هو المقداد بن عمرو بن ثعلبه بن مالك بن ربيعه بن ثمامة البهراوى القضاعي. وهو المعروف بالمقداد بن الأسود، والأسود هو الأسود بن عبد يغوث الزهري، ونسب له المقداد لأنه حالفه فتبناه الأسود فنسب إليه، ويقال له المقداد الكندي، ذلك أنه أصاب دما في قبيلة بهراء ففر منها إلى كندة، وحالف أهلها ولكنه أصاب منهم دما ففر إلى مكه، وحالف الأسود، وهو أحد السابقين إلى الإسلام، هاجر إلى الحبشة، ثم عاد منها، ولم يستطع الهجرة إلى المدينه حين هاجر إليها النبي صلى الله عليه وسلم، حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية عليها عبيدة بن الحارث، وخرج المشركون لملاقاتهم، وخرج فيهم المقداد ومعه عتبه بن غزوان مسلمين، وانتهت السرية دون قتال، ولكن المقداد وعتبة انحازا إلى المسلمين وعادا معهم. شهد بدرا، وهو الذي تكلم بعد أبى بكر وعمر عندما طلب النبي صلى الله عليه وسلم مشورة المسلمين، فقال: "يا رسول الله امض لما أمرت به فنحن معك والله لا نقول لك كما قالت اليهود لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، لكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، والذي بعثك بالحق نبيا لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه"، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بخير. وهو أحد الأربعة الذين أمر الله نبيه بحبهم وهم: علي بن أبي طالب وأبو ذر والمقداد بن الأسود وسلمان ـ كما جاء في الحديث ـ شهد المقداد أحدا والمشاهد كلها، وشهد فتح مصر، وتوفي بالمدينه في خلافة عثمان وله سبعون عاما.