الأخ أمين
الإخوة والأخوات
بدايةً يجب أن نتفق جميعًا ، أن ديننا هو الدين الحق ، وفوق كل شكوك أو تشكيك من أيٍ كان ، لذا يجب أن يكون خلافنا واختلافنا بعيدًا عن الدين وثوابته ، قد نختلف في فهمنا له ، أو في تطبيقنا لأوامره ونواهيه ، وهذا شيء طبيعي ، لكن أن نختلف في الإقرار بكماله ، أو في صلاحيته للبشرية ، على مر العصور ، فهذا أمر مرفوض .
مما يؤسف له أن الفهم الخاطيء يجعل الناس ينقسمون إلى فئتين رئيسيتين :
فئة ترى أن الدين سبب التخلف ، أو على الأقل من أسبابه ، وهذا يمس عقيدة المسلم ، بل قد يخرج بالمرء من دائرة الإسلام والعياذ بالله ، وهم خطر على مجتمعهم وأمتهم .
وعلى الطرف الآخر ترى الفئة الأخرى أن التمسك بالدين فقط دون الأخذ بأسباب التقدم بكافة أشكاله ، هو الطريق الأقوم ، وهؤلاء لا يقلون خطرًا على أمتهم من الفئة السابقة .
أما الآن تعالوا لنناقش وضعنا نحن بين الأمم ، وهذا لا يمكن أن يكون من المحظورات .
التاريخ شاهد لنا وعلينا ، والواقع كذلك ، لذا يجب أن نكون على قدر كبير من الواقعية ، بعيدًا عن تضخيم الذات ، الذي يشكل حاجزًا بيننا وبين رؤية أخطائنا ، وبالتالي إصلاحها ، وبعيدًا أيضًا عن التثبيط وجلد الذات بشكل يقتل كل طموح ، ويؤصل الشعور بالدونية التي بالتالي تؤدي إلى التبعية للغير .
التاريخ يقول : أن العرب كانوا أمةً تتكون من قبائل جاهلة همجية متناحرة ، حتى بعث محمد عليه الصلاة والسلام ، فأحدثت رسالته العظيمة تحولاً غير مسبوق ، فأصبح العرب أمة واحدة لها دين واحد يجمعهم ، ولهم نفس الأهداف السامية ، فبعد أن كان القتل والتدمير والسلب والنهب ، هو نهجهم ومنهجهم ، أصبحوا قومًا ذوي رسالة سامية ، بعملون على نشرها ، فاستبدلوا القتل والتدمير ، بالدعوة إلى الله وعمران الأنفس والأرض ، وبدلاً من السلب والنهب ، تحولوا إلى الاستفادة من حضارة الأمم التي دخلت في الإسلام ، وممن سبقهم ، فترجموا وطوروا وأضافوا .
ثم بدأ التقهقر ، وهذه سنة الحياة ، فالأمم التي سبقتنا بالحضارة سادت قبلنا ثم بادت قبلنا أيضًا ، حضارتنا التي نكتفي بالتفاخر بها وصلت للغرب ، وهي نتيجة لتراكم حضاري كنا أصحاب البصمة الأخيرة فيه ، وصلت للغرب فطور وأضاف ، إلى أن وصل إلى ما وصل إليه .
كل ما سبق موجز تاريخي ، أما الحاضر ، فماذا يقول ؟؟
في القرن العشرين ( المنصرم ) تسارعت عجلة التقدم العلمي بشكل مذهل ، وازداد تسارعها في أواخره ، وهذا التسارع أتى زمنيًا في وقت انتقل فيه مقود الحضارة والزعامة إلى غيرنا ، ولكن هذا لا ينفي مساهمات أمم أخرى غير الغرب كاليابان ، أما نحن فقد اكتفينا بالفرجة ، والخلافات الداخلية التي كانت سمتنا في العصر الجاهلي ، وتحولنا إلى حزبين متناحرين ، حزب انبهر بالغرب وحضارته وعزى تقدمه إلى التخلي عن الدين ، وحزب آخر يلعن الغرب وما أنتجه الغرب بغض النظر عن منفعته لنا ولغيرنا من البشر ، ويرى أن الحل فقط في التمسك بالدين.
وهؤلاء وأولئك جانبهم الصواب ، إذ أن بإمكاننا الأخذ بأسباب العلم والتقدم ، والاستفادة من الحضارات الأخرى بأخذ محاسنها ، مع الحفاظ على ديننا وهويتنا .
باختصار يجب أن نكون أقل حساسية تجاه الأمم الأخرى ، وفي الوقت ذاته ، أكثر تمسكًا بديننا وهوينا .
آسف على الإطالة المملة والله من وراء القصد .
الإخوة والأخوات
بدايةً يجب أن نتفق جميعًا ، أن ديننا هو الدين الحق ، وفوق كل شكوك أو تشكيك من أيٍ كان ، لذا يجب أن يكون خلافنا واختلافنا بعيدًا عن الدين وثوابته ، قد نختلف في فهمنا له ، أو في تطبيقنا لأوامره ونواهيه ، وهذا شيء طبيعي ، لكن أن نختلف في الإقرار بكماله ، أو في صلاحيته للبشرية ، على مر العصور ، فهذا أمر مرفوض .
مما يؤسف له أن الفهم الخاطيء يجعل الناس ينقسمون إلى فئتين رئيسيتين :
فئة ترى أن الدين سبب التخلف ، أو على الأقل من أسبابه ، وهذا يمس عقيدة المسلم ، بل قد يخرج بالمرء من دائرة الإسلام والعياذ بالله ، وهم خطر على مجتمعهم وأمتهم .
وعلى الطرف الآخر ترى الفئة الأخرى أن التمسك بالدين فقط دون الأخذ بأسباب التقدم بكافة أشكاله ، هو الطريق الأقوم ، وهؤلاء لا يقلون خطرًا على أمتهم من الفئة السابقة .
أما الآن تعالوا لنناقش وضعنا نحن بين الأمم ، وهذا لا يمكن أن يكون من المحظورات .
التاريخ شاهد لنا وعلينا ، والواقع كذلك ، لذا يجب أن نكون على قدر كبير من الواقعية ، بعيدًا عن تضخيم الذات ، الذي يشكل حاجزًا بيننا وبين رؤية أخطائنا ، وبالتالي إصلاحها ، وبعيدًا أيضًا عن التثبيط وجلد الذات بشكل يقتل كل طموح ، ويؤصل الشعور بالدونية التي بالتالي تؤدي إلى التبعية للغير .
التاريخ يقول : أن العرب كانوا أمةً تتكون من قبائل جاهلة همجية متناحرة ، حتى بعث محمد عليه الصلاة والسلام ، فأحدثت رسالته العظيمة تحولاً غير مسبوق ، فأصبح العرب أمة واحدة لها دين واحد يجمعهم ، ولهم نفس الأهداف السامية ، فبعد أن كان القتل والتدمير والسلب والنهب ، هو نهجهم ومنهجهم ، أصبحوا قومًا ذوي رسالة سامية ، بعملون على نشرها ، فاستبدلوا القتل والتدمير ، بالدعوة إلى الله وعمران الأنفس والأرض ، وبدلاً من السلب والنهب ، تحولوا إلى الاستفادة من حضارة الأمم التي دخلت في الإسلام ، وممن سبقهم ، فترجموا وطوروا وأضافوا .
ثم بدأ التقهقر ، وهذه سنة الحياة ، فالأمم التي سبقتنا بالحضارة سادت قبلنا ثم بادت قبلنا أيضًا ، حضارتنا التي نكتفي بالتفاخر بها وصلت للغرب ، وهي نتيجة لتراكم حضاري كنا أصحاب البصمة الأخيرة فيه ، وصلت للغرب فطور وأضاف ، إلى أن وصل إلى ما وصل إليه .
كل ما سبق موجز تاريخي ، أما الحاضر ، فماذا يقول ؟؟
في القرن العشرين ( المنصرم ) تسارعت عجلة التقدم العلمي بشكل مذهل ، وازداد تسارعها في أواخره ، وهذا التسارع أتى زمنيًا في وقت انتقل فيه مقود الحضارة والزعامة إلى غيرنا ، ولكن هذا لا ينفي مساهمات أمم أخرى غير الغرب كاليابان ، أما نحن فقد اكتفينا بالفرجة ، والخلافات الداخلية التي كانت سمتنا في العصر الجاهلي ، وتحولنا إلى حزبين متناحرين ، حزب انبهر بالغرب وحضارته وعزى تقدمه إلى التخلي عن الدين ، وحزب آخر يلعن الغرب وما أنتجه الغرب بغض النظر عن منفعته لنا ولغيرنا من البشر ، ويرى أن الحل فقط في التمسك بالدين.
وهؤلاء وأولئك جانبهم الصواب ، إذ أن بإمكاننا الأخذ بأسباب العلم والتقدم ، والاستفادة من الحضارات الأخرى بأخذ محاسنها ، مع الحفاظ على ديننا وهويتنا .
باختصار يجب أن نكون أقل حساسية تجاه الأمم الأخرى ، وفي الوقت ذاته ، أكثر تمسكًا بديننا وهوينا .
آسف على الإطالة المملة والله من وراء القصد .
تعليق