ذكر أن الخليفة الواثق بعث رسلا من جهته، وكتب لهم كتبا إلى الملوك يوصلونهم من بلاد الى بلاد حتى ينتهوا إلى السد، فيكشفوا عن خبره وينظروا كيف بناه ذو القرنين، وعلى أي صفة، فلما رجعوا أخبروا عن صفته وأن فيه بابا عظيما وعليه أقفال، وأنه بناء محكم شاهق منيف جدا، وأن بقية اللبن الحديد والآلات في برج هناك، وذكروا أنه لا يزال هناك حرس لتلك الملوك المتاخمة لتلك البلاد، ومحلته في شرقي الأرض في جهة الشمال في زاوية الأرض الشرقية الشمالية. ويقال: إن بلادهم متسعة جدا، وإنهم يقتاتون بأصناف من المعايش، من حراثة وزراعة واصطياد من البر ومن البحر، وهم أمم وخلق لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم. فإن قيل: فما الجمع بين قوله تعالى: (فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا )بين الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن زينب بنت جحش أم المؤمنين، رضي الله عنها، قالت استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من نوم، محمرا وجهه وهو يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب! فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق تسعين. قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: نعم، إذا كثر الخبث وأخرجاه في "الصحيحين" من حديث وهيب، عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وعقد تسعين ) فالجواب؛ أما على قول من ذهب إلى أن هذا إشارة إلى فتح أبواب الشر والفتن، وأن هذا استعارة محضة وضرب مثل، فلا إشكال. وأما على قول من جعل ذلك إخبارا عن أمر محسوس كما هو الظاهر المتبادر، فلا إشكال أيضا؛ لأن قوله: ( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا )أي؛ في ذلك الزمان، لأن هذه صيغة خبر ماض فلا ينفي وقوعه فيما يستقبل بإذن الله لهم في ذلك قدرا وتسليطهم عليه بالتدريج قليلا قليلا، حتى يتم الأجل وينقضي الأمد المقدور فيخرجون كما قال الله تعالى: ( وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ) ولكن الحديث الآخر أشكل من هذا، وهو ما رواه الإمام أحمد في "مسنده" قائلا: حدثنا روح حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، حدثنا أبو رافع عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا. فيعودون إليه كأشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس، حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرون غدا، إن شاء الله. ويستثني، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون المياه، ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها كهيئة الدم، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء. فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده، إن دواب الأرض لتسمن شكرا من لحومهم ودمائهم )ورواه أحمد أيضا عن حسن بن موسى، عن شيبان عن قتادة به. وهكذا رواه ابن ماجه من حديث سعيد عن قتادة، إلا أنه قال: حديث أبو رافع. ورواه الترمذي من حديث أبي عوانة عن قتادة به. ثم قال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. فقد أخبر في هذا الحديث أنهم كل يوم يلحسونه حتى كادوا ينظرون شعاع الشمس من ورائه؛ لرقته، فإن لم يكن رفع هذا الحديث محفوظا، وإنما هو مأخوذ عن كعب الأحبار كما قاله بعضهم، فقد استرحنا من المؤونة، وإن كان محفوظا فيكون محمولا على أن صنيعهم هذا يكون في آخر الزمان عند اقتراب خروجهم، كما هو المروي عن كعب الأحبار أو يكون المراد بقوله: ( وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ) أي؛ نافذا منه، فلا ينفي أن يلحسوه ولا ينفذوه. والله أعلم. وعلى هذا فيمكن الجمع بين هذا وبين ما في "الصحيحين" عن أبي هريرة،رضي الله عنه: ( فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد تسعين ) . أي؛ فتح فتحا نافذا فيه. والله أعلم.
Unconfigured Ad Widget
Collapse
دعواتكم لهم بالرحمة
قينان حد السيف أبو زهير رمضان بن عبداللهيأجوج ومأجوج
Collapse
X
-
يأجوج ومأجوج
[align=center][/align]
[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا=فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ ألجاهلينا[/poem]Tags: لا يوجد- تبليغ
-
الله يعلم ... متى سوف يخرج _ جوج ومأجوج _
ولكني دعني أتقدم إليك أخي العقرب بالشكر الجزيل
على هذا الموضوع الرائع .. والذي أقل ما يطلع عليه إسم مبحث وكنز من المعرفه
تقبل تحيتي وتقديري لك
عبدالله[align=center][align=center]
ثلاث سنين تعقبها سنه (")ألم وهموم ومواجع تزيد
zzahrani2121@hotmail.com
0555876406
[/align][/align]- تبليغ
تعليق