صحيفة يهودية : بوش أخطأ وكان عليه ضرب السعودية بدل أفغانستان ...
<STRONG>
الأثنين 5-نوفمبر-2001
مركزي-القدس المحتلة - يديعوت أحرونوت
نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية مقالا لأحد كتابها يسخر فيه من حالة الهلع و التخبط التي انتابت الأميركيين بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر ، ثم هجمات الجمرة الخبيثة ، و يعتبر أن الولايات المتحدة في طريقها للتورط في المستنقع الأفغاني ، و أن الحل الأمثل للأميركيين كان ضرب السعودية بدل أفغانستان ، و اتهم السعودية بتصدير الإرهاب إلى دول العالم ... و هذا نص المقال : لن يكون هناك ما هو أسعد مني إذا تبين بعد وقت ما أن السطور القادمة هي مجرد أوهام وعديمة الصحة. سأصلي لذلك ثلاث مرات في اليوم. ولكن اخشي أن يظهر الواقع المر أمامنا في القريب. كلما مرت الأيام، منذ 11 أيلول (سبتمبر) المرعب والمخيف، كلما تكشفت أمريكا مثلما بدا رئيسها جورج بوش في الساعات الأولي من الكارثة: هلع، بلبلة، لا نعرف ما يجب عمله، كيف ولماذا. لا عجب في ذلك. لقد أصابت عمليات 11 ايلول (سبتمبر) أمريكا والعالم بحالة صدمة من الصعب الانتعاش منها. اتضح انه طوال سنوات أُعدت للأمريكيين وتحت سمعهم وبصرهم، ضربة لم يكن أحد جاهزا لها. بعد ذلك جاء هلع الانثراكس ونثر الملح علي الجرح. أمريكا تستلقي في غرفة العمليات، فاقدة الوعي وكبار الجراحين يتراكضون برعب وهلع حول السرير. حقا ثمة من يلعق الجروح ويجمع الحطام، ولكن في الامبراطوريات كل شيء يستمر لوقت طويل. اذكر زيارة في قاعدة الغرفة 101، مقر القوات الخاصة الأمريكية التي تعيش حالة تأهب علي مدار الساعة، جنودها مستعدون للخروج الي بؤر الحريق. كم من الوقت تحتاجون للوصول، مثلا، إلي السودان؟ سألت الجنرال الفخور خلال أسبوع الوحدة الأولي، وخلال شهرين - ثلاثة كل القوة . اجاب. هذه عظمة الامبراطورية. وهذه أيضا نقطة ضعفها. مثل حاملة الطائرات التي تدور رويدا رويدا، تغرق امريكا اليوم، كما يبدو، في افغانستان رويدا رويدا. اذا لم يعلن بوش الابن، خلال وقت قصير من الغرفة البيضاوية في البيت الابيض عن القبض علي أو مقتل أسامة بن لادن فإن أمريكا ستواجه المشاكل. ربما مشكلة المشاكل. أفغانستان، كما هو معروف، لا تصنع خيرا مع محتليها. من الممكن أن نسأل الروس. في القريب سيحل شهر رمضان والعالم الإسلامي، حتي المؤيد لواشنطن لن ينظر بإيجاب إلي موت الكثير من المسلمين خلال هذا الشهر. اليوم أيضا يغضب العالم الإسلامي من مرأى الجثث الكثيرة للنساء والأولاد الملقاة في أفغانستان. قريبا سيحل البرد القارص والوحل وهذا يعني الكثير. حتى الآن يختبئ بن لادن في كهوفه محاطا بالسكان المؤيدين، انهم يخوضون الحرب التي خططوا لها ضد الاتحاد السوفييتي قبل تفككه، ويفعلون ذلك مقابل إرهاب مزود بسكين يابانية، وبعقلية عنيفة ومجنونة وبعزيمة اسلامية لاحتلال العالم برمته. ان مغلفا يحتوي علي مسحوق ابيض يسبب اليوم أضرارا اقتصادية اكثر بكثير من أضرار مائة صاروخ توماهوك . يبدو أن الأمريكيين أخطئوا في اختيار الهدف. كان عليهم أن يضربوا جذر الإرهاب الأصولي وان يجففوا المستنقع بدل أن يحاولوا قتل البعوض. كان عليهم أن يضربوا السعودية التي خرجت منها نظرية" الإرهاب الإسلامي " لكل العالم. ولكن هنا وجد الشرك ، المس بالسعودية يمس العلاقات الأمريكية مع العالم العربي. ومن هو الرئيس الامريكي الذي يستطيع أن يصمد إزاء ذلك (وفي المرحلة الأولي أن يصمد في الأدوار في محطات الوقود)؟ مع ذلك يحظر علي الولايات المتحدة أن تستسلم للإرهاب وان تخضع لهذا الإرهاب. كل نتائج المواجهة الحالية، باستثناء النصر، ستكون حبلي بالكارثة للولايات المتحدة، وللعالم الغربي، وبالتأكيد لإسرائيل. لقد بدأ القرن الـ 21 بعاصفة ربما سيتردد صداها لأيام طويلة. كذلك الجنود بيننا يصلون لان يساعد الله أمريكا. سنضطر نحن، كما يبدو، أن نتدبر أمورنا لوحدنا ... </STRONG>
المصدر
<STRONG>
الأثنين 5-نوفمبر-2001
مركزي-القدس المحتلة - يديعوت أحرونوت
نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية مقالا لأحد كتابها يسخر فيه من حالة الهلع و التخبط التي انتابت الأميركيين بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر ، ثم هجمات الجمرة الخبيثة ، و يعتبر أن الولايات المتحدة في طريقها للتورط في المستنقع الأفغاني ، و أن الحل الأمثل للأميركيين كان ضرب السعودية بدل أفغانستان ، و اتهم السعودية بتصدير الإرهاب إلى دول العالم ... و هذا نص المقال : لن يكون هناك ما هو أسعد مني إذا تبين بعد وقت ما أن السطور القادمة هي مجرد أوهام وعديمة الصحة. سأصلي لذلك ثلاث مرات في اليوم. ولكن اخشي أن يظهر الواقع المر أمامنا في القريب. كلما مرت الأيام، منذ 11 أيلول (سبتمبر) المرعب والمخيف، كلما تكشفت أمريكا مثلما بدا رئيسها جورج بوش في الساعات الأولي من الكارثة: هلع، بلبلة، لا نعرف ما يجب عمله، كيف ولماذا. لا عجب في ذلك. لقد أصابت عمليات 11 ايلول (سبتمبر) أمريكا والعالم بحالة صدمة من الصعب الانتعاش منها. اتضح انه طوال سنوات أُعدت للأمريكيين وتحت سمعهم وبصرهم، ضربة لم يكن أحد جاهزا لها. بعد ذلك جاء هلع الانثراكس ونثر الملح علي الجرح. أمريكا تستلقي في غرفة العمليات، فاقدة الوعي وكبار الجراحين يتراكضون برعب وهلع حول السرير. حقا ثمة من يلعق الجروح ويجمع الحطام، ولكن في الامبراطوريات كل شيء يستمر لوقت طويل. اذكر زيارة في قاعدة الغرفة 101، مقر القوات الخاصة الأمريكية التي تعيش حالة تأهب علي مدار الساعة، جنودها مستعدون للخروج الي بؤر الحريق. كم من الوقت تحتاجون للوصول، مثلا، إلي السودان؟ سألت الجنرال الفخور خلال أسبوع الوحدة الأولي، وخلال شهرين - ثلاثة كل القوة . اجاب. هذه عظمة الامبراطورية. وهذه أيضا نقطة ضعفها. مثل حاملة الطائرات التي تدور رويدا رويدا، تغرق امريكا اليوم، كما يبدو، في افغانستان رويدا رويدا. اذا لم يعلن بوش الابن، خلال وقت قصير من الغرفة البيضاوية في البيت الابيض عن القبض علي أو مقتل أسامة بن لادن فإن أمريكا ستواجه المشاكل. ربما مشكلة المشاكل. أفغانستان، كما هو معروف، لا تصنع خيرا مع محتليها. من الممكن أن نسأل الروس. في القريب سيحل شهر رمضان والعالم الإسلامي، حتي المؤيد لواشنطن لن ينظر بإيجاب إلي موت الكثير من المسلمين خلال هذا الشهر. اليوم أيضا يغضب العالم الإسلامي من مرأى الجثث الكثيرة للنساء والأولاد الملقاة في أفغانستان. قريبا سيحل البرد القارص والوحل وهذا يعني الكثير. حتى الآن يختبئ بن لادن في كهوفه محاطا بالسكان المؤيدين، انهم يخوضون الحرب التي خططوا لها ضد الاتحاد السوفييتي قبل تفككه، ويفعلون ذلك مقابل إرهاب مزود بسكين يابانية، وبعقلية عنيفة ومجنونة وبعزيمة اسلامية لاحتلال العالم برمته. ان مغلفا يحتوي علي مسحوق ابيض يسبب اليوم أضرارا اقتصادية اكثر بكثير من أضرار مائة صاروخ توماهوك . يبدو أن الأمريكيين أخطئوا في اختيار الهدف. كان عليهم أن يضربوا جذر الإرهاب الأصولي وان يجففوا المستنقع بدل أن يحاولوا قتل البعوض. كان عليهم أن يضربوا السعودية التي خرجت منها نظرية" الإرهاب الإسلامي " لكل العالم. ولكن هنا وجد الشرك ، المس بالسعودية يمس العلاقات الأمريكية مع العالم العربي. ومن هو الرئيس الامريكي الذي يستطيع أن يصمد إزاء ذلك (وفي المرحلة الأولي أن يصمد في الأدوار في محطات الوقود)؟ مع ذلك يحظر علي الولايات المتحدة أن تستسلم للإرهاب وان تخضع لهذا الإرهاب. كل نتائج المواجهة الحالية، باستثناء النصر، ستكون حبلي بالكارثة للولايات المتحدة، وللعالم الغربي، وبالتأكيد لإسرائيل. لقد بدأ القرن الـ 21 بعاصفة ربما سيتردد صداها لأيام طويلة. كذلك الجنود بيننا يصلون لان يساعد الله أمريكا. سنضطر نحن، كما يبدو، أن نتدبر أمورنا لوحدنا ... </STRONG>
المصدر
تعليق