الأعضاء الكرام
السلام عليكم ورحمة الله
لستم بحاجة لأذكركم بالخالق وعظمته ووجوب التزام الأدب معه تبارك وتعالى في الأمور كلها ، كما لستم بحاجة لأذكركم بأنفسكم وضعفكم وهوانكم ... فالدنيا جميعها لا تساوي عند الله جناح بعوضة .
ولكنني أكتب لكم هذا الموضوع الذي أسأل الله أن ينفع به وألا يحرمني وأياكم أجره ، آمل من خلاله التنبيه إلى أخطاء وتجاوزات نرتكبها جميعاً عن جهل من أنفسنا والتحذير منها تحدث في الدعاء والمناجاة ، كما تحدث في الصلاة والمساجد وغيرها من أمور الحياة تجاوزت حدود الأدب مع الخالق ...
أرجو منكم التفضل بالمشاركة بما وهبكم الله من علم بهذا الخصوص وبما تعلمون من أخطاء بعد قراءة المقدمة لعل الله ينفع بها ، ولكم الشكر سلفاً .
تأدب وتأدبي مع الله ..
ما هو الأدب في الحياة عامة ، أعني مع الناس أياً كانوا ؟
حسن خلق ، وحسن حديث ، وحسن إجابة ، وحسن طلب ، وحسن تعامل ، وحسن سؤال ....... وهكذا
كيف ذلك ؟
لو ضربنا مثالاً لرجل ذو فضل ومنة على آخر ، كيف يكون حال المتفضل عليه مع صاحبه ؟
نجده يستحيي منه أشد الحياء ، بل ربما يتنازل عن حاجات نفسه لإرضاء صاحبه في محاولة لرد المعروف والجميل ..
ماذا لو كان صاحب الفضل هذا كثير العطاء وفضله دائم ..... كيف يصبح حال المتفضل عليه معه ؟
سوف يكون أشد حياءً ، وأكثر أدباً وتقديراً واحتراماً ، وأكثر طاعة .............................. هذا فيما بين البشر .... !
كيف يجب أن يكون الحال مع خالق البشر ؟
الله
الملك
مالك الملك
الرازق
المعطي
العظيم
الكريم
الرحمن
الرحيم
ذو الفضل والمنة
المنتقم
الجبار
تفضل على الإنسان أن أوجده من العدم ليقول ( لا إله إلا الله ) ، ليكون عبداً له تبارك وتعالى ، ( هل هناك نعمة أعظم من العبودية لله ؟ )
ثم تفضل على الإنسان بأن أمر ملائكته بالسجود له .. ( فهل هناك كرامة أكثر من هذا التكريم ؟ )
ثم تفضل عليه بنعم لا تعد ولا تحصى ... قال تعالى : ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا )
ولايزال فضله وكرمه ونعمه سبحانه وتعالى دائمة أبداً ...
الأعضاء الكرام
لأنه المعبود الواحد الأحد ، يجب أن نتأدب في مناجاته ، ونتذلل عند دعائه ، ونخضع ونبكي ونتباكى عند السجود له
ندعو ، فنرفع أيدينا إلى السماء طمعاً وتذللاً وتأدباً معه تبارك وتعالى ...
ندعو ، فنبكي لحالنا ونندم على ذنوبنا ونبادر بالتوبة ... أدب وتذلل لله ...
نسجد ، فنمرغ أنوفنا ووجوهنا في التراب .......... تذلل وتأدب مع الله ...
نماذج وتجاوزات :
مريض .... يقول لماذا ياربي أمرضتني ولم تمرض فلان ؟ أين هذا من الأدب ؟
قال تعالى : (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ))
وآخر يقول يا رب رزقت فلان ولم ترزقني ؟ أين هذا من الأدب ؟
قال تعالى : (( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَت رَبِّكَ ))
------------
اللهم هذا الجهد ، إن أصبت فبفضل منك ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله من كل ذنب
تعليق