صدر ديوان شعري جديد بعنوان (( تماثل )) لشاعر الكبير : حسن محمد حسن الزهراني والتي تضاف إلى المكتبة العربية وقد حفل الديوان على ( ثلاث وعشرين ) قصيدة متراوحة بين شعر التفعيلة والعامودي وقد وفق الشاعر فيها إلى حد كبير في التزاوج بين المجالين فأراد بديوانه الرائع هذا أن يرضي جميع الأذواق بكافة المستويات والذي أهداه إلى فلذة أكباد براعم الفؤاد وكانت القصائد حافلة بالمفيد والممتع والإبداع وأتت قصيدة ( تماثل ) عنوان الديوان التي مزجت بين الخيال والمنطق وقوة العبارة والصمت في جدار النجوى 000أيها المستجير من الموت بالنطق أخطأت 0000فخاطب الصمت من اجل البقاء ولا بقاء بل صمت محدق وأحيانا ذالك الصمت يبقى حبيس الأسوار من الأسرار التي لا يعلمها ويكتنف سرها ووجودها إلا الله سبحانه وتعالى وتنوعت قصائد الديوان بين الحنين إلى الكلمات المسلوخة بخندق الموت وبوح الحرف إلى الأنين والألق الممزوج بالعاصفة الحزينة المفجعة أحيانا من مثل قصيدة ( الإفك , سجدة فوق رمال الحزن , تراتيل المسيرة00000, مساء الموت ) كقوله :
قفوا لجحافل الغربان بالمرصاد صفا
واجمعوا لحمي 00000
قفوا لجحافل الغربان بالمرصاد صفا
وانسجوا من ريشها كفنا على جسدي 000
وخطوا بالدموع
على حياة قلوبكم قبل الرحيل اسمي
ضعوا لي من عظام جحافل الغربان
تمثالا يخلد بينكم رسمي 0000
وكيف أن الشعر وقف في وجه المنافقين وكان سدا منيعا في كل من حاول المساس ولو بلمزة أو غمزة واعتبرا شاعرنا المبدع طبيعة في نفوس الظالمين فقال في قصيدة ( الإفك ) :ـــ
فقولوا كل ما شئتم فإني ألفت خداعكم والظلم إلفا
وقولوا كل ما شئتم فإني وقفت قصائدي للحق وقفا
وبين قصائد هذا الديوان تلمح عاطفة حنونة ومناجاة غبر الشعر وأنفاسه فخاطب الشاعر والتي دائما ما تراها مبثوثة بين ثنايا قصائده التي تحكي قضية الحرمان وفقدان الأمل إلى حين والالتجاء إلى خالق الأرض والسماء سبحانه عبر النجوى وهذه قد تكون سائدة في أغلب دواوينه
الشعرية الصريحة من انفجار العاطفة وملاصقة الألم والمعاناة فيرى الشاعر نفسه ليست له بل ملك لألام الناس فيعطرها بين حروف شعره العذب السهل الممتنع وهذا تجلى في قصيدة (( صمت الصور , تعهد ,السامري )) وهي حوارية جميلة بين من نزع الأمل ليزرع الألم ولكن 0000في النهاية توالدت لديه الأحقاد من كل حدب وصوب فهو من صفع كفه بيده على وجهة باختياره في بكائية واضحة ومعاناة متراكمة منذ ثلاثين سنة من التجارب البائسة والنافعة في آن واحد وحرك الشاعر المبدع حسن محمد في استمطار الذاكرة وفقدان الحرمان الأسى الجفاء الوفاء فشبه الناس المحيطين به كالغابة المشرعة في قصيدة ( 0000سبت الحضيض ومقطوعة الأربعة ) التي يقول فيها :ـــ
غابة
رقصت بين أشجارها
همهمات الضباع
وزئير السباع
كل ساعاتها
ساعة مفزعة
هذه الغابة التي يسودها الجهل والحقد والطمع في الشبع بلا شبع فلا يعلم أين الليث من الضفدعة في قوله :ـــ
نحن في غابتي
كلنا أربعة
000
من يكن ليثنا
ومن الضفدعة ؟!
ومن خلال قصيدة : ( النساء ) داعب هوى وتعب الشعراء ولكن شاعرنا تناولها بطريقة مختلفة بعض الشيء ليثبت مقولة ( لا يسوس الرجال إلى النساء وهو بين مد وجزر بيم القبول بالواقع أو محاربة الفضول بنثر فقدان كرامة وعنفوان الرجال عب قوامة النساء ولكن في النهاية كان له ما أراد فقال مثبت ومداعبا : ــ
أن سر النساء في كل سر حولنا 0 في جواهر الأشياء
هن من جرع الملوك المنايا هن ألهبن لوعة الشعراء
لذا قلت من أقاصي شجوني لا يسوس الرجال غير النساء
وتأتي القصيدة التالية معلنة عذريتها (( رهبة البعد في برهة القرب , شهد المنى , وله الإلهام 000)) يقول : ـــ
احمليني
على زورق العشق
في بحر عينيك
في دفء كفيك
في ضوء خديك
رمزا خفيا
من الشعر
يعبر كل المسام
إلى القلب
يقلب
كل اتجاهات كوني
ويقبل بي
موجة تهجر البحر
تجتاح صمت الذكريات
وتغنى الشاعر المبدع : حسن محمد الزهراني بقضايا الأمة المسلمة ( كالبلقان بيان الدرة كوسوف0000ا ) والبكاء على الماضي والحنين بلا رجعة على دماء إخواننا أمام ناظرينا منتظرين الغير ليفكر ويحتج وفي النهاية بلا حجج ولا براهين ذبحوا بسكين باردة ونحن نبكي حتى جفت الدموع ومات ينبوع الأمل وإن توالت البيانات وأن جراح الأمة الإسلامية كقضية محمد الدرة كقول في قصيدة السامري :ــــ
يا سامري العصر
كيف قبضت
من أثر الخيانة قبضة
وصنعت عجلا
من حلي ولائنا
عجلا فريدا
لا تشابه العجول
( هارون ) ( 1 ) بل شارون
قام يجوس في أرجاء
موطننا
وقوم من هباء عاكفون
ويقول في موضع آخر مستلهم الألم المفجر والأمل الضائع :ـــ
يا طائر الأحلام
حلق بي على ( بغداد )
ليست هذه الحبلى
بأنواع الهزائم
بل 0 على ( بغداد )
بغداد ( الرشيد )
********
يا طائر الأحلام
حلق بي على ( البلقان )
مر على ( سمرقند )
العريقة
صف على أفريقيا الخضراء
عرج بي على ( مدريد )
سلها عن حضارتنا
التي بادت
وسل ( كشمير )
عن آثار مسجدها
بقي من الديوان ثلاث قصائد آثرت أن أفرد لها المساحة المطلوبة وهي قصيدة : ( الشرف الأسمى)والتي فيها يمدح المعلم وأنه يحمل شرف الكلمة وأمانة النقل يقول فيها : ـــ
معين السنا من نور عينيك يشرب وسمع المنى من صوتك العذب يطرب
توهجت مثل الشمس في كون فكرنا وما غربت ذكراك والشمس تغرب
**************
رحيق الطباشير الذي شرت شهده سحاب به من ناصع العلم صيب
أناملك البيض التي فاح طيبها تخط لنا فجر العلا حين تكتب
******************
خلقت كما شاء الإله ( معلما ) وهذا ورب البت للعز مطلب
ورثت جميع الأنبياء ولم تزل تواكب أرقى ما يجد ويخلب
أما القصيدة الثانية هي : ( زامر الحي ) على الرغم من قصرها إلا أنها أعطت أكثر لو كانت طويلة 00000 من دون مبالغة لأنها تحكي وترثي حال المثقفين هنا وهناك في سخرية جميلة ؟! وخطاب مبطن ممتع ومبدع عبر أمثالنا الغنية التي استلهمها شاعرنا كعادته يقول فيها :ـــ
في كل حي زامر لا يطرب ولكل قوم مخلص لا يعجب
هامت بتلفيق ( الغريب ) عقولنا فهنا محب ( للهراء ) ومعحب
وبوجه إبداع ( القريب) تجهمت جل الوجوه فمقتها يتلهب
المبدعون هنا محل تهكم والمبدعون هناك تاج ينضب
يعلو الوضيع ( بفكره ) آخر مطلب فكأنه فوق البسيطة كوكب
وهنا يكون ( الفكر ) آخر مطلب المال يستر جهلنا والمنصب
أما القصيدة الأخيرة التي ختمها( وختمت ) ديوانه الرائع ( تماثل ) وهي { التومأن } توأمه جميلة بين الشعر والفقر فهما متلازمان لا ينفكان عن بعضهما البعض ولا يفصل ذلك إلى الموت هذا العذاب المحدق لحال الشعر والفقر إلى استحالة المحال في عالم عز الذليل وذل المعز في زمن تناقصت فيه الرؤوس وتعالت فيه النفوس التي طرحت أياديها الناعمة دون عناء بالمال والمنصب كما قال شاعرنا عبر هذه البكائية وسخرية القدر فلولا الفقر لما كانت الحاجة فالحاجة كما يقولون أم الاختراع 0000وبغية المراد فلنستمع معا إلى هذه القصيدة التي كتبها الشاعر وأحسن الأسلوب وجمل المعاني وبرز الأثر وأنطق الكلمات عبر مساحات البوح والمنطق والاستصراخ والتهكم فيقول في مقاطع من قصيدته ( التوأمان ) : ــــ
التوأمان الشعر والفقر سران لا يخفيهما سر
سهمان فتاكان ما اجتمعا إلا تمزق منهما الصبر
ويقول :
والشاعر المكلوم منصهر في حزنه وأساه محمر
مد الجفون لقومه سبلا يختال في أفيائها البشر
أرداه في أوهامه الشعر وقضى على أحلامه الفقر
قفوا لجحافل الغربان بالمرصاد صفا
واجمعوا لحمي 00000
قفوا لجحافل الغربان بالمرصاد صفا
وانسجوا من ريشها كفنا على جسدي 000
وخطوا بالدموع
على حياة قلوبكم قبل الرحيل اسمي
ضعوا لي من عظام جحافل الغربان
تمثالا يخلد بينكم رسمي 0000
وكيف أن الشعر وقف في وجه المنافقين وكان سدا منيعا في كل من حاول المساس ولو بلمزة أو غمزة واعتبرا شاعرنا المبدع طبيعة في نفوس الظالمين فقال في قصيدة ( الإفك ) :ـــ
فقولوا كل ما شئتم فإني ألفت خداعكم والظلم إلفا
وقولوا كل ما شئتم فإني وقفت قصائدي للحق وقفا
وبين قصائد هذا الديوان تلمح عاطفة حنونة ومناجاة غبر الشعر وأنفاسه فخاطب الشاعر والتي دائما ما تراها مبثوثة بين ثنايا قصائده التي تحكي قضية الحرمان وفقدان الأمل إلى حين والالتجاء إلى خالق الأرض والسماء سبحانه عبر النجوى وهذه قد تكون سائدة في أغلب دواوينه
الشعرية الصريحة من انفجار العاطفة وملاصقة الألم والمعاناة فيرى الشاعر نفسه ليست له بل ملك لألام الناس فيعطرها بين حروف شعره العذب السهل الممتنع وهذا تجلى في قصيدة (( صمت الصور , تعهد ,السامري )) وهي حوارية جميلة بين من نزع الأمل ليزرع الألم ولكن 0000في النهاية توالدت لديه الأحقاد من كل حدب وصوب فهو من صفع كفه بيده على وجهة باختياره في بكائية واضحة ومعاناة متراكمة منذ ثلاثين سنة من التجارب البائسة والنافعة في آن واحد وحرك الشاعر المبدع حسن محمد في استمطار الذاكرة وفقدان الحرمان الأسى الجفاء الوفاء فشبه الناس المحيطين به كالغابة المشرعة في قصيدة ( 0000سبت الحضيض ومقطوعة الأربعة ) التي يقول فيها :ـــ
غابة
رقصت بين أشجارها
همهمات الضباع
وزئير السباع
كل ساعاتها
ساعة مفزعة
هذه الغابة التي يسودها الجهل والحقد والطمع في الشبع بلا شبع فلا يعلم أين الليث من الضفدعة في قوله :ـــ
نحن في غابتي
كلنا أربعة
000
من يكن ليثنا
ومن الضفدعة ؟!
ومن خلال قصيدة : ( النساء ) داعب هوى وتعب الشعراء ولكن شاعرنا تناولها بطريقة مختلفة بعض الشيء ليثبت مقولة ( لا يسوس الرجال إلى النساء وهو بين مد وجزر بيم القبول بالواقع أو محاربة الفضول بنثر فقدان كرامة وعنفوان الرجال عب قوامة النساء ولكن في النهاية كان له ما أراد فقال مثبت ومداعبا : ــ
أن سر النساء في كل سر حولنا 0 في جواهر الأشياء
هن من جرع الملوك المنايا هن ألهبن لوعة الشعراء
لذا قلت من أقاصي شجوني لا يسوس الرجال غير النساء
وتأتي القصيدة التالية معلنة عذريتها (( رهبة البعد في برهة القرب , شهد المنى , وله الإلهام 000)) يقول : ـــ
احمليني
على زورق العشق
في بحر عينيك
في دفء كفيك
في ضوء خديك
رمزا خفيا
من الشعر
يعبر كل المسام
إلى القلب
يقلب
كل اتجاهات كوني
ويقبل بي
موجة تهجر البحر
تجتاح صمت الذكريات
وتغنى الشاعر المبدع : حسن محمد الزهراني بقضايا الأمة المسلمة ( كالبلقان بيان الدرة كوسوف0000ا ) والبكاء على الماضي والحنين بلا رجعة على دماء إخواننا أمام ناظرينا منتظرين الغير ليفكر ويحتج وفي النهاية بلا حجج ولا براهين ذبحوا بسكين باردة ونحن نبكي حتى جفت الدموع ومات ينبوع الأمل وإن توالت البيانات وأن جراح الأمة الإسلامية كقضية محمد الدرة كقول في قصيدة السامري :ــــ
يا سامري العصر
كيف قبضت
من أثر الخيانة قبضة
وصنعت عجلا
من حلي ولائنا
عجلا فريدا
لا تشابه العجول
( هارون ) ( 1 ) بل شارون
قام يجوس في أرجاء
موطننا
وقوم من هباء عاكفون
ويقول في موضع آخر مستلهم الألم المفجر والأمل الضائع :ـــ
يا طائر الأحلام
حلق بي على ( بغداد )
ليست هذه الحبلى
بأنواع الهزائم
بل 0 على ( بغداد )
بغداد ( الرشيد )
********
يا طائر الأحلام
حلق بي على ( البلقان )
مر على ( سمرقند )
العريقة
صف على أفريقيا الخضراء
عرج بي على ( مدريد )
سلها عن حضارتنا
التي بادت
وسل ( كشمير )
عن آثار مسجدها
بقي من الديوان ثلاث قصائد آثرت أن أفرد لها المساحة المطلوبة وهي قصيدة : ( الشرف الأسمى)والتي فيها يمدح المعلم وأنه يحمل شرف الكلمة وأمانة النقل يقول فيها : ـــ
معين السنا من نور عينيك يشرب وسمع المنى من صوتك العذب يطرب
توهجت مثل الشمس في كون فكرنا وما غربت ذكراك والشمس تغرب
**************
رحيق الطباشير الذي شرت شهده سحاب به من ناصع العلم صيب
أناملك البيض التي فاح طيبها تخط لنا فجر العلا حين تكتب
******************
خلقت كما شاء الإله ( معلما ) وهذا ورب البت للعز مطلب
ورثت جميع الأنبياء ولم تزل تواكب أرقى ما يجد ويخلب
أما القصيدة الثانية هي : ( زامر الحي ) على الرغم من قصرها إلا أنها أعطت أكثر لو كانت طويلة 00000 من دون مبالغة لأنها تحكي وترثي حال المثقفين هنا وهناك في سخرية جميلة ؟! وخطاب مبطن ممتع ومبدع عبر أمثالنا الغنية التي استلهمها شاعرنا كعادته يقول فيها :ـــ
في كل حي زامر لا يطرب ولكل قوم مخلص لا يعجب
هامت بتلفيق ( الغريب ) عقولنا فهنا محب ( للهراء ) ومعحب
وبوجه إبداع ( القريب) تجهمت جل الوجوه فمقتها يتلهب
المبدعون هنا محل تهكم والمبدعون هناك تاج ينضب
يعلو الوضيع ( بفكره ) آخر مطلب فكأنه فوق البسيطة كوكب
وهنا يكون ( الفكر ) آخر مطلب المال يستر جهلنا والمنصب
أما القصيدة الأخيرة التي ختمها( وختمت ) ديوانه الرائع ( تماثل ) وهي { التومأن } توأمه جميلة بين الشعر والفقر فهما متلازمان لا ينفكان عن بعضهما البعض ولا يفصل ذلك إلى الموت هذا العذاب المحدق لحال الشعر والفقر إلى استحالة المحال في عالم عز الذليل وذل المعز في زمن تناقصت فيه الرؤوس وتعالت فيه النفوس التي طرحت أياديها الناعمة دون عناء بالمال والمنصب كما قال شاعرنا عبر هذه البكائية وسخرية القدر فلولا الفقر لما كانت الحاجة فالحاجة كما يقولون أم الاختراع 0000وبغية المراد فلنستمع معا إلى هذه القصيدة التي كتبها الشاعر وأحسن الأسلوب وجمل المعاني وبرز الأثر وأنطق الكلمات عبر مساحات البوح والمنطق والاستصراخ والتهكم فيقول في مقاطع من قصيدته ( التوأمان ) : ــــ
التوأمان الشعر والفقر سران لا يخفيهما سر
سهمان فتاكان ما اجتمعا إلا تمزق منهما الصبر
ويقول :
والشاعر المكلوم منصهر في حزنه وأساه محمر
مد الجفون لقومه سبلا يختال في أفيائها البشر
أرداه في أوهامه الشعر وقضى على أحلامه الفقر
تعليق