جمال أصبح جيمس وبدوي أصبح بوش فى أمريكا !
حملت إلينا الصحافة والإعلام بعد أحداث11 سبتمبر عام2001, أنباء تشير إلي أن بعض الأمريكيين من أصول عربية, سارع إلي تغيير الأسماء الأولي, فمثلا محمد أصبح مارك, وجمال أصبح جيمس أوجيمي, أما إدريس فقد أصبح ادموند بدوي أصبح بوش, وذلك حتي يتجنب هؤلاء نظرات الاتهام والشك والريبة بسبب أسمائهم العربية الإسلامية!
قطع هؤلاء ـ بلا شك ـ شوطا في مضمار التخفي والتنكر لرموز هويتهم, وربما الانخراط في الهوية الأمريكية الجديدة التي يحملونها, ولكن يبقي أمام هؤلاء شوط آخر كبير, لاستكمال مقومات الهوية الجديدة, ولكنه صعب هذه المرة; ذلك أن تغيير الأسماء لم يكلف سوي التوجه للسلطات المدنية المسئولة عن تغيير الأسماء وتسجيل الأسماء الجديدة المختارة; بينما تبقي المهمة الصعبة التي تتعلق هذه المرة بالتكوين البيولوجي, أي لون العيون والسحنة والجلد والشعر, وهي ليست بحاجة لاعتماد السلطات, حيث أنها ملكية فردية جدا وشخصية للغاية لا سلطان لأحد عليها.
أما لون العيون فقد تكفل العلم والتقدم العلمي والتكنولوجي في مجال البصريات بحلها, فقد بات في مقدور أي فرد, وفي أي مكان, أن يختار لون عينيه, أخضر أو أزرق أو عسليا أو أسود, أو ما دون ذلك من الألوان, وذلك عبر اختيار لون العدسات اللاصقة, وبأسعار في متناول الأيدي وللأغلبية, كذلك الأمر فيما يتعلق بلون الشعر, حيث كفل تقدم علم الكيمياء حرية المرء في اختيار لون شعره.
يبقي بعد ذلك لون الجلد والسحنة, وقد تكفل التقدم في الطب في المرحلة الراهنة بحل هذه المشكلة; أي تغيير الخلايا اللونية والتأثير عليها, عبر أنواع مختلفة من الدهانات والكريمات, وغيرها من العلاجات الحديثة, أو بعض المعالجات الجراحية كما فعل بعض النجوم مثل مايكل جاكسون, وقد يكون هذا التغيير مكلفا وليس في مقدور الغالبية, ولكنه لم يعد مستحيلا.
وبذلك تكون رحلة تغييب بعض رموز الهوية الظاهرة والبيولوجية والجغرافية والدينية في الطريق إلي الاكتمال, هذا التغييب العسري والإكراهي تحت وطأة الشك والملاحقة والارتياب لأسباب تتعلق بالعرق والعنصر واللون واللغة, أما رموز الهوية المضمرة والخفية المتغلغلة في أعماق الشخصية والتي تتعلق باللغة والثقافة والمعتقدات, فلن يتسني لأحد التعرف عليها في المطارات والمواني ومنافذ الدخول والخروج رغم نظام تصوير والتقاط البصمات ومطابقة جوازات السفر اليكترونيا بسجلات الإرهابيين وذوي النشاطات الإجرامية المسجلة لدي السلطات الأمريكية, وهو النظام الذي سيطبق علي ما يقترب من23 مليون زائر أجنبي للولايات المتحدة الأمريكية, ويطبق هذا النظام علي الجميع باستثناء مواطني27 دولة من بينها دول الاتحاد الأوروبي.
طغت الضرورات الأمنية علي الضرورات الإنسانية والأخلاقية والقانونية, التي تكفل المساواة بصرف النظر عن العرق والدين واللغة والثقافة, والسؤال هو هل أصبح تغييب الهوية أحدي ضرورات الاندماج والانخراط في الولايات المتحدة أو في غيرها من البلدان الأوروبية؟
حملت إلينا الصحافة والإعلام بعد أحداث11 سبتمبر عام2001, أنباء تشير إلي أن بعض الأمريكيين من أصول عربية, سارع إلي تغيير الأسماء الأولي, فمثلا محمد أصبح مارك, وجمال أصبح جيمس أوجيمي, أما إدريس فقد أصبح ادموند بدوي أصبح بوش, وذلك حتي يتجنب هؤلاء نظرات الاتهام والشك والريبة بسبب أسمائهم العربية الإسلامية!
قطع هؤلاء ـ بلا شك ـ شوطا في مضمار التخفي والتنكر لرموز هويتهم, وربما الانخراط في الهوية الأمريكية الجديدة التي يحملونها, ولكن يبقي أمام هؤلاء شوط آخر كبير, لاستكمال مقومات الهوية الجديدة, ولكنه صعب هذه المرة; ذلك أن تغيير الأسماء لم يكلف سوي التوجه للسلطات المدنية المسئولة عن تغيير الأسماء وتسجيل الأسماء الجديدة المختارة; بينما تبقي المهمة الصعبة التي تتعلق هذه المرة بالتكوين البيولوجي, أي لون العيون والسحنة والجلد والشعر, وهي ليست بحاجة لاعتماد السلطات, حيث أنها ملكية فردية جدا وشخصية للغاية لا سلطان لأحد عليها.
أما لون العيون فقد تكفل العلم والتقدم العلمي والتكنولوجي في مجال البصريات بحلها, فقد بات في مقدور أي فرد, وفي أي مكان, أن يختار لون عينيه, أخضر أو أزرق أو عسليا أو أسود, أو ما دون ذلك من الألوان, وذلك عبر اختيار لون العدسات اللاصقة, وبأسعار في متناول الأيدي وللأغلبية, كذلك الأمر فيما يتعلق بلون الشعر, حيث كفل تقدم علم الكيمياء حرية المرء في اختيار لون شعره.
يبقي بعد ذلك لون الجلد والسحنة, وقد تكفل التقدم في الطب في المرحلة الراهنة بحل هذه المشكلة; أي تغيير الخلايا اللونية والتأثير عليها, عبر أنواع مختلفة من الدهانات والكريمات, وغيرها من العلاجات الحديثة, أو بعض المعالجات الجراحية كما فعل بعض النجوم مثل مايكل جاكسون, وقد يكون هذا التغيير مكلفا وليس في مقدور الغالبية, ولكنه لم يعد مستحيلا.
وبذلك تكون رحلة تغييب بعض رموز الهوية الظاهرة والبيولوجية والجغرافية والدينية في الطريق إلي الاكتمال, هذا التغييب العسري والإكراهي تحت وطأة الشك والملاحقة والارتياب لأسباب تتعلق بالعرق والعنصر واللون واللغة, أما رموز الهوية المضمرة والخفية المتغلغلة في أعماق الشخصية والتي تتعلق باللغة والثقافة والمعتقدات, فلن يتسني لأحد التعرف عليها في المطارات والمواني ومنافذ الدخول والخروج رغم نظام تصوير والتقاط البصمات ومطابقة جوازات السفر اليكترونيا بسجلات الإرهابيين وذوي النشاطات الإجرامية المسجلة لدي السلطات الأمريكية, وهو النظام الذي سيطبق علي ما يقترب من23 مليون زائر أجنبي للولايات المتحدة الأمريكية, ويطبق هذا النظام علي الجميع باستثناء مواطني27 دولة من بينها دول الاتحاد الأوروبي.
طغت الضرورات الأمنية علي الضرورات الإنسانية والأخلاقية والقانونية, التي تكفل المساواة بصرف النظر عن العرق والدين واللغة والثقافة, والسؤال هو هل أصبح تغييب الهوية أحدي ضرورات الاندماج والانخراط في الولايات المتحدة أو في غيرها من البلدان الأوروبية؟
تعليق