من أواخر ما نظم شاعرنا الكبير د : عبدالرحمن العشماوي هذه القصيدة ، التي يصور فيها مشاعره تجاه أمه التي ترقد على السرير الأبيض
أترككم مع رائعة العشماوي .
أماه أماه غيث المقلة انسكبا = في يوم عيدي وجمر الحسرة التهبا
قالوا : أتى العيد بالأفراح ، قلت لهم : = بالعيد نفرح لكن الأسى غلبا
لما أتى العيد بشرت الفؤاد به = فاستبشر القلب لكن الأنين أبى
ياويح نفسي التي ما بين فرحتها = وبؤسها ترقب النور الذي احتجبا
نبادل الناس يا أماه تهنئةً = وكل معنى للفظ الفرحة انقلبا
أهلاً وسهلاً لمن يأتي نرددها = ومارد الحزن في أعماقنا وثبا
وكيف تسلم لي في العيد تهنئة = ولم أكحل بنور البسمة الهدبا
ولم أقابلك يا أماه في سحرٍ = قبل الصلاة لأنسى عندك النصبا
ولم أجدك على الكرسي جالسةً = كالبدر ما غاب عن عيني ولا احتجبا
ولم أقبل جبينًا طاهرًا وأرى = وجهًا حبيبًا يريني البدر والشهبا
أواه أواه يا أماه من ألم = مازلت أكتمه في خاطري لهبا
يكاد يقتلني شوقي الكبير إلى = سماع صوتك ، صوتًا لحنه عذبا
لما تنادين باسمي يزدهي حلم = به أرى كل ما ينأى قد اقتربا
بين المصلى ومستشفاك كنت على = مشارف الأمل الميمون مرتقبا
تزاحمت صور الذكرى على خلدي = طفولةً وشبابًا باذخًا وصبا
وتضحيات رأيناها رسمت بها = طريقنا ومسحت الهم والتعبا
تدور في فلك الأيام ذاكرتي = تعيد من صور الأحلام ما ذهبا
رأيت أمي إلى الوادي مهرولةً = لتجلب التين للأطفال والعنبا
رأيتها في طريق البئر غاديةً = تجر بالحبل دلوًا تملأ القربا
رأيتها في حمى ظبيان باحثةً = عن يابس الطلح حتى تجلب الحطبا
رأيتها إنها أمي التي حملت = عناءنا فغدت أمًا لنا وأبا
أماه دونك صار البيت ملتحفًا = بحزنه وأتانا العيد مكتئبا
ياشمس منزلنا لا زلت ساطعةً = تمزقين دجى آلامنا إربا
إنا طلبناك ممن ليس يعجزه =شيءُ ونسأله أن ينجز الطلبا
ما استجلب المرء شيئًا بالدعاء له = إلا وكان الرضا من بين ما جلبا
لولا سكينة إيمان بخالقنا = بها نسكّن وجدانًا إذا انتحبا
لأبصر الناس من آثار حسرتنا = شيئًا عظيمًا ومن أحزاننا عجبا
يقيننا مكّن الصبر الجميل لنا = ومد للقلب نحو الخالق السببا
فنحن نطمع في إنعام خالقنا = ونرتضي ما قضى فينا وما كتبا
أماه صبرك في الدنيا غدا مثلاً = فما رأيناه في درب الجراح كبا
كذلك الأم يلقى قلبها عنتًا = من الحياة ولولا الصبر لانشعبا
ما الأم إلا ينابيع الحنان جرى = معين وجدانها الصافي لمن شربا
ببرها تفتح الجنات ساحتها = وتمنح اللؤلؤ المكنون والذهبا
باب إلى جنة الفردوس يدخلنا = طوبى لمن طرق الأبواب واحتسبا
يزكو الثرى تحت رجليها فلا تربت = يدا مقبّل رجليها ولا تربا
أترككم مع رائعة العشماوي .
أماه أماه غيث المقلة انسكبا = في يوم عيدي وجمر الحسرة التهبا
قالوا : أتى العيد بالأفراح ، قلت لهم : = بالعيد نفرح لكن الأسى غلبا
لما أتى العيد بشرت الفؤاد به = فاستبشر القلب لكن الأنين أبى
ياويح نفسي التي ما بين فرحتها = وبؤسها ترقب النور الذي احتجبا
نبادل الناس يا أماه تهنئةً = وكل معنى للفظ الفرحة انقلبا
أهلاً وسهلاً لمن يأتي نرددها = ومارد الحزن في أعماقنا وثبا
وكيف تسلم لي في العيد تهنئة = ولم أكحل بنور البسمة الهدبا
ولم أقابلك يا أماه في سحرٍ = قبل الصلاة لأنسى عندك النصبا
ولم أجدك على الكرسي جالسةً = كالبدر ما غاب عن عيني ولا احتجبا
ولم أقبل جبينًا طاهرًا وأرى = وجهًا حبيبًا يريني البدر والشهبا
أواه أواه يا أماه من ألم = مازلت أكتمه في خاطري لهبا
يكاد يقتلني شوقي الكبير إلى = سماع صوتك ، صوتًا لحنه عذبا
لما تنادين باسمي يزدهي حلم = به أرى كل ما ينأى قد اقتربا
بين المصلى ومستشفاك كنت على = مشارف الأمل الميمون مرتقبا
تزاحمت صور الذكرى على خلدي = طفولةً وشبابًا باذخًا وصبا
وتضحيات رأيناها رسمت بها = طريقنا ومسحت الهم والتعبا
تدور في فلك الأيام ذاكرتي = تعيد من صور الأحلام ما ذهبا
رأيت أمي إلى الوادي مهرولةً = لتجلب التين للأطفال والعنبا
رأيتها في طريق البئر غاديةً = تجر بالحبل دلوًا تملأ القربا
رأيتها في حمى ظبيان باحثةً = عن يابس الطلح حتى تجلب الحطبا
رأيتها إنها أمي التي حملت = عناءنا فغدت أمًا لنا وأبا
أماه دونك صار البيت ملتحفًا = بحزنه وأتانا العيد مكتئبا
ياشمس منزلنا لا زلت ساطعةً = تمزقين دجى آلامنا إربا
إنا طلبناك ممن ليس يعجزه =شيءُ ونسأله أن ينجز الطلبا
ما استجلب المرء شيئًا بالدعاء له = إلا وكان الرضا من بين ما جلبا
لولا سكينة إيمان بخالقنا = بها نسكّن وجدانًا إذا انتحبا
لأبصر الناس من آثار حسرتنا = شيئًا عظيمًا ومن أحزاننا عجبا
يقيننا مكّن الصبر الجميل لنا = ومد للقلب نحو الخالق السببا
فنحن نطمع في إنعام خالقنا = ونرتضي ما قضى فينا وما كتبا
أماه صبرك في الدنيا غدا مثلاً = فما رأيناه في درب الجراح كبا
كذلك الأم يلقى قلبها عنتًا = من الحياة ولولا الصبر لانشعبا
ما الأم إلا ينابيع الحنان جرى = معين وجدانها الصافي لمن شربا
ببرها تفتح الجنات ساحتها = وتمنح اللؤلؤ المكنون والذهبا
باب إلى جنة الفردوس يدخلنا = طوبى لمن طرق الأبواب واحتسبا
يزكو الثرى تحت رجليها فلا تربت = يدا مقبّل رجليها ولا تربا
تعليق