Unconfigured Ad Widget

Collapse

ورطة التفاحة !!

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الليل الغاصب
    عضو
    • Feb 2005
    • 77

    ورطة التفاحة !!

    أهلاً بكم يانجوم الديرة ,
    هذه قصة قرأتها وأعجبتني وأحببت أن أنقلها لكم ,
    أرجو أن تحوز على إعجابكم !!

    يحكى انه في القرن الاول الهجري كان هناك شابا تقياً يطلب العلم ومتفرغ له ولكنه كان فقيرا وفي يوم من الايام خرج من بيته من شدة الجوع

    ولانه لم يجد ما يأكله فانتهى به الطريق الى احد البساتين والتي كانت مملؤة باشجار التفاح

    وكان احد اغصان شجرة منها متدليا في الطريق ... فحدثته نفسه ان ياكل هذه التفاحة ويسد بها رمقه ولا احد يراه ولن ينقص هذا البستنان بسبب تفاحة واحده ...

    فقطف تفاحة واحدة وجلس ياكلها حتى ذهب جوعه ولما رجع الى بيته بدات نفسه تلومه

    وهذا هو حال المؤمن دائما جلس يفكر ويقول كيف اكلت هذه التفاحة وهي مال لمسلم ولم استأذن منه ولم استسمحه فذهب يبحث عن صاحب البستان حتى وجده فقال له الشاب يا عم بالامس بلغ بي الجوع مبلغا عظيماً واكلت تفاحة من بستانك من دون علمك وهئنذا اليوم أستأذنك فيها

    فقال له صاحب البستان .. والله لا أسامحك بل انا خصيمك يوم القيامة عند الله!!!

    بدأ الشاب المؤمن يبكي ويتوسل اليه أن يسامحه وقال له انا مستعد ان اعمل اي شي بشرط ان تسامحني وتحللني وبدا يتوسل الى صاحب البستان وصاحب البستان لا يزداد الا اصرارا وذهب وتركه والشاب يلحقه ويتوسل اليه حتى دخل بيته

    وبقي الشاب عند البيت ينتظر خروجه الى صلاة العصر... فلما خرج صاحب البستان وجد الشاب لا زال واقفا ودموعه التي تحدرت على لحيته فزادت وجهه نورا غير نور الطاعة والعلم فقال الشاب لصاحب البستان ياعم انني مستعد للعمل فلاحا في هذا البستان من دون اجر باقي عمري او اي امر تريد ولكن بشرط ان تسامحني . عندها...

    اطرق صاحب البستان يفكر ثم قال يا بني انني مستعد ان اسامحك الان لكن بشرط فرح الشاب وتهلل وجهه بالفرح وقال اشترط ما بدى لك ياعم؟

    فقال صاحب البستان شرطي هو ان تتزوج ابنتي !!!ا

    صدم الشاب من هذا الجواب وذهل ولم يستوعب بعد هذا الشرط ثم اكمل صاحب البستان قوله ..

    ولكن يا بني اعلم اني ابنتي عمياء وصماء وبكماء وايضا مقعدة لا تمشي ومنذ زمن وانا ابحث لها عن زوج استأمنه عليها ويقبل بها بجميع مواصفاتها التي ذكرتها فإن وافقت عليها سامحتك

    صدم الشاب مرة اخرى بهذه المصيبة الثانية وبدأ يفكر كيف يعيش مع هذه العلة خصوصا انه لازال في مقتبل العمر؟

    وكيف تقوم بشؤنه وترعى بيته وتهتم به وهي بهذه العاهات ؟

    بدأيحسبها ويقول اصبر عليها في الدنيا ولكن انجو من ورطة التفاحة !!!!

    ثم توجه الى صاحب البستان وقال له يا عم لقد قبلت ابنتك واسال الله ان يجازيني على نيتي وان يعوضني خيرا مما اصابني فقال صاحب البستان .... حسناا يا بني موعدك الخميس القادم عندي في البيت لوليمة زواجك وانا اتكفل لك بمهرها

    فلما كان يوم الخميس جاء هذا الشاب متثاقل الخطى... حزين الفؤاد... منكسر الخاطر...

    ليس كأي زوج ذاهب الى يوم عرسه فلما طرق الباب فتح له ابوها وادخله البيت وبعد ان تجاذبا اطراف الحديث قال له يا بني... تفضل يالدخول على زوجتك وبارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما على خير واخذه بيده وذهب به الى الغرفة التي تجلس فيها ابنته فلما فتح الباب ورآها ....

    فاذا فتاة بيضاء اجمل من القمر قد انسدل شعركالحرير على كتفيهافقامت ومشت اليه فاذا هي ممشوقة القوام وسلمت عليه وقالت السلام عليك يا زوجي ....

    اما صاحبنا فهو قد وقف في مكانه يتأملها وكأنه امام حورية من حوريات الجنة نزلت الى الارض وهو لا يصدق ما يرى ولا يعلم مالذي حدث ولماذا قال ابوها ذلك الكلام ...

    ففهمت ما يدور في باله فذهبت اليه وصافحته وقبلت يده وقالت انني عمياء من النظر الى الحرام وبكماء من الكلام الى الحرام وصماء من الاستماع الى الحرام ولا تخطو رجلاي خطوة الى الحرام ....

    وانني وحيدة ابي ومنذ عدة سنوات وابي يبحث لي عن زوج صالح فلما اتيته تستاذنه في تفاحة وتبكي من اجلها قال ابي ان من يخاف من اكل تفاحة لا تحل له حريّ به ان يخاف الله في ابنتي فهنيئا لي بك زوجا وهنيئا لابي بنسبك

    وبعد عام انجبت هذا الفتاة من هذا الشاب غلاما كان من القلائل الذين مروا على هذه الأمة اتدرون من ذلك الغلام ؟

    انه الامام ابو حنيفة صاحب المذهب الفقهي المشهور
    ليتنا عند تعلم الكتابة تعلمنا المحو !!
    لكن عندما تكون الورقة بيضاء , والكلام صامتاً !!
    تُرى هل نحتاج إلى المحو ؟
  • عاشق الليل

    #2
    جزاك الله خير الليل الغاضب

    هنيئاً لهذا الشاب بهذه الحوريه صبر وكان صبره خير


    قصه مؤثرة ورائعه

    وفقك الله

    تعليق

    • الشعفي
      مشرف المنتدى العام
      • Dec 2004
      • 3148

      #3
      الأخ الفاضل : الليل الغاضب

      كم في تراثنا وسير المتقدمين من العلماء والصالحين من مواقف رائعة
      وصور جميلة لم تبرز ولم تجدلها الإعلام الذي يظهرها لجيلنا
      الذي أغرق بالمشاهد والمسلسلات والفضائيات الهابطة والتافهة



      وقد ذكرت قصة شبيهة بماذكرت وهي قصة ذلك الرجل الذي كان
      يعمل آجيراً في مزرعة سيده واسمه مبارك وطلب منه سيده
      أن يحضر له عنقود عنب من المزرعة فاحضر له عنقود حامض
      فرده ثانية فاحضر له آخر ولكن بنفس المواصفات الأولى فقال له موبخاً :



      تعمل في المزرعة ولا تعرف الحامض من الحلو ؟
      فقال له : والله ياسيدي لم أذق منه ولا حبة منذ أن عملت فيها
      فقال له :وما الذي منعك ؟ فقال : الأمانة منعتني فلم تأذن لي يالأكل منها



      فتعجب سيده من ورعه وتقواه فزوجه بابنته فأ نجب منها
      العالم العابد المجاهد عبد الله بن المبارك عالم زمانه في المشرق
      والذي قال فيه الشاعر:


      إذا سار عبد الله من مرو ليلة
      فقد سار منها بدرها وهلالها


      فما أجمل هذه الأخلاق والقيم التي ربما غابت عند كثير من الناس اليوم
      وما أجمل أن نربي عليها الأبناء بدلاً من أن يتربوا على توم وجيري ؛؛
      الشكر لك أخي الليل الغاضب على اختيارك لهذا الموضوع



      ومزيد من مثل هذه الاختيارات الموفقه
      دمت في رعاية الله وحفظه ؛؛؛ الشعفي ،،
      من مواضيع الشعفي في منتدى الديرة

      تعليق

      Working...