الرياض: «الشرق الأوسط»
أوضحت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أسباب اللبس الذي وقع فيه الناس أخيرا، حول سبب بقاء هلال شهر ذي الحجة 1425هـ بعد غروب الشمس فترة زمنية غير معتادة، مما مكن الغالبية من مشاهدة الهلال يوم الثلاثاء الثلاثين من ذي القعدة (حسب تقويم أم القرى) الموافق للحادي عشر من يناير (كانون الثاني) الجاري، واعتقاد البعض أن ما شاهدوه هو هلال الليلة الثانية، حيث كان من المعتاد أن هلال أول يوم لا يراه إلا أهل الاختصاص والخبرة.
وذكر الدكتور زكي المصطفى مساعد المشرف على معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء رئيس قسم الفلك، عضو لجنة الإشراف على تقويم أم القرى، إن مسار القمر حول الأرض ليس دائرياً وإنما إهليجياً (بيضاوياً)، وبالتالي فإن مدة بقائه في الأفق تتغير من يوم لآخر حسب موقعه في المدار حول الأرض، وهذا يؤدي إلى عدم ثبات سرعته حول الأرض، التي تعتبر محسوبة بدقة عالية من قبل المختصين في علم الفلك، ما يجعل مدة بقاء القمر تختلف من وقت لآخر.
وأكد الدكتور زكي المصطفى، أن بقاء القمر فوق الأفق بعد غروب الشمس، وكذا حجمه ليسا دليلين على كون الهلال المشاهد هو هلال أول ليلة أو ثاني ليلة، لأن مدة البقاء والحجم يعتمدان اعتماداً كلياً على وقت ولادة الهلال فلكياً (الاقتران)، والمعروفة بعمر الهلال، وهي الفترة بين الاقتران وغروب الشمس.
وبين أن ما حدث يوم الثلاثاء الماضي كان على النحو التالي: ولد هلال شهر ذي الحجة فلكياً يوم الاثنين التاسع والعشرين من ذي القعدة الموافق العاشر من الشهر الجاري، في الساعة الثالثة وأربع دقائق عصراً، وفي هذا اليوم كان غياب القمر في جميع المناطق السعودية قبل مغيب الشمس، مما جعل رؤيته مستحيلة في ذلك المساء، وبالتالي فإن اليوم الثلاثاء يكون هو المتمم لشهر ذي القعدة، ويكون أول يوم لشهر ذي الحجة هو الأربعاء، كما أشارت الحسابات الفلكية وكما ورد في تقويم أم القرى.
وأشار الدكتور المصطفى إلى أن تقويم أم القرى كان قبل عام 1420هـ يعتمد على أن يكون الاقتران (ولادة الهلال فلكياً) قبل منتصف الليل حسب توقيت غرينتش (الساعة الثالثة صباحاً بتوقيت السعودية)، ولو أتخذ هذا المعيار في دخول الأشهر القمرية لكان يوم الثلاثاء هو أول أيام شهر ذي الحجة. وذكر أنه بعد هذا العام واستناداً إلى قرار مجلس الوزراء المبني على توصيات من مجلس الشورى تم اعتماد الشروط التالية في إعداد تقويم أم القرى، والتي تحقق قدراً كبيراً من الجانب الشرعي في دخول الأشهر الهجرية القمرية وهي: أن يكون كامل جرم القمر (الهلال) فوق الأفق بعد غروب الشمس، وأن يكون غروب القمر بعد غروب الشمس في مكة المكرمة، بحيث يكون بالإمكان رؤيته وقد تخلق فيه النور، وأن تتم ولادة الهلال فلكياً قبل غروب الشمس في مكة المكرمة.
وأفاد الدكتور المصطفى أنه في يوم الاثنين التاسع والعشرين من ذي القعدة وعلى الرغم من أن الاقتران حدث قبل مغيب الشمس في مكة المكرمة بتمام الساعة الثالثة وأربع دقائق عصراً حسب التوقيت المحلي للمملكة، إلا أن مغيب القمر كان الساعة الخامسة وثلاثاً وخمسين دقيقة مساءً، ومغيب الشمس كان في تمام الساعة الخامسة وستاِ وخمسين دقيقة مساءً، وهذا يعني أن القمر قد غرب قبل غروب الشمس بثلاث دقائق. وفي اليوم الثلاثاء الثلاثين من ذي القعدة تمت مشاهدة الهلال لفترة طويلة غير معتادة لدى الناس، وإن كانت معروفة ومحسوبة مسبقاً لدى المختصين، حيث كان وقت غروب الشمس في مكة المكرمة في تمام الساعة الخامسة وسبع وخمسين دقيقة مساءً، في حين غرب القمر في نفس اليوم في الساعة السابعة وخمس دقائق مساءً، وهذا يعني أن القمر مكث فوق الأفق بعد مغيب الشمس ساعة وثمان دقائق، وكان ارتفاع القمر عن الأفق لحظة غروب الشمس في مكة المكرمة اثنتي عشرة درجة واثنتين وثلاثين دقيقة وإحدى عشرة ثانية قوسية.
وفي مدينة الرياض كان غياب القمر ليوم الاثنين الساعة الخامسة وست عشرة دقيقة مساءً، بينما غابت الشمس في تمام الخامسة وثلاث وعشرين دقيقة مساءً، وهذا يعني أن القمر غاب قبل الشمس في مدينة الرياض بسبع دقائق، أما في اليوم التالي (يوم الثلاثاء) كان مغيب الشمس في تمام الساعة الخامسة وأربع وعشرين دقيقة مساءً، وغرب القمر في نفس اليوم الساعة السادسة وتسع وعشرين دقيقة مساءً، مما يعني أن القمر مكث فوق الأفق بعد مغيب الشمس ساعة وخمس دقائق، وكان ارتفاع القمر عن الأفق لحظة غروب الشمس في الرياض إحدى عشرة درجة وخمس وأربعين دقيقة وعشرين ثانية قوسية.
وعلى ضوء ذلك فإن عمر الهلال منذ ولادة الهلال فلكياً (الاقتران) إلى وقت مغيب الشمس يوم الثلاثاء في مكة المكرمة ست وعشرون ساعة وثلاث وخمسون دقيقة، في حين كان عمره في مدينة الرياض ست وعشرين ساعة وعشرين دقيقة، وهذه المدة الزمنية كافية لبقاء القمر في الأفق بعد مغيب الشمس لفترة زمنية تمكن الجميع من مشاهدته، ولا يعني ذلك وجود أخطاء في دخول الشهر أو وقت الترائي أو الحسابات الفلكية. وعليه فإن أول أيام شهر ذي الحجة الجاري هو الأربعاء الثاني عشر من يناير (كانون الثاني) 2005، وأن الوقوف بعرفة سيكون يوم الخميس العشرين من الشهر نفسه.
وبين أن منسوبي قسم الفلك في معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، شاركوا لجان الرصد لتحري الهلال في عدد مناطق البلاد ولم تتمكن اللجان من رؤية الهلال يومي الأحد والاثنين الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من شهر ذي القعدة، لكون الهلال قد غرب قبل غروب الشمس في جميع مناطق المملكة.
تحياتي
امين
أوضحت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أسباب اللبس الذي وقع فيه الناس أخيرا، حول سبب بقاء هلال شهر ذي الحجة 1425هـ بعد غروب الشمس فترة زمنية غير معتادة، مما مكن الغالبية من مشاهدة الهلال يوم الثلاثاء الثلاثين من ذي القعدة (حسب تقويم أم القرى) الموافق للحادي عشر من يناير (كانون الثاني) الجاري، واعتقاد البعض أن ما شاهدوه هو هلال الليلة الثانية، حيث كان من المعتاد أن هلال أول يوم لا يراه إلا أهل الاختصاص والخبرة.
وذكر الدكتور زكي المصطفى مساعد المشرف على معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء رئيس قسم الفلك، عضو لجنة الإشراف على تقويم أم القرى، إن مسار القمر حول الأرض ليس دائرياً وإنما إهليجياً (بيضاوياً)، وبالتالي فإن مدة بقائه في الأفق تتغير من يوم لآخر حسب موقعه في المدار حول الأرض، وهذا يؤدي إلى عدم ثبات سرعته حول الأرض، التي تعتبر محسوبة بدقة عالية من قبل المختصين في علم الفلك، ما يجعل مدة بقاء القمر تختلف من وقت لآخر.
وأكد الدكتور زكي المصطفى، أن بقاء القمر فوق الأفق بعد غروب الشمس، وكذا حجمه ليسا دليلين على كون الهلال المشاهد هو هلال أول ليلة أو ثاني ليلة، لأن مدة البقاء والحجم يعتمدان اعتماداً كلياً على وقت ولادة الهلال فلكياً (الاقتران)، والمعروفة بعمر الهلال، وهي الفترة بين الاقتران وغروب الشمس.
وبين أن ما حدث يوم الثلاثاء الماضي كان على النحو التالي: ولد هلال شهر ذي الحجة فلكياً يوم الاثنين التاسع والعشرين من ذي القعدة الموافق العاشر من الشهر الجاري، في الساعة الثالثة وأربع دقائق عصراً، وفي هذا اليوم كان غياب القمر في جميع المناطق السعودية قبل مغيب الشمس، مما جعل رؤيته مستحيلة في ذلك المساء، وبالتالي فإن اليوم الثلاثاء يكون هو المتمم لشهر ذي القعدة، ويكون أول يوم لشهر ذي الحجة هو الأربعاء، كما أشارت الحسابات الفلكية وكما ورد في تقويم أم القرى.
وأشار الدكتور المصطفى إلى أن تقويم أم القرى كان قبل عام 1420هـ يعتمد على أن يكون الاقتران (ولادة الهلال فلكياً) قبل منتصف الليل حسب توقيت غرينتش (الساعة الثالثة صباحاً بتوقيت السعودية)، ولو أتخذ هذا المعيار في دخول الأشهر القمرية لكان يوم الثلاثاء هو أول أيام شهر ذي الحجة. وذكر أنه بعد هذا العام واستناداً إلى قرار مجلس الوزراء المبني على توصيات من مجلس الشورى تم اعتماد الشروط التالية في إعداد تقويم أم القرى، والتي تحقق قدراً كبيراً من الجانب الشرعي في دخول الأشهر الهجرية القمرية وهي: أن يكون كامل جرم القمر (الهلال) فوق الأفق بعد غروب الشمس، وأن يكون غروب القمر بعد غروب الشمس في مكة المكرمة، بحيث يكون بالإمكان رؤيته وقد تخلق فيه النور، وأن تتم ولادة الهلال فلكياً قبل غروب الشمس في مكة المكرمة.
وأفاد الدكتور المصطفى أنه في يوم الاثنين التاسع والعشرين من ذي القعدة وعلى الرغم من أن الاقتران حدث قبل مغيب الشمس في مكة المكرمة بتمام الساعة الثالثة وأربع دقائق عصراً حسب التوقيت المحلي للمملكة، إلا أن مغيب القمر كان الساعة الخامسة وثلاثاً وخمسين دقيقة مساءً، ومغيب الشمس كان في تمام الساعة الخامسة وستاِ وخمسين دقيقة مساءً، وهذا يعني أن القمر قد غرب قبل غروب الشمس بثلاث دقائق. وفي اليوم الثلاثاء الثلاثين من ذي القعدة تمت مشاهدة الهلال لفترة طويلة غير معتادة لدى الناس، وإن كانت معروفة ومحسوبة مسبقاً لدى المختصين، حيث كان وقت غروب الشمس في مكة المكرمة في تمام الساعة الخامسة وسبع وخمسين دقيقة مساءً، في حين غرب القمر في نفس اليوم في الساعة السابعة وخمس دقائق مساءً، وهذا يعني أن القمر مكث فوق الأفق بعد مغيب الشمس ساعة وثمان دقائق، وكان ارتفاع القمر عن الأفق لحظة غروب الشمس في مكة المكرمة اثنتي عشرة درجة واثنتين وثلاثين دقيقة وإحدى عشرة ثانية قوسية.
وفي مدينة الرياض كان غياب القمر ليوم الاثنين الساعة الخامسة وست عشرة دقيقة مساءً، بينما غابت الشمس في تمام الخامسة وثلاث وعشرين دقيقة مساءً، وهذا يعني أن القمر غاب قبل الشمس في مدينة الرياض بسبع دقائق، أما في اليوم التالي (يوم الثلاثاء) كان مغيب الشمس في تمام الساعة الخامسة وأربع وعشرين دقيقة مساءً، وغرب القمر في نفس اليوم الساعة السادسة وتسع وعشرين دقيقة مساءً، مما يعني أن القمر مكث فوق الأفق بعد مغيب الشمس ساعة وخمس دقائق، وكان ارتفاع القمر عن الأفق لحظة غروب الشمس في الرياض إحدى عشرة درجة وخمس وأربعين دقيقة وعشرين ثانية قوسية.
وعلى ضوء ذلك فإن عمر الهلال منذ ولادة الهلال فلكياً (الاقتران) إلى وقت مغيب الشمس يوم الثلاثاء في مكة المكرمة ست وعشرون ساعة وثلاث وخمسون دقيقة، في حين كان عمره في مدينة الرياض ست وعشرين ساعة وعشرين دقيقة، وهذه المدة الزمنية كافية لبقاء القمر في الأفق بعد مغيب الشمس لفترة زمنية تمكن الجميع من مشاهدته، ولا يعني ذلك وجود أخطاء في دخول الشهر أو وقت الترائي أو الحسابات الفلكية. وعليه فإن أول أيام شهر ذي الحجة الجاري هو الأربعاء الثاني عشر من يناير (كانون الثاني) 2005، وأن الوقوف بعرفة سيكون يوم الخميس العشرين من الشهر نفسه.
وبين أن منسوبي قسم الفلك في معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، شاركوا لجان الرصد لتحري الهلال في عدد مناطق البلاد ولم تتمكن اللجان من رؤية الهلال يومي الأحد والاثنين الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من شهر ذي القعدة، لكون الهلال قد غرب قبل غروب الشمس في جميع مناطق المملكة.
تحياتي
امين
تعليق