Unconfigured Ad Widget

Collapse

الدروس المهمة لعامة الأمة

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • اسدالقاهرة
    عضو مشارك
    • Jan 2005
    • 170

    الدروس المهمة لعامة الأمة

    الحمد لله رب العالمين، و العاقبة للمتقين، صلى الله و سلم على عبده و رسوله نبينا محمد، و على آله و أصحابه أجمعين.

    أما بعد:

    فهذه كلمات موجزة في بيان بعض ما يجب أن يعرفه العامة عن دين الإسلام، و سميتها: (الدروس المهمة لعامة الأمة).

    و أسأل الله أن ينفع بها المسلمين، و أن يتقبلها مني، إنه جواد كريم.

    عبدالعزيز بن عبدالله بن باز



    الدرس الأول:

    سورة الفاتحة و قصار السور

    سورة الفاتحة و ما أمكن من قصار السور، من سورة الزلزلة إلى سورة الناس، تلقيناً، و تصحيحاً للقراءة، و تحفيظاً، و شرحاً لما يجب فهمه.

    الدرس الثاني:

    أركان الإسلام

    بيان أركان الإسلام الخمسة، و أولها و أعظمها: شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمداً رسول الله بشرح معانيها، مع بيان شروط لا إله إلا الله، و معناها: (لا إله) نافياً جميع ما يعبد من دون الله، (إلا الله) مثبتاً العبادة لله وحده لا شريك له.

    و أما شروط (لا إله إلا الله) فهي: العلم المنافي للجهل، و اليقين المنافي للشك، و الإخلاص المنافي للشرك، و الصدق المنافي للكذب، و المحبة المنافية للبغض، و الانقياد المنافي للترك، و القبول المنافي للرد، و الكفر المنافي بما يعبد من دون الله.

    و قد جمعت في البيتين الآتيين:

    علم يقين و إخلاص و صدقـــك مع محبـة و انقياد و القبول لها

    و زيد ثامنها الكفران منك بما سوى الإله من الأشياء قد ألها

    مع بيان أن محمداً رسول الله، و مقتضاها: تصديقه فيما أخبر، و طاعته فيما أمر، و اجتناب ما نهى عنه و زجره، و ألا يعبد الله إلا بما شرعه الله عز و جل، و رسوله صلى الله عليه و سلم.

    ثم يبين للطالب بقية أركان الإسلام الخمسة، و هي: الصلاة، و الزكاة، و صوم رمضان، و حج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلا.

    الدرس الثالث:

    أركان الإيمان

    أركان الإيمان، و هي ستة: أن تؤمن بالله و ملائكته، و كتبه، و رسله، و باليوم الآخر، و تؤمن بالقدر خيره و شره.

    الدرس الرابع:

    أقسام التوحيد و أقسام الشرك

    بيان أقسام التوحيد، و هي ثلاثة: توحيد الربوبية، و توحيد الألوهية، و توحيد الأسماء و الصفات.

    أما توحيد الربوبية: فهو الإيمان بأن الله سبحانه الخالق لكل شيء، و المتصرف في كل شيء، لا شريك له في ذلك.

    و أما توحيد الألوهية: فهو الإيمان بأن الله سبحانه هو المعبود بحق لا شريك له في ذلك، و هو معنى لا إله إلا الله، فإن معناها: لا معبود حق إلا الله، فجميع العبادات من صلاة و صوم و غير ذلك يجب إخلاصها لله وحده، و لا يجوز صرف شيء منها لغيره.

    و أما توحيد الأسماء و الصفات: فهو الإيمان بكل ما ورد في القرآن الكريم، و الأحاديث الصحيحة من أسماء الله و صفاته، و إثباتها لله وحده على الوجه اللائق به سبحانه من غير تحريف، و لا تعطيل، و لا تكييف، و لا تمثيل؛ عملاً بقوله تعالى: ((قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد)) [الصمد: كاملة]، و قوله عز و جل: ((ليس كمثله شيء و هو السميع البصير)) [الشورى: 11]، و قد جعلها بعض أهل العلم نوعين، و أدخل توحيد الأسماء و الصفات في توحيد الربوبية، و لا مشاحة في ذلك؛ لأن المقصود واضح في كلا التقسيمين.

    و أقسام الشرك ثلاثة: شرك أكبر، و شرك أصغر، و شرك خفي.

    فالشرك الأكبر: يوجب حبوط العمل و الخلود في النار لمن مات عليه، كما قال الله تعالى: ((و لو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون)) [الأنعام: 88]، و قال سبحانه: ((ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر، أولئك حبطت أعمالهم و في النار هم خالدون)) [التوبة: 17]، و أن من مات عليه فلن يغفر له، و الجنة عليه حرام، كما قال الله عز و جل: ((إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) [النساء: 48]، و قال سبحانه: ((إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظالمين من أنصار)) [المائدة: 72].

    و من أنواعه: دعاء الأموات، و الأصنام، و الاستغاثة بهم، و النذر لهم، و الذبح لهم، و نحو ذلك.

    أما الشرك الأصغر: فهو ما ثبت بالنصوص من الكتاب أو السنة تسميته شركاً، و لكنه ليس من جنس الشرك الأكبر؛ كالرياء في بعض الأعمال، و الحلف بغير الله، و قول: ما شاء الله و شاء فلان، و نحو ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه و سلم: ((أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)) فسئل عنه، فقال: ((الرياء)) رواه الإمام أحمد، و الطبراني، و البهيقي، عن محمود بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه بإسناد جيد، و رواه الطبراني بأسانيد جيدة، و عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج، عن النبي صلى الله عليه و سلم.

    و قوله صلى الله عليه و سلم: ((من حلف بشيء دون الله فقد أشرك)) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و رواه أبو داود، و الترمذي بإسناد صحيح، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: ((لا تقولوا: ما شاء الله و شاء فلان، و لكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان)) أخرجه أبو داود بإسناد صحيح، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.

    و هذا النوع لا يوجب الردة، و لا يوجب الخلود في النار، و لكنه ينافي كمال التوحيد الواجب.

    أما النوع الثالث: و هو الشرك الخفي، فدليله قول النبي صلى الله عليه و سلم: ((ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟)) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه)) رواه الإمام أحمد في مسنده، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

    و يجوز أن يقسم الشرك إلى نوعين فقط:

    أكبر و أصغر، أما الشرك الخفي فإنه يعمهما.

    فيقع في الأكبر، كشرك المنافقين؛ لأنهم يخفون عقائدهم الباطلة، و يتظاهرون بالإسلام رياءً، و خوفاً على أنفسهم.

    و يكون الشرك الأصغر، كالرياء، كما في حديث محمود بن لبيد الأنصاري المتقدم، و حديث أبي سعيد المذكور، و الله ولي التوفيق.

    الدرس الخامس:

    الإحسان

    ركن الإحسان، و هو: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

    الدرس السادس:

    شروط الصلاة

    شروط الصلاة، و هي تسعة:

    الإسلام، و العقل، و التمييز، و رفع الحدث، و إزالة النجاسة، و ستر العورة، و دخول الوقت، و استقبال القبلة، و النية.

    الدرس السابع:

    أركان الصلاة

    أركان الصلاة، و هي أربعة عشر:

    القيام مع القدرة، و تكبيرة الإحرام، و قراءة الفاتحة، و الركوع، و الاعتدال بعد الركوع، و السجود على الأعضاء السبعة، و الرفع منه، و الجلسة بين السجدتين، و الطمأنينة في جميع الأفعال، و الترتيب بين الأركان، و التشهد الأخير، و الجلوس له، و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم، و التسليمتان.

    الدرس الثامن:

    واجبات الصلاة

    واجبات الصلاة، و هي ثمانية:

    جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام، و قول : (سمع الله لمن حمده) للإمام و المنفرد، و قول (ربنا و لك الحمد) للكل، و قول: (سبحان ربي العظيم) في الركوع، و قول: (سبحان ربي الأعلى) في السجود، و قول: (ربي اغفر لي) بين السجدتين، و التشهد الأول، و الجلوس له.

    الدرس التاسع:

    بيان التشهد

    بيان التشهد، و هو أن يقول:

    (التحيات لله، و الصلوات، و الطيبات، السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته، السلام علينا و على عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله)

    ثم يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم و يبارك عليه، فيقول: (اللهم صل على محمد، و على آل محمد، كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، و بارك على محمد، و على آل محمد، كما باركت على إبراهيم، و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد).

    ثم يستعيذ بالله في التشهد الأخير من عذاب جهنم، و من عذاب القبر، و من فتنة المحيا و الممات، و من فتنة المسيح الدجال، ثم يتخير من الدعاء ما شاء، و لا سيما المأثور من ذلك، و منه:

    (اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك، اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، و لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي من عندك، و ارحمني إنك أنت الغفور الرحيم).

    أما في التشهد الأول فيقوم بعد الشهادتين إلى الثالثة في الظهر و العصر و المغرب و العشاء، و إن صلى على النبي صلى الله عليه و سلم فهو أفضل؛ لعموم الأحاديث في ذلك، ثم يقوم إلى الثالثة.

    الدرس العاشر:

    سنن الصلاة

    سنن الصلاة، و منها:

    1-الاستفتاح.

    2-جعل كف اليد اليمنى على اليسرى فوق الصدر حين القيام، قبل الركوع و بعده.

    3-رفع اليدين مضمومتي الأصابع ممدودة حذو المنكبين أو الأذنين عند التكبير الأول، و عند الركوع، و الرفع منه، و عند القيام من التشهد الأول إلى الثالثة.

    4-ما زاد عن واحدة في تسبيح الركوع و السجود.

    5-ما زاد على قول: (ربنا و لك الحمد) بعد القيام من الركوع، و ما زاد عن واحدة في الدعاء بالمغفرة بين السجدتين.

    6-جعل الرأس حيال الظهر في الركوع.

    7-مجافاة العضدين عن الجنبين، و البطن عن الفخذين، و الفخذين عن الساقين في السجود.

    8-رفع الذراعين عن الأرض حين السجود.

    9-جلوس المصلي على رجله اليسرى مفروشة، و نصب اليمنى في التشهد الأول و بين السجدتين.

    10-التورك في التشهد الأخير في الرباعية و الثلاثية و هو: الجلوس على مقعدته و جعل رجله اليسرى تحت اليمنى و نصب اليمنى.

    11-الإشارة بالسبابة في التشهد الأول و الثاني من حين يجلس إلى نهاية التشهد و تحركيها عند الدعاء.

    12-الصلاة و التبريك على محمد، و آل محمد، وعلى إبراهيم، و آل إبراهيم في التشهد الأول.

    13-الدعاء في التشهد الأخير.

    14-الجهر بالقراءة في صلاة الفجر، و صلاة الجمعة، و صلاة العيدين، و الاستسقاء، و في الركعتين الأوليين من صلاة المغرب و العشاء.

    15-الإسرار بالقراءة في الظهر، و العصر، و في الثالثة من المغرب، و الأخيرتين من العشاء.

    16-قراءة ما زاد عن الفاتحة من القرآن، مع مراعاة بقية ما ورد من السنن في الصلاة سوى ما ذكرنا، و من ذلك:

    ما زاد على قول المصلي: (ربنا و لك الحمد)، بعد الرفع من الركوع في حق الإمام، و المأموم، و المنفرد، فإنه سنة، و من ذلك أيضاً: وضع اليدين على الركبتين مفرجتي الأصابع حين الركوع.

    الدرس الحادي عشر:

    مبطلات الصلاة

    مبطلات الصلاة، و هي ثمانية:

    1-الكلام العمد مع الذكر و العلم، أما الناسي و الجاهل فلا تبطل صلاته بذلك.

    2-الضحك.

    3-الأكل.

    4-الشرب.

    5-انكشاف العورة.

    6-الانحراف الكثير عن جهة القبلة.

    7-العبث الكثير المتوالي في الصلاة.

    8-انتقاض الطهارة.



    الدرس الثاني عشر:

    شروط الوضوء

    شروط الوضوء، و هي عشرة:

    الإسلام، و العقل، و التمييز، و النية، و استصحاب حكمها بأن لا ينوي قطعها حتى تتم طهارته، و انقطاع موجب الوضوء، و استنجاء أو استجمار قبله، و طهورية ماء و إباحته، و إزالة ما يمنع وصوله إلى البشرة، و دخول وقت الصلاة في حق من حدثه دائم.

    الدرس الثالث عشر:

    فروض الوضوء

    فروض الوضوء، و هي ستة:

    غسل الوجه و منه المضمضة و الاستنشاق، و غسل اليدين مع المرفقين، و مسح جميع الرأس و منه الأذنان، و غسل الرجلين مع الكعبين، و الترتيب، و الموالاة.

    و يستحب تكرار غسل الوجه، و اليدين، و الرجلين ثلاث مرات، و هكذا المضمضة، و الاستنشاق، و الفرض من ذلك مرة واحدة، أما مسح الرأس فلا يستحب تكراره كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة.

    الدرس الرابع عشر:

    نواقض الوضوء

    نواقض الوضوء، و هي ستة:

    الخارج من السبيلين، و الخارج الفاحش النجس من الجسد، و زوال العقل بنوم أو غيره، و مس الفرج باليد قبلاً كان أو دبراً من غير حائل، و أكل لحم الإبل، و الردة عن الإسلام، أعاذنا الله و المسلمين من ذلك.

    تنبيه هام: أما غسل الميت: فالصحيح أنه لا ينقض الوضوء، و هو قول أكثر أهل العلم؛ لعدم الدليل على ذلك، لكن لو أصابت يد الغاسل فرج الميت من غير حائل وجب عليه الوضوء.

    و الواجب عليه ألا يمس فرج الميت إلا من وراء حائل، و هكذا مس المرأة لا ينقض الوضوء مطلقاً، سواء كان ذلك عن شهوة، أو غير شهوة في أصح قولي العلماء، ما لم يخرج منه شيء؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم قبل بعض نسائه ثم صلى و لم يتوضأ.

    أما قول الله سبحانه في آيتي النساء، و المائدة: ((أو لامستم النساء)) [النساء: 43]، [المائدة: 6]، فالمراد به: الجماع، في الأصح من قولي العلماء، و هو قول ابن عباس رضي الله عنهما، و جماعة من السلف و الخلف.

    و الله ولي التوفيق.



    الدرس الخامس عشر:

    التحلي بالأخلاق المشروعة لكل مسلم

    التحلي بالأخلاق المشروعة لكل مسلم، و منها:

    الصدق، و الأمانة، و العفاف، و الحياء، و الشجاعة، و الكرم، و الوفاء، و النزاهة عن كل ما حرم الله، و حسن الجوار، و مساعدة ذوي الحاجة حسب الطاقة، و غير ذلك من الأخلاق التي دل الكتاب أو السنة على شرعيتها.

    الدرس السادس عشر:

    التأدب بالآداب الإسلامية

    التأدب بالآداب الإسلامية، و منها:

    السلام، و البشاشة، و الأكل باليمين و الشرب بها، و التسمية عند الابتداء، و الحمد عن الفراغ، و الحمد بعد العطاس، و تشميت العاطس إذا حمد الله، و عيادة المريض، و اتباع الجنائز للصلاة و الدفن، و الآداب الشرعية عند دخول المسجد، أو المنزل و الخروج منهما، و عند السفر، و مع الوالدينـ و الأقارب و الجيران، و الكبار و الصغار و التهنئة بالمولود، و التبريك بالزواج، و التعزية في المصاب، و غير ذلك من الآداب الإسلامية في اللبس و الخلع و الانتعال.

    الدرس السابع عشر:

    التحذير من الشرك و أنواع المعاصي

    الحذر و التحذير من الشرك و أنواع المعاصي، و منها: السبع الموبقات (المهلكات) و هي: الشرك بالله، و السحر، و قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، و أكل الربا، و أكل مال اليتيم، و التولي يوم الزحف، و قذف المحصنات الغافلات المؤمنات.

    و منها: عقوق الوالدين، و قطيعة الرحم، و شهادة الزور، و الأيمان الكاذبة، و إيذاء الجار، و ظلم الناس في الدماء، و الأموال، و الأعراض، و شرب المسكر، و لعب القمار - و هو: الميسر - و الغيبة، و النميمة، و غير ذلك مما نهى الله عز و جل عنه، أو رسوله صلى الله عليه و سلم.

    الدرس الثامن عشر:

    تجهيز الميت و الصلاة عليه و دفنه

    و إليك تفصيل ذلك:

    أولاً: يشرع تلقين المحتضر: (لا إله إلا الله)؛ لقول النبي صلى الله عليه و سلم: ((لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله)) رواه مسلم في صحيحه، و المراد بالموتى في هذا الحديث: المحتضرون، و هم من ظهرت عليهم أمارات الموت.

    ثانياً: إذا تيقن موته أغمضت عيناه و شد لحياه؛ لورود السنة بذلك.

    ثالثاً: يجب غسل الميت المسلم، إلا أن يكون شهيداً مات في المعركة فإنه لا يغسل و لا يصلى عليه، بل يدفن في ثيابه؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم لم يغسل قتلى أحد و لم يصلي عليهم.

    رابعاً: صفة غسل الميت:

    أنه تستر عورته، ثم يرفع قليلاً و يعصر بطنه عصراً رفيقاً، ثم يلف الغاسل على يده خرقة أو نحوها فينجيه بها، ثم يوضئه وضوء الصلاة، ثم يغسل رأسه و لحيته بماء و سدر أو نحوه، ثم يغسل شقه الأيمن، ثم الأيسر، ثم يغسله كذلك مرة ثانية و ثالثة، يمر في كل مرة يده على بطنه، فإن خرج منه شيء غسله، و سد المحل بقطن أو نحوه، فإن لم يستمسك فبطين حر، أو بوسائل الطب الحديثة؛ كاللزق و نحوه.

    و يعيد وضوءه، و إن لم ينق بثلاث زيد إلى خمس، أو إلى سبع، ثم ينشفه بثوب، و يجعل الطيب في مغابنه، و مواضع سجوده، و إن طيبه كله كان حسناً، و يجمر أكفانه بالبخور، و إن كان شاربه أو أظفاره طويلة أخذ منها، و إن ترك ذلك فلا حرج، و لا يسرح شعره، و لا يحلق عانته، و لا يختنه؛ لعدم الدليل على ذلك، و المرأة يظفر شعرها ثلاث قرون، و يسدل من ورائها.

    خامساً: تكفين الميت:

    الأفضل أن يكفن الرجل في ثلاث أثواب بيض ليس فيها قميص و لا عمامة، كما فعل النبي صلى الله عليه و سلم، يدرج فيها إدراجاً، و إن كفن قميص و إزار و لفافة فلا بأس.

    و المرأة تكفن في خمسة أثواب: درع، و خمار، و إزار، و لفافتين. و يكفن الصبي في ثوب واحد إلى ثلاثة أثواب، و تكفن الصغيرة في قميص و لفافتين.

    و الواجب في حق الجميع ثوب واحد يستر جميع الميت، و لكن إذا كان الميت محرماً فإنه يغسل بماء و سدر، و يكفن في إزاره و ردائه أو في غيرهما، و لا يغطى رأسه و لا وجهه، و لا يطيب؛ لأنه يبعث يوم القيامة ملبياً، كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، و إن كان المحرم امرأة كفنت كغيرها، و لكن لا تطيب، و لا يغطى وجهها بنقاب، و لا يداها بقفازين، و لكن يغطى وجهها و يداها بالكفن الذي كفنت فيه، كما تقدم بيان صفة تكفين المرأة.

    سادساً: أحق الناس بغسله و الصلاة عليه و دفنه: وصيه في ذلك، ثم الأب، ثم الجد، ثم الأقرب فالأقرب من العصبات في حق الرجل.

    و الأولى بغسل المرأة: وصيتها، ثم الأم، ثم الجدة، ثم الأقرب فالأقرب من نسائها، و للزوجين أن يغسل أحدهما الآخر؛ لأن الصديق رضي الله عنه غسلته زوجته، و لأن علياً رضي الله عنه غسل زوجته فاطمة رضي الله عنها.

    سابعاً: صفة الصلاة على الميت:

    يكبر أربعاً، و يقرأ بعد الأولى: الفاتحة، و إن قرأ معها سورة قصيرة أو آية أو آيتين فحسن؛ للحديث الصحيح الوارد عن ابن عباس رضي الله عنهما، ثم يكبر الثانية و يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم كصلاته في التشهد، ثم يكبر الثالثة، و يقول: (اللهم اغفر لحينا و ميتنا، و شاهدنا و غائبنا، و صغيرنا و كبيرنا، و ذكرنا و أنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، و من توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم اغفر له، و ارحمه، و عافه، و اعف عنه، و أكرم نزله، و وسع مدخله، و اغسله بالماء و الثلج و البرد، و نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، و أبدله داراً خيراً من داره، و أهلاً خيراً من أهله، و أدخله الجنة، و أعذه من عذاب القبر، و عذاب النار، و افسح له في قبره، و نور له فيه، اللهم لا تحرمنا أجره و لا تضلنا بعده)، ثم يكبر الرابعة، و يسلم تسليمة واحدة عن يمينه.

    و يستحب أن يرفع يديه مع كل تكبيرة، و إذا كان الميت امرأة يقال: (اللهم اغفر لها…) إلخ، و إذا كانت الجنائز اثنتين يقال: (اللهم اغفر لهما…) إلخ، و إن كانت الجنائز أكثر من ذلك قال: (اللهم اغفر لهم…) إلخ، أما إذا كان فرطاً فيقال بدل الدعاء له بالمغفرة: (اللهم اجعله فرطاً و ذخراً لوالديه، و شفيعاً مجاباً، اللهم ثقل به موازينهما، و أعظم به أجورهما، و ألحقه بصالح سلف المؤمنين، و اجعله في كفالة إبراهيم عليه الصلاة و السلام، و قه برحمتك عذاب جهنم).

    و السنة أن يقف الإمام حذاء رأس الرجل، و وسط المرأة، و أن يكون الرجل مما يلي الإمام إذا اجتمعت الجنائز، و المرأة مما يلي القبلة، و إن كان معهم أطفال قدم الصبي على المرأة، ثم المرأة، ثم الطفلة، و يكون رأس الصبي حيال رأس الرجل، و وسط المرأة حيال رأس الرجل، و هكذا الطفلة يكون رأسها حيال رأس المرأة، و يكون وسطها حيال رأس الرجل، و يكون المصلون جميعاً خلف الإمام، إلا أن يكون واحداً لم يجد مكاناً خلف الإمام فإنه يقف عن يمينه.

    ثامناً: صفة دفن الميت:

    المشروع تعميق القبر إلى وسط الرجل، و أن يكون قيه لحد من جهة القبلة، و أن يوضع الميت في اللحد على جنبه الأيمن، و تحل عقد الكفن، و لا تنزع بل تترك، و لا يكشف وجهه سواء كان الميت رجلاً أو امرأة، ثم ينصب عليه اللبن، و يطين حتى يثبت و يقيه التراب، فإن لم يتيسر اللبن فبغير ذلك من الألواح، أو أحجار، أو خشب يقيه التراب، ثم يهال عليه التراب، و يستحب أن يقال عند ذلك: (باسم الله، و على ملة رسول الله)، و يرفع القبر قدر شبر، و يوضع عليه حصباء إن تيسر ذلك، و يرش بالماء.

    و يشرع للمشيعين أن يقفوا عند القبر و يدعوا للميت؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، و قال: ((استغفروا لأخيكم، و اسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل)).

    تاسعاً: و يشرع لمن لم يصل عليه أن يصلي عليه بعد الدفن؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم فعل ذلك، على أن يكون ذلك في حدود شهر فأقل، فإن كانت المدة أكثر من ذلك لم تشرع الصلاة على القبر؛ لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه صلى على قبر بعد شهر من دفن الميت.

    عاشراً: لا يجوز لأهل الميت أن يصنعوا طعاماً للناس؛ لقول جرير بن عبدالله البجلي الصحابي الجليل رضي الله عنه: (كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت و صنعة الطعام بعد الدفن من النياحة) رواه الإمام أحمد بسند حسن، أما صنع الطعام لهم، أو لضيوفهم فلا بأس، و يشرع لأقاربه و جيرانه أن يصنعوا لهم الطعام؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم لما جاءه الخبر بموت جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في الشام أمر أهله أن يصنعوا طعاماً لأهل جعفر، و قال: ((إنه أتاهم ما يشغلهم)).

    و لا حرج على أهل الميت أن يدعوا جيرانهم، أو غيرهم للأكل من الطعام المهدى إليهم، و ليس لذلك وقت محدود فيما نعلم من الشرع.

    حادي عشر: لا يجوز للمرأة الإحداد على ميت أكثر من ثلاثة أيام إلا على زوجها فإنه يجب عليها أن تحد عليه أربعة أشهر و عشراً، إلا أن تكون حاملاً فإلى وضع الحمل؛ لثبوت السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه و سلم بذلك.

    أما الرجل فلا يجوز له أن يحد على أحد من الأقارب أو غيرهم.

    ثاني عشر: يشرع للرجال زيارة القبور بين وقت و آخر للدعاء لهم، و الترحم عليهم، و تذكر الموت و ما بعده؛ لقول النبي صلى الله عليه و سلم: ((زوروا القبور، فإنها تذكركم الآخرة)) خرّجه الإمام مسلم في صحيحه، و كان صلى الله عليه و سلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: ((السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين و المسلمين، و إنا إن شاء الله بكم لاحقون، و نسأل الله لنا و لكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا و المستأخرين)).

    أما النساء فليس لهن زيارة القبور؛ لأن الرسول صلى الله عليه و سلم لعن زائرات القبور، و لأنهن يخشى من زيارتهن الفتنة و قلة الصبر، و هكذا لا يجوز لهن اتباع الجنائز إلى المقبرة؛ لأن الرسول صلى الله عليه و سلم نهاهن عن ذلك، أما الصلاة على الميت في المسجد، أو في المصلى فهي مشروعة للرجال و للنساء جميعاً.

    هذا آخر ما تيسر جمعه.

    و صلى الله و سلم على نبينا محمد، و آله و صحبه.
  • رعــد الجنـــوب
    مشرف منتدى الشعر النبطي
    • Aug 2004
    • 4075

    #2
    اسد القاهره

    جزاك الله خيرا على هذا المجهود وأسال الله لنا ولك ان نكون ممن يستمع القول فيتبع احسنه
    ولك الشكر
    اخوك رعد الجنوب

    تعليق

    Working...