فرصة ولكن بدون ضمانات
تعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول للمناطق المتضررة من كارثة المد البحري (تسونامي) في آسيا كما يقول هو نفسه فرصة لتحسين مفهوم العالم الاسلامي عن السياسة الخارجية الامريكية.
لكن ذلك ليس بالامر المؤكد. فالتغيير يعتمد بصورة كبيرة على مزيج معقد من تعهدات واشنطن على المدى الطويل بتقديم المساعدات والمشاركة في إعادة البناء وتوجهات السياسة الخارجية الأمريكية بوجه عام.
فمن المفيد للجيش الأمريكي المشاركة في أعمال الاغاثة الهامة خاصة في اندونيسيا التي تعد أكثر الدول الاسلامية من ناحية التعداد السكاني.
ومن المفيد أيضا أن يكون وزير الخارجية الأمريكي هناك ومعه شقيق الرئيس حاكم ولاية فلوريدا جيب بوش. احترام كافة الأديان
وربما تريد واشنطن من هذه الخطوة التأكيد على تصريحات بوش الأب في خطاب توليه السلطة في عام 1989 والذي قال فيه: "أمريكا لن تكون أمريكا بمعنى الكلمة إذا لم تشارك في السلوكيات الأخلاقية العالية. ونحن كشعب لدينا مثل هذا الهدف اليوم".
لكن الحرب على العراق لاتزال دائرة ومع استمرار الوضع على ما هو عليه فإن السلوكيات العدائية ستنتشر في معظم الأماكن.
ويشير باول صراحة إلى أن الدبلوماسية جزء من مهمته، قائلا: "نعطى العالم فرصة لرؤية السماحة الأمريكية حيث تظهر القيم الأمريكية على الأرض".
وأضاف: "أمريكا ليست ضد الاسلام ولا ضد المجتمع الاسلامي. فنحن نحترم جميع الأديان".
إشارته "للقيم الأمريكية" ليست غريبة أو غير متوقعه. بل إنها تتفق مع النظرة المتحفظة الحديثة القائلة بعدم وجود تناقض بين السياسة الخارجية الأمريكية كما نفذت في العراق وفي أماكن أخرى واستعدادواشنطن لتقديم المساعدات في الكوارث.
ونجد أن خطابات الرئيس بوش نفسه مكسوة باشارات على نشر "الحرية" حول العالم.
ويعتبر تقديم "يد المساعدة" الأمريكية إلى المحتاجين جزءا من هذا المسعى.
وتتركز أحد المعايير الهامة في السياسة الخارجية الأمريكية على كيفية تعهد أمريكا بمساعدات طويلة المدى بما فيها الاعفاء من الديون.
فالاعفاء من الديون خطوة لا تسلم من اثارة الجدل في اطار المساعدات الدولية. وهناك رأي تبنته على سبيل المثال صحيفة فاينانشال تايمز يقول " الديون ببساطة هي أسوأ خطوة على طريق المساعدات".
وتشير الصحيفة إلى أن الديون ليست المشكلة الرئيسية والغائها بينما يعد أمرا مفيدا إلا أنه لن يأتي بأموال للمناطق المتضررة.
ومن المحتمل أن يكون هناك صفقة لالغاء الديون عن أندونيسيا ودول أخرى. لكن السؤال هو من سيكون أكثر كرما وجودا وإذا ما أظهرت الولايات المتحدة رغبة فإنها قد تستعيد جزءا من المكانة التي فقدتها في الرأي العام المسلم.
غير أن جهود الاغاثة قد تترجم على أنها طريقة لشراء الاستحسان. وما من شك أن يحدث ذلك في هذه الحالة.
ومن غير المحتمل أن تتغير وجهة النظر المناهضة لأمريكا لمجرد تقديم مساعدات على متن عدد قليل من طائرات الهليكوبتر.
جزء من مقال عن BBC
لا تنسوا ابو غريب وقوانتينامو وما قالوا عن المملكة ثم اعطوا وجهت نظركم ( يسمح ظهرها ويقرص ذيلها)
تعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول للمناطق المتضررة من كارثة المد البحري (تسونامي) في آسيا كما يقول هو نفسه فرصة لتحسين مفهوم العالم الاسلامي عن السياسة الخارجية الامريكية.
لكن ذلك ليس بالامر المؤكد. فالتغيير يعتمد بصورة كبيرة على مزيج معقد من تعهدات واشنطن على المدى الطويل بتقديم المساعدات والمشاركة في إعادة البناء وتوجهات السياسة الخارجية الأمريكية بوجه عام.
فمن المفيد للجيش الأمريكي المشاركة في أعمال الاغاثة الهامة خاصة في اندونيسيا التي تعد أكثر الدول الاسلامية من ناحية التعداد السكاني.
ومن المفيد أيضا أن يكون وزير الخارجية الأمريكي هناك ومعه شقيق الرئيس حاكم ولاية فلوريدا جيب بوش. احترام كافة الأديان
وربما تريد واشنطن من هذه الخطوة التأكيد على تصريحات بوش الأب في خطاب توليه السلطة في عام 1989 والذي قال فيه: "أمريكا لن تكون أمريكا بمعنى الكلمة إذا لم تشارك في السلوكيات الأخلاقية العالية. ونحن كشعب لدينا مثل هذا الهدف اليوم".
لكن الحرب على العراق لاتزال دائرة ومع استمرار الوضع على ما هو عليه فإن السلوكيات العدائية ستنتشر في معظم الأماكن.
ويشير باول صراحة إلى أن الدبلوماسية جزء من مهمته، قائلا: "نعطى العالم فرصة لرؤية السماحة الأمريكية حيث تظهر القيم الأمريكية على الأرض".
وأضاف: "أمريكا ليست ضد الاسلام ولا ضد المجتمع الاسلامي. فنحن نحترم جميع الأديان".
إشارته "للقيم الأمريكية" ليست غريبة أو غير متوقعه. بل إنها تتفق مع النظرة المتحفظة الحديثة القائلة بعدم وجود تناقض بين السياسة الخارجية الأمريكية كما نفذت في العراق وفي أماكن أخرى واستعدادواشنطن لتقديم المساعدات في الكوارث.
ونجد أن خطابات الرئيس بوش نفسه مكسوة باشارات على نشر "الحرية" حول العالم.
ويعتبر تقديم "يد المساعدة" الأمريكية إلى المحتاجين جزءا من هذا المسعى.
وتتركز أحد المعايير الهامة في السياسة الخارجية الأمريكية على كيفية تعهد أمريكا بمساعدات طويلة المدى بما فيها الاعفاء من الديون.
فالاعفاء من الديون خطوة لا تسلم من اثارة الجدل في اطار المساعدات الدولية. وهناك رأي تبنته على سبيل المثال صحيفة فاينانشال تايمز يقول " الديون ببساطة هي أسوأ خطوة على طريق المساعدات".
وتشير الصحيفة إلى أن الديون ليست المشكلة الرئيسية والغائها بينما يعد أمرا مفيدا إلا أنه لن يأتي بأموال للمناطق المتضررة.
ومن المحتمل أن يكون هناك صفقة لالغاء الديون عن أندونيسيا ودول أخرى. لكن السؤال هو من سيكون أكثر كرما وجودا وإذا ما أظهرت الولايات المتحدة رغبة فإنها قد تستعيد جزءا من المكانة التي فقدتها في الرأي العام المسلم.
غير أن جهود الاغاثة قد تترجم على أنها طريقة لشراء الاستحسان. وما من شك أن يحدث ذلك في هذه الحالة.
ومن غير المحتمل أن تتغير وجهة النظر المناهضة لأمريكا لمجرد تقديم مساعدات على متن عدد قليل من طائرات الهليكوبتر.
جزء من مقال عن BBC
لا تنسوا ابو غريب وقوانتينامو وما قالوا عن المملكة ثم اعطوا وجهت نظركم ( يسمح ظهرها ويقرص ذيلها)