لنفترض -جدلاً- انه بين عشية وضحاها، أو بعد سنوات أو عقود تحققت امنية أمريكا -المزعومة- بقيام ديموقراطية وطنية حقيقية في الدول التي تمارس عليها اليوم أمريكا ضغوطاً علنية ومخفية، واصبح يوجد حزب حاكم وحزب معارض، في تلك الدول، فما الفائدة الحقيقية التي ستحصل عليها امريكا من تلك الديموقراطية والحرية؟! لو جاءت حكومة ديموقراطية في اي من بلدان الشرق الأوسط -عدا اسرائيل- يعرف فيها المسؤول والمواطن حقوقه وواجباته، ويمارس تلك الحقوق بكل حرية، ويؤدي تلك الواجبات بكل أمانة، ويتعامل المسؤول مع المواطن بكل شفافية، والمواطن مع المسؤول بكل ثقة، يقبل المسؤول مبدأ المساءلة ويخضع للمحاسبة -أنّى لك هذا-، يقبل من في السلطة مبدأ الخسارة كما يقبل مبدأ الفوز، يقبل تبادل الأدوار وكذلك تداول السلطة كما في الدول التي تدّعي تطبيق الديموقراطية فهل ستكسب أمريكا ام ستخسر؟! وهل ستستطيع أمريكا املاء شروطها ومواصفاتها على تلك الحكومة الديموقراطية المنتخبة التي تحلم أمريكا بها في دول الشرق الأوسط؟! ولنأخذ بعض الامثلة التوضيحية لبيان حقيقة ما تدعو اليه أمريكا وتضغط من اجل تحقيقه. لنفترض ان برلماناً منتخباً من قبل الشعب في إحدى دول الشرق الأوسط التي تضغط عليها أمريكا. هذا البرلمان، وبموجب سلطاته الدستورية، اتخذ قراراً وطنياً باستخدام موارد ذلك البلد فيما يعود بالفائدة الحقيقية على عموم الشعب لا يصب في مصلحة نخبة متميزة، بحيث توزع فوائض بيع تلك الموارد بعدالة ونزاهة على الجميع، فهل سيرضي ذلك ام الحريات ومصدرتها في العالم؟! ولو اتخذ ذلك البرلمان قراراً لا رجعة فيه باستخدام تلك الثروة كسلاح لحماية المصلحة العليا للوطن لا لمصلحة فئة بعينها، فهل ستصفق ام الحريات لذلك البرلمان وتلك الديموقراطية؟! لو اتخذ ذلك البرلمان قراراً بتنوع مصادر الأسلحة، وعدم الاقتصار على شراء أسلحة معينة من دول معينة؟! فهل ستبارك ام الحريات ذلك البرلمان وتشكر تلك الديموقراطية؟! لو أصبحت الصحف في تلك الدول التي تضغط عليها أمريكا سراً وعلانية صحفاً حرة حرية منضبطة مسؤولة واعية، واخذت تلك الصحف تناقش بكل شفافية قضايا الوطن وهموم المواطن، هل سترضى ام الحريات عن تلك الصحف؟! وتلك الديموقراطية؟! هل تريد أمريكا ان تقوم في تلك الدول المضغوطة حكومات حرة حرية حقيقية هدفها مصلحة ورخاء وعزة شعوبها؟! حكومات ترتدي ملابس وطنية مفصلة تفصيلاً داخلياً وليست مفصلة تفصيلاً خارجياً؟! ام تريد امريكا حكومات اكثر تبعية، وأسرع انسياقاً؟! الذي لا يجادل فيه اليوم أحد -كما اعتقد- ان أمريكا لا تريد لاحد في العالم -غير إسرائيل- حرية حقيقية، بل انها تريد بدعوتها المزعومة وضغوطها المتزايدة السيطرة على دول منطقة الشرق في الدرجة الأولى من اجل الحصول على ثرواتها بكل رخص، وتهيئة تلك المنطقة لقيام دولة اليهود الكبرى من النيل إلى الفرات في نهاية المطاف لا مكنهم الله منها. متى كانت أمريكا تعمل لغير صالح حليفتها وفلذة كبدها -إسرائيل-؟! ان امريكا اليوم لا تعمل لصالح الشعب الأمريكي بقدر ما تعمل لصالح اسرائيل! والا ما معنى ان تهدد أمريكا وتتوعد دول المنطقة سواء منها المارقة أو الغارقة بفرض العقوبات والتدخل في شؤونها الداخلية وهي -اي أمريكا- تحصل على ما تريد كما تريد؟! اي حرية واي ديموقراطية تريد أمريكا من وراء الضغوط والتهديد؟! ومن يصدق ان أمريكا تسعى لمصلحة شعوب الدول المضغوط عليها؟! والله المستعان.
Unconfigured Ad Widget
Collapse
دعواتكم لهم بالرحمة
قينان حد السيف أبو زهير رمضان بن عبداللهجمعان عايض يتسأل (أكثر ديموقراطية أم أكثر تبعية يا أمريكا
Collapse
X
-
موضوع يستحق النقاش وسؤرد بعض الشواهد ان ما تسميه امريكا الديمقراطية مجرد اكذوبه واليكم بعض الامثله:
1- الهنود الحمر / ما زالوا يعيشوا في مجمعات معزوله. اين الديمقراطية وهم السكان الاصليون لأمريكا.
2- انتخابات الجزائر عارضوها.
3- تركيا لما قررت عدم مرور الجيش الامريكي من اراضيها بقرار ديمقراطي زعلت امريكا.
لسعة عقرب خفيفه:لا تصدقوا الامريكان فاقد الشيء لا يعطيه.
ولي عودة ان شاء الله[align=center][/align]
[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا=فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ ألجاهلينا[/poem]- تبليغ
-
الوالد العزيز قينان الزهراني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
حقيقة تساؤلات سألتها فأجبت عنها أنت من خلال
طرحك ومن الواقع الملموس من الممارسات الأمريكية
ضد دول الشرق الأوسط لتطويعها عنوة لخدمة أحفاد القردة
والخنازير ( هذه الدولة الصغيرة الباغية اسرائيل ) المدعومة دعما
ماديا ومعنويا من دولة البطش والجور ومصادرة الحريات أمريكا.
فاللهم رد كيدهم في نحورهم وأنزل عليهم بأسك وغضبك ورجزك
الذي لا يُردُّ عن القوم المجرمين . اللهم آآآآآآآآآآآآمين.
مرة اخرى أشكرك من أعماق قلبي على هذه المشاركة القيمة.سبحان الله والحمد لله والله أكبرولا إله إلا الله ولاحول ولا قوة إلا بالله.
إنّ الكريم إذا تمكّن من أذى @@ جاءته أخلاقُ الكرامِ فأقلعا
وترى اللئيمَ إذا تمكّن من أذى @@ يطغى فلا يُبْقِي لِصلحٍ موضعا
sigpic- تبليغ
تعليق
-
وبعد والدنا الكريم
فشكر الله لك حرصك ومثابرتك في بث كلمات هذا الحرف الواعي بين جنبات منتدانا
وشكر الله لكاتبنا الكريم قلمه الإسلامي الذي كأنما ينطق عن ألسنتنا
وقد طرح الكاتب تساؤلاتٌ عميقة
يحاول سياسيو عالمنا العربي فك رموزها وحل غموضها
من هذه الدولة المتجبرة التي تسعى فيما تزعم للحريات
ونأخذ منها مثالاً أن يكون انتخاب رئاسات الدول بطريقةٍ حرةٍ نزيهة
والذي نعلمه نحن وتعلمه أمريكا
أن خيار شعوبنا العربية هو خيار التيارات الإسلامية التي تنبع في أمورها من مقاصد شرعية
وانتخابات الجزائر 92م خير مثال
وانتخابات تركيا مثال آخر
بل والانتخابات البلدية في السعودية مثالٌ قريب
إذن لماذا تدعي أمريكا أنها تريد لنا الحرية وتضغط على الحكومات لتنفيذها؟؟!.
الحقيقة لا أدري
وإن كان البعض يراها تهديدات غير جدية تريد بها أمريكا إرهاب الحكومات
والبعض يراها حماقةً من السلطة الأمريكية التي ترى الأمور معكوسة
والبعض يحسب حساباتٍ أخرى
منها المتفائلة ومنها المتشائمة
وما نقول إلا
" ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين "" فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"- تبليغ
تعليق
-
والدي الفاضل
شكرا لهذا النقل الموفق
نسأل الله أن يرد كيد الأعداء في نحورهم
ونسأله تعالى أن ينتصر لدينه ويعلي كلمته إنه ولي ذلك والقادر عليه
لكل بداية .. نهاية
- تبليغ
تعليق
تعليق