Unconfigured Ad Widget

Collapse

أحــــــــاسيس مجروحــــــــــه0؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟00000000000

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أحاسيس_مجروحه
    عضو
    • Dec 2004
    • 99

    أحــــــــاسيس مجروحــــــــــه0؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟00000000000

    بسم الله الرحمن الرحيم


    إحساس .. بشع
    أن تهبهم كل مساحات الثقة البيضاء وتمنحهم كل الأراضي الخضراء التي
    بداخلك .. وتضع باقاتك الحمراء عند بابهم .. وتسهر لتقرأ أخبارهم فوق
    جبين القمر .. ثم تكتشف إنهم وضعوا أسمك في قائمة " الأغبياء بلا
    حدود" ؟؟؟!!!


    إحساس مزعج
    أن تبوح بسرك لصديقك المقرب وتوصية بأن يسجنه في قفص صدره وتشرح له
    أهمية المحافظة على الأمانة .. وتنام مطمئناً متخففاً من همك وسرك
    ثم تستيقظ في الصباح على صوت أسرارك ينطلق كالأغنية من أفواه الآخرين

    إحساس مرهق
    أن تختار أرضاً طيبة وتغرس فيها بذور النجاح وتسقيها بماء عينك
    وتسهر عليها بإصرار وإرادة وتمنحها من وقتك وصحتك الكثير ثم لا تحصد
    !!إلا الفشل بأنواعه


    إحساس مرعب
    أن تقف أمام الغرفة الزجاجية تنظر إلى عزيز يتوسد جراحه .. تحصي دقات
    قلبه وتنتظر قرار الحياة به إما بداية تمنحك الفرح أو نهاية تصيبك
    بالذهول ؟؟!!


    إحساس مؤلم
    أن يعيشوا بك كالدم ويلتصقوا بك كأظافر يديك وتكون لهم كالواحة
    المريحة ويكونوا لك كالوطن الجميل .. ثم تغادرهم ... كالغريب ؟؟؟
    إحساس مؤسف ؟؟ أن تفتح لهم بيتك وبوابة أحلامك وتطعمهم حبيبات صدقك وتمنحهم ثقتك بلا
    حدود .. ثم تستيقظ على نيران الجحود التي أشعلوها فيك .. وخلفوك
    كالوطن المهجور ...!!!

    إحساس مخيف جداً أن تكتشف موت لسانك عند حاجتك للكلام .. وتكتشف موت قلبك عند حاجتك للحب والحياة..وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء .. وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف عند حاجتك للآخرين
    احساس مؤسف....
    ان تقف فوق قبر انسان تحبه كثير وقد كان يعني لك كل شيء يعني لك الكثير ثم تحدثه وتحاوره وتصف له طعم الحياة في غيابه ولون الايام بعد رحيله وتجهش في البكاء كطفل رضيع بكاء مرير من اعماق اعماقك حين تتذكر انه ماعاد هنا بيننا..
    احساس ممل،،،
    أن تقرأ لكاتب لا يكتب إلا عن نفسه .. وتنصت لشاعر لا يشعر إلا لنفسه
    وتسمع لمطرب لا يغني إلا لنفسه .. وتلتقي بأنسان لا يرى ولا يسمع
    ولا يحب إلا نفسه ؟؟
    والسلام عليكم
  • أبو ماجد
    المشرف العام
    • Sep 2001
    • 6289

    #2
    أختي الكريمة : أحاسيس مجروحة

    شكرًا لك على تسطير هذه الأحاسيس التي تلمس أحاسيس من يقرأها .
    ---------------------------
    إحساس مخيف جداً أن تكتشف موت لسانك عند حاجتك للكلام .. وتكتشف موت قلبك عند حاجتك للحب والحياة..وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء .. وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف عند حاجتك للآخرين
    احساس مؤسف....
    ان تقف فوق قبر انسان تحبه كثير وقد كان يعني لك كل شيء يعني لك الكثير ثم تحدثه وتحاوره وتصف له طعم الحياة في غيابه ولون الايام بعد رحيله وتجهش في البكاء كطفل رضيع بكاء مرير من اعماق اعماقك حين تتذكر انه ماعاد هنا بيننا..
    -------------------------
    أكرر شكري .

    تعليق

    • قينان
      أدعو له بالرحمه
      • Jan 2001
      • 7093

      #3
      أحاسيس مجروحة

      لم استطيع أن أضيف عليها إلا أنها أحاسيس ملازمه لنا ليتنا نتذكرها دائما فهي دواء لكل داء

      شكرا
      sigpic

      تعليق

      • العقرب
        عضو مميز
        • Dec 2004
        • 1835

        #4
        احسايس نحس بها فلقد اتيت على الجروح اختي الكريمة .
        ان تقف فوق قبر انسان تحبه كثير وقد كان يعني لك كل شيء يعني لك الكثير ثم تحدثه وتحاوره وتصف له طعم الحياة في غيابه ولون الايام بعد رحيله وتجهش في البكاء كطفل رضيع بكاء مرير من اعماق اعماقك حين تتذكر انه ماعاد هنا بيننا.. ( منا من تلازمة احسيسه ومنا من تكون سحابة صيفة فبعد الوقوف على القبر هل نعتبر.

        ومن اغرب الاحسيس موت الاحساس عند الشخص ليتول الى ميت في عداد الاحياء

        دمت مبدعة وفي رعاية الله
        [align=center][/align]
        [poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
        أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا=فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ ألجاهلينا[/poem]

        تعليق

        • أبو شادن
          عضو نشيط
          • Feb 2005
          • 449

          #5
          بسم الله الرحمن الرحيم

          أختي الكريمة أحاسيس مجروحة

          لي عتب بسيط جدا ً أختي رعاك الله .... أين الأحاسيس الجميلة عن مقالك هذا ؟!!

          أرجوا أن لا تحرمينا من إفرادها بمقال يحتوي إبداع كإبداع :

          إحساس مخيف جداً أن تكتشف موت لسانك عند حاجتك للكلام .. وتكتشف موت قلبك عند حاجتك للحب والحياة..وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء .. وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف عند حاجتك للآخرين


          تأملت في كلامك كثيرا ولكن حارت الكلمات ما بين الشفاة ....

          إحساس رائع من قلم رائع ... لك تحياتي ؛؛
          [align=center][align=center]سبحان الله ؛؛؛
          الحمد لله ؛؛؛
          الله أكبر ؛؛؛
          [/align]
          [/align]

          تعليق

          • أحاسيس_مجروحه
            عضو
            • Dec 2004
            • 99

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة أبو ماجد
            أختي الكريمة : أحاسيس مجروحة

            شكرًا لك على تسطير هذه الأحاسيس التي تلمس أحاسيس من يقرأها .
            ---------------------------
            إحساس مخيف جداً أن تكتشف موت لسانك عند حاجتك للكلام .. وتكتشف موت قلبك عند حاجتك للحب والحياة..وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء .. وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف عند حاجتك للآخرين
            احساس مؤسف....
            ان تقف فوق قبر انسان تحبه كثير وقد كان يعني لك كل شيء يعني لك الكثير ثم تحدثه وتحاوره وتصف له طعم الحياة في غيابه ولون الايام بعد رحيله وتجهش في البكاء كطفل رضيع بكاء مرير من اعماق اعماقك حين تتذكر انه ماعاد هنا بيننا..
            -------------------------
            أكرر شكري .

            شكرا على مروركم وهذه هى الاحاسيس تختلف حسب الظروف ومن تلتقيهم

            بوركت على ما اضفت من روعه على احاسيسي

            والسلام عليكم

            تعليق

            • أحاسيس_مجروحه
              عضو
              • Dec 2004
              • 99

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة قينان
              أحاسيس مجروحة

              لم استطيع أن أضيف عليها إلا أنها أحاسيس ملازمه لنا ليتنا نتذكرها دائما فهي دواء لكل داء

              شكرا

              صدقت فهى دواء لكل داء ولكن هل نستطيع ان نتحكم بها او نغيرها اعتقد احيانا نعم بتغيير جوك والبعد عن هذا المكان الذى قد يثير احساسك وخاصة اذا الاحساس مؤلم

              وفقكم الله

              تعليق

              • أحاسيس_مجروحه
                عضو
                • Dec 2004
                • 99

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة العقرب
                احسايس نحس بها فلقد اتيت على الجروح اختي الكريمة .
                ان تقف فوق قبر انسان تحبه كثير وقد كان يعني لك كل شيء يعني لك الكثير ثم تحدثه وتحاوره وتصف له طعم الحياة في غيابه ولون الايام بعد رحيله وتجهش في البكاء كطفل رضيع بكاء مرير من اعماق اعماقك حين تتذكر انه ماعاد هنا بيننا.. ( منا من تلازمة احسيسه ومنا من تكون سحابة صيفة فبعد الوقوف على القبر هل نعتبر.

                ومن اغرب الاحسيس موت الاحساس عند الشخص ليتول الى ميت في عداد الاحياء

                دمت مبدعة وفي رعاية الله

                اعجبنى هذا الرد

                ومن اغرب الاحسيس موت الاحساس عند الشخص ليتول الى ميت في عداد الاحياء

                فقد ابدعت فى الوصف وما اصعبها من احاسيس تموت كل يوم بسبب وبدون سبب من المتسبب هل نحن ام الظروف ام القدر؟؟؟

                سؤال صعب ابحث له عن اجابه حائره فلم اجدها ربما اجدها عند اخوانى جزاهم الله الف خير

                شكرا جزيلا

                تعليق

                • أحاسيس_مجروحه
                  عضو
                  • Dec 2004
                  • 99

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة أبو شادن
                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  أختي الكريمة أحاسيس مجروحة

                  لي عتب بسيط جدا ً أختي رعاك الله .... أين الأحاسيس الجميلة عن مقالك هذا ؟!!

                  أرجوا أن لا تحرمينا من إفرادها بمقال يحتوي إبداع كإبداع :

                  إحساس مخيف جداً أن تكتشف موت لسانك عند حاجتك للكلام .. وتكتشف موت قلبك عند حاجتك للحب والحياة..وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء .. وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف عند حاجتك للآخرين


                  تأملت في كلامك كثيرا ولكن حارت الكلمات ما بين الشفاة ....

                  إحساس رائع من قلم رائع ... لك تحياتي ؛؛

                  صدقت فى كلامك ابو شادن ولكن اراها تاهت وسط الصحارى والقفار واصبح الحزن والالم يطغى على الاحاسيس الجميله وهناك مثل يقول ساعه فرح ودهر حزن انا بالنسبه لى دقيقه فرح ودهر حزن0
                  لم اجدها فى احاسيسي هذه الكلمة الجميله اتمنى ان تجدوها وتعيشونها جميعـــــــــــــا

                  وفقك الله

                  تعليق

                  • أبو أحمد
                    عضو مميز
                    • Sep 2002
                    • 1770

                    #10
                    الاخت أحاسيس_مجروحه قريت مقالك وتذكرت سريت الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية دعوته ومالقي من مصاعب وعانا ولكنه كان صابر
                    محتسب يحدوه الامل فهو القدوه لنا واليك بعض من سيرة المطصفى صلى الله عليه وسلم ارجو ان تعم الفائده للجميع وان ينير قلوبنا وان يصلح
                    شاننا وان يغفر خطايانا وذنوبنا وان يتجاوز عن من اخطاء في حقنا وحق نفسه وانه ولي ذلك والقادر عليه وجزاك الله خيرا






                    عام الحزن

                    وقد تعرضت الدعوة لأخطر محنة، في مسيرتها في مكة، وذلك عندما توفي أبو طالب، سندها الاجتماعي الأول، وبعده بأيام توفيت خديجة أم المؤمنين سندها الثاني.

                    ولشدة تأثير الحادثتين في سير الحركة التاريخية للإسلام سمى الرسول (صلّى الله عليه وآله) ذلك العام، بعام الحزن، وصرح مرة بقوله: (ما زالت قريش كافة عني حتى مات أبو طالب). (محمد رسول الله، محمد رضا أمين، مكتبة جامعة القاهرة ص111، وكتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة ج1، ص16، وتاريخ الطبري، ج2، ص222، وتاريخ ابن عساكر ج1، ص284، ومستدرك الحاكم ج2، ص622، وتاريخ ابن كثير ج3، ص122 وغيرها)


                    الطائف ترفض الدعوة

                    ولما اشتد إيذاء قريش للرسول (صلّى الله عليه وآله)، ولاقى منهم ما لم يجده قبل ذلك، اتجهت نيته (صلّى الله عليه وآله) شطر الطائف لعلها تكون منطلقاً للدعوة المباركة بعد أن تحجرت مكة، في وجهها، وبعد أن وقفت الحبشة في حدود إيواء المهاجرين من أتباعه فحسب، حيث أن تفشي الدين المسيحي هناك ووجود الدولة التي ترعاه، فرضاً أن لا يمارس الدعاة نشاطاً دعوتياً واسعاً فاكتفوا بما توفر لهم من حماية واطمئنان.

                    وإذ اتجهت أنظار الدعوة إلى الطائف، سار الرسول (صلّى الله عليه وآله) إليها لا يصحبه غير زيد بن حارثة، وأقام فيها شهراً، اتصل خلاله بزعمائها، وأصحاب التأثير فيها، ولكن الطائف بدت، كما لو كانت مقاطعة من مقاطعات مكة، تحجراً وفظاظةً، فكان رد أكبر رجالاتها عبد ياليل ومسعود، وحبيب أبناء عمرو بن عمير، يتسم بالخسة وسوء الأدب.

                    فبعد أن ردوا على دعوته بفاحش القول، أغروا به صبيان الطائف، وسفهاءها، وعبيدها، فانهالوا على الرسول (صلّى الله عليه وآله) سباً واستهزاءً، ورجماً بالحجارة حتى أدموا رجليه، وشجوا رأسه، فالتجأ إلى بستان لعتبة، وشيبة، ولدي ربيعة.

                    ولما تفرق الغوغاء عنه اتجه الرسول إلى مصدر القوة والأمل والرجاء فدعا ربه تعالى بنبرة خاشعة: (اللّهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمري؟! إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك). (الوفاء بأحوال المصطفى ج1، ص311، لابن الجوزي، وسيرة ابن هشام ج3، ص60، وما بعدها)

                    وحين رأى ابنا ربيعة ما لقي الرسول (صلّى الله عليه وآله) أخذتهما الرحمة عليه، فدعيا غلاماً لهما يعمل في بستانهما، يدعى عداساً، فقالا له: خذ قطعاً من هذا العنب وضعه في ذلك الطبق، ثم أذهب إلى ذلك الرجل فقل له يأكل منه.

                    ففعل الغلام، وحين وضع الطبق بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومد (صلّى الله عليه وآله) يده في الطبق، قال: بسم الله.

                    فنظر إليه عداس مندهشاً، ثم قال: والله إن هذا الكلام، ما يقوله أهل هذه البلاد!

                    قال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ومن أهل أي بلاد أنت يا عداس، وما دينك؟

                    قال: أنا نصراني، وأنا رجل من أهل نينوى.

                    قال (صلّى الله عليه وآله): من قرية الرجل الصالح يونس بن متى؟!

                    قال له: وما يدريك ما يونس بن متى؟!

                    قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ذلك أخي كان نبياً، وأنا نبي.

                    فما كان من عداس إلا أكبّ على يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ورأسه يقبلهما، وأعلن إسلامه.

                    وهكذا عاد (صلّى الله عليه وآله) إلى مكة بعد أن أجاره مطعم بن عدي حين دخولها خشية قريش.

                    ثم أن الرسول (صلّى الله عليه وآله) بدأ يعرض رسالته على القبائل، واحدة تلو الأخرى، يدعوهم إلى الله سبحانه.

                    عرض رسالته على كنده، وبني حنيفة، وبني عامر بن صعصعة وغيرهم، وكلهم رفضوا دعوته، حتى صار يتبع الناس في منازلهم ويقول: من يؤويني؟ من ينصرني؟ أو يقول: ألا رجل يحملني إلى قومه، فإنّ قريشا قد منعوني أن أبلّغ كلام ربي. (محمد رسول الله، محمد رضا ص113، دار الكتب العلمية)


                    بشائر الأمل

                    وفيما كان يعرض (صلّى الله عليه وآله) رسالته على القبائل في مواسم الحج، التقى سنة إحدى عشرة من البعثة المباركة، بجماعة من الخزرج، فطلب منهم أن يجلسوا حتى يكلمهم، فاستجابوا لطلبه، فعرض عليهم الإسلام، ودعاهم إلى الله، وتلا عليهم كتابه، فقال بعضهم لبعض: (.. والله إنه للنبي الذي تعدكم اليهود، فلا يسبقنكم إليه..). (إعلام الورى بأعلام الهدى)

                    فاستجابوا للدعوة، وأسلموا، وانصرفوا إلى يثرب يدعون إلى الإسلام حتى فشا في قومهم.

                    وفي العام التالي قدم من أهل المدينة اثنا عشر رجلاً فاجتمعوا بالرسول (صلّى الله عليه وآله) في العقبة وبايعوه على أن لا يشركوا بالله شيئاً ولا يزنوا، ولا يقتلوا أولادهم، ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم، ولا يعصوه في معروف، فإن وفوا فلهم الجنة، وإن غشوا من ذلك شيئاً، فأمرهم إلى الله، إن شاء عذب وشاء غفر...

                    وقد أرسل الرسول معهم مصعب بن عمير ليشرف على تعليمهم الإسلام وأحكامه، وراح مصعب ـ وهو يومذاك في مقتبل دور الشباب من حياته ـ يدور في المدينة على الناس يدعوهم إلى الله ورسالته، يسنده في ذلك، من أسلم من قبل من أهل المدينة، حتى استجاب لدعوته، سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وهما أبرز رجالات المدينة، حيث فتح إسلامهما الباب واسعاً لدعوة الله تعال لتدخل نفوس أهل المدينة.



                    بيعة العقبة

                    وبعد أن مضى على مصعب عام واحد، وهو يدعو إلى الإسلام ويعلم من آمن أحكام الدين ويقرئهم القرآن، جاء في موسم الحج في وفد إسلامي كبير يضم سبعين رجلاً وامرأتين، وذلك في السنة الثالثة عشر من البعثة المباركة.

                    وقد اتفقوا على لقاء رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سراً عند العقبة، حتى إذا مضى ثلث الليل ونام الحجيج، توافد المؤمنون إلى مكان اللقاء، وجاءهم الرسول (صلّى الله عليه وآله) بصحبة عمه العباس ابن عبد المطلب، فتكلم العباس أولاً: (.. إن محمداً منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا، وهو في عز من قومه، ومنعة في بلده، وقد أبى إلا الانقطاع إليكم فإن كنتم ترون أنكم وافون بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه، فمن الآن فدعوه في عز ومنعة من قومه). (الوفا بأحوال المصطفى ج1، ص334 وما بعدها، وتفسير الميزان ج9، سورة الأنفال)

                    فقالوا: قد سمعنا ما قلت.

                    فتكلم يا رسول الله وخذ لنفسك وربك ما أحببت، فتلا (صلّى الله عليه وآله) القرآن.. ودعا إلى الإسلام ثم قال: (تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة، في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافون لومة لائم، وعلى أن تبصروني، فمنعوني إذا قدمت عليكم ممّا تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم، وأولادكم ولكم الجنة..). (المصدر السابق)

                    فأجابوه إلى ذلك، وبايعوه عليه بالإجماع.

                    وقد كان لبيعة العقبة الثانية أثرها البالغ في نفوس المؤمنين حيث شعروا بتباشير النصر، تبدو لرسالتهم في الأفق، وانفتحت أمامهم، أبواب الأمل على مصارعها بعد طول كبت وضيق وإرهاب دام ثلاث عشرة سنة في مكة..

                    أما قريش، فقد أفزعها نبأ البيعة، وطار صواب زعمائها فقرروا البحث عمن عقد البيعة من أهل المدينة مع الرسول (صلّى الله عليه وآله) فألقوا القبض على المنذر بن عمرو، ولكنه فر من أيديهم، وألقوا القبض على سعد بن عبادة، فربطوا يديه إلى عنقه وسحبوه من شعر رأسه حتى أدخلوه مكة بالضرب الأليم، فخلصه من أيديهم مطعم بن عدي، والحارث بن حرب بن أمية لعلاقة تجارية له معهما..



                    الهجرة الكبرى

                    وحين توفرت الأرض الجديدة التي أصبح بمقدور الدعوة أن تقف عليها لأداء رسالتها العظمى، أمر الرسول (صلّى الله عليه وآله) المؤمنين بالهجرة إليها، هرباً بدينهم من فتنة المشركين ومكائدهم.

                    وهكذا راحت مواكب المهاجرين تتوافد إلى دار الإيمان سراً، وتحت جنح الظلام، تاركين أموالهم ودورهم من أجل دين الله. (إعلام الورى بأعلام الهدى ص59)

                    وقد حاولت قريش أن تمنع بعض المؤمنين من الهجرة، لخشيتها عاقبة الهجرة، وما سيترتب عليها من تقوية للإسلام، وضعف لمعسكر الشرك والضلال، وقد نجحت في منع البعض فعلاً..

                    وأخيراً أذن الله سبحانه لرسوله بالهجرة إلى الأرض المباركة، وذلك على أثر اجتماع قريش في دار الندوة، للوصول إلى رأي في موضوع الرسول (صلّى الله عليه وآله)، وبعد مداولات بشأنه، قال أحدهم: أثبتوه بالوثائق، واقترح آخر قتله وقال آخر: أخرجوه من مكة..

                    واتفقوا على رأي رابع، يقضي بأن يجمعوا من كل بطن من بطون قريش رجلاً ـ بما فيهم بنو هاشم ـ فيضربون رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بسيوفهم، ضربة رجل واحد، فيذهب دمه هدراً، فلا يستطيع بنو هاشم المطالبة بدمه.

                    وحين تم إجماعهم على رأيهم السالف الذكر.. نبأ الله رسوله (صلّى الله عليه وآله) بمكرهم: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال: 30). (الميزان، ج9، ص79، طبعة بيروت)

                    وبادرت قريش لتنفيذ ما اتفقت عليه ليلاً، لكن أبا لهب اقترح عليهم قتله عند الصباح.. وقد اخضعوا دار رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لحراسة شديدة، حتى لا يفلت الزمام من أيديهم.

                    وفي الأثناء أمر الرسول (صلّى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) أن ينام في فراشه ويلتحف ببردته، وخرج هو (صلّى الله عليه وآله) من بينهم، وهو يتلو قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ) (يس: 9).

                    وقد كان على موعد مع أبي بكر بن قحافة. (الميزان بحث روائي ج9، ص81) في مكان ما، حيث التقيا، واتجها للاختفاء في غار جبل ثور، وعندها بعث الله سبحانه العنكبوت فنسجت على باب الغار، وعند الصباح هجم القوم على مخدع الرسول (صلّى الله عليه وآله) فوثب علي (عليه السلام) في وجوههم قائلاً:

                    ما شأنكم؟

                    قالوا: أين محمد؟

                    قال: أجعلتموني عليه رقيباً؟! ألستم قلتم نخرجه من بلادنا، فقد خرج عنكم. (المصدر السابق ص80)

                    فأقبلوا على أبي لهب يضربونه، قائلين: أنت تخدعنا منذ الليل! ثم تفرقوا في الجبال بحثاً عنه (صلّى الله عليه وآله) مستصحبين معهم أبا كرز الذي اشتهر بتقصي الأثر، فعرف أثر الرسول حتى أوصلهم إلى الغار، وقال: ما جاوز هذا المكان.. فإما صعد إلى السماء أو دخل تحت الأرض! (المصدر السابق ص80)

                    وبعد أن مكث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في الغار ثلاث ليال واطمأن بأن قريشاً قد كفت عن طلبه، سار نحو المدينة بصحبة دليل استأجره من مكة.

                    وبعد أيام وصل الركب قبا خارج المدينة حيث نزل على كلثوم بن الهدم شيخ من بني عمرو بن عوف. (بحار الأنوار ج9، ص107-109، وروضة الكافي ص 339)

                    وأقام (صلّى الله عليه وآله) مسجد قبا، وبقي ينتظر قدوم علي بن أبي طالب، حيث كتب إليه أن يلحق به، بعد أن يفرغ من رد الودائع إلى أهلها وتنفيذ الوصايا التي أوصاه بها قبل الهجرة.

                    وحينئذ ابتاع علي (عليه السلام) ركائب حمل عليها فاطمة أمه، وفاطمة بنت محمد (صلّى الله عليه وآله) وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب، ثم أمر ضعاف المؤمنين بالهجرة، وأن يتسللوا ليلاً. (أعيان الشيعة ج3، ط3، ص155)

                    وحين وصل الركب قبا، استقبلهم الرسول (صلّى الله عليه وآله) وعانق علياً وبكى رحمة به لما أصابه من إرهاق وأذى، كانا باديين على جسمه الشريف.

                    وبقي الرسول (صلّى الله عليه وآله) بعد مقدم علي (عليه السلام) يومين في قبا، ثم ركب راحلته متجهاً نحو المدينة.. فاجتمع إليه بنو عمرو بن عوف، فقالوا: يا رسول الله، أقم عندنا، فإنا أهل الجد والجلد والحلقة والمنعمة.

                    فقال مشيراً لناقته: خلّوا عنها فإنها مأمورة (بحار الأنوار ج19 وروضة الكافي ص339) حتى إذا بلغ الأنصار نبأه أقبلوا يسرعون للالتفاف حول الراحلة، والرسول (صلّى الله عليه وآله) يصر على إخلاء سبيلها حتى مر ببني سالم عند الزوال من ذلك اليوم، وكان يوم جمعة فاستماحوه بالنزول عندهم، فبركت ناقته عند مسجدهم ذاك الذي بنوه قبل قدوم الرسول (صلّى الله عليه وآله) إلى المدينة، فنزل (صلّى الله عليه وآله) وأقام الصلاة، وخطب أول خطبة بعهد الهجرة، ثم ارتحل والناس محتفّون به أيما احتفاء.

                    فكانت النسوة يقفن على السطوح تكبر الله، تعبيراً عن الفرحة، والصبية يهتفون: الله أكبر.. جاء رسول الله.. ترحيباً بمقدم الرسول، والناس يتسابقون للقائه.

                    وكان لا يمر بدار إلا اعترضوا طريقه: (هلمّ يا رسول الله إلى القوة والمنعة والثروة). ورسول الله يبتسم شاكراً وهو يقول ـ مشيراً إلى ناقته ـ (خلّوا سبيلها فإنها مأمورة) حتى بركت في موضع المسجد النبوي المبارك ـ إذ لم يكن مسجداً يومذاك ـ على باب أبي أيوب، خالد بن زيد الأنصاري، فنزل (صلّى الله عليه وآله) عنها فوثبت أم أيوب (رضي الله عنها) إلى الرحل فحلته، وأدخلته منزلها، ثم أنه (صلّى الله عليه وآله) نزل عند أبي أيوب (رضي الله عنه) حتى أقيم المسجد الشريف في بقعته المعلومة الآن، وأقيمت الدور حوله..

                    تعليق

                    • أحاسيس_مجروحه
                      عضو
                      • Dec 2004
                      • 99

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة أبو أحمد
                      الاخت أحاسيس_مجروحه قريت مقالك وتذكرت سريت الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية دعوته ومالقي من مصاعب وعانا ولكنه كان صابر
                      محتسب يحدوه الامل فهو القدوه لنا واليك بعض من سيرة المطصفى صلى الله عليه وسلم ارجو ان تعم الفائده للجميع وان ينير قلوبنا وان يصلح
                      شاننا وان يغفر خطايانا وذنوبنا وان يتجاوز عن من اخطاء في حقنا وحق نفسه وانه ولي ذلك والقادر عليه وجزاك الله خيرا






                      عام الحزن

                      وقد تعرضت الدعوة لأخطر محنة، في مسيرتها في مكة، وذلك عندما توفي أبو طالب، سندها الاجتماعي الأول، وبعده بأيام توفيت خديجة أم المؤمنين سندها الثاني.

                      ولشدة تأثير الحادثتين في سير الحركة التاريخية للإسلام سمى الرسول (صلّى الله عليه وآله) ذلك العام، بعام الحزن، وصرح مرة بقوله: (ما زالت قريش كافة عني حتى مات أبو طالب). (محمد رسول الله، محمد رضا أمين، مكتبة جامعة القاهرة ص111، وكتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة ج1، ص16، وتاريخ الطبري، ج2، ص222، وتاريخ ابن عساكر ج1، ص284، ومستدرك الحاكم ج2، ص622، وتاريخ ابن كثير ج3، ص122 وغيرها)


                      الطائف ترفض الدعوة

                      ولما اشتد إيذاء قريش للرسول (صلّى الله عليه وآله)، ولاقى منهم ما لم يجده قبل ذلك، اتجهت نيته (صلّى الله عليه وآله) شطر الطائف لعلها تكون منطلقاً للدعوة المباركة بعد أن تحجرت مكة، في وجهها، وبعد أن وقفت الحبشة في حدود إيواء المهاجرين من أتباعه فحسب، حيث أن تفشي الدين المسيحي هناك ووجود الدولة التي ترعاه، فرضاً أن لا يمارس الدعاة نشاطاً دعوتياً واسعاً فاكتفوا بما توفر لهم من حماية واطمئنان.

                      وإذ اتجهت أنظار الدعوة إلى الطائف، سار الرسول (صلّى الله عليه وآله) إليها لا يصحبه غير زيد بن حارثة، وأقام فيها شهراً، اتصل خلاله بزعمائها، وأصحاب التأثير فيها، ولكن الطائف بدت، كما لو كانت مقاطعة من مقاطعات مكة، تحجراً وفظاظةً، فكان رد أكبر رجالاتها عبد ياليل ومسعود، وحبيب أبناء عمرو بن عمير، يتسم بالخسة وسوء الأدب.

                      فبعد أن ردوا على دعوته بفاحش القول، أغروا به صبيان الطائف، وسفهاءها، وعبيدها، فانهالوا على الرسول (صلّى الله عليه وآله) سباً واستهزاءً، ورجماً بالحجارة حتى أدموا رجليه، وشجوا رأسه، فالتجأ إلى بستان لعتبة، وشيبة، ولدي ربيعة.

                      ولما تفرق الغوغاء عنه اتجه الرسول إلى مصدر القوة والأمل والرجاء فدعا ربه تعالى بنبرة خاشعة: (اللّهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمري؟! إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك). (الوفاء بأحوال المصطفى ج1، ص311، لابن الجوزي، وسيرة ابن هشام ج3، ص60، وما بعدها)

                      وحين رأى ابنا ربيعة ما لقي الرسول (صلّى الله عليه وآله) أخذتهما الرحمة عليه، فدعيا غلاماً لهما يعمل في بستانهما، يدعى عداساً، فقالا له: خذ قطعاً من هذا العنب وضعه في ذلك الطبق، ثم أذهب إلى ذلك الرجل فقل له يأكل منه.

                      ففعل الغلام، وحين وضع الطبق بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومد (صلّى الله عليه وآله) يده في الطبق، قال: بسم الله.

                      فنظر إليه عداس مندهشاً، ثم قال: والله إن هذا الكلام، ما يقوله أهل هذه البلاد!

                      قال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ومن أهل أي بلاد أنت يا عداس، وما دينك؟

                      قال: أنا نصراني، وأنا رجل من أهل نينوى.

                      قال (صلّى الله عليه وآله): من قرية الرجل الصالح يونس بن متى؟!

                      قال له: وما يدريك ما يونس بن متى؟!

                      قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ذلك أخي كان نبياً، وأنا نبي.

                      فما كان من عداس إلا أكبّ على يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ورأسه يقبلهما، وأعلن إسلامه.

                      وهكذا عاد (صلّى الله عليه وآله) إلى مكة بعد أن أجاره مطعم بن عدي حين دخولها خشية قريش.

                      ثم أن الرسول (صلّى الله عليه وآله) بدأ يعرض رسالته على القبائل، واحدة تلو الأخرى، يدعوهم إلى الله سبحانه.

                      عرض رسالته على كنده، وبني حنيفة، وبني عامر بن صعصعة وغيرهم، وكلهم رفضوا دعوته، حتى صار يتبع الناس في منازلهم ويقول: من يؤويني؟ من ينصرني؟ أو يقول: ألا رجل يحملني إلى قومه، فإنّ قريشا قد منعوني أن أبلّغ كلام ربي. (محمد رسول الله، محمد رضا ص113، دار الكتب العلمية)


                      بشائر الأمل

                      وفيما كان يعرض (صلّى الله عليه وآله) رسالته على القبائل في مواسم الحج، التقى سنة إحدى عشرة من البعثة المباركة، بجماعة من الخزرج، فطلب منهم أن يجلسوا حتى يكلمهم، فاستجابوا لطلبه، فعرض عليهم الإسلام، ودعاهم إلى الله، وتلا عليهم كتابه، فقال بعضهم لبعض: (.. والله إنه للنبي الذي تعدكم اليهود، فلا يسبقنكم إليه..). (إعلام الورى بأعلام الهدى)

                      فاستجابوا للدعوة، وأسلموا، وانصرفوا إلى يثرب يدعون إلى الإسلام حتى فشا في قومهم.

                      وفي العام التالي قدم من أهل المدينة اثنا عشر رجلاً فاجتمعوا بالرسول (صلّى الله عليه وآله) في العقبة وبايعوه على أن لا يشركوا بالله شيئاً ولا يزنوا، ولا يقتلوا أولادهم، ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم، ولا يعصوه في معروف، فإن وفوا فلهم الجنة، وإن غشوا من ذلك شيئاً، فأمرهم إلى الله، إن شاء عذب وشاء غفر...

                      وقد أرسل الرسول معهم مصعب بن عمير ليشرف على تعليمهم الإسلام وأحكامه، وراح مصعب ـ وهو يومذاك في مقتبل دور الشباب من حياته ـ يدور في المدينة على الناس يدعوهم إلى الله ورسالته، يسنده في ذلك، من أسلم من قبل من أهل المدينة، حتى استجاب لدعوته، سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وهما أبرز رجالات المدينة، حيث فتح إسلامهما الباب واسعاً لدعوة الله تعال لتدخل نفوس أهل المدينة.



                      بيعة العقبة

                      وبعد أن مضى على مصعب عام واحد، وهو يدعو إلى الإسلام ويعلم من آمن أحكام الدين ويقرئهم القرآن، جاء في موسم الحج في وفد إسلامي كبير يضم سبعين رجلاً وامرأتين، وذلك في السنة الثالثة عشر من البعثة المباركة.

                      وقد اتفقوا على لقاء رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سراً عند العقبة، حتى إذا مضى ثلث الليل ونام الحجيج، توافد المؤمنون إلى مكان اللقاء، وجاءهم الرسول (صلّى الله عليه وآله) بصحبة عمه العباس ابن عبد المطلب، فتكلم العباس أولاً: (.. إن محمداً منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا، وهو في عز من قومه، ومنعة في بلده، وقد أبى إلا الانقطاع إليكم فإن كنتم ترون أنكم وافون بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه، فمن الآن فدعوه في عز ومنعة من قومه). (الوفا بأحوال المصطفى ج1، ص334 وما بعدها، وتفسير الميزان ج9، سورة الأنفال)

                      فقالوا: قد سمعنا ما قلت.

                      فتكلم يا رسول الله وخذ لنفسك وربك ما أحببت، فتلا (صلّى الله عليه وآله) القرآن.. ودعا إلى الإسلام ثم قال: (تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة، في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافون لومة لائم، وعلى أن تبصروني، فمنعوني إذا قدمت عليكم ممّا تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم، وأولادكم ولكم الجنة..). (المصدر السابق)

                      فأجابوه إلى ذلك، وبايعوه عليه بالإجماع.

                      وقد كان لبيعة العقبة الثانية أثرها البالغ في نفوس المؤمنين حيث شعروا بتباشير النصر، تبدو لرسالتهم في الأفق، وانفتحت أمامهم، أبواب الأمل على مصارعها بعد طول كبت وضيق وإرهاب دام ثلاث عشرة سنة في مكة..

                      أما قريش، فقد أفزعها نبأ البيعة، وطار صواب زعمائها فقرروا البحث عمن عقد البيعة من أهل المدينة مع الرسول (صلّى الله عليه وآله) فألقوا القبض على المنذر بن عمرو، ولكنه فر من أيديهم، وألقوا القبض على سعد بن عبادة، فربطوا يديه إلى عنقه وسحبوه من شعر رأسه حتى أدخلوه مكة بالضرب الأليم، فخلصه من أيديهم مطعم بن عدي، والحارث بن حرب بن أمية لعلاقة تجارية له معهما..



                      الهجرة الكبرى

                      وحين توفرت الأرض الجديدة التي أصبح بمقدور الدعوة أن تقف عليها لأداء رسالتها العظمى، أمر الرسول (صلّى الله عليه وآله) المؤمنين بالهجرة إليها، هرباً بدينهم من فتنة المشركين ومكائدهم.

                      وهكذا راحت مواكب المهاجرين تتوافد إلى دار الإيمان سراً، وتحت جنح الظلام، تاركين أموالهم ودورهم من أجل دين الله. (إعلام الورى بأعلام الهدى ص59)

                      وقد حاولت قريش أن تمنع بعض المؤمنين من الهجرة، لخشيتها عاقبة الهجرة، وما سيترتب عليها من تقوية للإسلام، وضعف لمعسكر الشرك والضلال، وقد نجحت في منع البعض فعلاً..

                      وأخيراً أذن الله سبحانه لرسوله بالهجرة إلى الأرض المباركة، وذلك على أثر اجتماع قريش في دار الندوة، للوصول إلى رأي في موضوع الرسول (صلّى الله عليه وآله)، وبعد مداولات بشأنه، قال أحدهم: أثبتوه بالوثائق، واقترح آخر قتله وقال آخر: أخرجوه من مكة..

                      واتفقوا على رأي رابع، يقضي بأن يجمعوا من كل بطن من بطون قريش رجلاً ـ بما فيهم بنو هاشم ـ فيضربون رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بسيوفهم، ضربة رجل واحد، فيذهب دمه هدراً، فلا يستطيع بنو هاشم المطالبة بدمه.

                      وحين تم إجماعهم على رأيهم السالف الذكر.. نبأ الله رسوله (صلّى الله عليه وآله) بمكرهم: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال: 30). (الميزان، ج9، ص79، طبعة بيروت)

                      وبادرت قريش لتنفيذ ما اتفقت عليه ليلاً، لكن أبا لهب اقترح عليهم قتله عند الصباح.. وقد اخضعوا دار رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لحراسة شديدة، حتى لا يفلت الزمام من أيديهم.

                      وفي الأثناء أمر الرسول (صلّى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) أن ينام في فراشه ويلتحف ببردته، وخرج هو (صلّى الله عليه وآله) من بينهم، وهو يتلو قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ) (يس: 9).

                      وقد كان على موعد مع أبي بكر بن قحافة. (الميزان بحث روائي ج9، ص81) في مكان ما، حيث التقيا، واتجها للاختفاء في غار جبل ثور، وعندها بعث الله سبحانه العنكبوت فنسجت على باب الغار، وعند الصباح هجم القوم على مخدع الرسول (صلّى الله عليه وآله) فوثب علي (عليه السلام) في وجوههم قائلاً:

                      ما شأنكم؟

                      قالوا: أين محمد؟

                      قال: أجعلتموني عليه رقيباً؟! ألستم قلتم نخرجه من بلادنا، فقد خرج عنكم. (المصدر السابق ص80)

                      فأقبلوا على أبي لهب يضربونه، قائلين: أنت تخدعنا منذ الليل! ثم تفرقوا في الجبال بحثاً عنه (صلّى الله عليه وآله) مستصحبين معهم أبا كرز الذي اشتهر بتقصي الأثر، فعرف أثر الرسول حتى أوصلهم إلى الغار، وقال: ما جاوز هذا المكان.. فإما صعد إلى السماء أو دخل تحت الأرض! (المصدر السابق ص80)

                      وبعد أن مكث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في الغار ثلاث ليال واطمأن بأن قريشاً قد كفت عن طلبه، سار نحو المدينة بصحبة دليل استأجره من مكة.

                      وبعد أيام وصل الركب قبا خارج المدينة حيث نزل على كلثوم بن الهدم شيخ من بني عمرو بن عوف. (بحار الأنوار ج9، ص107-109، وروضة الكافي ص 339)

                      وأقام (صلّى الله عليه وآله) مسجد قبا، وبقي ينتظر قدوم علي بن أبي طالب، حيث كتب إليه أن يلحق به، بعد أن يفرغ من رد الودائع إلى أهلها وتنفيذ الوصايا التي أوصاه بها قبل الهجرة.

                      وحينئذ ابتاع علي (عليه السلام) ركائب حمل عليها فاطمة أمه، وفاطمة بنت محمد (صلّى الله عليه وآله) وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب، ثم أمر ضعاف المؤمنين بالهجرة، وأن يتسللوا ليلاً. (أعيان الشيعة ج3، ط3، ص155)

                      وحين وصل الركب قبا، استقبلهم الرسول (صلّى الله عليه وآله) وعانق علياً وبكى رحمة به لما أصابه من إرهاق وأذى، كانا باديين على جسمه الشريف.

                      وبقي الرسول (صلّى الله عليه وآله) بعد مقدم علي (عليه السلام) يومين في قبا، ثم ركب راحلته متجهاً نحو المدينة.. فاجتمع إليه بنو عمرو بن عوف، فقالوا: يا رسول الله، أقم عندنا، فإنا أهل الجد والجلد والحلقة والمنعمة.

                      فقال مشيراً لناقته: خلّوا عنها فإنها مأمورة (بحار الأنوار ج19 وروضة الكافي ص339) حتى إذا بلغ الأنصار نبأه أقبلوا يسرعون للالتفاف حول الراحلة، والرسول (صلّى الله عليه وآله) يصر على إخلاء سبيلها حتى مر ببني سالم عند الزوال من ذلك اليوم، وكان يوم جمعة فاستماحوه بالنزول عندهم، فبركت ناقته عند مسجدهم ذاك الذي بنوه قبل قدوم الرسول (صلّى الله عليه وآله) إلى المدينة، فنزل (صلّى الله عليه وآله) وأقام الصلاة، وخطب أول خطبة بعهد الهجرة، ثم ارتحل والناس محتفّون به أيما احتفاء.

                      فكانت النسوة يقفن على السطوح تكبر الله، تعبيراً عن الفرحة، والصبية يهتفون: الله أكبر.. جاء رسول الله.. ترحيباً بمقدم الرسول، والناس يتسابقون للقائه.

                      وكان لا يمر بدار إلا اعترضوا طريقه: (هلمّ يا رسول الله إلى القوة والمنعة والثروة). ورسول الله يبتسم شاكراً وهو يقول ـ مشيراً إلى ناقته ـ (خلّوا سبيلها فإنها مأمورة) حتى بركت في موضع المسجد النبوي المبارك ـ إذ لم يكن مسجداً يومذاك ـ على باب أبي أيوب، خالد بن زيد الأنصاري، فنزل (صلّى الله عليه وآله) عنها فوثبت أم أيوب (رضي الله عنها) إلى الرحل فحلته، وأدخلته منزلها، ثم أنه (صلّى الله عليه وآله) نزل عند أبي أيوب (رضي الله عنه) حتى أقيم المسجد الشريف في بقعته المعلومة الآن، وأقيمت الدور حوله..

                      بعد هذه المشاركه الرائعه اقف عندها مشدودة معجبه بما قرأت جزاك الله خير ابو احمد

                      لا استطيع الا ان اقدم لك شكرى واحترامى

                      تعليق

                      • فارس الأصيل
                        عضو مميز
                        • Feb 2002
                        • 3319

                        #12
                        أخيتي الكريمة ..
                        سامحك الله فلقد اعدتني الى ماض انتهى وزمن ولى بكل مافيه ولكني أجد في احاسيسك الكثير والكثير من الاشياء التي تشعرني دائما بماعليها انفسنا البشرية التي لا تعرف حقيقتها فلو تأملت حقيقتها لعرفت قدرها ..

                        شكرا على هذا النقل والذي اخترتي منه ميلادالفرح في عرس حزن


                        تحياتي
                        مالكالحزين
                        هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                        كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                        مدونتي
                        أحمد الهدية

                        تعليق

                        • أحاسيس_مجروحه
                          عضو
                          • Dec 2004
                          • 99

                          #13
                          شكرا على مرورك مالك الحزين

                          قد زدتنى حزنا بحزنك

                          تعليق

                          • العقرب
                            عضو مميز
                            • Dec 2004
                            • 1835

                            #14
                            الاخت احسيس مجروحه والاخ الكريم مالك الحزين
                            كم احزنتماني هذه الليلة الاسماء والموضوع وهذه الحياة دمتما في حفظ الله.

                            همسة عقرب: اخي ابا احمد لقد اثريت هذا الموضع اكرمك الله وحفظك.
                            [align=center][/align]
                            [poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                            أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا=فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ ألجاهلينا[/poem]

                            تعليق

                            • أحاسيس_مجروحه
                              عضو
                              • Dec 2004
                              • 99

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة العقرب
                              الاخت احسيس مجروحه والاخ الكريم مالك الحزين
                              كم احزنتماني هذه الليلة الاسماء والموضوع وهذه الحياة دمتما في حفظ الله.

                              همسة عقرب: اخي ابا احمد لقد اثريت هذا الموضع اكرمك الله وحفظك.

                              نعم صدقت اخى العقرب

                              وزادنا حزنا فراق عاشق

                              تعليق

                              Working...