سأل رجل فقير علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال :
- إن لي حاجة رفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك ، فإن أنت قضيتها حمدت الله وشكرتك ، وإن لم تقضها ، حمدت الله وعذرتك.
فقال علي :
- خط حاجتك على الأرض ( أي اكتبها ) فإني أرى التربية بادياً عليك .
فكتب الأعرابي على الأرض :
( إني فقير ) .
فقال علي :
- يا قنبر ، ادفع إليه حلتي الفلانية .
فلما أخذها الرجل الفقير قال :
كسوتني حلة تبلى محاسنها
............................. فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا
إن الثناء ليحيي ذكر صاحبه
............................ كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا
لا تزهد الدهر في عرف بدأت به
........................... فكل عبد سيجزى بالذي فعلا
يقول :
"كسوتني ثوباً لا يبقى وسأكسوك مدحاً خالداً لا يفنى ، وكما أن المطر يحيي الأرض بعد موتها ، فكذلك المدح يحيي ذكر صاحبه بعد خموله ، وأخيراً : اصنع المعروف وإن كان قليلاً فالله يجزي عباده على القليل والكثير " .
فلما فرغ الأعرابي الفقير من إنشاد هذه الأبيات الجميلة ،
قال علي رضي الله عنه :
- يا قنبر أعطه خمسين دينارا .
فسأل الأعرابي :
- ولماذا فعلت هذا يا أمير المؤمنين ؟
قال الإمام علي :
- فأما الحلة فلمسألتك _ يعني لطلبك الإحسان _ وأما الدنانير فلأدبك .
وسكت أمير المؤمنين لحظة ثم قال :
- سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول :
" أنزلوا الناس منازلهم " .
منقول بتصرف
تعليق