطاقتي على الشاشات؟
سحبت أو دفعت اقدامي وانا لا أميز الذي قدامي وأوزع على ما حولي سلامي، ودخلت إلى حيث ادفع فالانسحاب الآن لا ينفع وليس لي من وسيط يشفع. دفعت المطلوب بالبطاقة وقد نفدت من فكري الطاقة ثم قلت بعين حمراء براقة للذين مررت بهم من ذوي العلاقة: صرفنا الجهد والعرق واحرقنا ما أكلنا من رز ولحم ومرق وخسرنا الوقت والورق فيما لا يستأهل فكراً ولا ارقا. شخص جاءكم طوعاً وأراد ان يشتري زرعاً فذرع الشوارع ذرعاً ثم تطبعون اسمه ورقمه طبعاً وهو لم يذنب لغة ولا شرعاً؟ لكنها توبة بلا رجعة فلن اشتري زرعة إلا من الحلقة بلا دمعة. وارفع الكلام إلى خالق البرية ثم اضعه أمام أصحاب العقل والروية ليدرسوا الأساليب العالمية وليخرجوا بطرق معقولة طرية يتعلم منها من هم بعدنا من ذرية، لنختصر الاجراءات الروتينية خصوصاً واننا متحمسون للحكومة الالكترونية.
د.فارس محمد عمر توفيق
جريدة المدينة 18/5/1426هـ
وسامحونا
صدّق أو لا تصدّق
رأيت فيما يرى اليقظان بكامل الوعي والاتزان أنني في يوم من الزمان، ذهبت لأشتري بضع غرسات من ورد وشجيرات لأزين البيت للرائح والآت. عقدت النية وقصدت مشتل البلدية بالمدينة النبوية، وسررت بما رأيت من تنسيق ونظافة وحسن استقبال وقيافة ووجوه لا تخلو من لطافة، فاخترت ما شئت ان اختار من عجيب خلق الواحد القهار في النبت والازهار ثم أردت ان ادفع الأسعار وكانت مقبولة بلا احتيار. قيل لي بثقة واصرار انطلق في وضح النهار والجو صقيع غير حار، وادفع ما عليك من مال في مكان يبعد عنا بأميال. سألت في الحال أو ليس هاهنا من رجال كالذين هناك بلا جدال؟ قيل نفذ الكلام فلن تجديك أحلام وهذا ما نعلم من نظام، قلت وماذا بعد يا سادة يا كرام، قيل انه لعهد علينا بعد ان تدفع وترجع الينا ان تجد ما اشتريته جاهزاً لدينا.
وقفت مطأطئ الرأس فقالت لي النفس: انطلق ولا بأس فالمبنى الجديد سيمسح اليأس، فما أن وصلته ودخلته حتى اذهلتني روعته وبهرتني اروقته، فنسيت من جماله الكلام وظننت أنني في ارض الأحلام حتى ألقى أحدهم السلام وقال لي: تحرك قبل انتهاء الدوام. سألت موظف الاستقبال اين ادفع المال فأجابني على السؤال، ولما أردت الدفع حيث قال ارسلوني إلى مكتب على الشمال فأسرعت الخطى في الحال، وبعد شيء من الاخذ والرد والوصف والسرد وقد تتابع علي الحر والبرد، دارت في عيني الأرض والسماء وكاد يسقط من فوقي الرداء لما سمعته من الابتلاء، فقد طلبت مني بطاقة الأحوال المدنية وانا لم ارتكب جنحة ولا دنيّة وقد جئت مخلصاً النية. تحققت من ذاك الطلب وكررت التساؤل والعجب فأعيد علي نفس الطلب. صارت النفس أحر من الجمر وهممت ان اترك الأمر وأوفر الجدل ما بين زيد وعمرو، لكنني قلت امضي في الحكاية لأرى ما النهاية، واليكم باقي الرواية: فوجئت أيها القراء الثقات بحاسوب يطبع ثلاث ورقات بها اسمي ورقمي وبضع كلمات أنني ادفع في بند الجزاءات والغرامات. قلت ونفسي تشلها الحسرات: جئت اشتري بضع غرسات فاذا باسمي وبطاقتي على الشاشات؟
سحبت أو دفعت اقدامي وانا لا أميز الذي قدامي وأوزع على ما حولي سلامي، ودخلت إلى حيث ادفع فالانسحاب الآن لا ينفع وليس لي من وسيط يشفع. دفعت المطلوب بالبطاقة وقد نفدت من فكري الطاقة ثم قلت بعين حمراء براقة للذين مررت بهم من ذوي العلاقة: صرفنا الجهد والعرق واحرقنا ما أكلنا من رز ولحم ومرق وخسرنا الوقت والورق فيما لا يستأهل فكراً ولا ارقا. شخص جاءكم طوعاً وأراد ان يشتري زرعاً فذرع الشوارع ذرعاً ثم تطبعون اسمه ورقمه طبعاً وهو لم يذنب لغة ولا شرعاً؟ لكنها توبة بلا رجعة فلن اشتري زرعة إلا من الحلقة بلا دمعة. وارفع الكلام إلى خالق البرية ثم اضعه أمام أصحاب العقل والروية ليدرسوا الأساليب العالمية وليخرجوا بطرق معقولة طرية يتعلم منها من هم بعدنا من ذرية، لنختصر الاجراءات الروتينية خصوصاً واننا متحمسون للحكومة الالكترونية.
د.فارس محمد عمر توفيق
جريدة المدينة 18/5/1426هـ
تعليق