قبيل ابتداء حرب احتلال العراق أو انتهائها - لا أذكر جيداً- قال الرئيس الأمريكي بوش - الابن- الآن انتهت اللعبة. وهكذا قال '' الدوري'' وهو مندوب العراق في الأمم المتحدة. يومها تساءلت: هل كل ما حدث كان لعبة؟!!ششششش
حاولت أفهم تلك اللعبة. فتراءى لي - اليوم- أن اللعبة كانت قائمة على الخطوط التالية- أذكرها بإيجاز شديد وتلميح بسيط- كانت وفق السيناريو الاستخباراتي الأحمر للأسف. توحي أمريكا إلى قيادات الدول التي تريد احتلالها أو زعزعة الأمن فيها بأن شعب تلك القيادة حاقد عليها ويتمنى زوالها، بل ويخطط للتخلص منها بأي ثمن، سواء بالانقلاب من الداخل، أو بمد يده للاستنجاد بمحتل طامع في خيرات البلد من الخارج وفق منظومة العملاء الخونة.
عندها تؤمن تلك القيادات بهذه السخافات والأوهام فتعيش في برج عاجي تكاد تكون في عزلة عن شعوبها. تحيط نفسها ومصالحها ومدخراتها بالكثير من وسائل التحفظ، والتكتم، . بل وتتمادى في الضغط و الاستئثار بالخيرات والفوائض والأرباح فيتولد الغيظ، والغبن عند تلك الشعوب، وتحدث ردة الفعل السلبية بدءا بالتذمر السري ثم العلني، ثم تتطور الحالة، فتنشأ مشكلة نقص الولاء والوفاء، ثم تحدث مصيبة التآمر، ثم تقع واقعة الاحتلال الطامة التي لا شفاء للأوطان والشعوب منها.
إذا افترضنا- جدلا- بأنها كانت تلك خطوط اللعبة التي نسجتها الأصابع الصهيو أمريكية لاحتلال العراق. ليكون النموذج الحي والانطلاقة لتغيير خارطة الشرق الأوسط- أو الأوسع- وتحويله من دول يجمعها الدين والعرق واللغة والمصير الواحد إلى دويلات ذات أديان وقوميات مختلفة متباينة متحاربة تعيش فترة فوضى واستهلاك قوى ردحا من الزمن ثم تأتي بعدها الدولة اليهودية لتبسط نفوذها وتفرض سيطرتها من النيل إلى الفرات. بعد أن نضجت ثمرة الفرقة والتمزق وتفرقت تلك الشعوب فرقا وشيعا يلعن بعضها بعضا، ويقتل بعضها بعضا.
واذا كان العراق- للأسف الشديد- هو المثال الحي القائم أمامنا الآن الذي طبقت فيه الصهيونية قواعد اللعبة القذرة فأصبح حاله اليوم كما هو مشاهد، دمارا وخرابا وانتهاكا للأعراض وسفكا للدماء هذا بالنسبة للشعب. وسجن وتعذيب وتشهير وإذلال للقيادة وقد تنتهي اللعبة بالإعدام وبئس المصير. أفلا يكون للشعب والقيادات الأخرى عبرة ؟! أفلا يتدبرون؟! لماذا لا تفتح تلك القيادات المجال لشعوبها لاستيضاح ومعرفة الحقائق، ومعالجة المشكلات وتصحيح الأخطاء؟!! لماذا التمادي والتعامي واللا مبالاة؟!! اليس الجميع في مركب واحد؟! هل العرب في حاجة إلى لعبة جديدة تطبقها الصهيو أمريكية؟! أم أن اللعبة ابتدأت ولن تنتهي بالعراق؟! والله المستعان.
جمعان بن عايض الزهراني
جريدة المدينة 29/4/1426هـ
حاولت أفهم تلك اللعبة. فتراءى لي - اليوم- أن اللعبة كانت قائمة على الخطوط التالية- أذكرها بإيجاز شديد وتلميح بسيط- كانت وفق السيناريو الاستخباراتي الأحمر للأسف. توحي أمريكا إلى قيادات الدول التي تريد احتلالها أو زعزعة الأمن فيها بأن شعب تلك القيادة حاقد عليها ويتمنى زوالها، بل ويخطط للتخلص منها بأي ثمن، سواء بالانقلاب من الداخل، أو بمد يده للاستنجاد بمحتل طامع في خيرات البلد من الخارج وفق منظومة العملاء الخونة.
عندها تؤمن تلك القيادات بهذه السخافات والأوهام فتعيش في برج عاجي تكاد تكون في عزلة عن شعوبها. تحيط نفسها ومصالحها ومدخراتها بالكثير من وسائل التحفظ، والتكتم، . بل وتتمادى في الضغط و الاستئثار بالخيرات والفوائض والأرباح فيتولد الغيظ، والغبن عند تلك الشعوب، وتحدث ردة الفعل السلبية بدءا بالتذمر السري ثم العلني، ثم تتطور الحالة، فتنشأ مشكلة نقص الولاء والوفاء، ثم تحدث مصيبة التآمر، ثم تقع واقعة الاحتلال الطامة التي لا شفاء للأوطان والشعوب منها.
إذا افترضنا- جدلا- بأنها كانت تلك خطوط اللعبة التي نسجتها الأصابع الصهيو أمريكية لاحتلال العراق. ليكون النموذج الحي والانطلاقة لتغيير خارطة الشرق الأوسط- أو الأوسع- وتحويله من دول يجمعها الدين والعرق واللغة والمصير الواحد إلى دويلات ذات أديان وقوميات مختلفة متباينة متحاربة تعيش فترة فوضى واستهلاك قوى ردحا من الزمن ثم تأتي بعدها الدولة اليهودية لتبسط نفوذها وتفرض سيطرتها من النيل إلى الفرات. بعد أن نضجت ثمرة الفرقة والتمزق وتفرقت تلك الشعوب فرقا وشيعا يلعن بعضها بعضا، ويقتل بعضها بعضا.
واذا كان العراق- للأسف الشديد- هو المثال الحي القائم أمامنا الآن الذي طبقت فيه الصهيونية قواعد اللعبة القذرة فأصبح حاله اليوم كما هو مشاهد، دمارا وخرابا وانتهاكا للأعراض وسفكا للدماء هذا بالنسبة للشعب. وسجن وتعذيب وتشهير وإذلال للقيادة وقد تنتهي اللعبة بالإعدام وبئس المصير. أفلا يكون للشعب والقيادات الأخرى عبرة ؟! أفلا يتدبرون؟! لماذا لا تفتح تلك القيادات المجال لشعوبها لاستيضاح ومعرفة الحقائق، ومعالجة المشكلات وتصحيح الأخطاء؟!! لماذا التمادي والتعامي واللا مبالاة؟!! اليس الجميع في مركب واحد؟! هل العرب في حاجة إلى لعبة جديدة تطبقها الصهيو أمريكية؟! أم أن اللعبة ابتدأت ولن تنتهي بالعراق؟! والله المستعان.
جمعان بن عايض الزهراني
جريدة المدينة 29/4/1426هـ