الصرف الصحي أم الربحي!!
داء مدينة جدة العضال ، اعيا المختصين، وحير المحبين نشأ واخترق جسد العروسة (المزعومة) منذ سكنها الإنسان ،كبر معها، وانتشر بانتشارها، يطاردها أينما وجدت، ويشوه منظرها من كل الجوانب..يزكم الأنوف، ويضيق الصدور ،ويدمر الأسس والقواعد ويسبب الأمراض وفساد الهواء،لا يجهله أحد من سكانها ،ولا يقبله كل زائر ومحب لها، ذلكم يا سادة هو ما اصطلح عليه بعبارة (الصرف الصحي)وهو في الحقيقة اقرب ما يكون إلى الصرف الربحي المنفعي منه إلى الصرف الذي يحفظ للعروسة (المتعوسة) صحتها وجمالها ومن سكن فيها.
ولو تعلن المبالغ المالية التي اعتمدتها الدولة على مشاريع الصرف الصحي بجدة منذ نشأتها إلى اليوم لتثبت أنها فعلا مشاريع ربحية ذهبت إلى جيوب المنتفعين من هكذا مشاريع إذ لو كانت صرفت تلك المبالغ الطائلة الهائلة والتي استطيع أن أطلق عليها المبالغ الطائرة لأصبحت جدة فعلا عروسة ولتحققت عبارة(جدة غير).
لكن لم ينفذ في جدة إلا مشاريع صرف مؤقتة مثلها مثل المسكنات أو المهدئات للإمراض الجسدية المستعصية والسرطانية بالذات.
تارة تصرف تلك المياه الاسنة إلى الخمرة في الجنوب ، و تارة ترحل إلى بحيرة المسك في الشرق،ثم تعاد إلى الجنوب، وهكذا دواليك، دون إيجاد شبكة صرف سليمة تغطي احياء جدة وتنقذها من ذلك الداء العضال. رغم ما يعلن من مشاريع بمئات الآلاف من الملايين فأين ذهبت تلك الأموال؟ وكيف صرفت؟ ومن يتحمل المسؤولية عنها أمام الله عزوجل؟
منذ أن تطأ قدم الزائر لجدة وهو يشاهد مياه المجاري على جنبات الشوارع ،مكونة احواضا وبحيرات بل وشبه انها تخترق الشوارع وتمتطي الأزقة تنفث روائحها الكريهة في المنازل و الأسواق ليل نهار وما حولك احد.
ومتى تنتهي تلك المأساة الجداوية (إن صح التعبير) الله اعلم.
انتشرت الأمراض والاوبئة ويزداد الطين بلة إذا هطلت الأمطار نتيجة طفح المجاري وسوء التصريف والتصرف.
فسد البحر وتعفن البر ولا من مجيب. خرجت المياه الجوفية مثمرة على كل وسائل الطمر والاخفاء وتفجرت الأنهار الآسنة من تحت المنازل والشوارع والكباري، وكأنها مياه زلال تسر الناظرين.
تسببت المياه الجوفية المقهورة تحت الأرض في هبوط الشوارع والأرصفة وتشققت الطرقات ،و تدمرت السيارات وكأن شيئا لم يكن!!
عجبا لك أيتها العروسة (المظلومة) كيف قاومت طوفان مياه المجاري التي أكلت حتى الحديد؟! كيف تحاولين كل يوم إظهار زينتك على قلتها لتبعثي في نفوس عشاقك حب الحياة وطول الأمل. لكنني أبشرك أيتها الفاتنة بأنه سيكون لك نصيب مفروض وافر من الواحد و الأربعين مليارا القادمة حيث سينظف جوفك من ذلك الداء العضال. وتصفى بشرتك من تلك الشوائب السوداء. وتغدين موردة الخدين، بيضاء الجبين،هواؤك عليل،وبحرك كالسلسبيل.
فقط أيتها الفاتنة لا تبتسمي للمعاكسين لنظام الأمانة التي حملها الإنسان..ولله المستعان.
جمعان بن عايض الزهراني
جريدة المدينة 28/11/1425هـ
داء مدينة جدة العضال ، اعيا المختصين، وحير المحبين نشأ واخترق جسد العروسة (المزعومة) منذ سكنها الإنسان ،كبر معها، وانتشر بانتشارها، يطاردها أينما وجدت، ويشوه منظرها من كل الجوانب..يزكم الأنوف، ويضيق الصدور ،ويدمر الأسس والقواعد ويسبب الأمراض وفساد الهواء،لا يجهله أحد من سكانها ،ولا يقبله كل زائر ومحب لها، ذلكم يا سادة هو ما اصطلح عليه بعبارة (الصرف الصحي)وهو في الحقيقة اقرب ما يكون إلى الصرف الربحي المنفعي منه إلى الصرف الذي يحفظ للعروسة (المتعوسة) صحتها وجمالها ومن سكن فيها.
ولو تعلن المبالغ المالية التي اعتمدتها الدولة على مشاريع الصرف الصحي بجدة منذ نشأتها إلى اليوم لتثبت أنها فعلا مشاريع ربحية ذهبت إلى جيوب المنتفعين من هكذا مشاريع إذ لو كانت صرفت تلك المبالغ الطائلة الهائلة والتي استطيع أن أطلق عليها المبالغ الطائرة لأصبحت جدة فعلا عروسة ولتحققت عبارة(جدة غير).
لكن لم ينفذ في جدة إلا مشاريع صرف مؤقتة مثلها مثل المسكنات أو المهدئات للإمراض الجسدية المستعصية والسرطانية بالذات.
تارة تصرف تلك المياه الاسنة إلى الخمرة في الجنوب ، و تارة ترحل إلى بحيرة المسك في الشرق،ثم تعاد إلى الجنوب، وهكذا دواليك، دون إيجاد شبكة صرف سليمة تغطي احياء جدة وتنقذها من ذلك الداء العضال. رغم ما يعلن من مشاريع بمئات الآلاف من الملايين فأين ذهبت تلك الأموال؟ وكيف صرفت؟ ومن يتحمل المسؤولية عنها أمام الله عزوجل؟
منذ أن تطأ قدم الزائر لجدة وهو يشاهد مياه المجاري على جنبات الشوارع ،مكونة احواضا وبحيرات بل وشبه انها تخترق الشوارع وتمتطي الأزقة تنفث روائحها الكريهة في المنازل و الأسواق ليل نهار وما حولك احد.
ومتى تنتهي تلك المأساة الجداوية (إن صح التعبير) الله اعلم.
انتشرت الأمراض والاوبئة ويزداد الطين بلة إذا هطلت الأمطار نتيجة طفح المجاري وسوء التصريف والتصرف.
فسد البحر وتعفن البر ولا من مجيب. خرجت المياه الجوفية مثمرة على كل وسائل الطمر والاخفاء وتفجرت الأنهار الآسنة من تحت المنازل والشوارع والكباري، وكأنها مياه زلال تسر الناظرين.
تسببت المياه الجوفية المقهورة تحت الأرض في هبوط الشوارع والأرصفة وتشققت الطرقات ،و تدمرت السيارات وكأن شيئا لم يكن!!
عجبا لك أيتها العروسة (المظلومة) كيف قاومت طوفان مياه المجاري التي أكلت حتى الحديد؟! كيف تحاولين كل يوم إظهار زينتك على قلتها لتبعثي في نفوس عشاقك حب الحياة وطول الأمل. لكنني أبشرك أيتها الفاتنة بأنه سيكون لك نصيب مفروض وافر من الواحد و الأربعين مليارا القادمة حيث سينظف جوفك من ذلك الداء العضال. وتصفى بشرتك من تلك الشوائب السوداء. وتغدين موردة الخدين، بيضاء الجبين،هواؤك عليل،وبحرك كالسلسبيل.
فقط أيتها الفاتنة لا تبتسمي للمعاكسين لنظام الأمانة التي حملها الإنسان..ولله المستعان.
جمعان بن عايض الزهراني
جريدة المدينة 28/11/1425هـ
تعليق