[ إهــداء مخصوص ]
إلى أولئك الذين يكتبون خارج الكتابة وهم يحسبون أنهم عن شعر الجنوب يكتبون
ثنائية رائعة تعاون في نسيجها شاعران رائعان لهما فضل السبق و الحضور الثنائي الشعري المناسبي ، ومازال في فمي لذيذ الطعم مما قدما في بداياتيهما الشعرية من ثنائيات كهذه ، مما تشكل له نكهة خاصة وذوق خاص لدى الكثيرين ولعل هاتان القصيدتان أو قصيدة البدع والرد هذه من ذلك الشعر الذي تعبنا في القبض عليه وتدوينه قبل أن تذروه الرياح
البدع من ابن مصلح.
آنا عندي حب لكن مبغي آكيلـه بمد الناس
مدنا بيسدنا ليش اغدي أدور لمد الناسي
وانشد التاجر إلا منّه هبا براًً وبوسنه
وأما في ذا الوقت لا نحرث ولا نزرع ولا نداسي
والـمُـزارع قال ماعاد يستوي براً معا ذره
هل رأيتم كيف وظف هذا العملاق [ حرف السين ] في هذه القصيدة ..؟
إذا سمحتم أعيدوا قراءتها مرة أخرى وركزوا على مواقع حرف [ الســين ] .
لقد حَبَك هذا الشاعر [ منسوجته ] بألوان رائعة أشبه في جمالها بألوان الطيف المتناسقة الجميلة التي تمتد مابين السماء والأرض ووشاها [بحرف السين ] الذي شابه خيوط الذهب على منسوجة من حرير .
وجمـّل به كل بيت في القصيدة فغدا كل بيت يتباهى بل يميس فخراً بحسنه وجماله الموشى بذهب من حرف السين .
فمرة يعلق الذهب حلية على جيد البيت وأخرى على الخصر ومرة على الساق كالخلخال ومرة يعلقه كالقرط المتدلي على العنق ومرة كالتاج على الرأس .
أنها بلا شك قصيدة موشاة بالذهب في تناسق بديع لاخلط فيها، مصنفة محتوياتها كتصنيف التاجر لبضائعه والمزارع لمزروعاته فكل نوع فيها على حده ومكيالها واحد وليس كما يحصل في هذه الأيام في إزدواجية المعايير وخلط الأوراق .
لقد أعلنها بن مصلح صاقعة باقعة واضحه
لالزوم لمــد الناس ولا الكيل بمكيالين ولاخلط بين البضائع وأنه متمسك بمكياله الواحد وبعدم الخلط فكل صنف عنده على حده وهكذا من يحترم نفسه ويحترم ذوق الآخرين
{ والله يرحم أبوك اللي كان يخلطها }
وكذلك البيضاني
رد فأبدع وأمتع وأسـمع وحاك من السين قطعة موسيقية بديعة لايشبهها نهر السين في جماله ولا سينيتي البحتري وشوقي ولا من عارضهما ولا حتى من خمسها ولا حتى من سدسها أو سبعها
وهاهي القصيدة الرد
من تعرض للدنس لابد يأخذ قسم ما الدناس
بالله ياراع المدد مد الذي يفهم ومد الناسي
خلك راضي مبتسم لأبو ماية عاماً وبو سنه
وبن عمك لاتصدق فيه لاكاذب ولانداسي
والمواجيب الذي تلزمك مافيها معاذره
وتأمل كيف أطلق العنان لحرف السين في البيت الأول كما يطلق للفرس العربي الأصيل العنــــان
فجاء به ثلاث مرات ... دفعة واحدة
لقد { والله } كدت أرثي لذلك القذر من تلك الحملة الشرسة التي شنها البيضاني على [ الدنس ]
من تعرض للدنس لابد يأخذ قسم ما الدناس
غير أنني انسقت مع جماليات حرف السين ولسان الحال يقول :
كم تأسفت على هذا الجمال الموسيقي الداخلي في هذه القصيدة حين كان وصفا [ للقذر ] لكنها عبقرية شعر الجنوب الذي يجعلك تبتسم وأنت في حالـِكْ – شدة الظلام – الظروف .
وتربأ - حتى وأنت تصف الدنس – من أن تمسه أو تلوث يديك بشئ من قذارته وان يرافقك الجمال انى ذهبت وأنى كانت ظروفك .
الم يشاهد عنترة تبسم حبيبته تحت ظــلال السيوف ....؟؟
الم يقل :
ولقد ذكرتك والرماح نواهل ... مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها ... لمعت كبارق ثغرك المتبسم
وقال المتنبي في ميميته الشهيرة :
وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ ... كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ
تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً ... وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ
وما يكاد البيضاني يروض قصيدته بجرْسْ السين وإيقاعه حتى ينهج بتجليات صوفية فيطلب المدد على طريقة الصوفيين لمن داهمه النسيان ويطلبه لذوي العقول و الأفهام
بالله ياراع المدد مد الذي يفهم ومد الناسي
ومايزال حرف السين متربعا على عرش القصيدة فقد بسط نفوذه على ستة مواقع من الأبيات الثلاثة الأول
وموقع واحد في البيت الرابع .
ويابى الفيلسوف أن تنداح موسيقى السين في كامل قصيدة الرد
فاستغنى عنه كليا في البيت الختامي واستبدله بموسيقى الميم " حرف الشفايف " فجاء به في أربع ترنيمات مذهلات لاتحايل فيها ولا اعتذار
والمواجيب الذي تلزمك مافيها معاذره
أليس هذان أنموذجان لجمال شعري جنوبي آسر للألباب ..؟
ببدعه ورده
بعيد عن فحش القول
وعن السعي وراء عيوب الآخرين والتفاخر بإشهارها وكأنها طماطم السعودية ...!!!
إلى أولئك الذين يكتبون خارج الكتابة وهم يحسبون أنهم عن شعر الجنوب يكتبون
ثنائية رائعة تعاون في نسيجها شاعران رائعان لهما فضل السبق و الحضور الثنائي الشعري المناسبي ، ومازال في فمي لذيذ الطعم مما قدما في بداياتيهما الشعرية من ثنائيات كهذه ، مما تشكل له نكهة خاصة وذوق خاص لدى الكثيرين ولعل هاتان القصيدتان أو قصيدة البدع والرد هذه من ذلك الشعر الذي تعبنا في القبض عليه وتدوينه قبل أن تذروه الرياح
البدع من ابن مصلح.
آنا عندي حب لكن مبغي آكيلـه بمد الناس
مدنا بيسدنا ليش اغدي أدور لمد الناسي
وانشد التاجر إلا منّه هبا براًً وبوسنه
وأما في ذا الوقت لا نحرث ولا نزرع ولا نداسي
والـمُـزارع قال ماعاد يستوي براً معا ذره
هل رأيتم كيف وظف هذا العملاق [ حرف السين ] في هذه القصيدة ..؟
إذا سمحتم أعيدوا قراءتها مرة أخرى وركزوا على مواقع حرف [ الســين ] .
لقد حَبَك هذا الشاعر [ منسوجته ] بألوان رائعة أشبه في جمالها بألوان الطيف المتناسقة الجميلة التي تمتد مابين السماء والأرض ووشاها [بحرف السين ] الذي شابه خيوط الذهب على منسوجة من حرير .
وجمـّل به كل بيت في القصيدة فغدا كل بيت يتباهى بل يميس فخراً بحسنه وجماله الموشى بذهب من حرف السين .
فمرة يعلق الذهب حلية على جيد البيت وأخرى على الخصر ومرة على الساق كالخلخال ومرة يعلقه كالقرط المتدلي على العنق ومرة كالتاج على الرأس .
أنها بلا شك قصيدة موشاة بالذهب في تناسق بديع لاخلط فيها، مصنفة محتوياتها كتصنيف التاجر لبضائعه والمزارع لمزروعاته فكل نوع فيها على حده ومكيالها واحد وليس كما يحصل في هذه الأيام في إزدواجية المعايير وخلط الأوراق .
لقد أعلنها بن مصلح صاقعة باقعة واضحه
لالزوم لمــد الناس ولا الكيل بمكيالين ولاخلط بين البضائع وأنه متمسك بمكياله الواحد وبعدم الخلط فكل صنف عنده على حده وهكذا من يحترم نفسه ويحترم ذوق الآخرين
{ والله يرحم أبوك اللي كان يخلطها }
وكذلك البيضاني
رد فأبدع وأمتع وأسـمع وحاك من السين قطعة موسيقية بديعة لايشبهها نهر السين في جماله ولا سينيتي البحتري وشوقي ولا من عارضهما ولا حتى من خمسها ولا حتى من سدسها أو سبعها
وهاهي القصيدة الرد
من تعرض للدنس لابد يأخذ قسم ما الدناس
بالله ياراع المدد مد الذي يفهم ومد الناسي
خلك راضي مبتسم لأبو ماية عاماً وبو سنه
وبن عمك لاتصدق فيه لاكاذب ولانداسي
والمواجيب الذي تلزمك مافيها معاذره
وتأمل كيف أطلق العنان لحرف السين في البيت الأول كما يطلق للفرس العربي الأصيل العنــــان
فجاء به ثلاث مرات ... دفعة واحدة
لقد { والله } كدت أرثي لذلك القذر من تلك الحملة الشرسة التي شنها البيضاني على [ الدنس ]
من تعرض للدنس لابد يأخذ قسم ما الدناس
غير أنني انسقت مع جماليات حرف السين ولسان الحال يقول :
كم تأسفت على هذا الجمال الموسيقي الداخلي في هذه القصيدة حين كان وصفا [ للقذر ] لكنها عبقرية شعر الجنوب الذي يجعلك تبتسم وأنت في حالـِكْ – شدة الظلام – الظروف .
وتربأ - حتى وأنت تصف الدنس – من أن تمسه أو تلوث يديك بشئ من قذارته وان يرافقك الجمال انى ذهبت وأنى كانت ظروفك .
الم يشاهد عنترة تبسم حبيبته تحت ظــلال السيوف ....؟؟
الم يقل :
ولقد ذكرتك والرماح نواهل ... مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها ... لمعت كبارق ثغرك المتبسم
وقال المتنبي في ميميته الشهيرة :
وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ ... كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ
تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً ... وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ
وما يكاد البيضاني يروض قصيدته بجرْسْ السين وإيقاعه حتى ينهج بتجليات صوفية فيطلب المدد على طريقة الصوفيين لمن داهمه النسيان ويطلبه لذوي العقول و الأفهام
بالله ياراع المدد مد الذي يفهم ومد الناسي
ومايزال حرف السين متربعا على عرش القصيدة فقد بسط نفوذه على ستة مواقع من الأبيات الثلاثة الأول
وموقع واحد في البيت الرابع .
ويابى الفيلسوف أن تنداح موسيقى السين في كامل قصيدة الرد
فاستغنى عنه كليا في البيت الختامي واستبدله بموسيقى الميم " حرف الشفايف " فجاء به في أربع ترنيمات مذهلات لاتحايل فيها ولا اعتذار
والمواجيب الذي تلزمك مافيها معاذره
أليس هذان أنموذجان لجمال شعري جنوبي آسر للألباب ..؟
ببدعه ورده
بعيد عن فحش القول
وعن السعي وراء عيوب الآخرين والتفاخر بإشهارها وكأنها طماطم السعودية ...!!!
تعليق