Unconfigured Ad Widget

Collapse

الكوارث والعقوبات السماوية: الحكمة من منظور ديني

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • Ameen
    موقوف
    • Oct 2004
    • 801

    الكوارث والعقوبات السماوية: الحكمة من منظور ديني

    الكوارث والعقوبات السماوية: الحكمة من منظور ديني


    بعد الزلزال الذي ضرب ذمار اليمنية عام 1982 عُقِد في جامع الجردان بحي الخالدية في مدينة بريدة وسط السعودية درس ديني يقدمه ثلاثة من العلماء، يلقي أحدهم كلمة عامة قبل صلاة العشاء، وبعدها يُفسح المجال للأسئلة والفتاوى.
    تحدث أحد المشايخ الثلاثة عن العقوبات التي يجازي بها الله عباده لقاء انحرافاتهم عن شريعته، وضرب الشيخ مثالاً بزلزال اليمن مستدلاً بما يقع - حسب رأيه- في تلك البلدة من عظائم الفجور. الجامع يقع في حي يقطنه غالبية من المقيمين اليمنيين يشاركهم بعض العمالة الآسيوية والعربية، والمسجد ليلتها كان مكتظاً بالمصلين، وعقب تعليق الشيخ هذا ارتفعت الأصوات في الصفوف الخلفية، وانسحب صفان منهم خارج المسجد، فلم تمض دقائق حتى اكتظ محيط الجامع بالعشرات منهم، بعضهم يحملون السكاكين وآخرون تأبطوا العصي، والغضب كالشرر في عيونهم. لقد ساءهم أن يكون الحديث عن أهلهم وإخوانهم المكلومين بتلك الطريقة المؤلمة.
    طالب قائد الغاضبين بكسر جمجمة (الشيبة)، الذي أفلح بعضهم بتهريبه من محراب المسجد دون أن يناله أحد بسوء، بعد أن فشلت كل المحاولات في تهدئة الموقف، والتوضيح بأن الشيخ لم يقصد إهانة ولا اتهاماً لمجتمع بعينه وأن الغاية من حديثه كانت مجرد الاعتبار. كان الشيخ يتودد إلى الجمهور الحانق بأن يتعوذوا بالله من الشيطان، ولكن الشيطان لم يرتحل حتى أحاطت سيارات الأمن بالمكان واقتادت من لم يطلق سيقانه للريح إلى مركز الشرطة، وفي الصباح أطلق سراحهم.

    بعدها بيومين كنت أحدث والدي عن القصة، فقال:"من الذي أوحى إليهم أن الزلزال كان غضباً من الله"! فحكمة الله أوسع من أن يحيط بها بشر.

    في الأسابيع الماضية عاشت صحف مغربية وسعودية جدلاً حول الحكمة الغيبية من كارثة تسونامي، وجرى تراشق بين كتاب تبودلت فيه الاتهامات بين ضفتين: فريق يعتقد أن من صميم ثقافته ومن ضروريات دينه الإيمان بأن ما وقع هو عقاب إثر غضب من الله جراء انحراف عباده، وآخر يرى أن ذلك الادعاء مخالف لأخلاقيات الصحافة والإنسانية الرحيمة وقول على الله بغير علم.

    بعض المؤمنين يروق لهم أن يخوضوا في الحكمة الإلهية ويحددوا الأسباب الغيبية للكوارث الكونية أو الأمراض والحوادث التي يكون من عداهم من المجتمعات والأشخاص ضحاياها، لكنهم لن يقبلوا أن يكونوا هم محلاً لتلك الاتهامات حينما يقعون تحت مقصلتها. لماذا السخط؟ فالذي منحك الحق هو الذي يمنحني الحق نفسه وقد دارت الدائرة عليك.

    القصة السالفة هي مثال للمأزق الذي يعيشه بعض المؤمنين حينما يفسرون ما ينالهم من مصائب بالحسنى من الأسباب: كالابتلاء والامتحان من الله، ورفعة الدرجات، وتطهيرهم عن الذنوب كما تحاتُّ ورق الشجرة، في الوقت نفسه الذي يقع خيارهم على السيئ من الأسباب لغيرهم من المؤمنين: مسيحييهم أو يهودهم أو حتى مسلميهم، ممن لا يتطابقون مع مذهبهم أو طائفتهم.

    وحول الحديث عن العقوبات، فآيات القرآن الكريم كانت تتناول أنواعاً: أحداثاً معينة كونية، أو تعذيباً بأيدي البشر، وقعت أثناء تنزل القرآن وجاء النص عليها معللة بأسبابها، كهزيمة أحد وحنين، ووقائع كونية جاءت في مقام القصص خصَّتْ أمماً وأقواماً، كقوم صالح وهود، وثالثة أخرى لم تحدد الآيات أهلها الأقدمين المعاقبين بها.

    ولكن الذي كشف عن تلك الغيوب وتحدث عن الحكمة وعين الأسباب هو الذي جاء بالقرآن نفسه، فما الذي يمنح البعض من الشيوخ الحق بالخوض في تحديد الحكمة وهم ليسوا أنبياء ولا أرباباً؟.

    حسب ما ذكره بعض علماء الدين المسلمين فبعثة الرسول محمد كانت أماناً لأمته - أمة الدعوة فضلاً عن أمة الإجابة وهم المسلمون- من العقوبات العامة والاستئصال حيث أرجئت تلك العقوبات إلى يوم القيامة، لهذا لا حاجة لإيراد تلك الآيات التي تتحدث عن الأمم السالفة التي عوقبت على عصيانها الرسل، حين الحديث عن نوازل معاصرة أو سالفة، وبقي لدينا النصوص العامة التي أكدت أثر الانحراف عن التعاليم والوصايا الإلهية في العقوبات الكونية وفي سورة الروم (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا) وهو معتقد محل إجماع بين أصحاب الديانات التوحيدية الثلاث، وبعض أهل النحل الأخرى، كل حسب اعتقاده. هذا من منظور ديني بحت.

    ليس من عاقل يقبل أن تكون استباحة المدينة ثلاثة أيام في عهد بني أمية، وضرب الدرعية في أوائل القرن الثامن عشر والقتل المأساوي للأمير عبدالله بن سعود في الأستانة، وفرار الملا عمر من أمام الجيوش الفاتحة الصليبية، هي أيام يداولها الله بين عباده، وأن موت بعض الصالحين والأتقياء وهم قد شارفوا الجنون وأوشكوا على الخبل، أو هرموا حتى ارتدوا لمدارج حياتهم الأولى كان ابتلاء وامتحاناً، في الوقت الذي يكون فيه زلزال "بام" الإيراني وكارثة تسونامي علقتين ساخنتين أراد الله أن يؤدب بهما الشارد من خلقه عن صراطه، نفق إثرها الأطفال الرضع والعجائز الركع.

    سائلوا أنفسكم: لماذا يعاقب الله من يجاهرون باللذائذ ويعلنون الإلحاد، ويترك شيخاً اختلس تبرعاً، أو واعظاً زل ومارس الفاحشة، أو ناهياً عن المنكر غلبته نفسه أخفى الفجور، أو معلماً للقرآن تهاوى تحت غرائزه وتحرش بقاصر، أو آخر استغل الرقية والمداواة بالأعشاب سبيلاً لاستدراج ضعيفات القلوب، أو مفتياً سكت عن الحق وأفتى بالباطل؟ ولم لا يعاقب على سفك دماء الأبرياء باسم الجهاد في سبيله، واحتقار الآخرين والتعالي على الأعراق الأخرى، واستعباد الخادمات وإذلالهن، ولم لا يعاقب أمة على انحطاطها؟ تلك هي الخافيات من العظائم وهي أشد فتكاً وأعظم عند الله.

    أيها الناس: الله أكثر علماً وحكمة من أن يقصر عقوبته على شربة راح أو قبلة عاشق واحتضان محبوب، ويترك أمة على تخلفها وسيطرة الخرافة عليها وجهلها، جهلاً سلط أعداءها عليها فساموها خسفاً وقهراً واستعباداً، وأقام الكاذبين من مفسري الأحلام عندها مقام الرسل، والدجالين من المشعوذين مقام أكبر علماء الطب والفلك.

    فاتركوا الخلق للخالق وفوضوا الأمر إلى عالمه وأصلحوا واقعكم وعالم شهادتكم وفق نواميسه، ودعوا الغيب والخوض في الحكمة والقدر للعالم به. أو..لا. فعليكم حينها أن لا تستشيطوا غضباً حينما يقول رجل دين من غير دينكم: إن المسلمين معاقبون من الله بتخلفهم حيث سلط حكامهم عليهم، ورماهم بالفقر والفساد، فالآخرون - كما أنتم - لهم رب راض ٍ عنهم ساخط على من عداهم!.

    ارجو التعليق بموضوعية على المقال نفسة بدون الدخول في مهاترات حول شخصية كاتبة....

    منصور النقيدان , اليوم الثلاثاء في جريدة الإتحاد الاماراتية



    تحياتي


    امين
  • العقرب
    عضو مميز
    • Dec 2004
    • 1835

    #2
    مشكور على النقل اخي امين
    ولنا في رسولنا قدوة حسنه فمن ادابه صلى الله عليه وسلم انه لم يخص من يريد اصلاحه بالاسم فكان يقو( ما بال اقوام او قوم عبدالله) يصنع كذا وكذا وهذا غاية في ادب الدعوة والتخاطب.

    ولعل اجتهاد بعض الدعاة يغلبه حماسه وشدة ايمانه والمفروض هنا رد الموضع الى اهل العلم ( منهم اعلم منه بالافتاء والاستنباط والبرهان باعجاز القلران) فمثلا في الطب الحديث اثبت العلماء نظريات مخبريه على تكوين الجنين اذكر ام انثى وسلمنا بها مع العلم ان رسول الهدى اخبرنا بذلك قبل اكثر من 1400 سنه ( ولي عودة لوضع المرجع بين يدي القراء ان شاء الل).

    اما صلاح المسلمين ففي نظري يبداء بالذات ثم بيقية الاسرة فتجتمع اسر كثيرة صالحة تكون مجتمع ومجتمعات فيها من الصلاح ما يحفظ لها دينها ودنياه ولقد ترك لنا شيوخ السلف ومشياخ العصر ممن كرسوا حياتهم لهذا الدين مراجع تغني المسلم عن الشك بحكم الله في خلقه واخرها ممن انتقلوا الى جوار ربهم الشيخين الفاضلين ( بن باز وابن عثيمين) عليهم من الله رحمة واسعة وطيب الله نزلهم.

    تغير الكون وارد والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى تكون جزيرة العرب انهار... الى اخر الحديث او كما قال.
    وهناك محضرات من علماء في هذا الشان مقرونة بالادلة القرانية وتوافق الادلة العلمية معها واخيرا لقد اخبرنا ربنا ان ما لدين من العلم ليس بشي مما عنده فقال ( وما اوتيتم من العلم الا قليلا).
    [align=center][/align]
    [poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا=فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ ألجاهلينا[/poem]

    تعليق

    • برق دوس
      عضو مشارك
      • Mar 2002
      • 170

      #3
      ارجو الاطلاع وبكثب على مقال الدكتور / لطف الله خوجه .. و لديكم عقول للتمييز بين الغث والسمين وفقكم الله ،،

      لقد أوجز الدكتور زغلول النجار جزاه الله خيرا (( عقاب للعاصين ..... وإبتلاء للصالحين ..... وعبرة للناجين ))

      والنقيدان مع الاسف الشديد صحفي غير امين ،،،

      اليكم الرابط لمقال الدكتور / لطف الله



      اخوكم / برق دوس
      سبحانك اللهم بحمدك اشهد انه لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك

      تعليق

      • حمدان الدايخ
        عضو مميز
        • Jan 2005
        • 1276

        #4
        سؤال الى ( النقيدان ) ؟؟؟؟
        ما الحكمه من صمود بيوت الله ( المساجد ) في وجه الطوفان والزلازل ؟؟؟؟؟
        والا( المساجد ) الصامده لا يحق لنا ان نتكلم فيها ربما تكون صدفه !!!!
        عموما الغرض من المقال لشي في نفس النقيدان وكان يبحث عن
        موضوع لكي يتنفس فيه ولكن انتبهو من رائحة النفس!! فقد تساوى الالحاد مع المعاصي عند النقيدان نسأل الله السلامه والهدايه وثبيت القلوب على دينه !!!
        هذا كلام النقيدان :
        (سائلوا أنفسكم: لماذا يعاقب الله من يجاهرون باللذائذ ويعلنون الإلحاد، ويترك شيخاً اختلس تبرعاً، أو واعظاً زل ومارس الفاحشة، أو ناهياً عن المنكر غلبته نفسه أخفى الفجور، أو معلماً للقرآن تهاوى تحت غرائزه وتحرش بقاصر، أو آخر استغل الرقية والمداواة بالأعشاب سبيلاً لاستدراج ضعيفات القلوب، أو مفتياً سكت عن الحق وأفتى بالباطل؟ ولم لا يعاقب على سفك دماء الأبرياء باسم الجهاد في سبيله، واحتقار الآخرين والتعالي على الأعراق الأخرى، واستعباد الخادمات وإذلالهن، ولم لا يعاقب أمة على انحطاطها؟ تلك هي الخافيات من العظائم وهي أشد فتكاً وأعظم عند الله.


        إذا لم تستطع ان تنظر امامك لان مستقبلك مظلم..
        ولم تستطع ان تنظر خلفك لان ماضيك مؤلم..
        فانظر الى اعلى تجد رباً يحبك..يحميك..
        يسمعك..يراك..ينصرك..يعتنى بك..ما اخذ منك إلا ليعطيك..
        وما حرمك إلا ليتفضل عليك.. وما ابكاك إلا ليضحكك..
        وماابتلاك إلا لأنه يحبك

        تعليق

        • عاشق الليل

          #5
          بسم الله الرحمن الرحيم

          في اعتقادي ان تفسير الكوارث والنكبات الطبيعية على أنها عقاب من الله هو تفسير خاطئ يتعارض مع منطق العقل والنقل ايضا ..
          هذا هو سبب نكبة الملحدين .. حكمهم على كل شئ بعقولهم القاصرة .. ويا ليتهم استطاعوا استيعاب كل ما فى الدنيا من موجودات .. حتى يحاكموا بعقولهم الله وأفعاله .

          فهل استطاع الطفل الصغير أن يفهم حكمة والديه لما يعاقبانه على خطأ .. فلعله يعتقد انه قد وقع عليه ظلم شديد بعقابهما له .. وفى الحقيقة ما تم هو انسب ما يكون له .. ولكن لقصر عقله ومحدوديته لم يفهم الحكمة من العقاب .

          فكذلك نحن فلا يجوز القول أن كل حديث يخالف مقتضى العقول والحس يُقطع بتخطئة قائله او نقول بتضارب أحداثه .. قال الله تعالى "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" .. وهذا ما قام به صاحب المقال .. وهنا ملحوظة : لا داعى لذكر مسألة إيمان هذا الملحد بالله من عدمه فما يقوله هو دعوة لمن يقرأ مقاله وهذا يشمل الملحد والمؤمن .. فواجبنا الرد على المقال بدون القول بوجوب إيمانه بالله وبحكمته أولاً ثم بعد ذلك نناقشه .. "لا" .. بل سنرد مرة واحدة إن شاء الله .

          نعود لموضوعنا .. ما هو غير معقول بالنسبة لصاحب المقال ليس بمستحيل فهل كان من المعقول أن يتصور الإنسان منذ آلف عام انه سيوجد من يستطيع الطيران أو من كان يسافر فى شهور يذهب ألان فى ساعات ؟! كل هذا لم يكن معقولاً ولكنه ليس بمستحيل .

          وإذا كنا نقر لأهل التخصص في تخصصهم وهم من البشر دون أن نناقشهم في ذلك كالأطباء والمهندسين وغيرهم .. وذلك لأن مستوانا التعليمي لا يسمح لنا بفهم كل ما يذكرونه .. افلا نقر للعليم الذى لا يغيب عن علمه شىء بأن ما يتصرف به في شؤون خلقه ونحن لا نفهمه أنه هو الحكمة والصواب ولاشك من باب أولى وأحرى ؟!

          فبعد هذه الأمثلة لنا أن نتسائل إن كان هذا حال البشر مع بعضهم البعض وانه ليس كل ما لا يعقل يعتبر مستحيل فكيف تريدنا ان نحاكم أفعال الله بعقلنا ؟! فان كانت هذه هى دعوة الملحد لنا فقد فشل فيها ومن الواجب أن يبحث له عن مبرر جديد حتى يثنينا عن معتقدنا .. وهذا الجزء رداً على تحكيم العقل فى كل الأمور .

          ترى .. هل من العدل ان يعاقب الله الصالح مع الطالح ؟؟ اذا كان العاصي يموت في تلك الكوارث عقابا له على ما جنت يداه فما ذنب الصالح الطائع الذي قد يذهب هو ايضا ضحية هذه الكوارث ؟؟ بل ما ذنب الأطفال الذين يحصدهم هذا العقاب الطائش الظالم ؟؟ أوليس من مبادئ القرآن ذاته مبدأ فردية العقاب ( ولا تزر وازرة وزر اخرى ) ؟؟ وحتى اذا سلمنا هنا بصحة المنطق الغريب الذي يحاجج به الفقهاء لدحض هذا الاشكال العقلي بقولهم ان الله يبعث الناس يوم القيامة على نياتهم !! فيحق لنا أن نسأل هنا : ولكن ماذا عن آلاف الجرحى والمشوهين والمشردين الذين فقدوا بيوتهم وأهلهم وأموالهم ؟؟ بماذا نعلل المأساة الواقعة بهم ( وفيهم بلا شك الكثير من الصالحين ) سيما وأن لغة الأرقام تؤكد دائما أن هؤلاء هم الضحايا الحقيقيين للكوارث من حيث النسبة العددية ؟؟

          أعجبنى جدا مدى قلق الزميل على الناس أجمعين .. وكأنه لو ملك زمام الأمور لجعل من العالم جنة خضراء للعالمين .. ويالا دعاوى الملحدين .

          نحن كمسلمين لا تنتهى حياتنا بوفاتنا بل نحن نؤمن أن وراء الموت جنة ونار .. هي التي فيها الحياة الحقيقية .. فأهل الخير يجدون جزاء ما عملوه من الخير في الدنيا بانتظارهم عند الله وأهل الشر كذلك .. فلا يمكن أن يستوي الطيب والخبيث .. وهكذا فمن ابتلي وصبر لا يمكن أن يضيع هذا الصبر عند الله .. بل ربما يتمنى الذي لم يصب في الدنيا بمثل مصيبته أن يكون قد أصيب بمثل مصابه لما يرى له من المكانة العظيمة .

          على العموم نقول نحن كمسلمين نؤمن بحكمة الله المطلقة ويجب أن يعلم أن الله يتميز عن خلقه من جميع الوجوه فليس هناك مجال للمشابهة والمقارنة بينه وبين خلقه ولذا يقول الله تعالى : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )
          وإذا كان المالك للشىء فى الدنيا يتصرف فيه كيف شاء دون أن يحاسبه الخلق على ذلك لأن هذا الشيء هو ملكه .. فإن الله الخالق الذى ليس كمثله شىء له أن يتصرف في ملكه كيف يشاء .. ونوقن نحن المسلمين أن ربنا الذي خلقنا له الحكمة البالغة التي لا يمكن أن يتطرق إليها أدنى نقص بأي وجه من الوجوه .. بل وكل مؤمن بوجود الرب وقد رضي به ربا يلزمه أن يؤمن بذلك وإلا فهو يؤمن برب ناقص ومعلوم عند من له أدنى عقل وإيمان أن الرب لا يمكن أن يكون ربا حتى يكون كاملا من كل وجه بعيدا عن أي نقص .. وإلا فهو ليس برب على الحقيقة .. ونحن بدورنا ولأننا خلق من خلق الله لا يمكن أن نصل إلى إدراك شئ يسير من حكمته إلا بعد تعليمه لنا فما علّمناه من حِكم أفعاله فهمناه و صدقناه .. وما كتمه عنا مما اختص بعلمه آمنا به وعلمنا أنه لا يفعل شيئا إلا لحكمة عظيمة .. لأنه هو الحكيم العليم .. ولا يمكن بحال أن يتطرق إلى قلوبنا احتمال أن نحاسبه على ما يفعل في ملكه وخلقه وإلا فقد تعدينا على مقام الربوبية وتعدينا طورنا وزعمنا أن بإمكاننا أن نعلم ما يعلمه سبحانه .. وهذا لا يمكن أن يقوله إلا ملحد لا يؤمن بوجود رب أصلا .. نعوذ بالله من الخذلان .
          إننا نحن البشر نعد من الحكمة أحيانا أن نفعل بعض الأمور المكروهة لنا لما فيها من الفائدة ولو لم نفعلها لأصبحنا متهمين بنقص الحكمة والعقل .. فمثلا المريض الذي يخاف على نفسه الهلاك ويعلم أن شفاءه بإذن الله إذا شرب هذا الدواء .. فإن الحكمة هي أن يشرب ذلك الدواء ولو كان مُراً .. ولو لم يشربه لعد تقصيرا منه ونقصا في عقله .. وهكذا في أمور كثيرة في حياتنا نفعلها ونحن لها كارهون لما يترتب عليها من المصالح .
          ولله عز وجل المثل الأعلى وليس هناك مجال لقياسه على خلقه .. فهو يفعل سبحانه في ملكه بعض ما يبغضه لما يترتب على ذلك من الحكم العظيمة .. التي نعجز عن إدراكها أو كثير منها وقد تتضح لنا بعض الحكم اليسيرة .. وذلك من رحمة الله بعباده المؤمنين أن يريهم بعض حكمه في الدنيا لتطمئن قلوبهم .

          وتنقسم النواكب إلى نوعين :
          فمنها ما يقع على الصالح ومنها ما يقع على الكافر .

          فما يقع على الصالح هو امتحان من الله له ليرفع من منزلته ويحط عنه من سيئاته وهو كله خير .
          والأدلة على هذا كثيرة في الكتاب والسنة فمنها :

          قوله سبحانه ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) البقرة .
          وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ " رواه مسلم

          قال ابن تيمية رحمه الله : "قد يـقـترن بالحزن ما يثاب صاحبه عليه ويحمد عليه ، فيكون محموداً من تـلـك الجهة لا من جهة الحزن ، كالحزين على مصيبة في دينه ، وعلى مصائب المسلمين عموماً ، فهذا يثاب على ما في قلبه ، من حب الخير وبغض الشر ، وتوابع ذلك ، ولكن الحزن على ذلك إذا أفضى إلى تـرك مأمور من الصبر والجهاد وجلب منفعة ودفع مضرة ، نهي عنه ، وإلا كان حسب صاحبه رفع الإثم عنه"

          وبهذا يتبين لك أن المصائب التي تجري على الأبرياء في نظرنا بل وعلى جميع الناس ليس بالضرورة أن تكون عقوبة .. بل قد تكون رحمة من الله لكن لأن عقولنا قاصرة فإننا في كثير من الأحيان نعجز عن فهم حكمة الله في ذلك .. فإما أن نكون مؤمنين بأن الله أعدل منا وأحكم وأعلم وأرحم بخلقه فنسلّم له ونرضى ونحن مقرين بعجزنا لمعرفتنا بحقيقة أنفسنا .. وإما أن نتبجح بعقولنا القاصرة ونغتر بأنفسنا الضعيفة ونأبى إلا محاسبة الله والاعتراض عليه .. وهذا لا يمكن أن يخطر بقلب أي مؤمن بوجود رب خالق مالك حكيم كامل من كل وجه .. ولو فعلنا فقد عرضنا أنفسنا لغضب الله ومقته، ولن يضر الله شيئا .

          وقد نبه الله على ذلك بقوله سبحانه: ( لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) الأنبياء
          كما أن من ضعف الإنسان وقصر نظره أن يقتصر على رؤية المصائب ولا يتفطن لما فيها من الفوائد .. ولا ينظر في بقية النعم الأخرى له وفيما حوله .. فنِعم الله على بني البشر لا تقارن بمقدار ما يصيبهم به من المصائب .. ولو كان هناك إنسانٌ كثير الإحسان ولكنه لا يحسن أحياناً فإن نسيان إحسانه يعد من الجحود والنكران .. فكيف بالله سبحانه وله المثل الأعلى ؟! فكل تصرفاته في الكون هي خير ولا يمكن أن تكون شراً من جميع الوجوه .

          وأيضاً فإن الأنبياء والرسل هم أحب الخلق إلى الله ومع ذلك فهم أشد الناس بلاء وأكثرهم مصائب ، فلماذا ؟ ليس عقوبة لهم ولا لهوانهم على ربهم .. ولكن لأن الله يحبهم فقد ادخر لهم كامل الأجر ليستوفوه في الجنة و كتب عليهم هذه المصائب ليزيدهم رفعة ودرجة .. فهو سبحانه يفعل ما شاء كيف شاء متى شاء لا معقب لحكمه ولا راد لأمره وهو الحكيم العليم .

          وما يقع على الكافر هو تنبيه وتحذير له لعله ينتبه لما هو فيه من غفلة وسهو .. وعقاباً لمن جاءته النذر ولكنه لم يستفد منها ولم يغير من سلوكه .. واستمر على ذنوبه قال تعالى : "فأهلكناهم بذنوبهم" .
          قال تعالى : "ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين"

          فافهم هذا يا من تتمنى أن تفهم حكمة الله .. قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ( الأنعام .
          قال السعدي رحمه الله : لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك من الأمم السالفين والقرون المتقدمين فكذبوا رسلنا وجحدوا بآياتنا . فأخذناهم بالبأساء والضراء أي بالفقر والمرض والآفات والمصائب رحمة منا بهم . لعلهم يتضرعون إلينا ويلجأون عند الشدة إلينا .
          وقال تعالى : ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) الروم .
          أي استعلن الفساد في البر والبحر ، أي فساد معايشهم ونقصانها وحلول الآفات بها .
          وفي أنفسهم من الأمراض والوباء وغير ذلك . وذلك بسبب ما قدمت أيديهم .. من الأعمال الفاسدة المفسدة بطبعها .
          هذه المذكورة ( ليذيقهم بعض الذي عملوا ) أي ليعلموا أنه المجازي على الأعمال فعجل لهم نموذجاً من جزاء أعمالهم في الدنيا ( لعلهم يرجعون ) عن أعمالهم التي أثرت لهم من الفساد ما أثرت فتصلح أحوالهم ويستقيم أمرهم .. فسبحان من أنعم ببلائه وتفضل بعقوبته .. وإلا فلو أذاقهم جميع ما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة .

          فمختصر هذا الموضوع انك لو أمنت بوجود اله حكيم قدير فعال لما يريد لما سألت هذه الأسئلة وما كان لك أن تسأل لانك تعرف أن هذا الرب العادل سيجزيك فى الآخرة بخير من الدنيا وما فيها .

          والله أعلى واعلم
          __________________

          تعليق

          • دايم الستر
            عضو مشارك
            • Dec 2004
            • 365

            #6
            مقاله جميله احببت المشاركه بها


            التفسير العقابي للكوارث

            بقلم : شهاب الدمشقي
            كلما ضربت كارثة طبيعية مجتمع من المجتمعات الإسلامية سارع الفقهاء الى تقديم ذات التفسير لهذه الكارثة ، فالزلازل والكوارث الطبيعية هي عقاب من الله ينزله على العصاة والمرقة الذين تمردوا على طاعة الله ، وسنة الله ماضية في ذلك منذ أقدم العصور، فهكذا عذب الله قوم نوح ولوط وغيرهم ممن كفر بالله ، وكذلك يفعل الله اليوم مع العصاة ليكون هذا درسا لمن يعصي الله ..

            في اعتقادي ان تفسير الكوارث والنكبات الطبيعية على أنها عقاب من الله هو تفسير خاطئ يتعارض مع منطق العقل والنقل ايضا ..

            1- ترى .. هل من العدل ان يعاقب الله الصالح مع الطالح ؟؟ اذا كان العاصي يموت في تلك الكوارث عقابا له على ما جنت يداه فما ذنب الصالح الطائع الذي قد يذهب هو ايضا ضحية هذه الكوارث ؟؟ بل ما ذنب الأطفال الذين يحصدهم هذا العقاب الطائش الظالم ؟؟ أوليس من مبادئ القرآن ذاته مبدأ فردية العقاب ( ولا تزر وازرة وزر اخرى ) ؟؟ وحتى اذا سلمنا هنا بصحة المنطق الغريب الذي يحاجج به الفقهاء لدحض هذا الاشكال العقلي بقولهم ان الله يبعث الناس يوم القيامة على نياتهم !! فيحق لنا أن نسأل هنا : ولكن ماذا عن آلاف الجرحى والمشوهين والمشردين الذين فقدوا بيوتهم وأهلهم وأموالهم ؟؟ بماذا نعلل المأساة الواقعة بهم ( وفيهم بلا شك الكثير من الصالحين ) سيما وأن لغة الأرقام تؤكد دائما أن هؤلاء هم الضحايا الحقيقيين للكوارث من حيث النسبة العددية ؟؟

            2- هل تنحصر المعاصي ومظاهر الفسق والفجور في بقاع معينة من عالمنا الفسيح هذا ؟؟ وهل تتركز المعاصي في الجزائر وتركيا فقط ( وهي من المناطق الزلزالية التي تشهد الكثير من الزلازل ) ؟ ولماذا لا يعاقب الله باقي العصاة في امريكا واسرائيل بمثل هذه الكوارث ؟؟ وهل معاصينا أكبر من معاصي باقي الكفرة في العالم حتى تستوجب هذا العقاب العنيف والقاسي ؟؟ .. بل هل يمكننا حقا الجزم بأن جميع ضحايا هذه الكوارث هم من العصاة حقا ؟؟ وبماذا نعلل ظاهرة اجتماعية وهي أن جل ضحايا الكوارث هم من الفقراء المعدمين ، فهل يعني هذا أن اشد الناس فقرا وبؤسا هم أكثر الناس كفرا وفسقا وفجورا ؟؟

            3- ان التفاعل النفسي مع التفسير العقابي للكوارث سيولد في النفس الإحساس بالشماتة والتشفي من ضحايا الكوارث لأنهم مجرد عصاة فجّار يستحقون ما اصابهم ، ولا تحسبنّ ان في هذا التصور مبالغة أو شطط فقد استنكر عالم معروف في سورية ( وهو الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ) وصف ضحايا الزلزال بـ ( الأبرياء ) لأن مثل هذا الوصف يوحي بأنهم ماتوا دون ذنب ، والواقع - في زعمه - يخالف ذلك ، فالزلزال عقاب والضحايا عصاة نالوا جزاء ما اقترافت يداهم !! ( قال البوطي هذا الكلام في خطبة الجمعة بمناسبة زلزال تركيا عام 1999 )

            الا تدفعنا تلك النظرة الى الاحجام عن مد يد العون والمساعدة لضحايا الكوارث ؟؟ ولماذا نغيثهم وهم مجرد فساق وعصاة لا يستحقون الا العقاب ؟؟

            4- ما ثمرة الإيمان بالتفسير العقابي للكوارث ؟؟ يجيبنا الفقهاء : ان في ذلك موعظة وتذكرة للناجين بضرورة التوبة واجتناب المعاصي والعودة الى الله وطلب طاعته .. ولكن .. بماذا سيفيدني اتعاظي بما جرى لغيري اذا اذا أصر الباقون على معاصيهم واسرفوا على انفسهم ولم يرتدعوا بما أصاب غيرهم ؟؟ هل ستحميني توبتي اذا قرر لله عقاب بني قومي بسبب معاصيهم ؟؟ يقول القرآن في ذلك ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذي ظلموا منكم خاصة )

            5- ان السير مع منطق التفسير العقابي للكوارث سيوصلنا حتما الى نتائج غريبة يرفضها الدين ذاته ، فاذا كانت كل نكبة أو كارثة عقاب الهي للعصاة فهل النار التي التهمت خيام الحجيج في مكة قبل عدة سنوات عقاب الهي ؟؟ وهل انهيار جسر المشاة في المدينة والذي اودى بحياة عدد من الحجاج عقاب الهي ؟؟

            اذا كانت مثل تلك التساؤلات غير واردة اصلا في تصور البعض فان عالما معروفا ( وهو الدكتور البوطي مرة اخرى ) أعلن قبل عدة سنوات أن المأساة الفلسطينية المتمثلة باحتلال وطنهم وتشريدهم في الأرض ما هي الا عقاب الهي استحقه الفلسطينيون جزاء بعدهم عن الله !!!

            فهل هذا ما يؤمن به أنصار نظرية التفسير العقابي ؟؟؟

            FF0000
            "من أراد أن ينصف الناس من نفسه فليحب لهم ما يحب لنفسه "
            علي رضي الله عنه

            تعليق

            • عاشق الليل

              #7
              السلام عليكم

              ما حصل فى شرق اسيا كل العلماء والمفكرين وقفوا له يبحثون ويحلون ويختبرون ويتعجبون فمنهم من زاده هذا الحدث ايمانا ومنهم من زاد فى ضلماته0

              قرأت بعض التفاسير والتحاليل الغريبه انه ربما قنبله انفجرت فى عرض المحيط عن طريق احد الدول الكبيره واى قنبله ذريه لم يتوقعوا ان يعقبه اعاصير وفيضان من قوتها؟ لاتستعجلوا0 ومنهم من قال انه غضب الله ليحطم قاعده بحريه فى عمق المحيط امريكيه وقد انتهت عن بكرة ابيها0 ومنهم من قال هذا علامة الساعه تكثر الزلازل والبراكين وهذا ما نراه اليوم0

              العلماء انقسموا بين مصدق ومكذب ونحن نقول سبحان الله العظيم

              هذه صورة لاحد الشواطى التى ضربت قبل وبعد الزلازل



              ولا ننكر ما فيها من فساد كبر خاصة شرق اسيا ولكن ربما يكون السبب مثل ما قيل

              فأنت مع اى طائفه هل تصدق ام تعتبرها ظاهرة طبيعيه او ما يسميها العلمانيين غضب الطبيعه؟؟؟؟

              والسلام عليكم
              آخر تعديل تم من قبل ضيف; 04-02-2005, 10:06 AM.

              تعليق

              • الفنار
                عضو مميز
                • Sep 2003
                • 653

                #8
                لله الحكمة سبحانه

                قضى أن آتي لهذه الصفحة متأخراً؛ وقد غطتها المقالات المنقولة
                ولست أتحدث عن الكتاب المعارضين فأنتم تعرفونهم
                ولا أتحدث عن الدكتور النجار فأنتم تعرفونه
                ولكم أن تقيسوا بينه وبين من عارضه
                إن شئتم في العلم الشرعي؛ وإن شئتم العلم الطبيعي؛ كلا المجالين مفتوحين
                والغلبة بائنة
                .... .... ....

                بدايةً ألمس أن أصحاب الآراء النافية لكون هذا الأمر إنما هو ابتلاء من الله يردون على أنفسهم بأنفسهم
                والملاحظة الأخرى أنهم يأخذون من الكتب والإدلة ما هو بعيدٌ كل البعد عن مثل حالتنا هذه بزلزال تسونامي
                الملاحظة الأخيرة أنهم تجاهلوا قولا للعلماء لو انصفوا فكتبوه لكفى به رداً على كل حرفٍ سطر

                وأبدأ بالملاحظة الأخيرة:
                فقد قال العلماء بشأن الحوادث بين الابتلاءات والعواقب
                أن الحادثة إذا كانت فرديةً تمس الرجل في نفسه وأهله وماله فهي ابتلاءٌ من الله يمحص به ذنوبه
                ويكفر به من سيئاته
                ويرى به عمل عبده أيصبر على بلواه أم يكفر؟؟
                وقصة نبي الله أيوب عليه السلام خير دليل وكذا ما تعرض له سائر الرسل..

                أما إن كانت الحادثة والبلوى جماعية
                فقول العلماء أنها عقاباً من الله أراد به من حلت بهم هذه النكبة

                هذه قاعدة العلماء في الحوادث
                اجعلها أمامك وسترى أن كل ما ورد بالمقالات أعلاه مردود على أصحابه

                .... .... ....

                نأتي للرد على من يقول كيف يعاقب الله القوم وفيهم مسلمون وربما صالحون
                سبحان الله العظيم
                أين ترى أغفل الحديث العظيم
                عندما سأل أحد الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم " أنهلك وفينا الصالحون؟ "
                فرد عليه نبينا الكريم: " نعم.. إذا كثر الخبث"
                وحديث قرية بني إسرائيل عندما أتى الملائكة ليهلكوها
                فقالوا يا رب إن فيها فلاناً عبدك الصالح!..
                قال: به فابدأوا؛؛
                وذلك أنه لم يك ينهى صاحب المنكر عن منكره..

                أكتفي بهذين؛؛ والأدلة كثر

                .... .... ....

                أما إن أردتم الأدلة على أن البلاء الجماعي عقابٌ سماوي

                فالدليل الأول الذي استشهد به الأفاضل أعلاه وهو من صميم الرد عليهم:
                " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا"
                دليلٌ صحيح صريح لا جدال فيه؛؛ تريدون آخر:
                قول الله تعالى للمؤمنين بعد ما أصابهم في غزوة أحد:
                " أولما أصابتكم مصيبةٌ قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم"
                ولا أظن على هذا مزيد
                لكني سآتيكم بأمرٍ فيه فيصل كل قول ولا مجال للإحتجاج بعده
                لما زلزلت المدينة على عهد عمرٍ رضي الله عنه خرج على المنبر خاطباً في الناس
                ثم قال لهم:
                ماذا أحدثتم؟ والله لو عادت لا أساكنكم فيها أبدا...

                .... .... ....

                هذا هو الأمر ببساطة

                لم يسجل التاريخ فيه جدالاً ولا خلافاً بين العلماء
                ولو كان؛؛ لجاز لكويتبة هذا الزمان أن يتخرصوا أو يتقولوا
                أما وسندهم عقولهم الضعيفه؛ وحكمهم الهزيله؛ وآراءهم السخيفة
                ويدعون أنهم جمعوا مع العقل نقلا!!..
                ثم يستشهدون بآياتٍ هي في مواضع ابتلاءات الأفراد؛ ويثنون باستشهادات العلماء عليها
                يخدعون عامة الناس بأن لهم من الشرع دليلا؛ ومعهم من الكتاب برهانا
                فلا نامت أعين الأدعياء


                من آيات النبوة عن آخر الزمان
                " ويتكلم الرويبضة "


                قبل أن أنسى
                لم يقل أحدٌ رأيه في آية المساجد الواقفة بشموخ!!..


                السلام عليكم
                " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

                تعليق

                • Ameen
                  موقوف
                  • Oct 2004
                  • 801

                  #9
                  الاعزاء:

                  العقرب
                  برق دوس
                  دليم الستر
                  عاشق اليل
                  الفنار

                  اشكر مروركم والادلاء بمل لديكم فقد اسهمت مشاركاتكم في اثراء الموضوع وتقريب وجهات النظر ولكل فريق حججة وبراهينة ولازال باب النقاش مفتوحاً....



                  السيد :حمدان
                  نعم صمود المساجد حقيقة واضحة ولكن الكارثة كانت طوفان وكم راينا من مساجد دمرت في كوارث اخرى...

                  وقفة: الاخوة المسيحيين يقولون ان كنائسهم صمدت اما هذا الطوفان ايضاً ونحن نقول مساجدنا...قامت قناة Bcc البريطانية بتناول هذا الموضوع من مواقعة وفعلاً اتضح صمود المساجد والكنائس امام الطوفان...ووجد السبب وراء ذللك وهو التصميم العمراني لااماكن العبادة حيث يتم تصميمه بطرق مختلفة عن بقية الابنية مما سمح بمرور الماء دون اصطدامة باجسام المباني...والاخوة المهندسون اعلم منا في ذلك... الله القادر



                  تحياتي

                  امين

                  تعليق

                  • عبدالله عبدربه الزهراني
                    عضو مميز
                    • Dec 2001
                    • 3637

                    #10

                    لو .. سمحتو .. الكل يسكت ... إذا نطق منصور النقيدان .
                    الموضوع .. أشم فيه رائحته دين منصور النقديان الجديد .
                    معليش أمين ... بس شخصية الكاتب هنا ... ( مقلعه ) ^_^
                    -------------------
                    موضوع الزلزال ... داور الحديث حوله كثيراً ... جانب يقول بأنه عقاب من الله وسردو الأدله ولأحاديث التي في القران والسنه ... وبأنها عقوبه من رب العالمين ... أصاب بها قوم من الناس ... شيء حل وحصل وذهب عشرات الألاف ضحايا له ..
                    ولكن الجانب الأخر ... دخل في موضوع أخر وهو .. ما أدرى هؤلاء العلماء أنه ( بلاء ) ... وهل عندهم علم الغيب ... ؟؟
                    وأدلتهم كلها ... ( عقليه ) وتحليليه ... من منظور ( لا يعلم الغيب إلا الله ) .

                    بينما نسو ... ما حل بالأقوام السابقه ... قوم عاد وثمود .. وصالح .. وما حدث لفرعون ... ولقوم لوط ... كلها بلاء من رب العالمين جراء ماكان يفعلونه من شرك جاهرو به .. لحد المكابره ...

                    " تحدث أحد المشايخ الثلاثة عن العقوبات التي يجازي بها الله عباده لقاء انحرافاتهم عن شريعته، وضرب الشيخ مثالاً بزلزال اليمن مستدلاً بما يقع - حسب رأيه- في تلك البلدة من عظائم الفجور "
                    - لو إستدل الشيخ ... في حديثه عن ما حل بالأقوام السابقه .. ماذا يكون الموضوع هذا ؟؟!!



                    " بعدها بيومين كنت أحدث والدي عن القصة، فقال:"من الذي أوحى إليهم أن الزلزال كان غضباً من الله"! فحكمة الله أوسع من أن يحيط بها بشر."
                    - ومن أوحي إليك بأنها ليست عقوبه من الله .. والحكمه منها تحذير لجميع الأقوام الأخرين .
                    فحكمة الله ... أن يؤخر العقوبه ... عن قوم فاسقين ... ليهتدو .. أو ليزدادو فساداً فيأخذهم أخذ عزيزي مقتدر .


                    "فريق يعتقد أن من صميم ثقافته ومن ضروريات دينه الإيمان بأن ما وقع هو عقاب إثر غضب من الله جراء انحراف عباده، وآخر يرى أن ذلك الادعاء مخالف لأخلاقيات الصحافة والإنسانية الرحيمة وقول على الله بغير علم."
                    - انا مع الفريق الذي يعبر عنهم الكاتب بقوله " من ضروريات دينهم الإيمان بأن ما وقع هو عقاب "
                    فلا دين إنساني لي ... فديني هو دين الإنسانيه جمعا الدين الإسلامي ...
                    هل يُري منا منصور النقيدان ... محابات الأخلاقيات الصحفيه على حساب الدين ؟؟
                    أم يُريد منا ... محاباهت في دينه الجديد دين الإنسانيه .؟؟!!



                    " بعض المؤمنين يروق لهم أن يخوضوا في الحكمة الإلهية ويحددوا الأسباب الغيبية للكوارث الكونية أو الأمراض والحوادث التي يكون من عداهم من المجتمعات والأشخاص ضحاياها، لكنهم لن يقبلوا أن يكونوا هم محلاً لتلك الاتهامات حينما يقعون تحت مقصلتها. لماذا السخط؟ فالذي منحك الحق هو الذي يمنحني الحق نفسه وقد دارت الدائرة عليك."
                    - يا عيني ... طيب ليه ما ناخذ الإيدز مثلاً ... ولا خلنا ناخذ ( الزهري ) مثال أخر .. ألم يكون عقاباً .. للممارسات الجنسيه الغير شرعيه ... وبشهادة دول الحريه والإنحلال .
                    ( بعض المؤمنين ) لم يخوضو في الحكمه الإلهيه بل بينو ما جاء في القران والسنه من أحاديث لهذا الجانب ... وما سوف يُصيبهم هو مقدر ومكتوب لهم ... وسوف يرضون بما كتب الله عليهم ... ولن ينتضرو مقصلت منصور النقيدان .

                    ------------------------
                    قرأت باقي الموضوع ... وتعبت وأنا أعقب عليه ... يدور في حلقه مفرغه ...
                    بالعربي ... يُريد أن يقول إن من الإنسانيه ... أن نتشارك مع غير المسلمين أحزانهم في الضراء ... لأن الإنسانيه تحتم علينا ذلك .
                    [align=center][align=center]


                    ثلاث سنين تعقبها سنه (")ألم وهموم ومواجع تزيد
                    zzahrani2121@hotmail.com
                    0555876406
                    [/align]
                    [/align]

                    تعليق

                    • دايم الستر
                      عضو مشارك
                      • Dec 2004
                      • 365

                      #11
                      الاخ العزيز عبدالله

                      ذكرتم في ردكم الاخير ما يلي:

                      "قرأت باقي الموضوع ... وتعبت وأنا أعقب عليه ... يدور في حلقه مفرغه ...
                      بالعربي ... يُريد أن يقول إن من الإنسانيه ... أن نتشارك مع غير المسلمين أحزانهم في الضراء ... لأن الإنسانيه تحتم علينا ذلك . "


                      وانااسألك ما المشكله في مشاركة غير المسلمين احزانهم؟

                      الم يقول الله تعالى" لا ينهكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"

                      اخي العزيز
                      أليس لنا في رسولنا الكريم أسوة حسنه عندما عاد جاره اليهودي....؟

                      اخي العزيز
                      ديننا الكريم دين عالمي فهو رحمه لكل البشر بل حتى للحيوانات ففي كل كبد رطب اجر.


                      لك كل الاحترام
                      "من أراد أن ينصف الناس من نفسه فليحب لهم ما يحب لنفسه "
                      علي رضي الله عنه

                      تعليق

                      • Ameen
                        موقوف
                        • Oct 2004
                        • 801

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة دايم الستر
                        الاخ العزيز عبدالله

                        ذكرتم في ردكم الاخير ما يلي:

                        "قرأت باقي الموضوع ... وتعبت وأنا أعقب عليه ... يدور في حلقه مفرغه ...
                        بالعربي ... يُريد أن يقول إن من الإنسانيه ... أن نتشارك مع غير المسلمين أحزانهم في الضراء ... لأن الإنسانيه تحتم علينا ذلك . "


                        وانااسألك ما المشكله في مشاركة غير المسلمين احزانهم؟

                        الم يقول الله تعالى" لا ينهكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"

                        اخي العزيز
                        أليس لنا في رسولنا الكريم أسوة حسنه عندما عاد جاره اليهودي....؟

                        اخي العزيز
                        ديننا الكريم دين عالمي فهو رحمه لكل البشر بل حتى للحيوانات ففي كل كبد رطب اجر.


                        لك كل الاحترام

                        دايم السيف حبيبي you are the man ايام سو براود اوف يو.....سلمت


                        اخوك

                        امين

                        تعليق

                        • Ameen
                          موقوف
                          • Oct 2004
                          • 801

                          #13
                          اعتذار خاص

                          كنت اعني المهندس : دايم الستر وليس دايم السيف.,......ارجو المعذرة




                          تحياتي

                          امين

                          تعليق

                          • السوادي
                            إداري
                            • Feb 2003
                            • 2219

                            #14
                            منصور النقيدان - وإن اختلفنا مع بعض رؤاه - إلا أنه يبقى كاتبًا من العيار الثقيل..
                            لم أتوقف عند هذه المقالة كثيرًا بقدر توقفي عند ما سطرته أنامل أخينا (عاشق الليل) حين جعل فتوى أحد المشائخ ردًا له على هذا الموضوع دون أدنى إشارة إلى ذلك ..
                            رأينا أعضاء يسرقون من منتديات أخرى وينسبونها إلى أنفسهم ، أما سرقة فتوى كاملة ودمجها مع كلام مسروق أيضا فلعمري ما سبقك بها من أحد يا عاشق..
                            لن أجد لك مبررًا سوى تطبيق المثل (الدارج إذا سرقت فاسرق جملاً)..

                            رابط الفتوى..

                            تعليق

                            • عبدالله عبدربه الزهراني
                              عضو مميز
                              • Dec 2001
                              • 3637

                              #15
                              دايم الستر
                              خليت كامل الرد .. ومسكت في هالجزئيه ... ^_^ ..طيب ما فيه مشكله .

                              - .-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-
                              قال تعالى" لا ينهكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"

                              شرعاً .. لا حرج في مساعدتهم ومعاونتهم فيما فيه خير ومرضاه الله ... وتحسب مثل الصدقات ...
                              لكن بيننا الأن ... من هُم أيضاً يحتاجون مساعده ...
                              ولو دققت في ردي ... لقرأت بأني ذكرت ( الإنسانيه ) من وجهة نظر الكاتب وليس الإسلاميه .

                              فهل نقدم ما أمرنا به الإسلام من مساعده لكل محتاج .. أم نختار الإنسانيه لمساعدة كل محتاج ؟.
                              [align=center][align=center]


                              ثلاث سنين تعقبها سنه (")ألم وهموم ومواجع تزيد
                              zzahrani2121@hotmail.com
                              0555876406
                              [/align]
                              [/align]

                              تعليق

                              Working...